رد: محمد القبانجي رائد فن المقام العراقي
هذه المعلومات القيمة التي قدمها لنا الدكتور عدنان جواد الطعمة والاستاذ عمر كامل والاستاذ عماد عاشور، هي معلومات وحقائق تاريخية تشكل جزءا هاما من تاريخ العراق الفني والثقافي، بل هي عنصر هام من مكونات الشخصية العراقية. ولعل مما يبعث على الاسى والاسف ان يكون البعض من كتابنا ومؤرخينا قد تأثروا وانقادوا لنزوات حكام حسبوا ان التاريخ انما يبدأ بهم ويجب محو او تغييب او تشويه ما سبق او كل ما لا يخدم اهواءهم ولا يمجد افعالهم. ان الكتب التي اصدرها الاستاذ ثامر العامري حول الموسيقى العراقية والمقام العراقي والاغاني العراقية تتضمن ابحاثا قيمة لا يمكن لاحد ان ينكر اهميتها في الحفاظ على تاريخ العراق وانجازات فنانيه. ولكن الاستاذ العامري، وكما اشار الدكتور الطعمة، لم يضمن كتابه شيئا عن انجازات القبنجي مثلا في سنوات حكم الزعيم عبد الكريم قاسم، لماذا؟ لان الاستاذ العامري اصدر كتابه باشراف دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لوزارة الثقافة والاعلام، خلال تلك الفترة المظلمة من الحكم البعثي الصدامي. وقد احسن الدكتور الطعمة صنعا فيما اورده من معلومات عن نشاط الاستاذ محمد القبنجي الفني، مما لم يجرأ الاستاذ العامري على ذكره في حينه.
ثم ان المرحوم الاستاذ عبد الفتاح حلمي الذي نقل الدكتور الطعمة بعض نصوص الاغاني عنه اصدر كتابين ثمينين يحتويان على كلمات عدد كبير من الاغاني العراقية المسهورة بعد ان كتب الحانها بالنوتة الموسيقية، وهذ عمل جليل مشكور لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق الموسيقي. ومع ذلك فان هذا الجهد العظيم شوهته السلطة الحاكمة حين اصرت على حذف اسماء الكتاب والملحنين من الصيغة الاصلية التي كتبها المرحوم عبد الفتاح حلمي الذي عبر عن المه واسفه على ذلك امام اصدقائه قبيل وفاته. وعسى ان يتولى احد من الخبراء وارباب المعرفة تصحيح هذا النقص واعطاء كل ذي حق حقه. فالشعوب تفخر بفنانيها ومبدعيها وتمنحهم المكانة التي يستحقونها ولا تغيب اسماءهم وتجعل اعمالهم التي لاتستطيع محوها من ذاكرة الشعب وكانها ولدت من العدم.
|