أنا لي ذكرايات جميلة مع هذه الأغنية
دائما أقول أن السماع ظروف
تنبهت لهذه القصيدة حوالي سنة 1968... و في الحقيقة لم تشدني في الأول من قبل لأنها كانت بالعربية الفصحى و كنا في الجزائر لا نفهم اللغة الفصحى ما عدا القليل منا
لماذا؟ ظروف تاريخية استعمارية منعتنا من التمدرس و من فاز بالتمدرس في المدن لم يكن أمامه إلى المدرسة باللغة الفرنسية... و لمن يريد تعلم اللغة العربية فلم يكن أمامه إلا الكتاب و دروس خصوصية
فكان تعلمي فرنيسي كامل علمي و تعلمي بالعربي غير كافي و منقطع مثل ما حدث لجيلي... و بأشد الاختصار كان مستواي بالعربي بسيط في تلك الفترة
كان في تلك الفترة صديق لي مثل الأخ الكبير حيث يفوقني سنا 14 سنة و كان موضفا في مصلحة الضرائب... و كان من الجزائريين القلائل المتعلمين بالعربي حيث غادر الجزائر و واصل تعليمه في تونس... و كان يربطنا حب فن محمد عبد الوهاب...
و إذ كنت أرافقه حتى في مكتبه أيام العطلة الأسبوعية .... فكنت أساعده في بعض الأعمال البسيطة و كنا اثناء العمل نردد أغاني عبد الوهاب و كان يشرح لي معاني كلماتها... و خاصة القصائد بالفصحى لأنه كان مجنون بالشوقيات... و فسر لي القصايد جميعها كلمة وراء كلمة .... جملة وراء جملة... و أبرز لي جماليتها... و توقف طويلا مع قصيدة مضناك جفاه كمرقده بشرحه الجذور القرآنية لمقطع
الحسن ...حلفت بيوسفه و السورة... أنك مفرده
فكانت هذه الأيام... انطلاقة ثانية و واعية بألحان عبد الوهاب إظافة على دفعة أقوى في تثقيفي باللغة العربية
__________________
قالوا لي... الناس معادن من أغلى المعادن
أنا قلت... الناس كنوز... دهب و ياقوت و ماس
و الحب أغلى معدن موجود في قلب الناس