الصديق العزيز عمرو الرواي
استمتعت كثيرا بمتابعة بحوثك عن البحر الاحمر ، و لفت نظري حديثك عن البشارية و العبابدة ، فقد لاحظت انك تجمع بينهما ، و في حدود علمي انهما قبيلتان مختلفتان ، فالبشارية تنتمي الي البجا و هو عرق افريقي على الساحل يصل الي الصومال و لاهل تلك القبيلة لغة مختلفة و ربما هي التي قصدت بها ( الرطانة ) اما قبائل العبابدة فهي تنتسب الي عبد الله بن الزبير بن العوام
و قدمت الي مصر في ظروف الفتنة الكبرى ( الفتنة الكبرى تعبير و اسم كتاب للعميد طه حسين ) و جانب من تلك القبائل ظل على حالته الرعوية على ساحل البحر الاحمر و الجانب الاخر اتجه الي الوادي و استقر في مناطق مختلفة من قنا و اسوان ، و في دراو توجد ما يمكن تسميته برئاسة القبيلة ، و استمعت الي ما رفعته من اغانيهم و لم الحظ رطانة انما هي العربية بلهجة محلية ،
المهم ان منطقة القبيلتين ظلت في تجاهل من الدولة الي ان حدثت مشكلة حدودية في مثلث حلايب و شلاتين عندها تحرك اطلس الفلكلور بايعاز سياسي (الاطلس مؤسسة حكومية من ادواره جمع و دراسة كافة اشكال الموروث المصري ) و سافرت بعثة الي هناك كان من بينها الشاعر الراحل مجدي الجابري الذي صدر له كتاب عن الاحاجي و الالغاز في تلك المنطقة ، كما سافر الشاعر مسعود شومان اكثر من مرة و جمع اشعار الاهالي هناك ، و سبق ان تحدثنا عن فنون النميم و الدوبيت و السلسلة في المنطقة لكني للاسف لا اعرف هل صدر له كتاب بدراسته ام لا .
و حين تحدثت يا راوي عن السيف و الدرقة او (الدرجة ، الجيم المصرية) تذكرت احاديث الكبار عن رقصة قديمة في منطقة اسوان اسمها (البرجة ) اي البرقة و هي ان يقفز الراقص رافعا سيفه الي اعلى الي ان يلتمع السيف او يبرق ، و يحمل في اليد الاخرى الدرقة ، لكني لا اعرف مما تصنع في منطقتنا ، هذه العادات اختفت الان ، و يظل منها بعض اثار مثلا في الاعراس لابد ان يحمل العريس ( و يسمى الامير ) الكرباج و البعض القليل يصمم على حمل السيف كما في القديم ، و قد يمازح اصدقاءه ببعض ضربات خفيفة بالكرباج ، و لا اعرف ان كانت مثل هذه العادات تجد ما يشبهها عند العبابدة ام لا
ربما تكون لديك الاجابة
تحياتي لك يا جميل