آه يا سمعجي
لنا الله منك
نعم هي الذكرى
تلك الظلمة الرطبة التي تتسلل إلى النفس كلما مر خيال على لجتها الساكنة، فتتوارد الصور الرمادية والأصوات التي تأتي من مكان سحيق..
إنه ذلك الفتى الصغير الذي كان يمضي وحيدا رغم ازدحام البيت، حزينا ككل الأشياء فيه.. لا يدري سر علاقته بذلك المذياع الصغير الذي لا يغيب صوته عنه مهما بعد، وكأنه موصول به بخيط خفي..
كيف كان يخاف من صوت فيروز؟! ظاناً أنه صوت "العفاريت" التي تأتي من الحقول:
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفرفْ..
فليسَ أمامَك
- والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون-
ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
الفرارُ الذي يتجدّد كُلَّ صباح
|