الموضوع: الأطلال
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04/09/2007, 03h38
الصورة الرمزية بشير عياد
بشير عياد بشير عياد غير متصل  
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,219
افتراضي رد: الأطلال

تحياتي لكما ، ولكل الذين يمرّون من هنا
وأعدكم بالعودة للكتابة عن " ناجي " أحد أهم شعراء العصر الحديث الذين تأثـّرت بهم ، وقد قدّمت عنه أكثر من عشرين حلقة في برامج وسهرات طويلة بالإذاعة والتليفزيون بمصر ، وكتبت أكثر من ثلاثين مقالا ، وفي كتابي عن شعراء أم كلثوم ( تحت الطبع ، ويصدر في أربعة مجلدات ، في ألفي صفحة ) أخذ ناجي 120 صفحة .
وأقول مظلوم حيّا وميّتا لأنه كان مكسور الجناح وكان يتمنى أن تغني أم كلثوم أية قصيدة من شعره في حياته ولكنه رحل قبل أن يتحقق الحلم ، وغنت أم كلثوم " الأطلال " بعد رحيله بثلاثة عشر عاما كما تعرفون .
الظلم الكبير الذي تعرّض له ناجي هو الخطأ الذي وقعت فيه اللجنة التي قامت بجمع شعره لنشره في " الأعمال الكاملة " وكانت مكونة من الدكتور أحمد هيكل والشاعرين أحمد رامي وصالح جودت ، ومعهم محمد ناجي شقيق الشاعر الراحل ، وبعد صدور " الأعمال الكاملة " عام 1961 حدثت فضيحة مدوّية إذ وجدوا ضمنها ست عشرة قصيدة للشاعر الشاب ـ وقتها ـ كمال نشأت ، وقصيدة من أربعين بيتا لعلي محمود طه ، وقامت الدنيا ولم تقعد ، لأن قصائد نشأت صدرت في ديوانه " رياح وشموع " عام 1951 أي قبل وفاة ناجي بعامين ، أما علي محمود طه فقد رحل عام 1949 ، أي قبل ناجي بأربعة أعوام ، وكانت أعماله ملء السمع والبصر ، " لفـّقت " اللجنة ديوانا بعنوان " في معبد الليل " وألحقته بأعمال ناجي ، وكانت الصحافة الأدبية قد فتحت النار على اللجنة ( يرحمهم الله جميعا ) فاعترف رامي بالخطأ وكذلك الدكتور أحمد هيكل ، بينما ظل صالح جودت على عناده ( بلا مبرر ) ، وانتهى الموضوع بإعادة الحقوق إلى أصحابها ، ولكن الزمن لم ينجح في إسقاط الخطأ ، فما زالت المطابع العربية ـ وعلى رأسها " دار الشروق " بمصر ـ تصدر الأعمال الكاملة لناجي وبها الديوان الرابع الملفق ، وكأنهم لم يسمعوا بالفضيحة ، كما يخطئ شعراء كبار ونقاد كبار في حديثهم عن ناجي ويقولون بإسناد هذا الديوان له أيضا ، وهكذا ظل الخطأ يكبر ويتناثر ويتكاثر حتى أصبح من الصعب السيطرة عليه على شبكة الانترنت وفي أجهزة الإعلام .
أما ملهمات ناجي من الممثلات فكان يضحك عليهن ولم يحب أيا منهن ، هو كتب ـ صراحة ـ قصيدة لأمينة رزق عام 1934 ، وهي من قبيل النظم البارد الذي لا نبض فيه ، كما كتب في إحدى الراقصات ... أما الزوزوات فكن مجرد مريضات يمارس الكشف عليهن لأنه متعاقد مع نقابة المهن التمثيلية ، وكانت كل منهن تسأل : ألم تكتب فيّ شعرا ؟؟ فيقول لها : كتبت ، ثم يمد يده ويكتب لها أي بيتين على ورقة " الروشتة " وهكذا ظنت كل منهن أنه ملهمة " الأطلال " ، ورحن يسربن الأخبار للصحف بعد النجاح الطاغي للقصيدة عندما غنتها أم كلثوم ، بينما الملهمة الحقيقية لكل شعره الصادق هي جارته وقريبته عنايات محمود الطوير ( والذي كشف النقاب عن اسمها بعد رحيلها هو الشاعر حسن توفيق ، راعي تراث ناجي ) ، وستجدون ( من " ن " إلى " ع " ) كثيرا في كتاباته
عموما ، في دراستي عنه وضعت عشرات المعلومات الجديدة إذ قرأت 90% مما كتب عنه ، فوق ذلك أحب شعره بجنون ، وهو شاعري الأول في المعاصرين ، وأتمنى أن أعود لأكتب لكم عنه باستفاضة أكثر ، وإن كنت أعتقد أن في هذه الإضافة ما يكفي و ... ( أنا تحت أمركم ) وبإمكانكم زيارة المدوّنة فستجدون فيها مقالات ثقيلة ، وأرجو كذلك أن تزوروا صفحة أغنياتي الدينية لهاني شاكر ومحمد ثروت ومحمد الحلو بقسم الإنشاد الديني لأعرف رأيكم . ودائما ستجدون قلمي عندما يكون لديّ ما يستحق أن يأخذ من وقتكم ثواني .
رد مع اقتباس