المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعراء الاغنيه فى الكويت - عبدالله عبدالعزيز الدويش


بو بشار
30/12/2012, 22h13
تفوق في الزهيريات وأصدر عدة دواوين

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=345389&stc=1&d=1413155936

عبدالله الدويش .. كنز العلم الذي نهل منه الآخرون

مرت الاغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي

وقد كانت المرحلة الاولى هي الاهم، لأن الاغنية الكويتية، وهي الرائدة خليجيا على جميع المستويات، نجحت في تخطي العديد من العقبات بفضل جهود عدد من الرواد، لا سيما المطربين الذين سجلوا اغانيهم في الهند وبغداد والقاهرة، واذا كان بعض المطربين قد اعتمد على اشعار قديمة، فإن شعراء الكويت الاوائل لعبوا دورا بارزا في النهوض بالاغنية من خلال اشعارهم العذبة التي تخطت الحواجز وتجاوزت الحدود، حتى اصبحت تتردد على الشفاه


لقد اسهم رواد الشعر في الكويت، سواء شعراء الفصحى او العامية، في النهوض بالاغنية الكويتية في المرحلة الاولى وما تبعها من مراحل، وكانت اشعارهم، ولا تزال، يرددها عشاق الطرب الاصيل، كما ان العديد من مطربي الوطن العربي قد غنوا هذه الاشعار، وتميزوا فيها

ان شعراء الاغنية في الكويت، سواء الذين كتبوا القصيدة بالفصحى، او الذين كتبوا القصيدة المغناة، كان لهم دور ريادي في انطلاق الاغنية واثبات وجودها وتفوقها
عبدالله عبدالعزيز الدويش شاعر من طراز فريد، فلم يكن مجرد شاعر ملك زمام القافية بجدارة وتفوق فيها، لا سيما الشعر النبطي، بل كان كنزا من العلم والمعرفة، جمع بين كتابة القصيدة لا سيما الزهيريات وبين البحث عن اشعار رواد الشعر ونجومه البارزين، وكتب ايضا في الفن والسامري والعرضة، وعلى رغم ان الراحل كان كنزا، في علم الشعر والشعراء، لكنه كان مثال التواضع ودماثة الاخلاق وطيب المعشر

التقيته في سنوات عمره الاخيرة واكتشفت كم هو متواضع، وكم هو عالم بفنون الشعر، وكم هو تواق لمساعدة الآخرين بما يملك من علم

تأثر بالشعراء
عبدالله عبدالعزيز الدويش من مواليد عام 1919 في حي القبلة، نشأ في اسرة تعشق الشعر وتمارسه، فوالده واحد من ابرزالذين كتبوا الشعر النبطي، فتأثر عبدالله الدويش بوالده، وبزغت موهبته مبكرا ونظم الشعر متأثرا بعدد من الشعراء البارزين آنذاك، لا سيما زيد الحرب، فهد العسكر، فهد بورسلي، اذ كان يحضر مجالسهم ويتابع اعمالهم، ويشير في احد اللقاءات معه الى انه حاول نظم الشعر بالفصحى في البداية لكن تأثره بالبيئة جعله يتجه الى الشعر النبطي، واول قصيدة له مطلعها:
لي خليل كنه البدر الجميل
واضح نوره على الانام
طلعته يا حسين في وقت المقيل
وغيبته عني الى داج الظلام
ما حلاه بمشيته دوم يميل
غصن مو ناعم حلو القوام
ثم اتجه الى الزهيريات بعد ذلك، واصدر ديوانه الاول عام 1968

دواوين وأشعار
لم يتوقف الشاعر عبدالله الدويش عند نوع معين من الشعر، فقد كتب القصيدة والزهيري والمواويل، وكان له انتاج غزير سواء في اصدار دواوين الشعر الخاصة، او جمع قصائد عدد من الشعراء في دواوين او كتب اخرى تهتم بنص السامري والزهيري وله في هذا المجال عدد كبير من الاصدارات منها ديوان الزهيري ،1971 زهيريات الدويش الجزء الاول عام ،1976 زهيريات الدويش الجزء الثاني عام ،1986 الفن والسامري عام ،1983 الفنون الشعبية عام ،1985 ديوان حمود الناصر البدر عام ،1972 ديوان حمد عبداللطيف المغلوث عام ،1983 وقد طبعت بعض كتبه اكثر من مرة نظرا إلى أهميتها ونفادها من السوق

وكان له زاوية اسبوعية في مجلة عالم الفن بعنوان 'زهيريات'، دأب على نشرها لسنوات طويلة


كما ان عبدالله الدويش كتب القصيدة العاطفية والوطنية وقصيدة الحكمة والموعظة، ومن قصائده الوطنية قصيدة بعنوان 'يا شيخنا حنا لك مغاويرا' يقول في مطلعها:
يا جابر المكسور عينك على الدار
وأفعالك الحسنات كلها حميدة
يا ميمر يا طي على كل الاقطار
جددت عهد سالف من جديده

وقد نظم هذه القصيدة بعد تعرض موكب اميرنا الراحل جابر الاحمد الى محاولة اعتداء في عام 1985

كما كتب عبدالله الدويش قصائد وطنية اخرى ابرزها قصيدة عن الاسرى في عام ،1991 يقول في مطلعها:
يا الله يا فكاك قيد الاسرى
تفك اسرانا بجاه النبي
وترد مفقود على اهله مجارى
وتعز قوم في بلدهم مقيمين

الدويش والغناء
غنى من كلمات شاعرنا المبدع عدد من المطربين لعل ابرزهم المطربة الراحلة عايشة المرطة في اغنية 'يا عبرة'، كما غنى من كلماته المطرب عبدالله الرويشد، وقدمت له فرقة التلفزيون عددا من الاغاني التي كتبها

والى جانب اشعاره التي غناها عدد من المطربين البارزين فإن الراحل ساهم ايضا في تأسيس رابطة الادباء في عام ،1965 وجعبة الفنانين الكويتيين وكان رئيسا له، كما ترأس تحرير مجلة عالم الفن لسنوات طويلة

جدير بالذكر ان الراحل عبدالله الدويش تلقى دروسه في مدرسة محمد العجيري ثم المدرسة المباركية وتلقى دروسا في اللغة العربية والحساب والقرآن الكريم، والتحق موظفا في البلدية في عام 1950

ويسجل له سعيه الدؤوب من خلال جمع قصائد شعراء بارزين وخلدهم في كتب ما زالت مرجعا لكل باحث لأنه كان يؤمن ايمانا كبيرا بأهمية الشعر الشعبي في حياة الامم يقول عنه الشاعر الكبير الدكتور خليفة الوقيان الذين يعرفون الفقيد العزيز عبدالله عبدالعزيز الدويش عن قرب يدركون مقدار تمثيله الطبيعة الكويتية الزاهرة في الشهرة البعيدة عن الادعاء والذين اطلعواعلى انتاجه النفيس يدركون حجم الجهد الذي بذله، وقيمة المادة التي وضعها بين ايدينا، فذلل بذلك الكثير من الصعاب امام القادمين الجدد من الباحثين، لقد قدم خلاصة جهد العمر كله بتواضع نادر المثال


توفي الراحل يوم 29 سبتمبر عام 1994




-------------------
إعداد: عبدالمحسن الشمري