عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07/09/2007, 14h50
الصورة الرمزية فاتنة
فاتنة فاتنة غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:47492
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: فلسطين
العمر: 37
المشاركات: 19
افتراضي رد: رجل بلا مــاضي ((بقلمي))

نجوى:اتذكرين مجدي يا سهير..مجدي الذي كان معجب بكي عندما كنا في المدرسه..؟اتذكرين كيف كان يموت لكي تنظري اليه نظرة واحدة؟اتذكرين كيف حاول ان يرمي بنفسه لكي تلتفتي اليه..!!!ولكنك دائما كنتي تجيبي بالرفض ولا تعيرين ا لمعجبين بك اي اهتمام...
سهير:حسنا..لقد تأخرت ..والان يجب علي العودة الى المنزل..
نجوى:الا تعرف والدتك انك في بيتي.؟
سهير:طبعا..لقد قلت لها..
نجوى:حتى في الوقت يا سهير..ملتزمه حتى في الدقه...حقا لم يخطئ من قال انك فتاة مثاليه..
سهير:شكرا لك..والان اراك بخير..الى اللقاء
نجوى:الى اللقاء القريب..

عادت سهير الى منزلها..وطول الطريق وهي تفكر في المناقشة التي دارت بينها وبين صديقتها نجوى..لقد تأثرت من كلامها قليلا..وهذا جعلها تعيد حساباتها بخصوص شريك الحياة المنتظر..
تستقبل الام سهير بهدوء..وبدون ان تبادلها الكلام..سوى مساء الخير يا امي..
تأوي سهير الى فراشها وتشغل المذياع الذي بقربها..وتستمع للموسيقى الهادئه ..تسرح في افكارها وتتذكر الماضي والسنين التي مرت بها..تتذكرها بما فيها من الام وضحكات....ترى سهير فجأة صورة مجدي زميلها في الدراسه..تراه يرمي بنفسه امام السيارة ليلفت نظرها..
تستعيد سهير هذا المشهد امام عينيها..فتشفق وتندم على معاملتها له..

كانت عائله سهير تقطن احدى البيوت الكبيره..فكان بيتهم اشبه بالقصر..تحيطه الورود والاشجار من كل ناحيه..ومن امام المنزل يمتد ممر طويله يوصلك لباب المدخل..
كانت سهير تتجول كثيرا في حديقه منزلها..فكانت كل صباح تسقي الورود وتهتم بترتيب غرفتها ..التي كانت تزينها الستائر الحمراء من كل ناحيه..
عندما كانت تفتح نافذة غرفتها كان شعاع الشمس يدخل اليها بلونه الاحمر وحرارته الدافئه..كان هذا المنظر يروق لسهير كثيرا..

كانت تذهب الى عملها الساعه العاشرة صباحا..فتقود سياراتها الصغيرة وابتساتها تملئ وجهها...

وبينما هي ذات يوم تمر بسيارتها متجها الى العمل..يراها المهندس الذي تقدم لها..فكان يقف بجانب الشارع يتحدث مع صديقه..فتمر سيارة سهير وعيون المهندس تتعلق بها....

الصديق:لماذا تعلقت عيناك بهذة السيارة؟
المهندس:انها سهير..الا تذكرها؟
الصديق:هه ..حقا هذة هي سهير..؟!
المهندس: نعم هي..ولماذا الاستغراب..؟فلا يربطني بها اي شيء..
مجرد فتاة تقدمت لخطبتها..ولم يحصل نصيب بينا..
الصديق:اهذا كل ما في الامر..
المهندس:نعم..
الصديق:ولماذا رفضت ان تتجوز بك؟ الم تعجب بك..؟ انت مهندس كبير وسمعتك معروفه..
الهندس:كف عن هذا الكلام..فهي لم تعد لي الان ..ولا فائدة من هذا الحديث..
الصديق:حسنا لا تغضب هكذا..لن افتح هذا الموضوع مرة اخرى..

في احدى ايام الصيف الحارة..تجتمع سهير مع اصدقائها في احدى النوادي ..لتبادل الاحاديث والخوض في عدة نقاشات..
تجلس سهير وتتحدث مع احدى صديقاتها المتجوزات..تسئلها عدة اسئله عن حياتها مع جوزها..وكيف تعرفت على شريك حياتها..
وبينما كانت الصديقتان منسجمتان في الحديث..صرخ احمد الصغير ..ابن نجوى بالبكاء..فلم تتمالك سهير نفسها ..فقامت من مكانها واحتضنت احمد بين ذراعيها..وهدأت من بكائه.. وبعد ذلك استأذنت سهير من صديقتها وذهبت تلاعب احمد بالكرة التي احضرها معه..
وفي هذة اللحظه ..كان سمير هنالك وهو احدى الشبان الذين يترردون على النادي..كان شابا وسيما ..طويلا ونحيلا..وعينيه يطل منهما بريق بلون البحر.. كانت العديد من الفتيات المعجبه بشخصيته وبجماله..فكان يصاحب الكثير..وشخصيته معروفه ..واذا فتحت ملف حياته..وجدت به العديد من المعشوقات والمعجبات به..لم يكن ذلك الشاب المستقيم,الناضج..فشخصيته متهورة ..حتى الامور الجديه كان يأخذها بتهور.. ولا يعمل اي حساب لاي شخص..

بينما تنشغل سهير مع ابن صديقتها باللعب..فجاة يرمي الكرة فتقع بجانب احدى برك المسابح..تذهب سهير مسرعه لتأخذ الكرة..فتقع في المياه..فيلتقطها الشاب سمير الذي كان بصحبه احدى الاصدقاء..
يصعد سمير من المسبح بقوامه الطويل ..وبجسدة المبلل بالماء..ينظر الى سهير نظرة طويله..نظرة متفحصه لجمالها..فتستغرب سهير من نظرته ومن ثم تأخذ الكرة من بين يديه بسرعه..تشكرة وتذهب الى مكانها..

تعود سهير للجلوس مع صديقاتها وهي كالحائرة تفكر ولا تعرف ماذا تقول.. فتقطع احدى الصديقات الكلام بقولها: اليس هذا سمير ..انظرو اليه انه هنالك بجانب المسبح..انه ينظر الينا كانه يبحث عن شخص ما..
تتنبه سهير لكلام الصديقه فتجعل عيونها معلقه في الارض..
فتجيب احدى الصديقات(بسخريه): ربما يبحث عن احدى الصديقات الجدد ليضمها لملف عشقه ونزواته..
فيبدأ الضحك بين الفتيات..الا سهير تبقى صامته وتظهر عدم الاهتام بالموضوع.. فهي لم تسمع الكلام الذي قيل......
ومن بعيد يأتي سمير يقطع الضحك بحديثة الذي فاجأ جميع الموجودين..
سمير: اين الشابه التي كانت بصحبه الطفل؟
نجوى:اي شابه تقصد؟ اها انت تقصد سهير..
سمير:سهير..اسم جميل ولكنها اجمل..!

تستمع سهير لهذا الكلام وتذهب الى البيت مودعه اصدقائها..والعصبيه ونار الخجل تنبع من عينيها..
تنتبه الوالدة على الملامح التي تظهر على ابنتها..فتذهب ورائها وتسألها:ما بك يا ابنتي؟
سهير:لا شيء يا امي..
الام:كيف لا يا ابنتي؟هل ازعجك احد في النادي؟
سهير:نعم يا امي.. هنالك شخص وقح شاهدته هنالك ..
الام:وماذا تفوه يا ابنتي؟
سهير:نظراته وقحة..والاكثر من ذلك قام بسؤال صديقتي نجوى عني..
الام:ومن هو هذا الشاب الذي يتجرأ على الاستهانه بك؟!!
سهير:انه سمير..احدى الشبان الذين يترددون على النادي..
الام:وكيف اخلاقه؟
سهير:انني لا اعرفه الى الان..ولكن ..
الام:حقا يا ابنتي؟
سهير:نعم..يا امي
الام:لا ترهقي نفسك يا ابنتي بهذا المخلوق..
سهير:انني لا اهتم يا امي..
الام:حسنا يا ابنتي..اتركك لترتاحي قليلا..

تذهب الام ..وتبقى سهير شاردة الذهن..تفكر في ذلك الشخص..الذي يدعى سمير....,يرن جرس الهاتف ..فترد سهير على صديقتها نجوى..
نجوى:ما بك يا سهير؟لماذا رحلتي هكذا؟
سهير:لا.. لا شيء
نجوى:هل ازعجك وجود سمير بيننا..
سهير: لا ..لقد تعبت قليلا فقررت العودة الى المنزل..
نجوى:هل انت متأكدة؟
سهير:سأتحدث معك لاحقا.. الى اللقاء الان..
تغلق سهير سماعه الهاتف..وهي مرتاحه بعض اتصال نجوى للاطمئنان عليها.
تمضي الايام..فتذهب سهير لزيارة صديقتها.. ترحب الصديقه بها وابتساهه كبيرة تظهر على شفتيها..
ترى سهير هذة الابتسامه..وتسأل عن سبب وجودها..فتكتشف سهير ان صديقتها تريد التحدث معها بخصوص شاب يريد الارتباط بها..
ولكن!!!!!!!!امعقول انه سمير ..ذلك الشخص التافه..المتهور..يريد التقدم لخطبه الفتاة المثاليه..التي تحلم بفارس احلام لم يرى ولم يعرف الا غيرها..
ولكن..سهير لا تعرف حقيقه سمير..فهي بالكاد تعرفه..بالرغم من انه معروف.., تفتح الصديقة الموضوع مع سهير..فتصدم سهير بهذة المفاجأة التي لم تتوقعها.. فتنظر الى نجوى نظرة طويله..كأنها تسالها عن وجود ماضي لهذا الشخص..
تصمت نجوى ولا تجيب صديقتها..لانها تعرف سمير وتعرف اخلاقه جيدا من خلال ترددها على النادي.. وليست مثل صديقتها التي نادرا ما تذهب هنالك..
لم تعطي سهير اي جواب لموافقتها على هذا الموضوع..فهي كعادتها تتحرى جيدا عن كل شيء قبل ان تقرر..حتى في اختيار شريك العمر..
تمضي الايام وسمير يتقرب من نجوى ليعرف الكثير عن شريكته المستقبليه..واول شيء جعل سمير يتقدم في خطبتها بهذة السرعه..عندما عرف بانها فتاة مثاليه ولم يكن في تاريخ حياتها اي شخص..لغايه الان.
هذا الشي ءجعل سمير يستغرب وفي نفس الوقت فكر في هذة الانسانه لتشاركه حياته..عن باقي جميع الفتيات الذين عرفهم..

