بو بشار
30/12/2012, 23h31
سعود الراشد شجعه على الكتابة
بدر بورسلي شاعر الأغاني الوطنية أعاد كتابة 'غريب' فنجحت الأغنية وتميزت
مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي
وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه
لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها
ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها
بدر بورسلي شاعر غنائي يتكئ على إرث متعدد الجوانب، فهو من عائلة برز فيها أكثر من شاعر، وخاله هو فهد بورسلي شاعر الكويت الكبير، كتب الأغنية فأجادها، ونجح في كتابة الأوبريت، وهو مخرج مميز، ومعد بارع ومذيع تفوق في الكثير من البرامج، وفوق كل ذلك فهو شاعر رقيق المشاعر، هادئ الطبع، مسالم، وأيضا كاتب مارس الكتابة في الصحافة لسنوات عديدة، اشتهر بكتابة عدد كبير من الأغاني الناجحة مثل 'مسموح، مسحور، اعترف لج ، الله يا الدنيا'، وعشرات الأوبريتات الوطنية
طفل شقي
كان بدر بورسلي في طفولته شقيا، درس الابتدائية في المرقاب ثم انتقل الى مدرسة الشامية وزامل عددا من الأسماء البارزة مثل يوسف السميط، يوسف المساعيد، ودرس بعد ذلك في الكلية الصناعية. ويعترف بانه لم يكن متفوقا في دراسته، الا ان ذلك لم يمنعه من ممارسة العديد من الهوايات خاصة مع فريق الكشافة، حيث كان يكتب مونولوجات ويقدمها في الحفلات الى جانب بعض التمثيليات
ومن هنا بدأ عشقه للشعر وتدرب على يد الشاعر الكبير خالد سعود الزيد، وتعرف على أوزان الشعر، ومن هنا بدأ يكتب بعض القصائد العاطفية، لكنه لم يكشف عنها واحتفظ بها لنفسه
تشجيع
وجاءته الفرصة على طبق من ذهب عندما طلب منه المطرب الكبير سعود الراشد عام 1964 ان يكتب له أغنية وكان يومها على مقاعد الدراسة وقد كتب أغنية على وزن أغنية 'قال من هو في هوى': وبدأها 'يا رسول الزين علمني الخبر'، وبالفعل نجحت الأغنية نجاحا كبيرا مما دفع بورسلي الى كتابة عدة أغان وتقدم بها إلى لجنة النصوص في الإذاعة، وفوجئ انها مرفوضة جميعها، وهذا اصابه بصدمة شديدة، الا ان ذهابه الى الولايات المتحدة للدراسة خفف من هول الصدمة، لكن الفنان سعود الراشد طلب منه كتابة أغنية للفنان عبدالحميد السيد، فكتب 'قالوا عنك' و'من عيد إلى عيد'، الا انه توقف عن الكتابة لسنوات عدة وعندما عاد من الولايات المتحدة الأميركية كتب أغنية 'الله يا الدنيا' التي غناها مصطفى أحمد ولحنها عبدالرحمن البعيجان، وقد حققت الاغنية نجاحا كبيرا، وتعامل بعد ذلك مع عدد من المطربين والملحنين مثل يحيى أحمد، مصطفى أحمد وعوض دوخي
انطلاقة
وهكذا بدأ بدر بورسلي مشواره الغنائي وتعاون مع عدد من المطربين، لكن ذلك لم يرض غروره، اذ ان اسمه كشاعر لم يكن معروفا، ولم تكن له بصمة، وجاءته الفرصة مع أغنية 'غريب' التي غناها المطرب عبدالكريم عبدالقادر ولحنها عبدالرب ادريس، ولهذه الأغنية حكاية، اذ يروي بدر بورسلي انه سلم كلمات الأغنية لعبدالرب ادريس ليغنيها عبدالكريم عبدالقادر، لكن عبدالرب ادريس طلب منه تغيير كلماتها باستثناء المقطع الأول، وخرجت الأغنية بعد جلسات عدة بشكلها الجديد، وحققت نجاحا غير متوقع، وشكلت نقطة تحول مهمة في حياة الشاعر بدر بورسلي، وفتحت له آفاقا جديدة، وتعاون بورسلي مع عبدالكريم عبدالقادر في العديد من الأعمال ومنها 'تأخرتي' التي يقول مطلعها:
