عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30/08/2007, 20h08
الصورة الرمزية حليم الشرق
حليم الشرق حليم الشرق غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:60549
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 35
Post خالد جبران

أسعى لتأسيس مشهد موسيقى فلسطيني

بين أحضان القاهرة القديمة احتضن أحدث مسارح القاهرة الجنينة بحديقة الأزهر،التابع لمؤسسة المورد الثقافى آخر حفلات الموسيقار الفلسطينى خالد جبران مع فرقته الجديدة ليلك..التى يشارك بها أخوه المطرب الشابربيع وعازف العود و البزق الفلسطينى الموهوب تامر أبوغزاله و عازفة التشيللو الإنجليزية شيرلى سمارت و عازف الإيقاع و الناى الإيرانى هومان بورمهدى. كما يستعد لجولة فنية عربية تشمل البحرين، الأردن و عمان،يشارك بعدها بمهرجان العود بمدينة تطوان المغربية فى أغسطس القادم و خلال أسابيع سيصدر ألبومه المزامير.
على ربوة حديقة الأزهر المطلة على القاهرة التقيناه بعد حفله..وسألناه أولا عن مقطوعته الجديدة مزمور الصلب التى أحدثت صدى واسعاً مع الحضور.
- فى تقديمك للمزمور قلت إنه من وحى معاناة و صمود مخيم جنين،ما الرسالة التى أردت إيصالها من خلاله؟
-- اثارتنى كثيرا فكرة صلب الفلسطينى مجدداً.. بدايةً حين نفى من أرضه الى أرض أخرى ثم الى المخيم ثم صلب على باب المخيم -أيضاً - فى معركة غير متكافئة، حصار دام شهرين منع فيه وصول أى مساعدات إنسانية أو طبية،ثم اقتحامه بالمصفحات و المجنزرات، كان الاقتحام فى شهر أبريل /نيسان و فيه أسبوع الألام المسيحى و الاستعداد لاستقبال عيد الفصح، وجدتنى محملا بتراثى المسيحى أتساءل عن معنى الصلب، يصلب الفلسطينى و العالم يتفرج عليه فى الفضائيات،فى هذه المقطوعة لا أصف ما حدث فى جنين و إنما انطباعى، وجدتنى أصمت أسبوعين كاملين من هول المأساة و لا أجد ما يخرج الغليان داخلى سوى هذا المزمور.
- ما مدلول مسمى مزامير الذى تحمله المقطوعات، هل هو هروب ثابتا،كما فى أسفار أخرى مثل نشيد الإنشاد،وهوما يشابه كثيراً الحالة الموسيقية فى هذه المقطوعات، لكن عموماً لاتحكمنى قواعد صارمة أو قالب مبلور، أبحث عن لغة موسيقية قادرة على التعبير عن كل انفعالاتى بلغتى الشرقية العصرية.
- ألا ترى خطراً فى عدم الالتزام بقالب محدد القواعد على بناء عملك الموسيقى؟
-- أجد حرية أكبر وثراء فى سلك طرق غير معهودة، مثلا فى مقطوعة سفر لَمحت للسكك الأصلية فى مقام الغزام و طورت فى سكك غير معهودة، قد يأتى متزمتون ويرفضونه، لكن المهم بالنسبة لى.. هل هى متماسكة أم لا؟
- درست الموسيقى الغربية..فلماذا جاء تحولك للشرقية؟
-- كان سؤال البحث عن الذات ملحاً لسنوات طوال، حتى جاءت الانتفاضة الأولى فتنبهت للإجابة عن سؤال أين أنا من حركة شعبى و شعرت بالحاجة للمشاركة فى التعبير عنه فكانت مرحلة التحول.
- هل لك مؤلفات موسيقى غربية؟
-- ليست كثيرة..عُزفت لى مقطوعات حديثة للجيتار فى شيكاجو 1992 حوارية لجيتارين، وعزفت لى الأوركسترا السيمفونى بالقدس 1995 كونشيرتو للبيانو و وتريات اسمها اربع لمحات على 6 نغمات.
- هل تأثرت النظرة للموسيقى الشرقية من عين دارس الموسيقى الغربية أم حاولت اكتشاف نظرة جديدة تماما للموسيقى الشرقية؟
-- أخذت من الموسيقى الغربية آليات وآفاق، لكن لم يحدث أن أمليت على الموسيقى الشرقية أى شيء، لكنى عربى و شرقى أعتبر موسيقانا كاللغة الأم تعيش داخلنا، الخلل فى كثير من التجارب الحالية للتطوير ينبع من كوننا عالم ثالث والغرب عالم أول، يملكون نفوذ وسائل الإعلام والانتشار وتفوقا حضاريا يجعل التأثير الحضارى هنا خطيراً.
- ما الذى دفعك الى تأسيس مركز الأرموى؟
-- دَرست فى المعهد الوطنى الفلسطينى حتى 2000، ثم أردت تقديم دور مكمل للطالب الذى تخرج من المعهد ومازال بحاجة للتدريب والتطوير حتى يصير عازفاً ماهراً، لذلك جاء الأرموى.. ننتقى الطلاب ونتبنى الطالب الموهوب نوفر لهم التدريب و نحميهم من إغراءات السوق التجارى، هدفى خلق مشهد موسيقى قوى فى فلسطين،نعطيهم كل الأسباب ليخرجوا الموسيقى الكامنة داخلهم،و حتى اذا لم يتوفر عندنا الأساتذة المطلوبين فى ألات بعينها، نرسل طلبتنا ليدرسوا فى مصر أو الأردن أو غيرها،نحن محاصرين من إسرائيل، لكن،أيضا السوريين محاصرين والمصريين وغيرهم بأساليب مختلفة.
- أطلقتم قبل سنتين مشروع مهب الروح، هل جاء أيضا فى إطار البحث عن هوية فنية؟
-- نعم، ولكن الوضع فى فلسطين الآن على صعوبته أفضل، من سنتين من كانت الناس تمشى شاحبة الوجه ولا يحكوا صباح الخير لبعض، لا فن ولا مسرح، كنا فى مهب الريح، كل يوم قصف و ضرب، قررنا عمل شئ للإحياء من خلال مشاركات فنية لا تحتاج إلى بروفات، الأساس فيها حر، نأخذ الشباب على مدن رام الله و بيت جالاو غيرها رغم الحصار، صار الموسيقيين يحبون المشاركة، استمرت التجربة و اتسعت المشاركات، رغم صعوبات الإعداد و التنقل فى الحصار.
- ماذا عن مؤلفاتك قبل المزامير؟
-- سجلت أسطوانة أثناء عملى فى المعهد الوطنى بعنوان أم الخلخال و هو اسم مقطوعة لعازف العود العراقى منير بشير، وقتها كانت أول سى دى يظهر بفلسطين بعيداًعن الموسيقى الحماسية و الوطنية، كان يخاطب لغة فنية محضة، لكنه كان ذا طابع تعليمى لطلبتى.
- على من تعلمت العود؟
-- رياض السنباطى و محمد القصبجى، والأخير أعتبره أهم عازف عود على الإطلاق.
- هل تأثرت بالألحان الكنسية؟
-- الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية فى شمال فلسطين التى أنتمى لها ألحانها شرقية تماما، تمتلئ بالمقامات، تتشابه كثيرا مع الألحان القبطية فى مصر، تستهوينى دائما الألحان الدينية وتجويد القرآن، أجد فيها شئ من عصارة شعورمجتمع بأكمله، وهنا نحكى عن ما هو أكثرمن الفن، لذلك فى تدريبات الطلبة أجعلهم يستمعون الى تلاوات قرآن بعينها،وبالنسبة لى يظل الشيخ محمد رفعت هو المعلم الأكبرفى حياتى، أتعلم منه يوميا فى نقلاته بين المقامات، أعتبره أعظم موسيقى شرقى سمعته فى حياتى.

رد مع اقتباس