لاحظت الأستاذ على السمبوخسى يقف على مقربة منى مبهورا و
طائرا من الفرحة .. فحاولت الوقوف فى جهة أخرى حتى لا
( يصطادنى ) و يحتكر أذنى طوال الليل .. لكنه لمحنى فأنطلق
نحوى متهللا و معاتبا :
كدا برضو يا بو احمد ؟! .. دانا دخت عليك السبع دوخات ..
فاتك نص عمرك .. دى زفة العربيات كان لها العجب .. خدناها
م المنتزة للأنفوشى .. الكورنيش كله كان واقف على رِجل ..و
العربيات تحدف شمال و يمين ، و بييب بييب بييب .. مش
باقوللك .. أنُّوسة دى بنت حلال مصفى !
بدا الأستاذ على متسامحا مع الماضى ، ماحيا من ذاكرته
مغامرات أنوسة البلكونية ، و بدأ مشهدى التلاصقى معه يتكرر ،
و لكن فى الوضع ( وقوفا ) .. فمه فى اذنى و كفه تضغط مع كل
كلمة على ذراعى .. غير ان فرحته الفطرية و حماسه المشتعل
جعلنى ارتضى ( ضمنا ) كل ما يفعله بى ، بل ساعدته طوعا
بإدخال أذنى فى فمه ..
و أمسكنى فجأة من ذراعى كأنما يقبض علىّ ، قائلا : تعالى
أعرّفك على الحاج عُصمان .. أبو العريس
.................................................. ............................
بضع خطوات ، و وجدت نفسى فى ( حضرة ) الحاج و حاشيته
المهيبة ، و بمجرد أن طالعنى بوجهه المتجهم وعيونه الجاحظة
التى توشك على الانقذاف من محجريهما ، حتى بادرنى بصوت
عميق أجش كأنما يخرج من كهف مظلم فى صدره :
انت مين ؟! ..
تجمدت فى مكانى مثل تلميذ بليد ينتظر عقابا ما.. لكن
الأستاذ على السمبوخسى تدخل قائلا بصوت مرح :
ما تخافشى يا ابو احمد .. دا هوا اللى شكله كدا .. لكن قلبه
أبيض زى اللبن الحليب !! و توجه الى الحاج متسائلا فى شك :
مش كده يا حاج ؟!
لم يعره الحاج التفاتا ، و ظل مبحلقا فى وجهى بعيونه الضفدعية ،
فأسقط فى يدى و استشعرتُ شرا واقعا بى لا محالة ، و تذكرت
موقف علية السمبوخسى ، فاعتقدت أن خبر ( التحرش ) المزعوم
قد انتشر كالنار فى الهشيم ، و وصل الى مسامع الحاج
عُصْمان !! و كدت أبادره بطلب العفو و السماح ، و ان الأمر لا
يعدو سوء ظن من الست علية التى لم تقّّيّم الموقف تقييما
موضوعيا .. و قبل أن أنبس ببنت شفة ، كان الحاج عُصْمان قد
رفع عصاته الغليظة تجاهى مباشرة ، فانصعقت لتوى ، وتمتمت
بالشهادة متوقعا أن ينزل بها على أم رأسى ، لكنه تحنجل فجأة ،
رافعا احدى ساقيه ، و بدأ يرقص على ايقاع المزمار بتؤدة و
كبرياء !!
انفرجت أساريرى و كدت أطير فرحا بنجاتى من ( الشومة ) التى
يحملها ، و تصايح ( المتجلببون ) و بدأت حلقة من الرقص البلدى
شارك فيها الجميع ، بما فيهم ( الأفندية ) من ذوى
( الكرافتات ) .. و تعالت الزغاريد ، و لعلع المزمار ، و تحلق
الشباب حاملين أحدهم ، و الذى أخذ يهتف بصيحات فلكلورية
متصاعدة ، فيردها عليه المتحلقون حوله بحناجر ذكورية
متحمسة :
يا بنت دوسى على الحشيش ....
احنا رجالة ما تخافيش ....
حط اللمبة ف وسط الدار ...
قلب البنت مولع نار ....
جينا من آخر المديرية ...
باللباس و الجلابية .........
وعريسنا طالع م الحمام .....
حاطط ريحة و كله تمام .....
تحت السرير ....
ليصة ....
فوق السرير ...
ليصة
و ع الكورنيش
ع الكورنيش
انزل بشويش
ع الكورنيش
و اطلع بشويش
ع الكورنيش
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال