المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاءات صحفية مع الشاعر احمد الحريري


abuaseem
02/12/2007, 21h12
الشاعر الفنان احمد الحريري في حديث عن الدكريات
الحوار اداره محمد القذافي مسعود- نشر بموقع بلد الطيوب

"]- هل لازالت ذات الصعاب التي واجهتك في الماضي تواجهك اليوم؟
- لا شك أن الإنسان يتطور وعلى نحوٍ خاص، حين يكون مملوءاً بالطموح حتى حافته، وهذا ما حدث معي، فقد كانت الإذاعة حلماً من الأحلام التي شبت معي وكذلك صناعة الكلمة بكل اتجاهاتها، ولقد أخلصت لأدواتي، وصقلتني التجارب، وأفادني الكتاب جين جعلته أنيساً لي، بهذا تجاوزت صعاب الأمس، فلا صعاب اليوم والحمد لله.

هناك عثرات مادية وبعضها معنوية يمكن التغلب عليها بالصبر وسعة البال، ومعروف عني الأخيرة، لذلك أتمنى اليوم وبحرارة وانا باتجاه أبوب الشيخوخة، أتمنى وقار الشيب.

- طرابلس التي يعشقها الحريري، ما الذي بقي منها في الذاكرة؟

- طرابلس ذاكرة في حد ذاتها، فهي نقوش محفورة على آثارها برغم أنها خسرت مدينتها القديمة نوعاً.

وبالنسبة لي، فإن طرابلس هي كل ذاكرتي ومنها أستمد القدرة على الرسم بالكلمات، وقريباً يصدر لي ديوان شعري جديد في وزن (البورجيلة) الطرابلسي بعنوان (باب العز)، أتحدث من خلال قصائده عن مدينتي التي أعشق، أدابها، فنونها، صناعاتها التقليدية، صناعها، أي بقدر ما تحمل الذاكرة من تاريخها المجيد.



- توزع عطاؤك بين عدة أشكال فنية (الأغنية، المقالة، السيناريو) ألا ياتي على حساب القيمة الإبداعية؟

- في مجال الكلمة، تستوي الأشكال، كنقاش الذهب الذي يبدع النقش حتى على النحاس، ومن خلال تجربتي الطويلة لمست نجاحاتي بل حصدت جوائز ذات قيمة آخرها ذهبية الإبداع الدرامي من مهرجان القاهرة لللإذاعة والتلفزيون في بداية هذا القرن 2000.

وأعود فأقول أن الشعر بكل أنواعه، نقش، والكتابة الصحفية ما لم تكن نقشاً فلن يقرأها أحد، كذلك صناعة الدراما وكتابة المشهدية أو (السيناريو).



- في لقاء معك بصحيفة الشط (1999) قلت: (أعشق الكتابة بالعامية الحديثة) أين تكمن الحداثة في أعمالك؟

- قلت وأقول دائماً أنني (أعشق الكتابة بالعامية الحديثة) وأنا أعني العامية الحديثة المتشبعة باللغة العربية، وستكتشف ذلك حين تقرأ شيئاً من دواويني، وهي ثلاثة دواوين (لو تعرفي)، و(خمسينية صائد الرياح)، و(عزف منفرد في مقام العشق).

ومن ديوان (خمسينية صائد الرياح) أختار لك بعضاً من أسطر إحدى قائده وهي بعنوان (نقطة تلاشي):

تركت الرصيف

شالوا الشماسي م الرصيف

ودعنا كل الأمسيات

والأغنيات

والأمنيات

ودخلنا في حزن الخريف.



على هذا النحو.. أعتقد أنني أقدم لغة جديدة، وأسوق لك مثلاً آخر في مجال الشعر المغنى، وهي على سبيل المثال، أغنية:

منديلها الوردي/ تذكارها عندي

وين ننشده عليها / يتنهد ف أيدي



- أي مراحل الأغنية الليبية كانت الأكثر جمالاً وازدهاراً؟

- ازدهرت الأغنية الليبية من حيث الكلمات بإبداعات جيلنا، ولي شرف المساهمة في طرابلس في بداية الستينيات، قبلي كان الأستاذ "علي السني" مبدعاً وكذلك "السيد محمود" وجاء بعدي العديد من فرسان الكلمة وفي مقدمتهم الأستاذ "مسعود القبلاوي".

ومن جيلنا في بنغازي كان هناك عمالقة في كتابة الشعر الغنائي أمثال الأساتذة: عبدالسلام قادربوه، ومحمد مخلوف، وعبدالسلام زقلام، ثم عثمان الوزري، وفرج المذبل، ومسعود بشون، وعبدالعزيز التومي، وغيرهم.

وأستطيع القول أن مرحلة الستينات كانت منطلقاً لللإبداع والجمال والازدهار، ولا تسألني ماذا حدث بعد ذلك!!؟؟.



- ما رأيك بالرأي الذي ينادي بتغليب الحداثة على الأصالة؟

- الأصالة.. هي القاعدة التي نقف فوقها، وبقوة، وحتى عندما تطورت الأغنية الليبية وازدهرت من بداية الستينات، احتفظت بلحنها المميز وكلماتها المميزة ولم تفقد روح أصالتها، وعندما يستمع أشقاؤنا العرب اليوم لأغنية (عيوني سهاره) لـ"سلام قدري" وبصوت الشاب "الجيلاني" وعلى نحو فيه حداثة، فإنهم يستمعون لشيء جديد وبديع بالنسبة لهم.

والحداثة عندي لا تعني الخروج عن الأصالة، لأن الأصالة تعني، الروح، لذلك تميزت الأغنية الليبية حتى على مستوى الأقطار العربية، وحين تستمع لأغنية في قالب حديث، فغنك تدرك دون أي مساعدة أنها أغنية تونسية أو جزائرية او مصرية، أو شامية أو خليجية. وشخصياً انادي بالحداثة، شريطة الإبقاء على روح الأصالة.



- في مقال لك نشر بصحيفة الشط بعنوان (الصياد والفريسة)/1995 ، تحدثت فيه عن بداية تعلمك للصيد بكافة أنواعه وطرقه المختلفة، فهل يمكن أن تحدثني عن اقتناص اللحظة في الكتابة لديك؟

- البحر عالمي المفضل، لأنني أنتمي لأحد أسر فقراء صيادي الأسماك، فوالدي صياد سمك فقير، وكذلك جدي.

وبالنسبة لكلمة، فأنا لا أتعامل معهما كصياد، أنا فقط أضع الفكرة في رأسي، تحت المجهر مباشرة وأتركها تتزين على مهل، وحين تكون في كامل حلاوتها، تتجمع في عقلي أو جوهرتي بحيث يتم المخاض على نحو هادئ لا كر ولا فر.

بالإضافة إلى أنني أملك أدواتي التي كونتها من خلال تجربتي الطويلة، وهذا ما ساعدني على مواصلة العطاء الذي أراه متواضعاً، لكنه مرغوب من الناس الذين يغمرونني بالحب.

- هل كان القصد من وراء اختيار عوالم البحارة، هو فعلاً تحقيق الخصوصية؟

- أعتقد أن الخصوصية تكمن في اختيار اللون والأسلوب ورسم الشخصية المنفردة.. (كالنيهومية) مثلاً، فـ"صادق النيهوم" الكلمة، هو نفسه "صادق النيهوم" الإنسان، ولا يمنع أن يكون الإنسان متأثراً بعوالم ما، والنيهوم كان متأثراً ومأخوذاً بعوالم البحار لذاك نجحت روايته الشهيرة (من مكة إلى هنا). كما نجحت دراساته وكتاباته في شتى الاتجاهات وأهمها دراسته (الرمز في القرآن). وحدث هذا أيضاً مع المبدع الراحل "خليفة الفاخري" وأهمها كتابه (حين يهزك الشوق) فيما أذكر.

صحيح أن عوالم البحر أسرتني وهذا حدث على نحو وراثي، لكنني أيضاً أستوحيت من ذاكرة مدينتي الكثير مما لا علاقة له بالبحر وعوالمه.

- ما هي أهم الجوانب المضيئة في علاقتك بكل من: الكاتب والمفكر الراحل "صادق النيهوم"/ الفنان الراحل "خالد سعيد"/ الفنان "سلام قدري"/ الفنان "محمد رشيد"؟

- الأستاذ الراحل الدكتور "صادق النيهوم" كان صديقاً صدوقاً، وكان مرشداً لي في بداية كتاباتي الصحفية، أخذت من أسلوبه وكان سعيداً بي، وكان حين يأتي من بلاد الجليد الشمالية إلى طرابلس، كان أول شيء يفعله هو الاتصال بالمرحومة والدتي ليسألها عني، وكان رحمه الله حين تقول أنها لم ترني منذ شهر، كان يبحث عني، وكان يعيدني غليها بعد أن يعاتبني برقة ولطف، وكانت حين تراني مع "صادق"، تزعرد وترحب ترحيباً حاراً بالأستاذ وتمطره بالدعاء الصالح.

أما الفنان "خالد سعيد" فقد كان رفيق الطفولة، كما هو رفيق الشباب والرجولة، وكان ينقش الذهب وله صوت جميل، وأنا الذي وجهته وشجعته ليتقدم لركن الهواة، وفي ركن الهواة اكتشفه الفنان "كاظم نديم" وكنا معاً ضمن أفراد المجموعة الصوتية بفرقة الإذاعة بطرابلس.

والفنان "سلام قدري" رفيق رحلة الفن ولقد كتبت معظم أغانيه، وهو أيضاً من أقرب الأصدقاء إلى قلبي.

وبالنسبة للفنان "محمد رشيد" فقد كان زميلاً في المجموعة الصوتية وكان بيننا تعاوناً جميلاً، وصداقته متينة دائمة.



- في رأيك من المسؤول عن تراجع الأغنية؟، وماذا تفعل لو كان الأمر بيدك؟

- أرثي زمن العمالقة، زمن الإبداعي والصدق: عبدالوهاب، فريد، السنباطي، محمود الشريف، بليغ، الطويل، الرحبانية.

وأدين بشدة زمن الاستلاب هذا، زمن الدعارة الفنية، وكفى.

وأرى أن المستوى الأول والأخير والمستفيد الأوحد هو ذلك الإقطاعي الرأسمالي المعروف بالمتعهد وأسميه هنا (السمسار) فهو الذي يتحكم في أسواق الغناء ويشترط نوعيتها الرديئة، لمزيد من الكسب والنهب وإفساد الأذواق، بضرب أصالة الفن العربي، ولو كان الأمر بيدي لطلبت إصدار قانون عربي عام لمنع المرتزقة وبتر أيديهم بل رؤوسهم إذا تطلب الأمر.. ولا تعليق لي على بقية السؤال؟؟‍‍‍‍.

[/COLOR]

abuaseem
02/12/2007, 21h27
حوار اخر و حديث عن الحاضر و المستقبل
نشر بملحق كل الفنون-بصحيفة الجماهيرية


