[محمود]

أول كلامي سلام ..

أن أجد وصفا لهذا الإبداع : أمر من أصعب ما يكون. أخيرا هداني تفكيري إلى حل. تسمع هذه الأغنية فيتفجر إحساسك وتفيض مشاعرك .. إنها قنبلة. نعم هي قنبلة مشاعر زنة مليون قلب. مرة كنت على شاطئ المتوسط في نحو شهر إبريل أو مايو .. هو وقت تكاد تخلو فيه الشواطئ من الرواد بينما يبدأ أصحاب المحلات والكافيتريات في الاستعداد لزحمة الموسم الجديد. لا أذكر لماذا ذهبت إلى هناك في ذلك الوقت ولكن أذكر جيدا أنني كنت وحدي على الشاطئ قبل الغروب تماما .. على قلة الرواد في هذا الوقت من العام يبدأ الموجودون منهم في مغادرة الشاطئ مع اقتراب الغروب. أذكر تلك الصخرة التي كنت جالسا عليها أنظر إلى البحر بينما تتوارد على ذهني خواطر متباينة من بينها بعض قصائد العظيم إيليا أبو ماضي. وسط السكون الساحر إذا بألحان السنباطي تشق الصمت على استحياء يتلوها صوت أم كلثوم قادما من كافيتيريا على البعد ، وكانت قصة الأمس. لم أغادر مكاني حتى انتهى ذلك السحر وعدت إلى العمار وقد حل الظلام. لم أسمعها قط كما سمعتها في ذلك اليوم..

يا لذكراك التي عاشت بها روحي على الوهم سنينا

لي فقط ملحوظة واحدة أرجو أن يفندها أبو حسام عند تحليله للأغنية:

أشعر أن لحن هذا الكوبليه فرايحي أكثر مما يجب


ثم أخلفت وعودا

طاب فيها خاطرى

هل توسمت جديدا

فى غرام ناضر


خاصة أنه يأتي بعد: -


واعدتنى الا يكون الهوى

ما بيننا إلا الرضا والصفاء

وقلت لى إن عذاب النوى

بشرى توافينا بقرب اللقاء


تأمل الأمل والرجاء في هذه الأبيات :

واعدتنى الا يكون الهوى ** ما بيننا إلا الرضا والصفاء

وقلت لى إن عذاب النوى ** بشرى توافينا بقرب اللقاء

ثم تأمل اللوعة والضياع في:

ثم أخلفت وعودا ** طاب فيها خاطرى

هل توسمت جديدا ** فى غرام ناضر

بعيدا عن المقامات (فهذه شغلة أبو حسام والمقامات طبعا محفوظة) أتصور أن اللحن كان يجب أن يتشبع بروح قريبة من تلك الموجودة في

حسب أيامي جراحا ونواحا ووعودا
وليالي ضياعا وجحودا

مع تحياتي

محمود