شعراء الاغنيه فى الكويت - جاسم شهاب

[بو بشار]

شاعر غنائي متعدد المواهب
جاسم شهاب .. الأصالة والتميز والإبداع

مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي


وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه



لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها


ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها

من منا لا يطرب للأغاني ذات الاصالة النابعة من تراثنا وبيئتنا؟


ومن منا لا يعيد بذاكرته الى زمن الطرب الأصيل عندما كنا نستمتع بألحان لرواد الاغنية لا تزال خالدة في الذاكرة؟



ومن منا لا يتذكر اغنية 'أبو الموقة' التي قدمها المطرب الكبير حسين جاسم؟ وراء هذه الاغنية والعديد من الاغاني التي تحمل عبق الماضي والبيئة، شاعر متعدد المواهب هو جاسم شهاب


جاسم شهاب ليس شاعرا غنائيا وحسب، بل مجموعة من المواهب والابداعات فهو مذيع رائع، ومحاور من طراز فريد، وصحافي عمل لسنوات طويلة في الصحافة واعطاها الكثير وهو مسرحي وأحد الذين ساهموا في تأسيس مسرح الخليج العربي


دراسة
جاسم شهاب شخصية عصامية فعلى الرغم من عدم اكماله الدراسة لظروف العمل والوظيفة فإنه عاد لاستكمال دراسته بعد سنوات من الانقطاع، حيث درس الاول الثانوي والثاني الثانوي في ثانوية الشويخ اواخر الستينات قبل ان يكمل دراسته في مصر والبحرين ويواصل دراسة الحقوق قبل ان يتوقف لدراسة الاعلام، ثم عين ملحقا صحفيا في السفارة الكويتية ثم مستشارا اعلاميا وعاش سنوات عدة في مصر، والتقى هناك بعشرات المبدعين لا سيما الملحن الكبير رياض السنباطي وهو الذي اجرى الحوار الاول مع السنباطي (الثانى مع عبدالرحمن النجار) وهما اللقاءان الوحيدان للسنباطى على الشاشه الصغيره



وجاسم شهاب ايضا من الذين واكبوا مسيرة مسرح الخليج العربي منذ بدايات التأسيس مع صقر الرشود وعبدالعزيز السريع ومنصور المنصور وعبدالله خلف ومكي القلاف، كما انه من اوائل الذين عملوا في الاذاعة والتلفزيون، واصبح خلال فترة وجيزة احد الذين قدموا مواجيزا لأخبار ونشرات الاخبار، كما عمل في الاذاعة الشعبية وهي نواة اذاعة البرنامج الثاني، وعمل لفترة مديرا لتلفزيون الكويت في دبي وساهم في إنتاج العديد من الاعمال والبرامج هناك


وعمل الشاعر جاسم شهاب في الصحافة المحلية اذ انه عين رئيسا لقسم الفنون والمنوعات في جريدة السياسة لعدة سنوات قبل ان يترك العمل ويتقاعد


رحلته مع الغناء
الشاعر الغنائي جاسم شهاب له دور بارز في رفد الاغنية الكويتية بعشرات الاعمال الغنائية المميزة، واصدر بذلك ديوانا تضمن نصوص العديد من هذه الاعمال وقد تعاون مع عدد كبير من المطربين على الساحة مثل عوض دوخي، حسين جاسم، عبدالمحسن المهنا وسواهم، وهو يستخدم مفردات شعبية قريبة من اذن المستمع وفيها حنين للماضي وللتراث وللبيئة الكويتية وهذا ما يجعله واحدا من اهم شعراء الاغنية التي بدأ معها منتصف الستينات وكتب الاغنية الوطنية والغزلية، لكنه توقف بعد ذلك عندما رأى ان الاغنية تحولت الى كلمات لا معنى لها وليس لها قيمة فنية، وتعاون مع عدد من ابرز الملحنين مثل يوسف دوخي وعبدالرحمن البعيجان


ولعل اشهر الاغاني التي كتبها جاسم شهاب هي أغنية 'ابو الموقة' وتقول كلماتها:
أيا غالي يابوالموقه
نسيت الحب وحقوقه
نسيت العهد والإيمان
وقلبي زايد بشوقه
سحرت القلب بعيونك
شغلت الفكر بفنونك
وكل الناس يحبونك
علامك طالع بسوقه
انا مدري شجرى مني
تولعني وتصدعني
تجافيني ولا كني
أحب وروحي محروقه
هلي والناس يلوموني
واصبر قلبي وعيوني
عسى خلي ومظنوني
يخلي عنه الموقه


ومن أغانيه الاخرى ذات الكلمات العذبة 'خلي جفاني' التي غناها عبدالمحسن المهنا


جاسم شهاب شاعر من طراز فريد، تشعر مع اغانيه بدفء المفردة وعمقها، وتميزها وهذا ما جعله احد اهم شعراء المرحلة الثانية من انطلاقة الاغنية في الكويت الى جانب اسماء اخرى برزت في فترة الستينات




-------------------
إعداد: عبدالمحسن الشمري