رد: كتاب القومية في موسيقا القرن العشرين لسمحة الخولي
لقد طرحت يا أخ عصام صالح في مداخلتك موضوعا أكثر شمولية من محتوى كتاب سمحة الخولي، إذ تطرقت إلى مسألة تأصيل الموسيقى العربية وعلاقة ذلك بالنهضة العربية ومحاولات التجديد المتمخضة عنها لتطوير الممارسة الموسيقية. غير أن طرح الباحثة تعلق بالمد القومي في الموسيقى السمفونية الأوروبية الّذي ظهر ببعض بلدان أوروبا الشرقية خلال القرن التاسع عشر، معتمدا بالخصوص على رصيدها الشعبي لإيجاد طرقا وأساليب جديدة في التّأليف السمفوني. وقد إمتد هذا التيار إلى القرن العشرين مع محاولة عدد من البلدان من خارج أوروبا إنشاء مدارس ذات توجه سمفوني قومي ومن ضمنها عدد من بلدان العالم العربي والإسلامي. وهذا بخلاف حركات التجديد للموسيقى العربية والتي إعتمدت رصيدها المحلي وموسيقاها المقامية التراثية كمنطلق للتطوير بالإعتماد على بعض عناصر الموسيقى الأوروبية مثل توظيف بعض آلاتها الموسيقية وإستعمال عدد من إيقاعاتها. أما التوجه القومي في الموسيقى السمفونية فقد وظف على العكس من ذلك تقنيات وإمكانيات الأركستر السمفوني في محاولات المبدعين العرب لإنتاج أعمال سمفونية تحمل بعض الخصائص اللّحنية للموسيقى العربية. وقد كان لهذه التجربة بالتالي آثارها وتبعاتها على الإنتاج الحديث للأغنية العربية إذ إستفادت من تقنيات التوزيع الموسيقي لظهور نوع جديد من الأغاني هو أقرب للأغاني الأوروبية الخفيفة بكلمات عربية من الموسيقى العربية الأصيلة.
|