الموضوع: يوم عادى جدا
عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 10/09/2007, 09h25
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

لاحظت الأستاذ على السمبوخسى يقف على مقربة منى مبهورا و

طائرا من الفرحة .. فحاولت الوقوف فى جهة أخرى حتى لا

( يصطادنى ) و يحتكر أذنى طوال الليل .. لكنه لمحنى فأنطلق

نحوى متهللا و معاتبا :

كدا برضو يا بو احمد ؟! .. دانا دخت عليك السبع دوخات ..

فاتك نص عمرك .. دى زفة العربيات كان لها العجب .. خدناها

م المنتزة للأنفوشى .. الكورنيش كله كان واقف على رِجل ..و

العربيات تحدف شمال و يمين ، و بييب بييب بييب .. مش

باقوللك .. أنُّوسة دى بنت حلال مصفى !


بدا الأستاذ على متسامحا مع الماضى ، ماحيا من ذاكرته

مغامرات أنوسة البلكونية ، و بدأ مشهدى التلاصقى معه يتكرر ،

و لكن فى الوضع ( وقوفا ) .. فمه فى اذنى و كفه تضغط مع كل

كلمة على ذراعى .. غير ان فرحته الفطرية و حماسه المشتعل

جعلنى ارتضى ( ضمنا ) كل ما يفعله بى ، بل ساعدته طوعا

بإدخال أذنى فى فمه ..

و أمسكنى فجأة من ذراعى كأنما يقبض علىّ ، قائلا : تعالى

أعرّفك على الحاج عُصمان .. أبو العريس

.................................................. ............................

بضع خطوات ، و وجدت نفسى فى ( حضرة ) الحاج و حاشيته

المهيبة ، و بمجرد أن طالعنى بوجهه المتجهم وعيونه الجاحظة

التى توشك على الانقذاف من محجريهما ، حتى بادرنى بصوت

عميق أجش كأنما يخرج من كهف مظلم فى صدره :

انت مين ؟! ..

تجمدت فى مكانى مثل تلميذ بليد ينتظر عقابا ما.. لكن

الأستاذ على السمبوخسى تدخل قائلا بصوت مرح :

ما تخافشى يا ابو احمد .. دا هوا اللى شكله كدا .. لكن قلبه

أبيض زى اللبن الحليب !! و توجه الى الحاج متسائلا فى شك :

مش كده يا حاج ؟!


لم يعره الحاج التفاتا ، و ظل مبحلقا فى وجهى بعيونه الضفدعية ،

فأسقط فى يدى و استشعرتُ شرا واقعا بى لا محالة ، و تذكرت

موقف علية السمبوخسى ، فاعتقدت أن خبر ( التحرش ) المزعوم

قد انتشر كالنار فى الهشيم ، و وصل الى مسامع الحاج

عُصْمان !! و كدت أبادره بطلب العفو و السماح ، و ان الأمر لا

يعدو سوء ظن من الست علية التى لم تقّّيّم الموقف تقييما

موضوعيا .. و قبل أن أنبس ببنت شفة ، كان الحاج عُصْمان قد

رفع عصاته الغليظة تجاهى مباشرة ، فانصعقت لتوى ، وتمتمت

بالشهادة متوقعا أن ينزل بها على أم رأسى ، لكنه تحنجل فجأة ،

رافعا احدى ساقيه ، و بدأ يرقص على ايقاع المزمار بتؤدة و

كبرياء !!

انفرجت أساريرى و كدت أطير فرحا بنجاتى من ( الشومة ) التى

يحملها ، و تصايح ( المتجلببون ) و بدأت حلقة من الرقص البلدى

شارك فيها الجميع ، بما فيهم ( الأفندية ) من ذوى

( الكرافتات ) .. و تعالت الزغاريد ، و لعلع المزمار ، و تحلق

الشباب حاملين أحدهم ، و الذى أخذ يهتف بصيحات فلكلورية

متصاعدة ، فيردها عليه المتحلقون حوله بحناجر ذكورية

متحمسة :


يا بنت دوسى على الحشيش ....
احنا رجالة ما تخافيش ....


حط اللمبة ف وسط الدار ...
قلب البنت مولع نار ....


جينا من آخر المديرية ...
باللباس و الجلابية .........

وعريسنا طالع م الحمام .....
حاطط ريحة و كله تمام .....


تحت السرير ....
ليصة ....


فوق السرير ...
ليصة


و ع الكورنيش
ع الكورنيش


انزل بشويش
ع الكورنيش


و اطلع بشويش
ع الكورنيش
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس