خطر المسا
خَطر المَسا بِوشاحـه المتلـون *** بَين الرُبى يَهب الكَرى للأَعيـن
وَتَلمس الزَهر الحييَّ فَاطرَقـت *** أَجفانه شَـأن المُحـب المُذعـن
وَدَعا الطُيور إِلى المَبيت فَرفرفت *** فَوق الوكون لَها لحون الأَرغـن
وَتَسللـت نَسماتـه فـي إِثـره *** فَإِذا الغُصون بِها تَرنـح مدمـن
آمـال أَيـام الرَبيـع جَميعهـا *** حسن وَعيبال اِكتَسى بِالأَحسـن
جَبل لَهُ بَيـن الضُلـوع صَبابـة *** كادَت تَحول إِلى سِقـام مزمـن
وَتَفجَرت شِعـراً بِقَلبـي دافِقـاً *** فَسَكَبَت صافيهِ لِيَشرب مَوطِنـي
يا مَوطِناً قـرع العـداة صِفاتـه *** أَشجيتَني وِمِن الرَقـاد مَنَعتَنـي
يا مَوطِناً طَعَـن العِـداة فُـؤاده *** قَد كُنت مِن سكينهم فـي مَأمـن
لَهفي عَلَيك وَما التَهافـي بَعدَمـا *** نَزَلوا حِماك عَلى سَبيـل هيـن
وَأَتوك يَبـدون الـوِداد وَكُلُهُـم *** يَزهو بِثَـوب بِالخـداع مبطـن
قَد كُنت أَحسَب في التَمَدُن نعمـة *** حَتّى رَأَيـت شَراسـة المُتَمَـدن
فَإِذا بِجانب رفقه أَكـر الوَغـى *** وَإِذا الحَديد مَـع الكَـلام الليـن
الذَنب ذَنبي يَومَ همـت بِحبهـم *** يا مَوطِني هَذا فُـؤادي فَاطعَـن
وَاغمر جراحك في دَمي فَلَعَلـه *** يَجدي فَتَبرأ بَعـدَهُ يـا مَوطِنـي
عَجَباً لِقَومـي مَقعديـن وَنَوّمـاً *** وَعَدوهم عَن سَحقهـم لا يَنثَنـي
عَجَباً لقومي كُلهـم بُكـمٌ وَمـن *** يَنطق يَقل يـا لَيتَنـي وَلَعَلنـي
لم يوجسون مِن الحَقيقـة خَيفـة *** لم يَصدفون عَن الطَريق البيِّـن
إِن البِـلاد كَريمـة يـا لَيتَـهـا *** ضَنت عَلى من عقهـا بِالمدفـن
قالوا الشَباب فَقُلت سَيـف باتـر *** وَإِذا تَثقف كانَ صافـي المعـدن
مَرحى لِشُبـان البِـلاد إِذا غَـدا *** كُـل بِغيـر بِـلاده لَـم يَفتـن
مَرحى لِشبان البِـلاد فَمـا لَهُـم *** إِلّا السمو إِلى العُلى مِـن ديـدن
نَهض الشَباب يُطالِبون بِمجدهـم *** يا أَيُّها الوَطَـن المَجيـد تَيمـن