عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 29/08/2007, 11h43
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: February 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 246
افتراضي رد: دردشه فى قضيه أثارتهاأغنيه

أول كلامي سلام ..

أنا باعتذر عن الغياب الذي كانت له عدة أسباب متتابعة لكن ها قد عدنا والعود أحمد. لن أستطيع الرد على المشاركات التي فاتتني واحدة واحدة فلقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر ولكن أستطيع بعد قراءة كل الردود أن أقدم انعكاسا سريعا لخواطري إبان القراءة وفي أعقابها.

الخوف غريزة وضعها الخالق سبحانه وتعالى في نفوس البشر (بل والحيوانات أيضا) لغرض الحذر والحماية والتفكر في سبل الاحتياط مما يخيف. الخوف من الله أعتقد أنه النوع الوحيد الذي يمكن أن يبعث الاطمئنان في النفس ، وما أقوله ليس بارادوكس ، فلا تعارض هناك. الخوف من الله حالة تأتي بعد الإيمان به. وطالما آمن الإنسان بالله فقد آمن بالقضاء والقدر وعلم يقينا أن مشيئة الله نافذة في خلقه لا محالة وأن الأمة (كما ورد في الحديث الشريف) لو اجتمعت على أن تضره أو تنفعه فلن تضره أو تنفعه إلا بما كتب الله عليه أو له من ضر أو نفع. وبالتالي فمخافة الله هي مبعث الاطمئنان الوحيد في هذا السياق. نظرتي هنا تختلف بقدر ما عن نظرة أخونا إيهاب في المشاركة 153 و 154. صح؟؟!! إيهاب يقول "الذي لا يخاف من ربه لا يمكن أن يخاف من سواه". أنا أقول ان الخوف من الله هو ما يمكن أن يقضي على الخوف من غيره لأن من يتوكل على الله فهو حسبه.

بالنسبة لرد سامية فأنا يا أستاذة لست خائفا من القادم المجهول. أنا رامي حمولي على الله ومقتنع تماما أن علي واجب أعمله بتربيتها وحسن مساعدتها في اختيار هذا القادم. أما الباقي ففي علم الغيب ولا يشغلني بدرجة كبيرة. أوضح موقفي تاني .. خوفي هو من مواجهة الموقف ذاته. يعني بعيدا عن موضوع الزواج والقسمة والنصيب والتوفيق وما إليها .. كيف سآخذ ابنتي من يدها وأقدمها لأي شخص في الدنيا وأقول له (ضمنا) ياللا بالسلامة والله يباركلك. أنا واثق واثق أن دموعي ستغلبني ويمكن انكد الليلة كلها. أنا من الآن كل واحد من أصدقائي أو أقاربي يزوج بنته باسأله عن هذه اللحظة وكيف واجهها.

طبعا يا أستاذة ، المخاوف تتنوع باختلاف الأعمار وهذا جزء من السبب في فتح هذا الموضوع. أنا أتساءل هل مخاوف شباب في الخامسة والعشرين أو الخامسة والثلاثين لا تزال هي نفس مخاوف جيلنا حين كنا في نفس عمرهم؟ أنا أقول من كلامك واضح التماثل الكبير إلى الآن ولكن مطلوب إسهامات ومشاركات أكثر ومن مجتمعات مختلفة.

الأستاذ صلاح تطرق إلى ما أريد قوله هنا ردا على موضوع العلاقات الخاطئة. وأنا اتفق مع الأستاذ صلاح. وأزيد ان الخوف هنا ليس خوفا على العلاقة بل هو خوف منها. صاحبنا في واقع الأمر لا يستطيع الإدعاء بأنه مهتم بأمر رفيقته وإلا لما ترامى معها حيث يراهما الناس وعرضها وعرض سمعتها لعيونهم وألسنتهم ولكن ما يهمه ويخيفه هو افتضاح أمر العلاقة وانكشاف ارتباطه بواحدة غيربعيدة عن الشبهات. مرة أخرى أتفق مع صلاح بك في مشاركة 158. أحسب أن ما قلته أنا أعلاه حول الخوف من الله في مقابل الخوف ممن سواه يتكامل مع ما قاله أخونا صلاح.

يعجبني جدا ماقاله الأستاذ يوسف لكني أتساءل وأحسب أني أعرف الجواب وكذلك أنتم جميعا. هل الكذب كله متساوي؟ حتى ما كان منه بسبب الخوف؟ أحسب أن المرء قد يحاول أن يبرر لنفسه تصرفا ما ومحاولة التبرير هذه في حد ذاتها تنطوي على رفض (من داخله لما يحاول تبريره. لو لم يكن المرء في داخله رافضا للخطأ فلماذا يسعى في قرارة نفسه لتبريره؟ هل يتساوى هذا مع من يكذب مثلا للإيقاع بين صديقين أو ليفرق بين زوجين؟ .. محال.

الحرص على الأبناء وإحاطتهم بكل سبل الحماية مسألة غريزية وطبيعية. ولكن من المهم ألا تتحول إلى ذعر من جانب الآباء وإلى قيد في عنق الأبناء يصبح مصدرا لتعاسة الجميع ويقضي على فرص الأبناء في اكتساب خبرات الحياة. أتفق معكم هنا تماما.

نقطة نظام .. لو أدركت الزوجة التي تسعد وتتباهى بخوف زوجها منها أن هذا الخوف يستلزم أن تكون هي مخيفة لتغير الحال

يا مرحب بيك يا حسن بك. اظنك تعني الحدس أو الحاسة السادسة بمعني أن يشعر الإنسان بالتوجس من أمر معين فيتجنبه. طيب ممكن بقى الإنسان يخاف من نفسه (مش عليها). لعلمه أنه لن يستطيع مقاومة تلك الأمارة بالسوء بين جنبيه. كثيرين يقسمون أنهم يتوقفون عن التدخين مثلا من أول رمضان ولن يعودوا إليه ، وأغلبهم يعود مع أول عزومة بسيجارة بعد رمضان. كثيرون غير هؤلاء يخافون من إعلان عزمهم على الإقلاع عن التدخين لأنهم يعلمون ضعف عزيمتهم ويخافون من لسعة نظرات الآخرين المتهكمة بعد أن يعودوا للتدخين وعبودية السيجارة مرة أخرى.

ولنا عودة

مع تحياتي

محمود
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....