من المعلومات الطريفة التي اهداها الى الموسوعة الزميل الناقد والاعلامي د. ياسر ثابت
ان الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي
قد كتب قصيدة في المطربة نادرة عام 1934
يقول فيها
بين اغانيك وبين وجهك الجميل
معجزة ثالثة من معجزات القاهرة
فحبذا الفن وحبذا اغاني نادرة
عن المطربة نادرة وكواليس جولتها الغنائية في ربوع العراق أتحدث
ففي العاشر من أكتوبر تشرين أول من العام ألف وتسعمائة واربعة وثلاثين تحدثت نادرة لإحدى المجلات المصرية عن الحفلات الغنائية التي أقامتها في العراق وتجاوزت اثنتي عشرة حفلة
تقول نادرة: "قبل رحيلي إلى العراق كنت متألمة من حرارة الصيف في مصر.. فرغبت في الهجرة إلى بلد آخر هربا من الحر.. فلما جاء متعهد الحفلات في العراق للاتفاق معي سألته عن حالة الجو هناك فطمأنني من هذه الناحية.. ولكنني حين وصلت إلى بغداد شعرت بحرارة الجو القاسية التي لا يحتملها الإنسان". وتكمل: "وفي اليوم الأول لوصولي إلى بغداد أبلغوني أنهم سيهيئون لي مكاناً في أعلى الفندق (السطوح).. فضايقني ذلك
فقلت:" وهل من اللائق بي وبكرامتي أن أنام على السطوح؟ ألا توجد في الفندق غرفة أنام فيها؟ فلما سمعوا ذلك انتقوا أحسن غرفة في الفندق وقادوني إليها. وأدرت المروحة التي في الغرفة وأحضرت زجاجتين مملوءتين بماء مثلج واحتضنتهما. إلا أن ذلك لم يلطف من حرارة الجو. وفي اليوم التالي طلبت أن يفرشوا لي "مرتبة" في أي مكان عالٍ
وتضيف:" وأود أن أنصح السيدات الأوروبيات اللواتي يلجأن إلى حمام الشمس في المصايف كي ينلن اللون الأسمر أن يقصدن العراق.. وانا الكفيلة بأنهن سيعدن إلى بلادهن كالكتاكيت المسلوقة."
لكن هذا ليس كل ما جرى للمطربة نادرة في العراق.. فعقب انتهاء حفلاتها المتعاقد عليها أقامت حفلات أخرى في بغداد.. إلا أن ذلك لم يرق للمتعهد الذي اشترط عليها في التعاقد ألا تقيم في بغداد غير الحفلات الاثنتي عشرة التي اشتراها لحسابه.. ومن ثم أقام عليها دعوى يطالبها فيها بتعويض قدره أربعمائة جنيه لإخلالها بشروط التعاقد
عرضت القضية أمام محكمة بغداد وتقدم للدفاع عن نادرة المحامي العراقي المعروف نجيب الراوي.. إلى أن صدر الحكم لمصلحتها
و أختم بالقول إن القصيدة التي نظمها الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي في مديح أميرة الطرب آنذاك يقول مطلعها:
ما أنت إلا نادرة, في كل فن ساحرة
للسمع أنت نعمة, ومتعة للباصرة