تأخرتي يا عمري الذي أقبل
تأخرتي وهذا الموعد الأول
أحسب له أنا والأيام
والساعات واللحظات
لأنه موعدي الأول
كما قدم لعبدالكريم عبدالقادر أغنية 'عزيز وغالي، زوار، أعترفلج '، وغيرها، يقول في 'زوار':
زوار تسالمنا
تعارفنا شرحنا الشوق
بس زوار ما دار
مثل ها الحب
يا ليلة صيف يا ليلة ضيف
أين ما دار
اما أغنية 'غريب' فيقول مطلعها:
غريب شايل جروحي
والحجي وياي
غريب وداير وروحي
هدها ممشاي
أمشي وقلبي حزن
أشكي وطربكم
دايم في بكاي
تعاون
وتعاون بدر بورسلي بعد ذلك مع عدد كبير من المطربين من داخل الكويت وخارجها مثل غريد الشاطئ، عبدالله بالخير، علي عبدالستار، إبراهيم حبيب، محمد عبده، طلال مداح، عبدالله الرويشد، محمد الحلو ونبيل شعيل وغيرهم
كما كتب الشاعر بدر بورسلي عشرات الأعمال الوطنية من أوبريتات وأغان، كما كتب أوبريت 'المطرب القديم' التي قدمها خالد النفيسي وسعاد عبدالله، وكتب اسكتشات أيضا
بدر بورسلي مازال يواصل عطاءه في مجال الشعر ومازال حاضرا من خلال العديد من الأعمال التي تتميز بالأصالة في وقت تراجعت الأغنية
ظل صامدا وصابرا وشجاعا لا يتزحزح عن موقفه
-------------------
إعداد: عبدالمحسن الشمري
بدر بورسلي شاعر الأغاني الوطنية أعاد كتابة 'غريب' فنجحت الأغنية وتميزت
مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي
وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه
لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها
ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها
بدر بورسلي شاعر غنائي يتكئ على إرث متعدد الجوانب، فهو من عائلة برز فيها أكثر من شاعر، وخاله هو فهد بورسلي شاعر الكويت الكبير، كتب الأغنية فأجادها، ونجح في كتابة الأوبريت، وهو مخرج مميز، ومعد بارع ومذيع تفوق في الكثير من البرامج، وفوق كل ذلك فهو شاعر رقيق المشاعر، هادئ الطبع، مسالم، وأيضا كاتب مارس الكتابة في الصحافة لسنوات عديدة، اشتهر بكتابة عدد كبير من الأغاني الناجحة مثل 'مسموح، مسحور، اعترف لج ، الله يا الدنيا'، وعشرات الأوبريتات الوطنية
طفل شقي
كان بدر بورسلي في طفولته شقيا، درس الابتدائية في المرقاب ثم انتقل الى مدرسة الشامية وزامل عددا من الأسماء البارزة مثل يوسف السميط، يوسف المساعيد، ودرس بعد ذلك في الكلية الصناعية. ويعترف بانه لم يكن متفوقا في دراسته، الا ان ذلك لم يمنعه من ممارسة العديد من الهوايات خاصة مع فريق الكشافة، حيث كان يكتب مونولوجات ويقدمها في الحفلات الى جانب بعض التمثيليات
ومن هنا بدأ عشقه للشعر وتدرب على يد الشاعر الكبير خالد سعود الزيد، وتعرف على أوزان الشعر، ومن هنا بدأ يكتب بعض القصائد العاطفية، لكنه لم يكشف عنها واحتفظ بها لنفسه
تشجيع
وجاءته الفرصة على طبق من ذهب عندما طلب منه المطرب الكبير سعود الراشد عام 1964 ان يكتب له أغنية وكان يومها على مقاعد الدراسة وقد كتب أغنية على وزن أغنية 'قال من هو في هوى': وبدأها 'يا رسول الزين علمني الخبر'، وبالفعل نجحت الأغنية نجاحا كبيرا مما دفع بورسلي الى كتابة عدة أغان وتقدم بها إلى لجنة النصوص في الإذاعة، وفوجئ انها مرفوضة جميعها، وهذا اصابه بصدمة شديدة، الا ان ذهابه الى الولايات المتحدة للدراسة خفف من هول الصدمة، لكن الفنان سعود الراشد طلب منه كتابة أغنية للفنان عبدالحميد السيد، فكتب 'قالوا عنك' و'من عيد إلى عيد'، الا انه توقف عن الكتابة لسنوات عدة وعندما عاد من الولايات المتحدة الأميركية كتب أغنية 'الله يا الدنيا' التي غناها مصطفى أحمد ولحنها عبدالرحمن البعيجان، وقد حققت الاغنية نجاحا كبيرا، وتعامل بعد ذلك مع عدد من المطربين والملحنين مثل يحيى أحمد، مصطفى أحمد وعوض دوخي
انطلاقة
وهكذا بدأ بدر بورسلي مشواره الغنائي وتعاون مع عدد من المطربين، لكن ذلك لم يرض غروره، اذ ان اسمه كشاعر لم يكن معروفا، ولم تكن له بصمة، وجاءته الفرصة مع أغنية 'غريب' التي غناها المطرب عبدالكريم عبدالقادر ولحنها عبدالرب ادريس، ولهذه الأغنية حكاية، اذ يروي بدر بورسلي انه سلم كلمات الأغنية لعبدالرب ادريس ليغنيها عبدالكريم عبدالقادر، لكن عبدالرب ادريس طلب منه تغيير كلماتها باستثناء المقطع الأول، وخرجت الأغنية بعد جلسات عدة بشكلها الجديد، وحققت نجاحا غير متوقع، وشكلت نقطة تحول مهمة في حياة الشاعر بدر بورسلي، وفتحت له آفاقا جديدة، وتعاون بورسلي مع عبدالكريم عبدالقادر في العديد من الأعمال ومنها 'تأخرتي' التي يقول مطلعها:
تأخرتي يا عمري الذي أقبل
تأخرتي وهذا الموعد الأول
أحسب له أنا والأيام
والساعات واللحظات
لأنه موعدي الأول
كما قدم لعبدالكريم عبدالقادر أغنية 'عزيز وغالي، زوار، أعترفلج '، وغيرها، يقول في 'زوار':
زوار تسالمنا
تعارفنا شرحنا الشوق
بس زوار ما دار
مثل ها الحب
يا ليلة صيف يا ليلة ضيف
أين ما دار
اما أغنية 'غريب' فيقول مطلعها:
غريب شايل جروحي
والحجي وياي
غريب وداير وروحي
هدها ممشاي
أمشي وقلبي حزن
أشكي وطربكم
دايم في بكاي
تعاون
وتعاون بدر بورسلي بعد ذلك مع عدد كبير من المطربين من داخل الكويت وخارجها مثل غريد الشاطئ، عبدالله بالخير، علي عبدالستار، إبراهيم حبيب، محمد عبده، طلال مداح، عبدالله الرويشد، محمد الحلو ونبيل شعيل وغيرهم
كما كتب الشاعر بدر بورسلي عشرات الأعمال الوطنية من أوبريتات وأغان، كما كتب أوبريت 'المطرب القديم' التي قدمها خالد النفيسي وسعاد عبدالله، وكتب اسكتشات أيضا
بدر بورسلي مازال يواصل عطاءه في مجال الشعر ومازال حاضرا من خلال العديد من الأعمال التي تتميز بالأصالة في وقت تراجعت الأغنية
ظل صامدا وصابرا وشجاعا لا يتزحزح عن موقفه
-------------------
إعداد: عبدالمحسن الشمري