الموضوع: يوم عادى جدا
عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 10/09/2007, 02h02
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

ألجمنى الموقف للحظات ، و بمجرد أن أفقت ، اندفعت ( غير

عابىء ) بين كُتل من اللحم الآدمى ، و هرعت الى الشارع متنفسا

الصعداء ، لأشارك فى مشهد الزفة عن كثب !


كانت السيارات من مختلف الأحجام و الأنواع ، و التى لم يتوقف

هدير أبواقها ، قد بدأت تقذف ما فى جوفها من بشر ، بما فيها

عربات ( النصف نقل ) التى حملت المدعوين من جماعة ( أبو

طور ) و أتباعهم من عزوة و جيران و معارف ، جميعهم كان

يرتدى الجلباب ، باستثناء البعض الذى تميز بالعباية و اللاسة و

( العصاة ) التى تمنح وجاهة و رهبة لحاملها فى آن !!



فى ثوان ، كان الشارع قد ( انبدر ) بالوجوه الغليظة المتجهمة


لذوى ( أبو طور) ببشرتهم السمراء الكابية ، و عيونهم الضفعدية


الجاحظة ، و أخذوا يتصايحون ، رافعين العصىّ و الشوم فى الجو


كأن معركة سوف تدور ، مما أضفى على مشهد الزفة بعدا


ارهابيا ..


و طغى وقع لهجتهم الريفية الغريبة على أذنى ، والتى تشبه ثغاء


الخراف ، و تنتهى فيها الكلمات جميعها ملحونة و منتهية ( بعلامة


الجر ) كأنما خارجة من فم كهفى كسول !!


استوقنى منظر العريس الذى بدا و كأنه يرتدى ( بدلة ) لأول مرة

، اذ ( انشطح ) الجاكيت الى الوراء محدثا فجوة واسعة بين القفا

وأعلى الظهر ، كما أنه ظل ممسكا بفردة ( رجل البنطلون )

اليمنى ، رافعا اياها لأعلى كأنما يرتدى جلبابا !!


أما العروس ( أنوسة ) ، فلم أعرفها من الوهلة الأولى .. وقفتُ

مبهوتا أحملق فى وجهها الملطخ بطبقة سميكة من الدهانات الملونة

، و الذى بدا كوجه مستعار من أفلام الرسوم المتحركة .. و لاحت

عيناها ( بدون النظارات ) كخطين أفقيين تتوسطهما نقطتان

لامعتان ،و قد وقفت راسخة و شامخة كتمثال مهيب ، و على

وجهها ظل ابتسامة ثابتة عند درجة بعينها ..


كانت ترتدى فستان سواريه من الساتان ( الكرنبى ) ، مغطى

بطبقة من الشيفون ، و مطرزا عند الصدر باللؤلؤ الأبيض ، بينما

انتثرت دوائر ( الترتر ) البراقة عند خصرها ، و انتفخ نصفها

الأسفل فى ( الجيبون ) الفخيم ، فبدت مثل خيمة مستديرة كرنبية ،

تأوى تحتها أسرة بكاملها !

و قد شغل الفستان و صاحبته حيزا كبيرا من الفراغ ، مما جعل

بينها و بين العريس فجوة غير يسيرة ، أعجزت العريس عن

احتواء ذراعها ، فاكتفى ( بدلدلة )

كفه اليسرى فى محيط ذراعها المكتنز !!






..
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس