من قصــــــائده الغريرة 
الغريرة 
إبراهيم المازني
مرَّتْ عشاءً بيَ فتّانةٌ 
يا حُسنَها لو أنَّ حسناً يدومْ 
والجوُّ ساجٍ شاحبٌ بدرُهُ 
كأنّما أضناه طولُ الوجوم 
فقلتُ يا غادةُ: أذكرتِني 
أحلامَ عيشٍ نسختْها الهموم 
أمثلُ هذا الحسنِ لمّا يزلْ 
في عالم الشرِّ القديم العميم؟ 
ألم يزل (كوبيدُ) ذا صولةٍ 
يرمي فيُدْمي كلَّ قلبٍ سليم؟ 
قالتْ: ومَنْ (كوبيدُ) هذا الذي 
تذكره مقترناً بالكُلوم؟ 
فقلتُ: هذا ولد مولعٌ 
بصيدِ أكبادِ الورى كالغريم 
فتمتمتْ عائذةً باسمِهِ 
من كلِّ شيطانٍ خبيث رجيم ! 
**** 
يا بدرُ هل أبصرتَها مَوْهِناً 
بين ذراعيَّ تعدُّ النجوم ؟ 
أم كنتَ في ليلة ذاك النعيمْ 
في شُغُل عنا بكحل الغيوم ؟ 
يا بدرُ ما أفشاكَ رغم الوجومْ !
		 
		
		
		
		
		
		
			
				__________________
				 ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا