عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19/10/2007, 04h31
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 2,483
افتراضي رد: قوللى حاجة

الأخوة الأعزاء ..

برغم من أن إبنتنا العزيزة ( فاتنة ) لم تلتزم بشروط إدراج أغنية للتحليل .. من حيث عدم وضع رابط للأغنية وسرد ذكرياتها عن العمل .. ولكنها صعبت عليا بصراحة .. لأن الأغنية جميلة وتعتبر إبداع من إبداعات عبد الوهاب ..

لذا قررت أن أحللها موسيقياً وإللى يحصل يحصل ..

الأغنية من كلمات : حسين السيد

والألحان : محمد عبد الوهاب

ولقد قام الموسيقار على إسماعيل بالتوزيع الموسيقى ..

إختار عبد الوهاب مقام الراست ليبدأ به الأغنية ..

نسمع فى البداية تنويعات حوارية .. أدليب قصير تؤديه الوتريات من مقام النهاوند .. شوفوا .. مع إن اللحن راست .. لكن ده عبد الوهاب .. يعمل إللى هو عايزه .. ومانقدرش نفتح بقنا ..

ثم يدخل ( البونجز ) وهو ألة إيقاعية يضعها العازف بين ركبتيه .. يؤدى البونجز عدة موازير إيقاعية متنوعة بالإشتراك مع ألة القانون .. حوار جميل ولذيذ ..

ثم تدخل الفرقة مع الإيقاع .. من مقام الراست .. لتؤدى الجملة الرئيسية .. والإيقاع المستخدم هنا هو إيقاع ( الرومبا ) وبالتحديد ( سلو رومبا ) أى رومبا بطيئة ..

ويستعرض على إسماعيل عضلاته فى هذه المقدمة .. فنسمع الجيتار مع البيانو فى جملة بسيطة من ثلاث حروف ليفصل بين إعادات الفرقة للجملة الرئيسية ..

ويتعجب البعض هنا من إستخدام الجيتار والبيانو فى أداء جملة فى مقام الراست .. ومعروف أن مقام الراست مقام شرقى يحتوى على ثلاثة أرباع التون .. السيكا يعنى بالبلدى .. والجيتار والبيانو بالذات ألات غربية لا تستطيع عزف النغمات الشرقية .. ولكن عبد الوهاب تحايل على المسألة .. وأعطى لهذه الألآت جملة بسيطة ليس فيها ربع تون .. ( السى بيمول ، الدو ، الرى ) ..

نسمع أيضاً ألآت الخشب ( الفلوت والبيكالو ) تؤدى توزيعات هارمونية .. فنجد أنفسنا نسمع نفس الجملة الموسيقية بأكثر من شكل .. شغل موزعين ..

تسلم الفرقة القيادة لعبد الحليم ليبدأ الغناء .. من نفس المقام ( الراست ) .. ( قوللى حاجه .. أى حاجه .. ألخ )

المذهب ليس فيه شئ غريب .. كله من مقام الراست ..

نبدأ فى أول كوبليه .. من نفس مقام الراست ونفس الجملة الموسيقية .. ونفس التسليمة ..

ويغنى عبد الحليم ( عمرى ماتعودت تبقى معايا .. وتفكر لوحدك ) من نفس المقام ( الراست ) ..

ولكنه يتحول لمقام الكرد عند ( دقته عندى وعندك ) .. ويستمر مع الكرد حتى ( قوللى حاجة .. أى حاجة ) التى يستعيد فيها الراست مرة أخرى ..

ونأتى للكوبليه الثانى .. فنسمع جملة جميلة جداً وحساسة جداً من ألآت ( الكلارنيت والأوبوا ) .. وأعتقد أيضاً أن ألة ( الكورنو ) النحاسية تعزف معهم .. ونتوقف هنا للحظات قليلة لنكسب فيكم ثواب ..

لمن لا يعرف شكل هذه الألآت .. سأحاول تقريبها لأذهانكم ..

عارفين الموال الذى يؤديه عبد الحليم فى فيلم شارع الحب .. فوق السطوح .. كان يعزف على ألة موسيقية .. هذه هى الأوبوا .. والكلارنيت يشبهها .. ولكنه أطول قليلاً .. أما الكورنو .. عارفين فرقة حسب الله .. عارفين الألة النحاسية الضخمة التى يلبسها العازف وهو يعزف عليها .. ولها بوق كبير جداً .. هذ هى ( البيست هورن ) الكورنو بقى شكلها بس على صغير .. صغير جداً .. الحفيد يعنى .. حاجه كده .. ملولوه وملفوفة .. ونحاس برضه ..

نرجع بقى للأغنية ..

قلنا إن الكلارنيت والأوبوا تعزف جملة جميلة .. وتعقبها الوتريات مع الخشب فى جملة تكنيكية صعبة .. من مقام النهاوند .. لنعرف أن عبد الحليم سيغنى نهاوند .. خلاص عرفنا ..

يغنى عبد الحليم ( لو فى قلبك شكوى منى .. إشكى منى لوم عليا ) .. من النهاوند .. حتى ( وإنت قلبى وإنت أملى ) فيعود للكرد مرة أخرى ثم الراست لينهى الكوبليه ..

وسنلاحظ هنا أن عبد الوهاب جعل عبد الحليم يغنى جملة ( قول ياقلبى .. قول ياأملى ) من الجواب مرة ومن القرار مرة .. مرة بصوت حاد ومرة بصوت غليظ .. والواضح هنا أن المسألة درامية .. أى لزوم المشهد مع نادية لطفى .. لأن عبد الحليم يعاتب الحبيبة .. ومن هنا جاء تلون الأداء .. يعنى مرة بيصرخ معاتباً ومرة بيهمس أيضاً معاتباً .. لعلها تحن عليه بإجابة ..

ونأتى للكوبليه الأخير .. وهو بحق مسك الختام ..

ففيه يستعرض عبد الوهاب عضلاته الموسيقية واللحنية .. فنجد أنفسنا أمام لازمة موسيقية بديعة ..

أراد عبد الوهاب أن يلحن هذا الكوبليه من مقام الهزام .. هل ذهب للهزام مباشراً .. هيهات .. لازم يتعب قلبنا وقلب الموسيقيين .. لعب على تنويعات مقامية عديدة .. فإستخدم راست النوا ثم كرد النوا أيضاً .. حاجه كده ( سمك لبن تمر هندى ) ليستقر فى النهاية على درجة السى بيكار ( السى البيضاء على البيانو ) ليصل بنا للهزام بسلامة الله .. ولم ينسى أن يغير الإيقاع فإستعمل إيقاع المقسوم السريع ..

ويغنى عبد الحليم ( كل كلمة .. كل همسة ) من الهزام .. مع تغيير الإيقاع للمقسوم العادى ..

ونجد أنفسنا فى راست الدو عند ( أجرى دايماً وأحكى هالك ) .. ويعود للهزام مرة أخرى عند إعادة الجملة الأولى ..
ثم يعود للكرد عند ( أجرى دايماً .. أجرى دايماً ) .. و ( إنت قلبى وإنت أملى ) كرد أيضاً .. ويعود للراست حتى النهاية ..

خلصت الأغنية .. لكن الكلام ماخلصش ..

عبد الوهاب يعرف ماذا يريد بالضبط .. يعرف تماماً أن معه فى الفيلم ( الخطايا ) ملحنين شباب ( كمال الطويل ، محمد الموجى ، منير مراد ) ملحنين بدأوا مع عبد الحليم ويعرفوا جيداً طبيعة صوته والألحان التى تتناسب معه .. فيلجأ عبد الوهاب للصنعة .. للحرفة .. للخبرة .. فيلحن الجملة الواحدة بأكثر من شكل .. ويتلاعب بالمقامات وبنا أيضاً ..

أيضاً على إسماعيل أعطى للأغنية شكلاً مغايراً .. أضاف جملاً هارمونية ( كاونتربوينت ) جعلتنا نستمتع بالعمل ..

ياللا .. بالهنا والشفا على قلبكم وأذانكم ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس