للأستاذ أحمد البيضاوي
ومنه هذه السطور :وفي سنة 1952 تأسس أول جوق إذاعي عصري يحمل إسم "جوق راديو المغرب للطرب العصري التابع لدار الإذاعة المغربية". برئاسة الموسيقار الراحل أحمد البيضاوي. وهو من الفنانين الذين تشبثوا بالقوالب الموسيقية المشرقية الموروثة. كما ساهم في تطوير الموسيقى المغربية وارتبط اسمه بتلحين قصائد الشعر القديم. خصوصا قصائد الشاعر الأندلسي ابن زيدون. ومن ألحانه "أضحى الثنائي". و"قل لمن صد وخان" "يا صاحب الصولة والصولجان". "حبيبي تعال". "البردة"... بالإضافة إلى عدد هائل من الألحان الغنائية. أوبرتات وملحمات وأناشيد وطنية. ناهيك عن مجموعة من السماعيات التي تعتبر مرجعا لطلبة المعاهد الموسيقية. وقد توفي سنة 1989. ويعتبر الجوق الوطني حاليا الامتداد الطبيعي لـ"جوق راديو المغرب للطرب العصري". وقد توالى على رئاسته بعد أحمد البيضاوي كل من عمر طنطاوي وعبد القادر راشدي و عبد العاطي أمنا
وتمثلت الانطلاقة الفعلية للمرحلة الثانية من تطور الأغنية العصرية المغربية في تنظيم الإذاعة الوطنية للحفل الموسيقي الأسبوعي. فوجدت بعض الفرق الموسيقية طريقها إلى الجمهور من خلال الإذاعة. وكانت تنتمي إلى الرباط وسلا والدار البيضاء وفاس ومراكش. فاشتدت المنافسة بينها في تقديم الجيد من الأعمال الغنائية التي أسهمت بقوة في الدفع بالأغنية المغربية إلى آفاق رحبة. وهكذا كان للإذاعة دور مهم في جمع الفنانين المغاربة. وبفضل الاحتكاك المباشر. والعمل اليومي في هذا الفضاء الإعلامي الجديد ظهرت طاقات باهرة وعطاءات فنية صادرة عن كفايات عالية. خاصة وأن كل البرامج الإذاعية كانت تنقل مباشرة على الهواء. مما انعكس إيجابيا على تطوير الأغنية المغربية واستفادت الفرق الجديدة من تجربة الجوق الملكي في الحرص على الإبداع وتطوير الأداء. وتكوين الفنانين الشباب. وكانت فرقة أحمد البيضاوي بالإذاعة تضم روادا تركوا بصماتهم واضحة على الموسيقى المغربية أبرزهم: عبد القادر راشدي. عبد الرحيم السقاط. المعطي بلقاسم. أحمد شجعي والمعطي البيضاوي.. بالإضافة إلى عدد من السوليست البارعين
__________________
باحث في علم الموسيقى
|