الموضوع: يوم عادى جدا
عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 12/09/2007, 02h09
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

, و بعد أيها الأخوة فى ( سماعى ).. لم يتبق غير الحفل الساهر

فى شارع ( أغا) ، و الذى شاع خبره فى المناطق المجاورة ،

فتداعى اليه الناس من سوق الليمون ، و الكوبانية ، و السيالة ، و

حلقة السمك ، و البيّاصة ، بل ومينا البصل !! و لم يكن ليخطر

على بال الشيطان نفسه ، أن حفل عقد قران أنّوسة السمبوخسى

سيحظى بهذا الحضور الجماهيرى الغير المسبوق ، و أن كافة

أصناف المزاج ، سوف تتواجد ( ماءا و دخانا ) على موائد

الأسطى عبده الطنيخى ، و الذى اضطُر لأول مرة فى تاريخه

المديد مع الفِراشة ، الى تأجير كراسى و موائد و مفارش و عِدة

صيوان من الباطن ، فالكراسى وحدها وصل عددها اللى خمسمائة

دستة ، و العمال الذين اضطر لاستدعائهم من مقهى السيد بانجو و

حودة الشامورت ، َربا عددهم على الأربعين ، و ما كان لتلك

الجماهير الغفيرة أن تحضر الفرَح ، لولا الأسماء اللامعة البراقة

لنجوم الطرب و الغناء و الرقص الذين سيحيون الليلة ، و على

رأسهم مطرب الأنابيب ، و الذى اقتحم عالم الفيديو كليب

( كراكيبو ) ، فضلا عن سيدة الغناء الشعبى المعاصر ( عديلة )

، و التى لا يجرؤ واحد من أفراد فرقتها على نطق اسمها مجردا

من الألقاب ، فهى ( ست الكل ) ، التى غزت عالم الكاسيت ،

فاخترقت الآذان ، ، و انتشى بتغريدها الركاب فى كافة مواصلات

النقل الجماعى

وامتدت شهرتها الى محلات عصير القصب ، و عربات الكشرى

، و مطاعم السمين فى الناصرية و السيدة ، و اعترف لها النقاد

بأنها الامتداد الطبيبعى للأسطورة التى يوشك نجمها على الأفول ،

الست شفيقة محمود !!

و ما كان للجماهير العريضة من قوى الشعب العاطل و العامل و

المؤقت على السواء ، أن يسعى الى شارع ( أغا) ، حاملا ما

تيسر من زجاجات البيرة و الكينا و الزبيب و كافة منتجات

جناكليس ، الا لخاطر عيون ( المُرعِشة ) ، والتى يحلو للبعض

بتسميتها ( المُعْجنة ) ، الراقصة كوكى شُقَق ..


و لأننا على أبواب الشهر الكريم ، و الذى ( تنقرض ) فيه الأفراح

و الليالى الملاح ، فان صحبة الفنانين من أساطين الشدو المعاصر

، يمكثون فى إجازة اجبارية ، ( حتى فى مُخَيّلتى ) ، ولذا ، فاليوم

العادى جدا الذى لم يخطر على بال أبو احمد ، و الذى فجّر عنده

وعيا جديدا ، فبدّل منهجه العقلى ، و بدأ يؤمن بالفلسفة الواقعية ،

عوضا عن مثاليته التى ألقاها فى أول صندوق قمامة صادفه إثْرَ

ذلك اليوم التاريخى ..

حيث ارتد الى ما قبل الميلاد ، ليراجع واقعية أرسطو و توما

الاكوينى ، مقارنا اياها بالواقعية المعاصرة لأم التيتى و ميمى

نتاية و كراكيبو ، و كل الخارجين من عباءة ( باتعة الدادا ) من

معتنقى مذهب الواقعية المادية المعاصرة ( بالفِطرة )! .. و الذى

أيقن فى نهاية الأمر ، أن التجربة البشرية هى المجال الوحيد

الجدير بالاهتمام ، و أن العالم الخارجى بمكوناته الفيزيائية ،

مستقل عن محتوى العقل ، و أن حَمَلة لواء الغناء المعاصر ، هم

جزء من قوانين الطبيعة ، مثلهم مثل الذباب و القوارض و حرامى

الحلة ، فالانسان بوجودهم محكوم ، حتى لو صنع من نفسه قِردا

للحكمة ، لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم !!


و أراكم أيها الأخوة و الأصدقاء فى ( سماعى ) على خير ان شاء

الله بعد الشهر الكريم ( إجازة العوالم ) ، مع تفاصيل أحداث الحفل

الساهر ..

و من يدرى ، فربما يستغرقنى الوعى الجديد الذى انتاب أبو احمد

على كِبَر ، فلا أعود ليومى العادى جدا ،

و لا أعود اليكم أيضا ، مكتفيا بالفُرجة ( ما أحلاها ) كما تعودت

، منذ نشأتُ على أرض هذا الوطن المجيد !!

وبعد

أعتذر مقدما لعدم ردى على

أى مداخلة ( ما ) على الخاص أو العام ، فأنا خارج الخدمة

من الآن ، و لكم جزيل شكرى و تحيتى و أطيب تمنياتى ، وجزءا

من قلبى الذى اختطفتموه ، فمن يرده الىّ ؟!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس