عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20/07/2007, 10h33
الصورة الرمزية peloz
peloz peloz غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:122
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 27
افتراضي رد: انور منسي تسجيلات نادره

ربما بحكم القرابة التي تربطني بالفنان الراحل انور منسي ، قد سمعت من أمي الكثير عنه ، فهو ابن عمها ومن نفس جيلها ، وكان أول ما رأيت الحزن باديا عليها ، يوم أن طالعنا الخبر في جريدة المساء ، خبر سقوطه من فوق الحصان حين حاول ان يسبق به سيارة صديقة في صعود هضبة الهرم ، فتحطمت جمجمتة ونقل الي المستشفى ، واذكران يومها نشر الخبر بجوار صورة له وهو يطعم هويدا المكرونه قبل الحادث بدقائق في استراحة الأهرام

كان انور منسي الذي ولد عام 1922 هواصغر عازف يقف وراء أم كلثوم ممسكا بالكمان ، حين لم يكن قد تجاوز السادسة عشر من عمره بعد ، الا ان نبوغه المبكر كان معروفا قبلها للجميع منذ ان بلغ التاسعة
فلم يكن عازفا عاديا ، لدرجة ان أسمته الصحف وقتها (موزار مصر ) تشبيها له بموهبة موزار المبكرة ، كما القصر برعايته فأصبح ضمن العازفين المعتاد ترددهم علي القصر الملكي للعزف كسوليست وهو في سن العاشرة !
فكانت تأتي سيارة من القصر لاصطحابه وهو لايزال طفل ، لتعيده بعد الحفل وقد تسلم مظروفا عليه الشعار الملكل وبداخله ورقة من فئة المائة جنية
وعلي الرغم من كونه بدا عازفا للموسيقى الكلاسيكية
الغربية وبرع في عزف مقطوعات باجانيني وغيرة من مشاهير العازفين ، كان أنور ايضا عازفا شرقيا من الطراز الرفيع جمع بين أصابعه مهارات المدرستين و الطريقتين المختلفتين في العزف - الشرقية والغربية ، واستطاع المزج بينهما في سهوله ، ولاعجب في ذلك ، فقد كان أبوه – عبد الوهاب منسي – صاحب جوقة وعوادا معروفا في زمنه ، صحب جوقتة في جولاته بكل بلاد العرب التي طاف بها ، من المغرب حتى بغداد
ويقال انه كان محبا للنساء في الحلال ولم ينسى بدايته الأزهرية ، فكان كثير الزواج والطلاق من داخل الوسط ، حتى التقى بألماظا في القدس ، وكانت ابنة حاخام يهودي ، أحبته وهربت معه وهي بالزي المدرسي وحقيبة الكتب ، فتزوجها في دمشق وأسلمت ، وأنجب منها عبد الفتاح منسي عازف القانون المعروف في بغداد ، وفي طريق عودته لمصر ، ولدت أنور منسي بدمشق بعده بسنتين

و حكت لي أمي ، كيف أن عمها عبد الوهاب - والذي كان يجيد العزف على الكمان والقانون إضافة إلي العود ، كان لا يحلو له العزف وعمل البروفات الا في غرفة أبناءه الصغار ، حتى تتعود أذانهم الموسيقى وتبصر اول ما تبصر عيونهم الالات المعلقة علي الحائط !

عمل انور مع ام كلثوم في مقتبل عمره القصير (39 سنة) لكنه سرعان ما اختلف معها ، ليحل محله الحفناوي

ولاختلافه مع ام كلثوم حكاية ، فقد كان علي المسرح حين لفتت انتباهه ام كلثوم وهو يعزف، بصوت مسموع : ( ايدك معايا يامنسي ) !
نعم ، كانت هي ام كلثوم ، لكنها أمام حماس فنان شاب يثق في موهبته ويشعر بذاته كفنان وليس مجرد عازف!
فقرر علي الفور ان يترك العزف وراءها حتى لو كانت أم كلثوم نفسها !
وبالفعل ، تأثر بعدها وحزن وغضب واغلق الباب علي نفسة ولم يخرج اياما من غرفته ، لكن وقبل ان يمر وقت طويل ، كان محمد عبد الوهاب وهو صديق عبد الوهاب منسي ، يطرق باب البيت بنفسة
- مالك يا انور ؟ وازاي فنان زيك يقعد وما يشتغلش ؟
حكى له انور تفاصيل خلافه مع ام كلثوم ، وكيف نهرته امام الجمهور عندما اندمج في عزف احدى اللزمات ، فاحس عبد الوهاب بما يعتمل في صدره ، ورغبته في اظهار ابداعه في العزف ، وكان عبد الوهاب بذكائة قد ادرك انه قد يستطيع ان يخرج كل ما بداخلة من ابداع ، فاتفقا علي العمل معا ، وافرد له مقدمة النهر الخالد ليعزفها منفردا ، واعطاه مساحة من الحرية ليبدع

ومن منا لم يحلق يوما مع كمان انور منسي والنهر الخالد!
__________________
أنا من يبيع الماء في عز المطر
أنا من يبيع الماء ان عز المطر

فاشربوا ... يا غجر !!
رد مع اقتباس