[عصفور طاير]

لم يعد يفاجئني سمعجي بأي نوع من المواهب يمتلك، ولا بحدود تلك المواهب.. ولو جاء يوما بموهبة في النحت والتصوير فلن أندهش، حتى لو تحرك تمثاله كما تحركت "جلاتيا" بين ايدي بجماليون.

فقصيدة اشتهاءات حالة شعرية متجلية ومتدفقة.. فهو يغرقنا بشلال من الصور المتتابعة والكثيفة والمتلاحقة والمركبة في آن.. ويخرج بنا لنحلق عبر فضاءات فسيحة في السماء والأرض، الفلك والطبيعة، ويوغل بنا في أعماق التاريخ والأسطورة.. نسبح في غياهب المجهول، تغمرنا شلالات من نور التبتل.. نغوص في ظلمات النفس والوجدان، فتحملنا هالات من الضوء الملائكي.. حالة متكاملة دفاقة من الحلم والدهشة والتجلي.. من التصوف والوله.. فلا حدود بين الملموس والمحسوس، بين الأنسنة والألوهية، بين الحلم والحقيقة.. كل الأشياء والعاديات شفافة كالخيال.. وكل الخيالات من لحم الواقع..

هو الشعر إذن يا سمعجي
هو الشعر إذن