الموضوع: يوم عادى جدا
عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 09/09/2007, 12h57
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: يوم عادى جدا

بدا اليوم و كأنه لا ينتهى .. و بدا شارعنا متألقا فى أبهى زينة عرفها عبر تاريخه المديد ، بعد أن رسم شباب متخصصون( اسفلت ) الشارع بكامله بنشارة الخشب الملونة فى أشكال ( سيمترية ) جذابة وطفولية ، فخطوا نجوما و شموسا و دوائر ومثلثات متداخلة ، حتى نجمة داوود السداسية أخذت موقعا مركزيا أمام المسرح الذى تم اعداده منذ الظهيرة

و قد انتابتنى بهجة داخلية غامضة .. ربما يكمن سرها فى متابعتى من الشرفة لفروع المصابيح الملونة التى تضىء و تنطفىء بسرعات آلية و متفاوتة ، و التى علقت بكثافة و تنسيق محكم بطول الشارع العريض .. و قد تدلت ( لمبات ) صغيرة مكونة ( تعريشة ) نورانية على شكل عناقيد من العنب لها بريق أخاذ يثير شعشعة و غشاوة بريئة و طاغية ، فأخذت أحدق فى أطيافها متناسيا ( حيلى المهدود ) .. و متعجبا من تحول شارع ( أغا ) الى كرنفال من الألوان و الأضواء و الصخب بفضل أنوسة السمبوخسى !!


أنوسة التى تشبه دبا قطبيا عملاقا يقف على قدميه الخلفيتين .. غير أنها مستأنسة وعاطفية و على قدر كبير من السذاجة التى ترقى الى مرتبة ( الهطل ) ، و لذا فقد كانت صيدا سهلا لشباب الحى العاطل و المفلس ..

اذ يكفي غمزة أو ابتسامة أو معاكسة تليفونية ، لتقع أنوسة فى الحب مباشرة ، و تبادر بأداء فروض العشق و الطاعة لكل ما يحلم به العاشق الولهان ، و فى اعتقادى أن قلبها كان عملاقا مثل جسمها و لديه القدرة على استضافة عاشق جديد كل شهر ..
و هو ما كان يؤثر مباشرة على ميزانية الأسرة السمبوخسية ، فنصف الفاكهة التى يحملها الأستاذ على الى بيته ، كانت تنتهى الى فم آخر العشاق ، و الذى يتلقفها من أسفل البلكون ، بل ان أحدهم كان جريئا و واضحا فى ( حبه ) للدرجة التى دفعته الى طلب حقه ( ناشف ) ، فكان يمر تحت شرفتها فى ستر الظلام ، ، لتلقى اليه أنوسة بثمن علبة السجائر ( البوكس ) بعد أن تلفها فى قطعة صغيرة من ( الفويل ) مقابل قبلة هوائية من النوع الذى يطرقع على باطن الكف و ينفخ فى الهواء ..

كنت بمثابة شاهد عيان على تلك اللحظات المشبوبة ، من ركنى المظلم فى الشرفة الملاصقة ، حين يحلو الاستماع فى هدأة الليل الى ما طاب لى من شدو أساطين الغناء ، فأرى من حيث لا ترانى أنوسة طقوس الحب و الغرام التى تنتهى ( بغنيمة ) يتلقفها فلانتينو ، و يمضى مرتاح الضمير !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس