رد: المدمس " تصوير غنانى من ألحان أحمد صبرة "
** أخي الكريم الأستاذ محمد علي ، تحية طيبة ، وشكرا لك على الاهتمام بطاهر أبو فاشا ؛ فهو ـ في نظري ـ يماثل حالة تقترب من الديب ، لكنه يفترق عنه في أمور : لم يُعرَف عن الديب أنه تلقّى تعليما كالذي تلقّاه طاهر ؛ فطاهر تخصّص في اللغة العربية والعلوم الإسلامية وحصل على ما يماثل درجة الليسانس من دار العلوم ، ولم يُعرَف عن الديب ثباتُه في عمل منتظم يكفيه حياة الفقر التي عاشها ، وطاهر التحق بأعمال وفّرت له مطالب حياته المحدودة فلم يعش كما عاش الديب ، وأنتج طاهر للإذاعة كما ذكرتُ حتى غنَّتْ له أم كلثوم سبع قصائد ، لحَّنها : السنباطي والطويل والموجي في شهيدة العشق الإلهي ، وكتب البرنامج الغنائي : الفردوس المفقود ولحنه محمود الشريف وغنى فيه عبد الغني السيد ، وكتب الصورتين الغنائيتين : ملاح النيل والمدمس ولحنهما أحمد صدقي وغنى فيهما قنديل وكارم ، وقد طُبِع كتابه الذي يتضمن نصّ شهيدة العشق الإلهي ، وله كتاب آخر بعنوان " الذين أدركتهم حرفة الأدب " وقد كان يشعر بالخوف من أن يقضي حياته فقيرا بسبب اشتغاله بالأدب ، لذلك اتجه إلى برامج الإذاعة العامية ليضمن القوت ، ولا تنسَ أن بيرم صنعَ مثل ذلك قبل أن تزيد أمّ كلثوم اهتمامها بأعماله ؛ فكتب للإذاعة فوازير رمضان عام1954 في الوقت الذي كتب فيه طاهر حلقات ألف ليلة ، وواصَل كل منهما العمل فيما بدأه زمنا غير قصير ، وكتب بيرم حلقات سيرة الظاهر بيبرس عام 1955و1956 للإذاعة في 82حلقة كل حلقة في نصف ساعة .
** أنا ألتمس لهما العذر إذ كانت الحياة الثقافية بوجه عام أشبه بالراكدة ، ووسيلة النشر العاجلة التي تعطي الأجر بسرعة معقولة كانت الإذاعة ، فلا الكتب ولا الصحف والمجلات كانت تستطيع أن تضمن لمن يشتغل بالثقافة ما يهيئ له دخلا مناسبا .
** أدعوك أخي الكريم إلى أن تنظر بهذه النظرة إلى طاهر الذي فضّل الالتحاق بدار العلوم على الالتحاق بكلية اللغة العربية لأن الدار كانت تمنح مكافأة شهرية لطلابها وكان باب العمل بالتعليم مفتوحا أمام خَرِيجيها وفي الختام أشكر لك من جديد عنايتك بالموضوعات الأدبية مع الفنية .
__________________
” ما ٱستحَقَّ أن يُولَد مَن عاش لِنفسِه فَقَطْ “
|