المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجيب السراج


علي سيف
27/10/2012, 14h48
نجيب السراج
1923-2003

ربما كان الفنان "نجيب السراج" الفنان الوحيد في فئته الذي ظل يعمل في الغناء والتلحين
ولد "نجيب السراج" في حماه في أحد الأحياء القديمة من منطقة سوق الشجرة عام 1923، ويقول عن أصل أسرته، أنها قدمت من تركيا منذ ثلاثمائة عام، واستوطنت مدينة حماه، وما تزال فيها حتى اليوم.
درس في بداية أمره العزف على العود، على موسيقي كفيف في حماه، وعندما نزح إلى دمشق تتلمذ على يدي الشهيد "طارق مدحة" فأخذ عنه أصول التدوين الموسيقي الذي أجاده واستخدمه في تنويط أعماله الغنائية والموسيقية.
عمل نجيب السراج منذ الأربعينيات في الغناء والتلحين، واشتهر على المستوى الشعبي من وراء الأغاني الشعبية الخاصة بمنطقة حماه التي ولد وترعرع وشب فيها، قبل اختياره دمشق مركزاً لإقامته وهو في أوج شبابه.
دخل نجيب السراج معترك الحياة الفنية في دمشق بخطوات واثقة، وعندما أدرك بأن العمل الفني يتطلب أن يقدم شيئاً غير الغناء الشعبي، فانصرف إلى معالجة مختلف أنواع الغناء، آخذاً بأسباب التقدم الذي أحرزته الأغنية العربية على أيدي سادة التلحين في القطر المصري، ولعل إعجابه الشديد بمحمد عبد الوهاب، هو الذي دفعه لأن يسير في طريق التجديد الذي جاء به محمد عبد الوهاب منذ منتصف الثلاثينات، وكانت أول تجاربه في هذا المجال قصيدة "بسم الفجر" للشاعر والأديب المعروف "مدحة عكاش".
أيقن نجيب السراج بأن عليه إن أراد النجاح في مواكبة التجديد، أن يعود إلى تراث أمته الموسيقي والغنائي، ومن هنا نجده في سني الأربعينيات التي سبقت الجلاء، وبخاصة بعد تقديمه لعدد من أغنياته الشعبية من إذاعة دمشق عام 1945، ينصرف للأعمال التراثية الغنائية، فيحفظ منها عشرات الموشحات قبل أن يجرب حظه في التلحين فيها، ويمكن القول أنه استطاع إضفاء ثوب جديد عليها، ولكن تجربته ظلت قاصرة وعقيمة لأنه لم يرفدها بتلحين موشحات أخرى تدعم ما ذهب إليه في موشحيه اليتيمين "خبريها" و"النائي القريب".
كذلك عالج "المواليا" ـ الموال ـ التي تعتبر ضرباً من ضروب فن الغناء التراثي، وفي هذا النوع من الغناء لم يستطع الخروج عن دائرة محمد عبد الوهاب وتأثيره وسيطرته عليه، لأنه في "المواليا" التي أعطى، كان صورة طبق الأصل عن مواويل محمد عبد الوهاب قلباً وقالباً، وان حملت "المواليا" صوت "نجيب السراج"، ويعتبر موال "يا ريت فؤادك" أفضل ما أعطى في هذا الفن، وهو يذكرنا بمحمد عبد الوهاب وطريقته في الأداء.
اهتم نجيب السراج بالأغنية الحديثة الدارجة (مونولوغ) والقصيدة، وحاول أن يكسب هذه الأغاني طابع الحداثة، وأن يغنيها بالتوزيع الموسيقي، وأن يعطيها مسحة رومانسية حالمة، فنجح في ذلك نجاحاً طيباً. ولما كان يرى في محمد عبد الوهاب المعلم الذي لا يجارى، فإنه عمل من جانبه على أن يتبع خطاه، وأن يسير على هديه، ولكن بطريقة "سراجية"، فاعتمد كمحمد عبد الوهاب على الموزع الموسيقي الشهير الراحل "أندريا رايدر" ليوزع له ألحانه، وكانت قصيدته "ليالي الشتاء" واحدة من تلك الأغاني التي قام بتوزيعها "رايدر" ليرتفع عن طريقها درجات في مضمار الغناء والتلحين، ولتوجه إليه الأنظار في القطر العربي السوري كأبرع ملحن للقصيدة الرومانسية الحديثة.
تتالت أغاني نجيب السراج بعد نجاحه المطلق في "ليالي الشتاء" ليغدو الملحن والمطرب الوحيد في القطر العربي السوري، وقد أغراه هذا النجاح في تجريب حظه في السينما فتعاقد مع شركة "جالق" على إنتاج الفيلم الوحيد الذي مثله "عابر سبيل" والذي لم يحقق النجاح الذي كان يرجوه، كما أغراه التلحين على تجريب التأليف الموسيقي، وكانت أول مقطوعة موسيقية تعبيرية له تحمل عنوان "شفه". وقد تحولت هذه المقطوعة بعد وقت قصير إلى أغنية تحمل نفس الاسم، ويعتبر عمله هذا سقطة فنية، فالتأليف الموسيقي غير التلحين الغنائي، وما يكتبه المؤلف كفكر موسيقي يختلف عن التلحين الذي يتعايش فيه الملحن مع النص الشعري أو الزجلي المراد تلحينه، لأن التعبير في التأليف الموسيقي مغاير تماماً عن تلحين كلمات تحمل معان وأفكاراً لا تتفق مع خيال المؤلف الموسيقي، لأن الموسيقا كموسيقا أولاً وآخراً هي تجريد بخلاف الموسيقا الموضوعة لأغنية ما لأنها في هذه الحالة تكون موصوفة ومرتبطة بالنص.
لحن نجيب السراج لعدد من المطربين والمطربات من أبرزهم: ماري جبران، مها الجابري، ياسين محمود، مصطفى فؤاد وغيرهم. ويمكن اعتبار لحنه لأغنية "فينا ننسى" الذي غنته مها الجابري من أجمل ما أعطى من ألحان، فيه نكتشف نجيب السراج الذي سعى وراء التطريب الجاد البعيد عن التزلف، وفيه نكتشف أيضاً البون الشاسع بينه وبين سائر الملحنين في القطر الذين دأبوا في السنوات العشر الأخيرة على إعطاء ألحان مستجدية يغلب عليها الطابع التجاري. و"نجيب السراج" بعد هذا يستطيع وهو في هذه المرحلة من النضوج الفني أن يملأ الساحة من جديد بألحانه، بعد أن برهن من خلال كل ما أعطى عن إخلاصه لفن الأغنية العربية الذي وهب له حياته، ولكنه توقف عن العطاء، وانسحب وكأنه اعتزل الحياة الفنية أمام الذين أعطوا لفن الغناء وجهاً مزيفاً غريب اللحن واللسان.
دعته إذاعة الشرق الأدنى ـ لندن اليوم ـ في أواخر الأربعينيات لتسجيل بعض أعماله الغنائية فسجل لها بعض أغنياته الشعبية المرغوبة جماهيرياً.
كذلك ساهم بدعوة من الحكومة الأردنية في إحياء حفلات تتويج الملك حسين على عرش المملكة الأردنية الهاشمية عام 1953.
سافر إلى مصر أكثر من مرة بعد ثورة 23 تموز ـ يوليو ـ 1952، وإبان الوحدة، وسجل لإذاعة صوت العرب عدداً من أغانيه، وتعرف أثناء وجوده على محمد عبد الوهاب والسنباطي والقصبجي وزكريا أحمد، وارتبط معهم بصداقات منينة. كذلك تعرف على الموسيقار "أندريا رايدر" الذي أعجب بأعماله وعرض عليه توزيعها وكانت من بينها "ليالي الشتاء".
أعماله:
كتب نجيب السراج" عشرات الأغاني وأولى القصيدة بنوع خاص اهتماماته، وأبرز أعماله التي غناها قصيدة "بلقيس" وقصيدة "للبوصيري" وقصيدة "المساء" لعارف تامر، وقصيدة "طلعت ليلى مع الفجر صباحاً" للشاعر يوسف الخطيب. وغنت المطربة الكبيرة الراحلة "ماري جبران" من ألحانه أغنيتين: "يا زمان" وقصيدة "الغريب".
كذلك سارت أغنيته الشعبية "فوق النخل يا سليمى" ذات الجذور الفولكلورية بعيداً، وظلت ومازالت من الأغنيات الشعبية ذات الخصوصية..
أما أغانيه الشعبية الأخرى التي حاول عن طريقها الوصول إلى مزيد من الجماهيرية فلم تلق ما لقيته أغنيته "فوق النخل" كأغنية "كرمال عيونك" وأغنية "يا بيضا يا ست الكل" التي رد كما يبدو من خلالها على الأغاني التي تتغزل بالسمراوات.:emrose::emrose:

أغاني نجيب السراج
هنـــــــااااا (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=10252)