عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05/09/2007, 06h54
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الصورة الغنائية - عواد


أما الحبكة الدرامية ، فقد بدت فى شكل بسيط للغاية ، مثل بساطة مفهومى الخير و الشر و الصراع بينهما ، و لبساطة الحبكة فى ( عواد ) مبررها ، فتلك الصورة هى رسالة واضحة ، وتحمل عظة و عِبرة مباشرة ، و هى فى الأصل موجهة لمستمع بسيط ، و الهدف هو تأكيد فكرة الانتماء و عدم التفريط فى تراث السلف ، و الجد و الاجتهاد فى الحياة و عدم الاصغاء لهوى النفس ..

فعواد يبيع أرضه لأنه يحب المغنى و الفرفشة و ساعة الحظ ، بينما الأرض تحتاج الى بذل العرق و الشقى .. و الغازية ( المتنقلة من قرية الى أخرى ) ليس لها جذور أو انتماء ، فتستميل صاحبنا و تحرضه على التخلى عن أرضه ، و مرافقتها فى الترحال من بلد الى أخرى ..

و يمثل سليم ابن عم عواد ( صوت الضمير ) و الناصح لأمين ، و الذى يفشل فى اثناء عواد عن قراره ببيع الأرض .. تلك عناصر درامية مباشرة تنتهى نهاية مشرقة بعودة عواد الى أرضه فى مفاجأة ( بدت ساذجة ) و لكنها ترضى نزعة ( الخير ) عند المستمع ، وذلك بعد أن أنفق ثمن الأرض على الأنس و الفرفشة بدافع من الغازية ، و بعد أن عمل كعامل ترحيلة مع الأنفار حاملا فأسا و مقطفا ليحصل قوت يومه ..

الأغانى :

و فى اعتماد على الجملة الشعرية البسيطة ، و التى تتكون من كلمتين أو ثلاثة ، تترى الأغنيات فى موقعها الدرامى ، لتؤكد أولاها على فكرة التمسك بالأرض :

الأرض أرضنا .. عن ابونا و جدنا
و بكرة ولا بعده .. لعيالنا بعدنا
المية الحلوة جاية
للساقية و الأناية ( القناية )
ع الود و المحبة
تحكى و تقول كفاية
أما الأغنيتان اللتان غنتهما سعاد مكاوى ( الغازية غناءا ) و هما : رمشه ندهلى ، يا بو سنة لولى ، فألقيهما على عاتق أستاذنا الآلاتى ..
و الصورة الغنائية ( عوّاد ) مستقرة فى الوجدان ، و تمثل تراثا فنيا قيّما لقدرته على مداعبة خيالنا قبل عقولنا ، و ربما أضيفَ لعناصره البسيطة ( الطيبة ) عنصرا آخر لم يكن فى حسبان مبدعيه ، ألا وهو عنصر ( الزمن ) ، ففى حاضرنا هذا ، أصبح مثل هذا العمل بمثابة أيكة وجدانية نهرب الى بساطتها و عذوبتها من واقع مصطنع !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس