رد: موسيقى القافلة
أخي الأستاذ محمود.. وأخي سمعجي
هل كل البشر مرتبطين بتراثهم إلى حد الشجن.. أم أن تلك المسألة خصوصية مصرية.. أم هي خصوصية لنا نحن عشاق هذا التراث والفن الأصيل؟
لا اعرف الإجابة على وجه التحديد.
أما مجدي نجيب فهو من الشعراء الذين استشعروا هذا الشجن في التراث، واستطاعوا أن يتعاملوا معه بالأخذ والإضافة.. فليست أغنية "غاب القمر" فقط التي استنبط فيها التراث، واستطاع أن يتعامل معه بكل تلك الرقة والعذوبة.. ولكن فعلها أيضا في العديد من الأغاني والأشعار الأخرى.. ومن أبرزها أيضا "يا عزيز عيني" و"قولوا لعين الشمس" والإثنين لشادية، الأولى لحنها محمد الموجي، والاخيرة هي بالطبع للرائع بليغ حمدي.. وقد استقاها أيضا مجدي نجيب من التراث الشعبي.. ولهذه الأغنية قصة وطنية رائعة.. حيث غناها الناس حزنا على البطل والمناضل الوطني إبراهيم ناصف الورداني الذي خلص مصر من رئيس وزرائها الخائن بطرس غالي باشا في 20 فبراير عام 1910، والذي عرف بعمالته للإنجليز والخديوى.. وبطرس كان رئيس محكمة دنشواي الشهيرة.. وقد اغتاله الورداني كأول اغتيال سياسي في تاريخ مصر الحديثة.. وهو بالمناسبة جد آل بطرس غالي الموجودين حاليا (يوسف وبطرس).. وعندما حكم على الورداني بالإعدام، غنى له الناس تلك الأغنية يوم تنفيذ الحكم في صباح يوم صيفي حار كان يوافق 28 يونيو من نفس العام، وقد فوجئ الإنجليز وأعوانهم بأن المصريين يغنون في صباح هذا اليوم تلك الأغنية الحزينة.. (قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. لاحسن غزال البر صابح ماشي.. قولوا لعين الشمس).. وكان الورداني آنذاك شابا لم يتجاوز عمره 24 سنة، وهو خريج كلية الصيدلة من سويسرا، ودرس الكيمياء في بريطانيا، وكان عضوا في الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل.
ويبقى ايضا أن نشير إلى بعض عيون ما كتب مجدي نجيب من أغاني رائعة منها "العيون الكواحل" "ياهلالا غاب عنا واحتجب" لفايزة أحمد.. وهي أيضا لم تبعد كثيرا عن التراث لأنه أراد لها أن ترتدي ثوب الموشحات.
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفرفْ..
فليسَ أمامَك
- والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون-
ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
الفرارُ الذي يتجدّد كُلَّ صباح
|