صف لي الأغنية الليبية حالياً في بضع كلمات ؟
مثلها مثل أي أغنية عربية ..إلا أنه رغم ذلك وإلى حد ما أستطيع القول بأن الأغنية الليبية محافظة على تميزها على مستوى الوطن العربي .
* مارأيك بتوقف مهرجان الأغنية الليبية ؟
- "ضحكة" مشكلتنا أننا (ناس متاعين طهقة) نفرح بالشئ في بدايته تم نهمله ونتركه .. مهرجانات الأغنية الليبية بدأت منذ الخمسينات ثلاث أربع دورات وتنتهي وآخرها المهرجان الأخير الذين قالوا عنه أنه أول مهرجان للأغنية الليبية ..
*من الذين قالوا عنه وكيف نستطيع أن نحافظ على استمرار مثل هذه المهرجانات ؟- القائمون عليه من غير ذوي الإختصاص وبالنسبة للإستمرارية لو استطعنا أن نعود نفسنا على المحافظة على الإبداع بكامل ملامحه والإبتعاد عن (الطهقة) سيستمر مهرجان الأغنية الليبية وغيره من المهرجانات .
* كيف تنظر إلى إدارة المهرجانات بغير ذوي الإختصاص ؟
- من عيوب إقامة المهرجانات في بلادنا أن تكون إدارتها من خارج الوسط الفني الغنائي وهذا مايحدث فعلاً
* منذ مدة طويلة لم نسمع بأغنية من كلماتك ؟
- أنا متجه إلى القاهرة .. فلدي مشروع لتجهيز أغاني مصرية من ألحان البدري الكلباش ويضيف الفنان حميد الشاعري بعض اللمسات عليها .
* عادة الفنان المطرب من يتجه إلى مصر وليس الشاعر الغنائي !
- صحيح .. ولكن هذه نقلة لأن لدي إحساس بأن الأغنية الليبية تجمدت في الوقت الحالي .
* كيف .. ألا ترى أنك تبالغ ؟
- لا أبالغ .. كيف تريد أن تعمل أغنية وليس لديك المال لكي تصرف عليها ؟ وحتى أن صرفت عليها فسوف تعتمد على البيع الذي يكون بصورة متواضعة جداً .. لذلك لا توجد أغنية ليبية حالياً ونحن نستمع إلى حد الان إلى أغاني الستينيات وبداية السبعينيات .
* طيب .. ألا يكون الظهور في القاهرة بالكلمة الليبية ؟
- لا .. لا .. (إيصير) لكن مبدئياً ستكون التجربة بالكلمة المصرية بشكل محدود وثانياً الكلمة الليبية موجودة عربياً وناجحة بديليل أغاني حميد الشاعري وحسين الجيلاني .
* فسّر لي تأليفك بالكلمة المصرية لماذا ؟
- أحببت ومعي البدري كلباش أن أدخل من باب كبير في البداية وبعد ذلك الشخص يفرض نفسه .
* النقاد والوسط الصحفي الليبي قد لا يتقبل ذلك ؟- بالعكس .. توجهي هذا يدل على أن إمكانياتي وإمكانيات شبابنا (حلوة) زد على ذلك أن اللهجة المصرية أصبحت هي اللهجة السائدة والمنتشرة في العالم العربي وبالتالي الكلمة المصرية هي المفتاح للباب الكبير الذي تحدث لك عنه وأضواء على الإمكانيات الليبية .. فلا أعتقد الأستياء بل هذا شئ يفرح ويبهج الجميـــع .
* توجهك إلى القاهرة هل يعني وصولك إلى مرحلة الأستياء الكامل من حال الأغنية الليبية ؟
- الجمود الذي حصل للأغنية الليبية لا يجعلني أبقى متفرجاً وعلى أمل أن تعود لها حياتها وحيويتها هذا لا يمكن .. لدي إمكانيات لابد من أخراجها في مكان آخر وفي النهاية أنا أحمل هويتي ووطنيتي وإمكانياتي كاليبي .
* كيف تنظر للفنان الليبي في الوقت الراهن ؟
- بصراحة الفنان الليبي مسكين .. يملك الإمكانيات والطاقة الهائلة ولكنه لا يستطيع تفجيرها ومكتفي ومعتمد كل الأعتماد على الراتب الزهيد وعلى حفلات الأعراس .. ولا توجد نقابة تدافع عليه .
* لماذا لا توجد له نقابة .. هناك الرابطة العامة للفنانين ؟
- أين هي الرابطة ؟ من يوم تأسيسها إلى اليوم مع أي فنان وقفت ؟
لم تقف مع أي فنان .. الفنان خالد سعيد توفى واكتشفت وفاته بعد ثلاثة أيام.
* حزنت يــــوم وفــاة الراحل كاظم نديم ؟
- جداً .. لأن كاظم نديم مدرسة وقاعدة حقيقية من الخمسينات .. مدرسة خرجت
أجيال تلو الأجيال ومعظم الفنانين غنوا من منتصف الخمسينات وحتى توفى كاظم تخرجوا منها وأنا شخصياً تلميذ هذا العملاق .
* هل هناك تقصير إتجاه إعطاء الفنان الليبي حقه بعد مماته ؟
- "ضحكة"إذا لم يحصل عليها في حياته سيحصل عليها في مماته .. طبعاً أمر غير وارد الفنان الليبي بعد موته له الله فقط ورحمته
* ما رأيك بالشاب جيلاني ؟
- حلو .. حسين صوته مميز وأسرته كلها ذات حس فني .. وفي الآونه الأخيرة لا حظت عليه تغير ملحوظ حتى من ناحية كيفية وضع قدم على الآخرى وكيف يضحك نوع من التثقيف جميل جداً .
* لكنك أنتقدته بشدة في إحدى مقالاتك عندما غنى في حفـل افتتاح الليبية ؟
- لم أكن أقصد ذلك .. ولكن أثناء كتابتي جاء أمامي لأنه الليبي الوحيد المشارك في هذا الحفل .
ولا أنكر أني بعد كتابة المقال أحسست أني كنت منفعل وكان يجب ألا يكون ذلك وأنا أكتب للرآي العام .
* وماذا عن أيمن الأعتر ؟
- أيمن علامة مميزة على طريق الفن العربي الحديث والمعاصر .
* وكيف تجد تجربة الفنان البدري الكلباش ؟- تجربة جميلة ورائعة ومعه أيضاً الراحل ناصر الكلباش تجربتهما تكاد تكون رائدة .
* من جهة أخرى .. كيف تجد تجربة الشاعرة ردينا الفيلالي ؟- لاأعرفها ولم أسمع أو أقرأ لها .
* هل أنت مع تحرر الشاعر في شعره ؟- الشاعر مجموعة مشاعر جميلة تترجم الواقع كما هو .. لوحة كما هي لا يوجد فيها غش لابد أن تكون صادقة فلذلك كل شاعر له الحرية في قول ما يراه ضمن واقعه .
* كيف تجد الساحة الشعرية الليبية ؟
- حلوة .. خاصة الشباب الجديد .. الكلمة الليبية مازالت بخير وتحتاج للدعم والرعاية .
* لاحظتك في إحدى الحفلات أثناء إلقاء أحد الشعراء لقصيدة جداً منزعج وتحاول عدم سماعه إلى هذا الحد يزعجك عدم إعطاء الشعر حقه ؟- أكيد .. نحن ننتمنى إلى عالم الكلمة .. ما لم تكن جميلة ومعبرة وتعطيك الإحساس الحقيقي لم نفعل شئ .. فتجد شاعر حوله (شوشرة) ولكن عندما تستمع لشعره تفاجئ به فهذا النموذج سوف يفسد على المواهب الحقيقية التي تتطلع إلى آفاق أوسع .
* بماذا تصنف من يدعي الشاعرية من هؤلاء ؟- هم عبارة عن فقاقيع مثل فقاعات الصابون سرعان ما تنفجر على طول .
* كم يشكل إبداعك الشعري من شخصيتك ؟- 80 ٪ لأني لست شاعر أغنية فقط لدي دواوين شعرية أيضاً .
* عندما تسمع (ياساكنين الحارة، لا القلب قلبي ، يازهرة الياسمين ، قمري يومي ) في هذه الأيام .. ماذا ينتابك ؟
- العودةمن خلالهم إلى الزمن الجميل ذلك الزمن الذي سيبقى ولن ينتهي رغم بساطته .. عندما استمع إليها أجد فيها المأوى والحنان والذكريات أيضاً .
* عندما تخلد إلى نفسك ماذا تقول لها ؟
- أنت مقصرة جداً لم تقدمي شيئاً .. لم تعملي شئ أريد شئ أحس به أنت تقصري في عمري !
* ماذا ترد عليها بالمقابل ؟- يحدث صراع بيني وبينها ويظهر واضحاً وجلياً علي إلى درجة الإضطراب ويستطيع أي أحد أن يلاحظ ذلك .
* من الفائز في هذا الصراع ؟- إلى حد ما أحمد الحريري الجالس أمامك .
* مقالاتك لمن توجهها فمن خلال صياغتها أشعر بأنها موجهة للنخبة من الآدباء والمثقفين ؟- هؤلاء الذين أشرت إليهم لايعرفوني ولا يقرأون لي بدليل أن أحد الرواد المؤسسين لرابطة الفنانين أشار لي بصفة (الزجال) وليس أحمد الحريري أو الفنان أو الشاعر .. مقالاتي هي ساخرة وفيها الكثير من السخرية في أكثر من إتجاه لأني أريد المواطن البسيط يغوص بين الكلمات ويقرأها بتمعن .
* هاجمت حفل إفتتاح قناة الليبية بشدة .. إلى هذا أِثار الحفل حفيظتك ؟- أكيد .. إستيقظ في الشاعر العراقي الراحل عبدالوهاب البياتي عندما قال (فقراء ياعمري نموت وقطارنا أبداً يفوت .. لمن تغنى والمقاهي أو صدت أبوابها ) .. فالغناء في الحفل لمن موجه ؟! للمواطن الليبي الذي لديه مطربه الرائع والمتميز .. لماذا إذاً هذا
الكم من عارضات الأزياء ، وأنا محتاج للأغنية الليبية ولست محتاج لمثل هؤلاء .
* في رأيك لماذا وصلنا إلى مرحلة استضافة من وصفتهم على حساب الفنان الليبي ؟
- لأنهم بعدما ينهوا غنائهم في المسرح (راح) يغنوا في بيوتهم وجلساتهم الخاصة .. بصراحة يتم شئ على حساب شئ آخر وعلى رفات الفنان الليبي .
* عندما تمر من زنقة شايب العين بالمدينة القديمة حيث الطفولة .. ماذا تشعر ؟
- حبي الأول هناك .. نظرتي الأولى للحياة .. عشقي للمدينة القديمة وأبكي كلما زرت ذلك المكان وأحن إليه كثيراً .. ويؤلمني جداً الوضع المأسوي الذي وصلت إليه حال المدينة القديمة .
* هل نلت ماتستحقه ؟- أخذت حب الناس واحترامهم وعشقهم فالحريري (ميدوروش فيه ) إلا الناس وأجمل شئ أن تكسب عشق وحب الناس .
* هدوءك يحيرني ..!- أحب الهدوء .. وهو مايجعلني أحاسب نفسي ماذا فعلت وماذا لم أفعل !؟ الوحدة حلوة . ولازم تحاسب نفسك ؟
* ألا ترى أن الزمن ليس بزمنك ؟
- لا .. أنا مكتفي بالزمن الذي وجدت فيه رغم أن سقف بيتي سيقع علي هذه نهاية حتمية لا أعرف متى ستكون مازلت أحلم بتصليح حياتي .. رغم كل ذلك الإبداع ليس له زمن معين طالما لديك القدرة على العطاء والإبداع ومؤمن به ستجد نفسك في أي زمن
حاوره سليمان قشوط