رد: الزعبوط -- محمد قنديل
** الحديث عن الأستاذ المبدع عبد الفتاح مصطفى رحمه الله يكاد لا يصل إلى نهاية ، كان اتجاهه الديني في كتاباته القريبة من وقتنا هذا هو الغالب ؛ كتب الحلقات المسلسلة " محمد رسول الله " للتلفزيون ، وكان الاتجاه الصوفي قد بدأ يغلب على كتابات فكتب الأدعية التي لحنها الموجي وغناها عبد الحليم ، وكان آخر برنامج إذاعي كتبه يُفصِح عن ذلك " العالَم الأكبر " .
** أما أروع أعماله الفنية للإذاعة فهي بغير شك البرامج الغنائية التي تناولت موضوعات يصعب عدُّها ، وجرت أحداثها في أزمان وأماكن يعجب المرء لتنوّعها ، أضِف قبل كل شيء أنه مبتدعها ومطوّرها ، راوية وعوف الأصيل والأداء البدوي ، قسم والبيئة الشعبية الفقيرة ، الراعي الأسمر وعذراء الربيع وهاتور والأساطير اليونانية والفرعونية والبابلية ، وعروسة البرنامج الذي يقوم كل حواره على النظم المتقن : الزجل بأوزانه وقوافيه ، فرحة رمضان والصييت وأعمال المنشدين ، فرح فلاحي ومظاهر الاحتفال بالأعراس في الريف ، وعندما نُكِب هذا النوع من الإنتاج الفني الإذاعي ـ وهو أعظم إنتاج فني عرفه العمل الإذاعي العربي في تاريخه وقد أبدع فيه آخرون معه ـ بفصل إدارة التمثيليات عن إدارة الموسيقى والغناء لاستحداث مناصب يشغلها أصحاب المكاتب استطاع هو أولا أن يتغلّب على غياب عنصر الممثلين والممثلات لكي يستمرّ هذا الفن فحوّل الحوار الكلامي إلى حوار غنائي ، صحيح أن هذا الفن خسِر صلاح منصور وعبد الرحيم الزرقاني ومحمد علوان وزوزو نبيل ورفيعة الشال وبقية الرعيل الرائد من الممثلين والممثلات لكن إنتاج برامج أو صور غنائية تواصل وتلقينا ما أنتجه هو ورفاقه من المؤلفين .
** رحم الله عبد الفتاح مصطفى .
__________________
” ما ٱستحَقَّ أن يُولَد مَن عاش لِنفسِه فَقَطْ “
|