مع احترامي وتقديري الشديدين للدكتور أبو سالم والأستاذ عثمان دلباني ..
لا أجد سبباً منطقياً يجعلني كأعسر ألتزم بالقواعد الشكلية للإمساك بالآلة الموسيقية ، فاستخدامي لليد والقدم اليسرى هو الأساس في كل شيئ ماعدا تناول الطعام والشراب طبعاّ إلتزاماً بما آتاه إيانا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، أما أن أزيد وأضيف لمعاناة التعلم معاناة أخرى - وهي استخدام اليد اليمنى كأساس للتعلم والممارسة ، وأنا في حِلٍ من ذلك من الناحية العملية وليست النظرية - فهذا شأن (اللي إيده في الميّة) كما يقال ، وهناك العديد من الموسيقيين المحترمين على مستوى العالم من يمسك بالقوس باليد اليسرى نشاهدهم عبر الشاشات وإن كانوا قلة ، كما أعلم أن هناك عازف عود سوري متميز جدا في عزفه يمسك الريشة باليد اليسرى ويعفق بيمناه ، ولم يكن هذا عيب أو حرام بل لكل شخص طبيعته ، ومخالفة هذه الطبيعة - إن لم يكن هناك حاجة لذلك - هي أمر تعقيدي وممل وليس له أي داع وخاصة في مجال التعلم ، فيسّروا ولا تعسّروا ، والدليل على ذلك وعلشان إسمي عصام إعتمدت على عصامية التعلم والإجتهاد الشخصي - كما أصاب الدكتور أبو سالم - وتعلمت العود بنفسي إلى أن صار مستوى عزفي لا بأس به والحمد لله . فلا تشقوا أيها المسؤولون على من طلب التعلم والإرتقاء بذوقه وحسه بل يسروا له الطريق وخاصة وهو في بدايته خوفاً من تولد إحساس بالضيق لدى المتعلم ، فلا يسلك ذلك الطريق من الأصل ويفضل الإبتعاد عنه ويأسر السلامة فلا يعبأ بهذا ولا ذاك ويترك لكم البلد باللي فيها وانشالله ما ارتقى لا بذوق ولا بحس من أجل مشكلة مختلقة إفتعلتها القوانين العقيمة وغير المبصرة ، وأعتقد أن هذا ما لا تودّونه ولا تطمحون إليه بالطبع .
فإن كان حتى هناك لوائح وقوانين جامدة ومصمته وكل اهتمامها هو الشكل فقط وليس الموضوع وتضع العقدة بالمنشار ، فأناشدكم - مناشدة فنان يحب جوهر الفن لفنانين أفاضل لايقلوا عنه في هذا الحب - بالسعي على ما إبتلينا به من لوائح وقوانين ، ليس فيما يتعلق بالفن والموسيقى فحسب بل في مختلف مجالات الحياة ،
وقد لا يبدو للبعض أو الكثيرين ما أتحدث عنه على درجة من الأهمية ولكن ما يدرينا لعل الأعسر إن تعلم على طبيعته العزف دون إجباره على وضع لا يتناسب معه قد يفوق ألف مرة - مع ثبات ظروف المقارنة - من يستخدم اليد اليمنى فى الأساس ، وعلى النقيض في حال تركه لتعلم آلة موسيقية يحبها وحرمانه من تعلمها - كالعود أو الكمان مثلا - وإجباره على تعلم آلة أخرى ولتكن من آلات النفخ مثلا ولا تستهويه فإنه لايجيدها في الغالب لأنها لاتستميل رغبته من الأصل .
فدعوا كلً يحدد ما يرغب دون النظر لأشياء لا تقدم ولا تؤخر كالقوانين واللوائح التي ومن المؤكد تحتاج لإعادة نظر ، وأخيراً لا آخراً أستشهد بمثلين شعبيين لدينا بمصر وهما : إن اللي إيده في المية مش زي اللي إيده في النار والآخر يقول ما يحسش بالنار إلا اللي ماسكها .
أرجو ما قيل يلقى صدىً لدى أسماعكم وأشكر كل من تابع واهتم ومعذرة على الإطالة .