كان لى حبا وشمسا لاتغيبْ
كان عشقا قرة العين حبيبْ
أيها السائل عن قصتنا
إننا كنا هوى الدهر العجيبْ
كنت أهوى فى السماء قمرا
عاش قلبى هائما فيه مغيبْكان حلما لفؤاد لم يزل
فى جحيم الليل يضنيه اللهيبْ
لم يكن فى العمر حب غيره
بعدما غزى بعينيه الدروبْ
كنت قد ظننت أن حبه
طاهر من كل زائف كئيبْ
لكن الوجه البشوش الثغر(م)
كان يوارى كل قبحه المعيبْ
خلف عين تؤثر الروح (م)
وتسحرها بالنور والهوى الكذوبْ
كان حبنا كشمس تغدق (م)
النور والغرام والحب الرهيبْ
فى قلوب قد هوت فى العشق
وامتلئت بالشوق والهوى القريبْ
حلم العمر بحب دائم
كدوام الحب بالقلب الرحيبْ
فهوت أحلامه فى أنهر
من خيانة الحبيب والطبيبْ
وتجرع كؤسا قد حوت
من سموم الغدر والصد العصيبْ
الأخت مي
مساء الخيرات
دعيني أمر بشكل تفصيلي على القصيدة
موضحا الكثير من الأمور..
سأبدأ بالوزن ...
هذه الأبيات كلها مكسورة الوزن
كنت قد ظننت أن حبه
طاهر من كل زائف كئيبْ
لكن الوجه البشوش الثغر(م)..( حتى وإن كان موصولا مع الشطر الثاني ..ظل مكسورا )
كان يوارى كل قبحه المعيبْ
خلف عين تؤثر الروح (م)
وتسحرها بالنور والهوى الكذوبْ
كان حبنا كشمس تغدق (م)
النور والغرام والحب الرهيبْ
فى قلوب قد هوت فى العشق
وامتلئت بالشوق والهوى القريبْ
من خيانة الحبيب والطبيبْ
وتجرع كؤسا قد حوت
تم استخدام بحر الرمل ..وتفاعيله فاعلاتن ...فاعلاتن..فاعلاتن ..
ولكل تفعيلة تصاريفها ..ومن أشهر الأمثلة عليه ..قصيدة الأطلال لابراهيم ناجي التي غنتها أم كلثوم ..ومطلعها....
يا فؤادي لا تسل أين الهوى ......كان صرحا من خيالٍ فهوى
إقرأي هذه القصيدة لمقارنة الوزن ..وعودي فاقرأي قصيدتك وستحسين سماعيا بانكسار الوزن.....وأحب أن أقول أن وزن الشعر إن لم يتم إتقانه سماعيا
لن يتم إتقانه ...
لذلك دائما أستغرب كيف ُتكَتبْ أبيات موزونة ثم ينكسر الوزن فجأة .....
الصور الشعرية ...واللغة
وشمسا لاتغيبْ
أهوى فى السماء قمرا
جحيم الليل يضنيه اللهيبْ
هذه صور شعرية جميلة
لكن القصيدة تفتقر للصور الشعرية عموما ..وفيها كلاسيكية وتقريرية..كبيرة
أما اللغة
غزى ....أظنها ( غذى ..)
زائف كئيبْ
قبحه المعيبْ
والحب الرهيبْ
والهوى القريبْ
خيانة الحبيب والطبيبْ
هذه استخدامات...شديدة التقريرية والمباشرة..والجفاف ...حتى وإن كانت القصيدة تتحدث عن الغدر والخيانة ..فالشعر هو الشعر ..لا بد من صور جميلة وخلاقة...
ورددي معي كيف عالج ابراهيم ناجي ..ما يشبه الموضوع ..
عيشي مع اللحن الجديد ومتعي ....دنيا هواك بما يغني الشاعر
ماضيك ما ماضيك لهو صبية ......بلهاء يجذبها الهوى فتغامر
ماضي ما ماضيّ غير حكاية .......لولاك لم يك للحكاية آخر
إن ابراهيم ناجي ...ينعى قصة غرام انتهت ...ويدين فيها طرفا ما ولكن بمنتهى الرقة والعذوبة
واقرأي ابن زيدون حين يقول ...
أضحى التنائي بديلا عن تدانينا ...وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ......شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ......بقضي علينا الأسى لولا تأسينا
وقارني ...علاقات تضاد الكلمات...( مش عارف اسمه الجناس ولا الطباق ) بين
تنائي ......تداني.....تجافي
ابتلت.......جفت
القافية والشعر العمودي
أنا لست ضد الشعر العمودي ...ولكنني ضد أن نسجن أنفسنا فيه إلى حد الرتابة ..والتقيد الصارم ..
ولست ضد القوافي ولكنني ضد التقيد بها إن كانت متكلفة ..ولا تخدم الصورة الشعرية..
وقصيدتك فيها تقيد صارم بالقافية ...إلى حد التكلف ...
مثل ..العجيب ....والرهيب ...والكئيب ....والقريب
كلها كلمات لا خيال فيها وجاءت محشوة لغايات ...التقيد بالقافية
وبعد
يا أخت مي
فرق شاسع بين أول قصيدة وهذه القصيدة ...في كل شىء
وسأنصحك بدون مجاملة ..عندما تقرأي هذا النقد ..امسكي القصيدة ومزقيها ...
وأعيدي كتابتها من جديد دون التأثر بما كتبته بها ..ودون تكرا ر أي بيت منها..ولو كنت مجرد هاوية مبتدئة لما قلت لك ذلك وقد فعلت أنا هذاالذي أقوله عشرات المرات...فلا تستغربي ..!!
أعتذر ..عن هذه القسوة ولكن لأنني أعرف أنك شاعرة وتمتلكين أن تكتبي أحسن من هذه بألف مرة ...فلا تسجلي مثل هذه الكتابات في تاريخك الشعري
وتحياتي
__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع
مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم