بو بشار
30/12/2012, 22h45
تعاون مع وردة وهاني شاكر وسعاد محمد
خليفة العبدالله الخليفة حضور شعري فاعل
مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي
وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه
لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها
ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها
لا يمكن الحديث عن الأغنية الكويتية في المرحلة الذهبية لها من دون التوقف طويلا عند الشاعر الغنائي خليفة العبدالله الخليفة، فهذا الشاعر استطاع ان يحفر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الأغنية الكويتية من خلال عشرات الأعمال الغنائية الرائعة، التي تفيض عاطفة جياشة، وتصور بدقة لحظات الحزن والفرح والأمل والحب، وتغوص في أعماق النفس البشرية
ودي أقولك يا غالي
اذكر ليالينا
واذكر سوالفنا وضحكنا
وعيد ماضينا
بس إني خايف ودادك
ما عاد يذكرنا
ولا اسهرت في عيونك
دمعة تنادينا
هذا الكلمات المفعمة بالحب صاغها شاعرنا الراحل خليفة العبدالله الخليفة ولحنها المبدع عبدالرحمن البعيجان وشدا بها المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، وكانت نقطة تحول مهمة في حياة عبدالكريم عبدالقادر الغنائية، اذ انه اعتلى القمة بعدها
نشأته
خليفة العبدالله الخليفة من مواليد قصر دسمان عام ،1944 برزت موهبته الأدبية والفنية مبكرا، وكانت له أكثر من محاولة ناجحة في كتابة الأغنية، له تجارب في التلحين، لكن شهرته جاءت من خلال عشرات الأغاني التي قدمها لعدد كبير من المطربين في الكويت
انضم الى جمعية الفنانين الكويتيين وزاد ارتباطه وصداقته بالعديد من الملحنين والمطربين الذين وجدوا في أشعاره ما يدفعهم للتعاون معه من خلال بساطة المفردة وسهولتها ودقة المعنى، وجمال الصورة:
شوصف فيك شخللي منك
طيبة قلبك وضحكة سنك
والا شعرك يا حبيبي
اللي غطى كل ما منك
قلبي غنى في جمالك
وتغزل في هواك
كلمات عذبة قدمها المطرب المعتزل حسين جاسم ولحنها عبدالرحمن البعيجان من أشعار خليفة عبدالله الخليفة
صدر للشاعر عدة دواوين شعرية أعوام ،1979 ،1998 و،2001 وقد عرضت أعماله في العديد من المهرجانات الفنية والغنائية ونالت العديد من الجوائز
كان الراحل مثال التواضع والصدق، أحبه كل من تعاون معه، وارتاح له كل من التقى به، كان أخا للجميع، محبا لكل الناس، متواجدا على الدوام مع اصدقائه، لذا سكن قلوبهم، واحتفظوا بحبهم له على الدوام
عشق الوطن وتغنى بحبه وقدم العديد من الأغاني الوطنية الرائعة التي مازالت خالدة
نجومية
في مجال الأغنية، تعاون الراحل مع عدد كبير من المطربين على الساحة، ولعل تعاونه مع المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر يعد نموذجيا ومثاليا، حيث غنى عبدالكريم من كلمات الشاعر الراحل خليفة العبدالله الخليفة عددا من الأغاني العاطفية والوطنية التي تعد علامات مميزة في مسيرة الغناء، منها أغنية 'ليل السهارى'، التي كانت وراء بروز نجومية المطرب عبدالكريم عبدالقادر على الساحة المحلية والخليجية، وأيضا غنى له 'عزيز وغالي'، التي لحنها عبدالرحمن البعيجان، ويقول مطلعها الأول:
عزيز وغالي مهما المسافة ابعدتنا
عزيز وغالي
ان كنت سالي لا تنسى لحظة جمعتنا
يا أغلى غالي
وأيضا أغنية 'منزلك عيني' ويقول مطلعها:
منزلك عيني
شنهو يمنعني
اني أنساك
شنهو يجبرني
اني أهواك
وأنت بايعني
ومن الأغاني التي قدمها عبدالكريم عبدالقادر من كلمات شاعرنا الراحل خليفة العبدالله الخليفة 'ردي الزيارة'، كما غنى من كلماته مصطفى أحمد 'وايد وايد'، ويحيى أحمد 'أجمل عيون'، وله أغان أخرى مثل 'أحوال العاشقين، شيء طبيعي، جبرني الشوق، وايد وايد، تأمر أمر'، وسواها، وغنى من كلماته أيضا صالح الحريبي، حسين جاسم، عباس البدري، فيصل عبدالله، غريد الشاطئ وعشرات المطربين على الساحة
تعاون
وقد رفد الشاعر الراحل خليفة العبدالله الخليفة الساحة الغنائية بالعديد من الأعمال الغنائية الناجحة الأخرى، حيث تعاون مع مطربين بارزين آخرين ومنهم سعاد محمد، فايدة كامل، غيتا المغربية، والمطربة الكبيرة وردة الجزائرية التي غنت له 'يا ترى نرجع حبايب'، كما غنى من كلماته هاني شاكر وعبدالرب ادريس وحمد السليم
وقد نجح الراحل في اثبات حضوره كشاعر غنائي متميز قادر على صياغة المفردة القوية المؤثرة، وأثرى المكتبة الغنائية بأشعاره العذبة
رحيل
بعد معاناة طويلة مع المرض رحل الشاعر الكبير خليفة العبدالله الخليفة الى مثواه الأخير يوم 19 ديسمبر 2002 بعد ان قدم للمكتبة الغنائية عشرات الأغاني عبر رحلة ثرية بالأعمال بدأها عام ،1963 أي انه على مدى اربعين عاما قدم العديد من الأغاني الوطنية والعاطفية والغزلية، وبغيابه فقدت الساحة المحلية شاعرا نجما، وعزاؤنا ان أعماله مازالت خالدة حتى الآن في ذاكرتنا
-------------------
إعداد: عبدالمحسن الشمري
خليفة العبدالله الخليفة حضور شعري فاعل
مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي
وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه
لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها
ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها
لا يمكن الحديث عن الأغنية الكويتية في المرحلة الذهبية لها من دون التوقف طويلا عند الشاعر الغنائي خليفة العبدالله الخليفة، فهذا الشاعر استطاع ان يحفر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الأغنية الكويتية من خلال عشرات الأعمال الغنائية الرائعة، التي تفيض عاطفة جياشة، وتصور بدقة لحظات الحزن والفرح والأمل والحب، وتغوص في أعماق النفس البشرية
ودي أقولك يا غالي
اذكر ليالينا
واذكر سوالفنا وضحكنا
وعيد ماضينا
بس إني خايف ودادك
ما عاد يذكرنا
ولا اسهرت في عيونك
دمعة تنادينا
هذا الكلمات المفعمة بالحب صاغها شاعرنا الراحل خليفة العبدالله الخليفة ولحنها المبدع عبدالرحمن البعيجان وشدا بها المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، وكانت نقطة تحول مهمة في حياة عبدالكريم عبدالقادر الغنائية، اذ انه اعتلى القمة بعدها
نشأته
خليفة العبدالله الخليفة من مواليد قصر دسمان عام ،1944 برزت موهبته الأدبية والفنية مبكرا، وكانت له أكثر من محاولة ناجحة في كتابة الأغنية، له تجارب في التلحين، لكن شهرته جاءت من خلال عشرات الأغاني التي قدمها لعدد كبير من المطربين في الكويت
انضم الى جمعية الفنانين الكويتيين وزاد ارتباطه وصداقته بالعديد من الملحنين والمطربين الذين وجدوا في أشعاره ما يدفعهم للتعاون معه من خلال بساطة المفردة وسهولتها ودقة المعنى، وجمال الصورة:
شوصف فيك شخللي منك
طيبة قلبك وضحكة سنك
والا شعرك يا حبيبي
اللي غطى كل ما منك
قلبي غنى في جمالك
وتغزل في هواك
كلمات عذبة قدمها المطرب المعتزل حسين جاسم ولحنها عبدالرحمن البعيجان من أشعار خليفة عبدالله الخليفة
صدر للشاعر عدة دواوين شعرية أعوام ،1979 ،1998 و،2001 وقد عرضت أعماله في العديد من المهرجانات الفنية والغنائية ونالت العديد من الجوائز
كان الراحل مثال التواضع والصدق، أحبه كل من تعاون معه، وارتاح له كل من التقى به، كان أخا للجميع، محبا لكل الناس، متواجدا على الدوام مع اصدقائه، لذا سكن قلوبهم، واحتفظوا بحبهم له على الدوام
عشق الوطن وتغنى بحبه وقدم العديد من الأغاني الوطنية الرائعة التي مازالت خالدة
نجومية
في مجال الأغنية، تعاون الراحل مع عدد كبير من المطربين على الساحة، ولعل تعاونه مع المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر يعد نموذجيا ومثاليا، حيث غنى عبدالكريم من كلمات الشاعر الراحل خليفة العبدالله الخليفة عددا من الأغاني العاطفية والوطنية التي تعد علامات مميزة في مسيرة الغناء، منها أغنية 'ليل السهارى'، التي كانت وراء بروز نجومية المطرب عبدالكريم عبدالقادر على الساحة المحلية والخليجية، وأيضا غنى له 'عزيز وغالي'، التي لحنها عبدالرحمن البعيجان، ويقول مطلعها الأول:
عزيز وغالي مهما المسافة ابعدتنا
عزيز وغالي
ان كنت سالي لا تنسى لحظة جمعتنا
يا أغلى غالي
وأيضا أغنية 'منزلك عيني' ويقول مطلعها:
منزلك عيني
شنهو يمنعني
اني أنساك
شنهو يجبرني
اني أهواك
وأنت بايعني
ومن الأغاني التي قدمها عبدالكريم عبدالقادر من كلمات شاعرنا الراحل خليفة العبدالله الخليفة 'ردي الزيارة'، كما غنى من كلماته مصطفى أحمد 'وايد وايد'، ويحيى أحمد 'أجمل عيون'، وله أغان أخرى مثل 'أحوال العاشقين، شيء طبيعي، جبرني الشوق، وايد وايد، تأمر أمر'، وسواها، وغنى من كلماته أيضا صالح الحريبي، حسين جاسم، عباس البدري، فيصل عبدالله، غريد الشاطئ وعشرات المطربين على الساحة
تعاون
وقد رفد الشاعر الراحل خليفة العبدالله الخليفة الساحة الغنائية بالعديد من الأعمال الغنائية الناجحة الأخرى، حيث تعاون مع مطربين بارزين آخرين ومنهم سعاد محمد، فايدة كامل، غيتا المغربية، والمطربة الكبيرة وردة الجزائرية التي غنت له 'يا ترى نرجع حبايب'، كما غنى من كلماته هاني شاكر وعبدالرب ادريس وحمد السليم
وقد نجح الراحل في اثبات حضوره كشاعر غنائي متميز قادر على صياغة المفردة القوية المؤثرة، وأثرى المكتبة الغنائية بأشعاره العذبة
رحيل
بعد معاناة طويلة مع المرض رحل الشاعر الكبير خليفة العبدالله الخليفة الى مثواه الأخير يوم 19 ديسمبر 2002 بعد ان قدم للمكتبة الغنائية عشرات الأغاني عبر رحلة ثرية بالأعمال بدأها عام ،1963 أي انه على مدى اربعين عاما قدم العديد من الأغاني الوطنية والعاطفية والغزلية، وبغيابه فقدت الساحة المحلية شاعرا نجما، وعزاؤنا ان أعماله مازالت خالدة حتى الآن في ذاكرتنا
-------------------
إعداد: عبدالمحسن الشمري