حقا ان الشاب عندما يتقدم ليد فتاة..فهو يبحث عن افضل فتاة ..واذا لم تكن لها اي علاقات..فهو في هذة الحاله يصر على التمسك بها لاخر لحظة..يريدها ان تكون انسانه ناجحة وصالحه لتربيه اولادة..ولكن..الفتاة الا يحق لها ايضا ان تختار وتضع الشروط والصفات لارتباطها بشريك الحياة..؟الا يحق لها هي ايضا ان تختار شابا بدون ماضي؟؟؟!
ام ان هذا الحق مسموح فقط لشباب اليوم..!

علم سمير ان سهير تبحث عن رجل بلا ماضي!!وبانها رفضت الكثير من الذين تقدمو لها بسبب هذا الامر..الذي قد يكون تافها جدا لكثير من الناس..ولكن في نظر سهير شيء مثالي ..

عرف انها سوف تصدة من المرة الاولى لمجرد معرفته بماضيه....
ولهذا قام بالاتفاق مع اصدقائه وجميع الاشخاص الذين يعرفونه..ليتكتم على ماضيه..مقابل ان يتجوز هذة الانسانه التي تفتحت عيونه عليها..
تبدأ سهير بالتحريات عن سمير..فطبعا تسال اصدقائه ..فيقولون لها لم يعرف اي فتاه في حياته..فهو شاب مستقيم..بالرغم من ترددة على النادي كثيرا..فهو مجهول لمن لا يعرفه!!
حقا نكته مضحكة وفي نفس الوقت جادة..لانها تتعلق في مستقبل وحياة انسانه..اوشك قطار الزواج ان يمر من امامهاَ!

وبعد كل هذة التحريات..تطمئن سهير على شريك حياتها..والسعادة لا تتمالك نفسها..
يتم عقد القران بينهما..فيشهد العديد حفل زواجهما الرائع..وترى البسمه تشع من وجوة عائلتها..وخاصه امها..التي حلمت في مجيء هذا اليوم
كان فرحا كبيرا..تعلوه الاغاني..وترى الجميع يرقص مبتهجا..
وفي الناحيه الثانيه ترى المشروبات والكعك بانواعه يوزع على الحضور..

يعجب الجميع بثوب سهير..ابيض مخملي..تحيطه الورود الزرقاء من كل ناحيه..اما العريس _سمير_ فكان في غايه الاناقه والوسامه ..

وعندما بدأ الرقص تجمع الحضور على شكل حلقه كبيرة..وبداخلها سهير وسمير يرقصان..ويتعانقان برقه..فيبارك الجميع لهما....

تدمع اعين سهير عندما ترى الطفل احمد يضحك لها فتحضنه وتدخله ساحة الرقص ..فتلعو الموسيقى ..ويبدأ التصفيق .. وبعد ساعت ينتهي الفرح..وتبدا الحياة الجديدة بين الاحباء..

تمر سنه على زواج سميروسهير..ولكنه يصارحها بماضيه..بماضي ملف العشاق الذي كان يعيش به..
تصدم سهير من هذة الحقيقية..وتقرر الانفصال عن سمير..
ولكنه يخبرها ان ماضيه انتهى عندما رأها..واحبها..
فتراجع سهير افكارها وحياتها التي تحياها الان..فتجد ان السنه التي مضت
برفقه زوجها..كانت سنة سعيدة..فلم يحاول سمير ان يرجع لنزواته..لانه اقفل على ماضيه عندما قرر الارتباط بسهير..

فأصبح رجل بدون ماضي..عندما التزم بقرارة الجديد..وبأن يصبح انسان مستقل وله زوجه يحافظ عليها ويرعاها..انتهى الماضي وبدأت حياة جديدة في ملف عشق جديد...ولكن هذة المرة للابد..
__________________



عـــــاشقـــــة العـــــندليـــــب الاسمــــــــــر
رد مع اقتباس