الموضوع: يوم عادى جدا
عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 11/09/2007, 01h23
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

لم يكن الفتى المحمول جوا على الأعناق ، مكتفيا بالصياح ، بل

كان يجسد مضمون الهتاف بذراعيه وكفيه ، بل و أصابعه ، فبدا

محترفا و متمرسا على قيادة زفات الشوارع .. و هنا كان قد بدأ

يشير باصبعيه السبابتين تجاه أهل العريس صائحا :

( ياللى ع الترعة ) ثم يشير بنفس الاصبعين تجاه السمبوخسية :

( حَوّد ع المالح )


ياللى ع الترعة .. حوّد ع المالح ...

عندكو الترعة .. و عندنا المالح..

و أردف مستبدلا طبقة الجواب بالقرار :

شعرى بيوجعنى

من ايه ؟!

من شدّك ليلة امبارح

ياللى ع الترعة حوّد ع المالح

خدى بيوجعنى

من ايه ؟!

من بوسَك ليلة امبارح ...

كان الفتى قد افتتح هتافه ( بالشَعر) ليهبط من أعلى الى ما تيسر

من اعضاء الجسم ، فلم يبدو على أحد أن حياءه انخدش ، بل كان

( الحريم ) أكثر حماسا من الرجال أنفسهم ، فى ترديد الصيحات

التى انتهت عند ( السِّمانة ) .. وبدأ الشباب يتقدمون الى الأمام

تصحبهم هتافاتهم ، لكن رهطا من البنات

( الزغاليل ) اللاتى كن ينتظرن اللحظة المناسبة ، أخذن يصفقن

و يتمايلن ، محلِّقات فى دائرة واسعة حول ( بولا ) أخت العروس

، و التى رفعت يديها الى أعلى ، و أخذت تحرك كفيها فى الهواء

بنعومة و ليونة ، و بدأت وصلة من الرقص البلدى مع ايقاع

( التـّت ) الصادر من الدى جى

، يدعمه فى توزيع ايقاعى حى فرقة المزمار ، و رغم بدانة بولا

المتفجرة ، الا أنها بدت أخف من ريشة وهى تتمايل فى تناغم

دقيق مع الايقاع ، و بدا أنها خرقت قانون الجاذبية بحيويتها

وتمكنها المحكم فى السيطرة على كل تفصيلة فى جسمها ، فحينا

ترعش جزءا ، ثم ترد عليه بارعاش الجزء المقابل فى حوار

جسدى محكم ، ثم تتباطأ فى دلال تعبيرى ، و فجأة تقفز لأعلى

ثم تهبط فى بطء شديد يفرضه ايقاع التت ، مؤرجحة وسطها

بانسيابية لا تتناسب و ضخامتها ، حتى تكاد تلمس الأرض

بمؤخرتها ، فتبدأ رحلة الارتفاع المتباطىء و قد أمالت أحد

جانبيها و تركته يرقص وحده ككيان منفصل تماما عن بقية جسمها

، ثم تتحول الى الجانب الآخر ، ليكرر نفس الحركات اللينة

الاهتزازية المثيرة !!

فى الوقت ذاته ، كنت أرنو بحذر الى القدود الأنثوية الطازجة و

المحرضة لصديقات أنوسة و بولا ، و التى حُشرت فى فساتين

السواريه الضيقة من كافة المقاسات.. و أخذتُ أتأمل فى

الانحناءات الأنثوية الاعجازية ( للزغاليل ) غير عابىء بثرثرة

الأستاذ على ، و دنوت ( مجذوبا ) من التجمع ( الطرى ) المثير


و قد دنا معى الأستاذ على السمبوخسى مجذوبا بالتبعية ، و أخذ

يحملق فى بلاهة ممزوجة بالفرحة الى ابنته بولا وهى تواصل

رقصتها ، و التى أنهتها بطريقة استعراضية مدهشة ، فقد أرعشت

جسمها فجأة كأن كهرباءا أمسكت بها ، بينما مدت ذراعيها فى

خط أفقى ، و أخذت تُجنّْح بهما مثل طائر رشيق و عملاق ، و مع

آخر ( دُم ) فى الايقاع توقفت كل الاهتزازات و الارتعاشات ، و

قد انحنت ضامة نفسها مثل حرف ( الواو ) ..


و تقدم موكب العروسين تجاه ( الكوشة ) .. أنوسة بوجهها

المفرطح المختفى تحت طبقة عازلة من الجبس ، و العريس الذى

جحظ كل مافيه ،حتى البدلة !

بينما تقدم الأستاذ على خلف الموكب و وجهه متألق بالعرق الذى

غلف ملامحه بطبقة زجاجية لامعة ، والذى دنا منّى قائلا : شفت

بولا ؟! يا بنت الأبالسة .. طالعة موهوبة فى الرقص ، ثم زغدنى

بكوعه و قال : ابن الوز عوّام .. طالعة لامها !!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس