المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المايسترو، أو قائد الأوركسترا


أحمد الجوادي
15/10/2012, 00h41
المايسترو – الحلقة الأولى

المايسترو Maestro or Conductor:

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=302587&stc=1&d=1350261359

الكثيرين من غير الموسيقيين وحتى بعض الموسيقيين أحيانا لا يعرفون ما هي وظائف المايسترو ولماذا يقف أمام الأوركسترا، ولماذا يبدو وكأن العازفين لا ينظرون له أثناء العزف ومتى يكون وجوده ضروريا وأي من الأعمال التي ممكن عزفها بدون وجود مايسترو!

باختصار شديد، المايسترو هو من يدير العمل كله في الأوركسترا، وفي الأعمال الأوركسترالية الكبيرة لايمكن بأي حال من الأحوال عزف تلك الأعمال بدون وجود مايسترو.

كنت أقرأ قبل فترة في كتاب وكان هناك فصل يتكلم عن المايسترو، سوف أنقل فقرة أعجبتني من هذا الكتاب:
"المايسرو والمؤلف الشهير جوستاف ماهلر قال ذات مرة:
لا يوجد أوركسترا عظيم، فقط يوجد مايسترو عظيم. في هذا الكلام مقدار كبير من الحقيقة إذا لم يفهم بشكل حرفي. طبعا حتى توسكانيني نفسه لن يستطيع أن يجعل أوركسترا لمعهد عالي للموسيقى أن يعزف مثلما يعزف أوركسترا بوسطن فيلهارمونيك، وكذلك الأمر لو قاد مايسترو من الدرجة الرابعة أوركسترا بوسطن فيلهارمونيك لما تمكن من أن يجعلها تعزف مثل أروكسترا لمعهد عالي للموسيقى" هذا هو جزء مما أتى في الكتاب.

لو طبقنا هذا الكلام على إحدى أشهر الأوركسترات في العالم كأن تكون أوركسترا برلين فيلهارموني ولو افترضنا وأن قاد هذا الأوركسترا قائد عظيم مثل كارايان في عمل ضخم كأن يكون الحركة الأولى من سيمفونية ماهلر الثانية، وبعد أن فرغ كارايان من قيادته لتلك الحركة قام بتسليم عصا القيادة لمايسترو آخر، المايسترو الآخر ليست له خبرة طويلة في القيادة وهو قائد بسيط جدا من الدرجة الثامنة أو العاشرة، بعد أن يقود هذا المايسترو غير الخبير نفس العمل سوف نلاحظ فارقا هائلا في النتيجة الصادرة، علما بأن الأوركسترا هو نفسه والنوتات الموضوعة أمام العازفين هي نفسها فأثناء قيادة المايسترو الثاني للعمل لسمعنا هرجا ومرجا وأخطاءا لا حصر لها بدلا من أن تسمع عملا عظيما.

ولو قاد أوركسترا شهير مايسترو شهير جدا عملا معين، وبعد فترة قاد نفس العمل ونفس الأوركسترا مايسترو شهير آخر للاحظنا أن هناك فروقات قد تصل أحيانا لتكون فروقات كبيرة بين نتيجة قيادة هذين المايستروين، السبب هو أن لكل مايسترو له رؤيته وفهمه الخاص بالعمل والمؤلف.
هذا هو السبب في أن الكثيرين من المهتمين بالموسيقى الكلاسيك حينما يقتنون عملا مهما لمؤلف ما فهم يقتنون ذات العمل بقيادة عدة مايسروات وعزف عدة أوركسترات.

هل ينظر الموسيقيين للمايسترو بانتباه؟

حينما يتفرج شخص غير موسيقي إلى أوركسترا يلاحظ "أو يتصور" بأن كل العازفين مشغولين بقراءة النوتة متناسين وجود المايسترو ولا ينظرون له، إذا لماذا يقف المايسترو؟ هذا الكلام غير صحيح بتاتا، فكل العازفين عليهم أن يراقبوا تحركات المايسترو.

لو حظر أحدنا بروفة أوركسترا وجلس يتفرج، وجد أن العازفين منهمكين في قراءة النوتة وفي مكان معين أوقف المايسترو العزف، تجد أن الأوركسترا كلها تتوقف عن العزف في نفس الوقت الذي أوقف المايسترو يده، هذا يعني أن الجميع منتبهين لحركات المايسترو، وهذا هو السبب في أن المايسترو يقف على خشبة عالية لكي يراه جميع العازفين، أما العازفين الذين يشتركون في نوتة واحدة "مثل الآلات الوترية حيث يشترك كل عازفين إثنين في نوتة واحدة" تجد أنهم يضعوا حامل النوتة "الستاند" في مكان معين بحيث يتمكن كُلّا من العازفين من رؤية المايسترو ولو صادف وأن جلس أمام أحد العازفين عازف أو عازفة بشعر عالي أو كثيف أو عازف طويل القامة مما يعيق العازف الذي يجلس إلى خلفه من رؤية المايسترو تجد أن العازف يحاول تغيير مكان الستاند أو مكان الكرسي الذي يجلس عليه أو يطلب من العازف الجالس أمامه ليغير قليلا من موقعه ليتمكن هو من رؤية المايسترو.
وهذا هو السبب أيضا في أننا نجد أن الأوركسترا تجلس على ألواح خشبية متفاوتة في الارتفاع، فكراسي الآلات الوترية توضع على خشبة المسرح مباشرة أما كراسي آلات النفخ فتوضع على ألواح خشبية متفاوتة الارتفاع وبحسب موقع الآلة لكي يتمكن العازفين من رؤية المايسترو.

لننظر لهذا الفيديو سنلاحظ الاختلاف في ارتفاع مستوى العازفين وهم يعزفون سيمفونية دفورجاك الثامنة

مƒ‰مƒ´م‚©مƒ«م‚¶مƒ¼م‚¯ ن؛¤éں؟و›²ç¬¬8ç•ھ 第4و¥½ç«* - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=kOTvLSK2Awk&feature=related)

هل رأى أي منا عازف في أوركسترا قد وجه النوتة بعكس اتجاه المايسترو أو في اتجاه آخر؟
لو انتبه المايسترو أثناء البروفة إلى أن أحد العازفين ينظر فقط للنوتة الموسيقية ولا ينتبه لإشاراته يوقف المايسترو التمرين ويتوجه بنظره لذلك العازف مستهزئا وساخرا ويمسك النوتة التي أمامه ويضعها على مقربة من أنفه وعيونه أي على مسافة 5 سنتمترات عن عيني المايسترو في إشارة منه أن ذلك العازف ينظر فقط للنوتة ولا ينتبه لحركات المايسترو لكي يضحك عليه باقي العازفين (نادرا ما يحصل هذا في الأوركسترات الاحترافية لكن ممكن أن يحصل في أوكسترات الطلاب أو أركسترات الهواة).

كيف يتمكن العازف من رؤية المايسترو وهو مشغول بقراءة نوتته الموسيقية؟

ممكن أن نطبق هذه التجربة على أنفسنا:
أنظر إلى صفحة أمامك وفي نفس اتجاه الصفحة التي تقرأها يجلس شخص، أطلب من ذلك الشخص أن يؤشر بأصابع يده ليعطيك عددا معينا كأن تكون ثلاثة أصابع أو خمسة سوف تجد نفسك بأنك تتمكن من التعرف على العدد وأنت لا تنظر إلى الشخص بل تنظر للصفحة التي أمامك، بعد ذلك اطلب منه أن يحرك إحدى يديه ويضعها في مكان ما سوف تنتبه على الفور بأنه قد وضع يده على رأسه أو على قدمه على سبيل المثال. بنفس الكيفية يتمكن عازف الأوركسترا من رؤية المايسترو وهذا السبب الذي تجدهم جميعا قد وضعوا حامل النوتات في نفس اتجاه المايسترو. توجد أماكن معينة في العمل الموسيقي يتطلب فيها من العازفين أن يتركوا النظر في النوتة ويركزوا أنظارهم نحو المايسترو لكي يتلقوا التعليمات الصحيحة من حركات يدي المايسترو "مثل هذه الأماكن يكون حفظها سهلا أو أن تكون نوتات طويلة، أي لا يمكن عمل ذلك في أماكن صعبة وسريعة".

مع خالص تحياتي

أحمد الجوادي

سامي جناب
18/10/2012, 09h20
المايسترو (/ maɪstroʊ /؛ الإيطالية: [المايسترو]) (من المايسترو الإيطالي، وهذا يعني "السيد" أو "المعلم" [1]) هو عنوان الاحترام الشديد التي تعطى للموسيقار الرئيسي او القائد . ويستخدم هذا المصطلح في سياق الموسيقى الكلاسيكية الغربية والأوبرا. ويرتبط هذا مع استخدام واسع للمفردات الإيطالية بمصطلحات الموسيقى الكلاسيكية. ايضا تطلق كلمة المايسترو غالبا على الملحنين والمغنين ومديري الموسيقى ومدرسي الموسيقى

وفي عالم الأوبرا الإيطالية، يستخدم هذا المصطلح ليس فقط للقائد، ولكن أيضا للموسيقيين الذين يقومون بدور مساعد répétiteurs والقائدين خلال عروض (المايسترو كالمايسترو sostituto أو collaboratore). ويمكن حتى الملقن (المايسترو suggeritore) يعطى هذا العنوان.

هناك مفاهيم مماثلة في العديد من الثقافات الاخرى في العالم، فعلى سبيل المثال،في الموسيقى التقليدية الفارسية الكلمة المرادفة للمايسترو هي كلمة استاد.
محبتي:emrose:

أحمد الجوادي
18/10/2012, 13h19
المايسترو (/ maɪstroʊ /؛ الإيطالية: [المايسترو]) (من المايسترو الإيطالي، وهذا يعني "السيد" أو "المعلم" [1]) هو عنوان الاحترام الشديد التي تعطى للموسيقار الرئيسي او القائد . ويستخدم هذا المصطلح في سياق الموسيقى الكلاسيكية الغربية والأوبرا. ويرتبط هذا مع استخدام واسع للمفردات الإيطالية بمصطلحات الموسيقى الكلاسيكية. ايضا تطلق كلمة المايسترو غالبا على الملحنين والمغنين ومديري الموسيقى ومدرسي الموسيقى

وفي عالم الأوبرا الإيطالية، يستخدم هذا المصطلح ليس فقط للقائد، ولكن أيضا للموسيقيين الذين يقومون بدور مساعد répétiteurs والقائدين خلال عروض (المايسترو كالمايسترو sostituto أو collaboratore). ويمكن حتى الملقن (المايسترو suggeritore) يعطى هذا العنوان.

هناك مفاهيم مماثلة في العديد من الثقافات الاخرى في العالم، فعلى سبيل المثال،في الموسيقى التقليدية الفارسية الكلمة المرادفة للمايسترو هي كلمة استاد.
محبتي:emrose:

الأستاذ سامي المحترم

شكرا جزيلا على تعليقك الجميل وعلى هذه المعلومات الجميلة.
نعم في اللغة الإيطالية مايسترو تعني سيد.

حينما كنت طالبا في مصر، كنا ننادي أستاذنا السوفيتي الذي يدرسنا الكمان "مايسترو".
حتى أنني حينما أتكلم مع موسيقي أوروبي أكبر وأقدم مني فأناديه بكلمة "مايسترو" كنوع من الاحترام لفارق السن والخبرة.

في بعض الدول الأوروبية والتي تم التوقف عن استخدام الألقاب فيها حيث ينادى كل شخص بإسمه، حتى الأب لا ينادى بكلمة بابا أو دادي أو غيرها. ينادي العازفين المايسترو بإسمه. كان هذا شيئا غريبا علي في بداية قدومي لأوروبا وكنت أستهجنه، وكنت "ولا زلت" أطلق لقب (مايسترو) على من يقود الأوركسترا.
لكن نفس هؤلاء العازفين يتأدبون حينما يأتي مايسترو ضيف من دولة أخرى لقيادتهم، وينادونه بكلمة (مايسترو).


بالمناسبة فكلمة "Conductor" والتي هي رديفة لكلمة المايسترو تستخدم أيضا في بعض الدول للشخص الذي يدير حركة القطارات.

أرجو أن تترقب الحلقتين الثانية والثالثة من (المايسترو).

خالص المحبة

أحمد الجوادي

armendo
19/10/2012, 19h57
استاذى الفنان الجميل احمد الجوادى
اشكرك جزيلا على هذه المعلومات وهذا الدرس القيم عن المايستزو ودوره الهام جدا فى قيادة الأوركسترا...وانا لا استطيع ان اتخيل هذا العدد الكبير الذى يتكون منه الأوركسترا ان يقوموا بالعزف بدون قائد لسببين رئيسيين يجعلان وجود المايسترو وجودا حتميا
السبب الأول:ان الأعمال الأوركستراليه عادة ما تكون موزعه توزيعا كثيفا معقدا وايضا الجمل الموسيقيه التى تتكون منها المقطوعه الموسيقيه تحمل الكثير من التفاصيل والموزعه على كل مجموعه من الألآت التى تتكون منها الأوركسترا ولذ كان حتميا وجود شخص لديه القدره على استيعاب هذا العمل الضخم المعقد هذا الشخص هو المايسترو.
السبب الثانى:هذا العدد الضخم من العازفين ومجموعات الألآت المختلفه كان لابد لها من قائد له القدره لى تنظيم وتوزيع الأدوار بين مجموغات الألآت المختلفه حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه من لخبطه قد تطيح بالعمل باكمله وبالطبع الثقه المتبادله بين المايسترو وجموعة العازفين من الأسباب المهمه لنجاح العمل.

اخى الكريم فيما يخص الرؤيه الخاصه بالمايسترو للعمل والعلاقه بينها وبين رؤيه المؤلف ارجو التعليق والقاء الضوء غليهما
وهل يوجد تعارض بينهما احيانا؟

صديقى العزيز هل فرقنا الموسيقيه العربيه فى حاجه الى مايسترو ؟الحقيقه انا مندهش لأنها اصبحت موضه ارجو التعليق
ولك منى كل التقدير والأحترام
احمد(ارمندو)

أحمد الجوادي
19/10/2012, 23h00
استاذى الفنان الجميل احمد الجوادى
اشكرك جزيلا على هذه المعلومات وهذا الدرس القيم عن المايستزو ودوره الهام جدا فى قيادة الأوركسترا...وانا لا استطيع ان اتخيل هذا العدد الكبير الذى يتكون منه الأوركسترا ان يقوموا بالعزف بدون قائد لسببين رئيسيين يجعلان وجود المايسترو وجودا حتميا
السبب الأول:ان الأعمال الأوركستراليه عادة ما تكون موزعه توزيعا كثيفا معقدا وايضا الجمل الموسيقيه التى تتكون منها المقطوعه الموسيقيه تحمل الكثير من التفاصيل والموزعه على كل مجموعه من الألآت التى تتكون منها الأوركسترا ولذ كان حتميا وجود شخص لديه القدره على استيعاب هذا العمل الضخم المعقد هذا الشخص هو المايسترو.
السبب الثانى:هذا العدد الضخم من العازفين ومجموعات الألآت المختلفه كان لابد لها من قائد له القدره لى تنظيم وتوزيع الأدوار بين مجموغات الألآت المختلفه حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه من لخبطه قد تطيح بالعمل باكمله وبالطبع الثقه المتبادله بين المايسترو وجموعة العازفين من الأسباب المهمه لنجاح العمل.

اخى الكريم فيما يخص الرؤيه الخاصه بالمايسترو للعمل والعلاقه بينها وبين رؤيه المؤلف ارجو التعليق والقاء الضوء غليهما
وهل يوجد تعارض بينهما احيانا؟

صديقى العزيز هل فرقنا الموسيقيه العربيه فى حاجه الى مايسترو ؟الحقيقه انا مندهش لأنها اصبحت موضه ارجو التعليق
ولك منى كل التقدير والأحترام
احمد(ارمندو)

صديقي الحبيب أستاذ احمد "ارمندو" المحترم
شكرا جزيلا لك على تعليقك الجميل.
أولا أقول: ترقب الحلقة الثانية والثالثة، وربما أضع الحلقة الثانية اليوم!
ثانيا: فيما يخص سؤالك الجميل الأول. يفترض أنه لا يوجد اختلاف بين رؤية المايسترو وما يقصده المؤلف الموسيقي! لكن ممكن أن نلاحظ اختلاف وجهات النظر من مايسترو لآخر. حيث ممكن أن تختلف الرؤى للعمل من ذلك المايسترو للمايسترو الآخر. لهذا نلاحظ اختلافات "ربما تصل لاختلافات كبيرة" في الكثير من الأماكن من الأعمال الأوركسترالية. سوف أتطرق لذلك في الحلقتين القادمتين إنشاء الله.
ثالثا: بالنسبة لسؤالك الجميل وهو

صديقى العزيز هل فرقنا الموسيقيه العربيه فى حاجه الى مايسترو ؟الحقيقه انا مندهش لأنها اصبحت موضه ارجو التعليق

لقد طرحتُ أنا نفس السؤال في نهاية الحلقة الثالثة والأخيرة. وأترك الرد لكل السادة القراء، وإن كنت قد قمت أنت بالرد على هذا السؤال.

بعد الحلقة الثالثة سأتكلم هنا في نفس المكان عن السولويست بإذن الله.

خالص محبتي

أحمد الجوادي

أحمد الجوادي
19/10/2012, 23h14
المايسترو – الحلقة الثانية

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=302587&d=1350261359

ما هي الآلات التي يجب على المايسترو أن يتقنها؟

لا يوجد هناك أي قانون يحكم المايسترو من أن يجيد آلات معينة، ما يجب على المايسترو أن يعرفه بشكل جيد هو العزف على البيانو لأنه عليه أن يقرأ نوتة المايسترو أو ما تسمى بارتيتورا (Maestro Score or Paritor) والتي تكتب فيها كل آلات الأوركسترا، فحينما يريد المايسترو التعرف ودراسة بعض الأماكن عليه أن يعزفها على البيانو، هنا علي أن أقول ليس من واجب المايسترو أن يكون عازف بيانو ماهر أو لامع (وإن كان بعض قائدي الأوركسترات هم أصلا عازفي بيانو لامعين وشهيرين)، أما بالنسبة للآلات الأخرى فذلك يعود لخلفية المايسترو، فيوجد بعض المايستروات أصلا كانوا عازفين كمان أو شيللو أو فيولا أو عازفين لإحدى آلات النفخ الخشبية أو النحاسية أو حتى الإيقاعية، لكن يجب على المايسترو أن يعرف إمكانيات كل الآلات الموسيقية، تماما مثل المؤلف الموسيقي ومن هنا نعرف السبب في أن الكثيرين من المؤلفين الكبار هم أصلا مايستروات للأوركسترا مثل دفورجاك وماهلر وغيرهم الكثيرين.
لو تخصص المايسترو بآلة معينة كأن تكون آلة الكمان، هذه الآلة تتطلب تمرينا يوميا لا يقل عن ثمان ساعات أو أكثر وفي نفس الوقت فإن المايسترو سوف يقود الأوركسترا لفترة تقترب ربما من هذه الفترة أو تزيد فمتى إذاً سوف يتمكن من التمرين على الآلة الثانية؟ لذا تجد أن المايسترو عادة ما يهبط مستواه في آلته الأساسية بشكل ملحوظ جدا بسبب تركيزه على القيادة لكن مع ذلك نجد أحيانا كبار العازفين يقودون أوركسترات مثل بيرلمان ومثل هذا الفيديو الذي يقود الأوركسترا أحد أشهر عازفي البيانو وهو في نفس الوقت أحد أشهر المايستروات، ونلاحظ أنه يعزف مع أشهر عازفي كمان وشيللو في العالم.

Beethoven - Triple Concert Barenboim, Yo-Yo Ma & Perlman (Mov.2) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=inqZlo4O0MI&feature=related)

هل على المايسترو أن يتدرب على العمل الذي سوف يقوده؟

هنا علي أن أنوه إلى أن المايسترو عليه أن يحظر ويدرس النوتة مثلما يفعل العازف تماما بل أكثر وخصوصا حينما يقود عملا صعبا يحتاج لمجهود كبير منه للسيطرة على كل دقائق وتفاصيل الأمور ومنه يستطيع السيطرة سيطرة تامة على الأوركسترا وإلا أصبح العمل مهلهلا، فعلى المايسترو أن ينفذ كل التفصيلات الدقيقة التي كتبها المؤلف في النوتة الموسيقية، وإن كان هناك عازفا أو أو مجموعة لم ينفذوا شيئا مما كتبه المؤلف فعليه أيضا أن ينبههم ويشرح لهم ما يريد.

كيف تطورت أهمية وجود المايسترو؟

كان الألمان سابقا يطلقون كلمة Tacktschlager, means Time Beater أو مؤشر الوقت على المايسترو، حيث لم يكن دوره مهما في الماضي بل كان مقتصرا على إعطاء الوقت فقط، هذا الكلام في الموسيقى القديمة حيث لا وجود لتفصيلات كثيرة في الموسيقى مثل يومنا هذا (ربما أغلب الموسيقيين اليوم لم يسمعوا بهذه التسمية، حتى الألمان أنفسهم) وتوجد قصص طريفة ومضحكة جدا حول هذا الموضوع، منها أن هناك من كان يقود الأوركسترا بأن يضرب بقدمه على الأرض، وآخر يقود الأوركسترا بأن يضرب العصا التي تساعده في المشي على الأرض، أو أن يربط منديله إلى عصا ويؤشر بها، وقد اعتاد المؤلف الفرنسي لوللي (1632 – 1687) في لحظات جنونية أن يكسر كمانات حينما يحصل خطأ كبير، وذات مرة رمى المؤلف الشهير هاندل (1685 – 1759) آلة التيمباني على أحد العازفين "يبدو أنه كان تيمباني صغير أو أن هاندل كان مفتول العضلات!" وغيرها من مثل هذه الطرائف، لكن بعد ذلك ومع تطور وزيادة تعقيد التأليف الموسيقي أصبح للمايسترو دورا هاما جدا لا يمكن الاستغناء عنه.

ما هي واجبات المايسترو؟

واجبات المايسترو كما ذكرت هو مسك دفة القيادة،
لكل يد من يدي المايسترو واجب حيث تكون اليد اليمنى للمايسترو مخصصة لإعطاء الإيقاع واليد اليسرى مخصصة للتعبير الموسيقي، لكن أحيانا تشترك اليدان في شيء واحد.
المايسترو هو الذي يقرر السرع للأوركسترا فيبدأ بسرعة معينة وفي أماكن معينة ممكن أن يبطئ أو يسرع قليلا عن السرعة الأصلية، هذا في حالة أن التسريع أو التبطيء مكتوبين على النوتة لكن توجد حالات كثيرة جدا لا تكتب فيها مصطلحات التسريع والتبطيء وهذا هو متروك للمايسترو لأن يقرر ذلك، في البروفات ممكن أن يوقف المايسترو العزف في حالة أن بعض العازفين لم ينتبهوا ليده وإلى أنه غير السرعة لكي ينبههم إلى ذلك، غالبا ما يحدث ذلك بدون حديث كثير من المايسترو فالمايسترو الممتاز هو من يتكلم بيديه، وكل التفصيلات المكتوب على النوتة تستيطع أن تفهمها من خلال حركات المايسترو، كذلك الحال بالنسبة للتعبير الموسيقي وأقصد بالتعبير الموسيقي هو أشياء كثيرة مثل خفوت الصوت وقوته وتغيير شدة الصوت من الضعيف للقوي ما يسمى كريشيندو أو العكس وهو ما يسمى ديمنيويندو أو ديكريشيندو وأشياء كثيرة أخرى، كل هذا يفترض أنه مكتوب في النوتة لكن توجد أشياء لا تكتب في النوتة ويود المايسترو أن يضيفها من عنده، طبعا ذلك بحسب الفهم الواسع للمايسترو، وهذا هو الفارق بين المايسترو الممتاز والمايسترو من الدرجة الرابعة أو السادسة أو غير ذلك، فالمايسترو الممتاز عادة يفهم تفاصيل العمل وتفاصيل ما يقصده المؤلف في هذا العمل وفي هذا المكان بالذات.

في العصور السابقة مثلا في العصر الكلاسيكي جرت العادة أن يكتب المؤلف علامات التعبير الموسيقي مثل شدة الصوت (Forte) أو خفوت الصوت (Piano) بشكل موحد لجميع الآلات فمثلا في مكان معين يكتب المؤلف الموسيقي علامة F والتي ترمز إلى شدة الصوت، يكتبها بشكل متساوي لجميع الآلات وبغض النظر عن أهمية إبراز هذه الآلات لدى السامع، وهنا يأتي دور المايسترو لكي يبرز الآلات الأهم وذلك بإشارة منه إلى تلك الآلة أو الآلات لتبرز أكثر من غيرها. لو أخذنا مثلا موسيقى موتسارت والتي هي موسيقى مسائية صغيرة الشهيرة جدا (Eine kleine Nachtmusik) نلاحظ على سبيل المثال في البار الحادي عشر يعزف الكمانات الأول والثاني لحنا ناعما، يليه مباشرة في البار التالي محاكاة لنفس اللحن يعزف من قبل آلات الفيولا والشيللو والكونتراباص، في حالة أن المايسترو لم يكن مسيطرا تماما على الأوركسترا أو فاهما تماما لما هو مكتوب لما أمكن سماع هذه المحاكاة لكن لو كان المايسترو جيدا فمن واجبه إبراز هذه المحاكاة وإلا لماذا كتبها موتسارت؟
هذه هي موسيقى مسائية صغيرة لموتسارت، أرجو الانتباه إلى كيف أن المايسترو قد اهتم بذلك وفي المرة الثانية فهو يعطي إشارة صغيرة جدا للشيللو ليبرز أكثر.

Mozart - Eine kleine Nachtmusik (on period instruments) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=wKhH2hRa-WQ)

لاحظ أن المايسترو في الإعادة للمرة الثانية لم يكن موفقا في أن تعزف الأوركسترا كلها في نفس الوقت حيث حصل تفاوت في دخول الآلات، وهذا سببه المايسترو وأيضا عازفة الكمان الأول التي سبقت المايسترو بقليل وأنا أعزي ذلك إلى أن إشارة المايسترو لم تكن واضحة بما يكفي.

والآن لنستمع لنفس العمل لكن بقيادة كارايان، سوف نلاحظ فروقات كبيرة جدا، منها المكان الذي ذكرته وهو المحاكات لم تكن كل الآلات واضحة في التسجيل الأول فقد كان صوت الشيللو هو الغالب بينما في تسجيل كارايان سوف نسمع كل الآلات بوضوح شديد، وأرجو أيضا ملاحظة الفارق بين التسجيلين حين الإعادة من البداية، أعتذر لأنني لم أجد تسجيلا حيا لكارايان.

W A Mozart Eine kleine Nachtmusik K 525 (Herbert von Karajan) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=9fScO0255Fc)

بعد ذلك أي في ما بعد عصر الكلاسيكي بدأ المؤلفين الموسيقيين يكتبون تعبيرات مختلفة مثلا ممكن أن يكتب للوتريات علامة f أي قوي بينما يكتب للآلات النفخ الخشبية على سبيل المثال ff أي قوي جدا وغير ذلك.

هناك شيء آخر مهم وهو أنه في ما قبل عصر بيتهوفن وبالتحديد ما قبل الفترة الثانية من حياته لم يكن هناك شيء اسمه مترونوم حيث أن جهاز المترونوم اخترع في حياة بيتهوفن لذا تجد أن الأعمال المكتوبة من قبل المؤلفين الكلاسيكيين والباروك مثل موتسارت وباخ لا يكتبون علامة المترونوم بل يكتفون بكتابة السرعة حيث تكتب أسماء السرع مثل سريع أو سريع جدا أو متوسط السرعة وغيرها، هنا على المايسترو تحديد السرعة المطلوبة وذلك بحسب مفهومه للمؤلف وللعصر، حتى بعد اختراع المترونوم استمر الكثير من المؤلفين على عدم كتابة المترونوم مكتفين بكتابة مصطلحات السرعة. وأحيانا نجد مترونوم مكتوب على نوتة لعمل لمؤلف من ما قبل عصر المترونوم مثل هايدن، هذا المترونوم ليس أصليا أي أنه لم يكتب من قبل هايدن، لسبب بسيط وهو أن المترونوم لم يكن قد اخترع بعد، حتى بعض الأعمال التي ألفت بعد اختراع المترونوم يكتب أحيانا فيها مترونوم لم يكن قد كتب بواسطة المؤلف الأصلي بل تمت كتابته من قبل الناشر.

الآن لنشاهد هذا الفيديو وسوف نلاحظ أن أغلب العازفين ينظرون للمايسترو في أماكن معينة كثيرة جدا، هذه هي الحركة الأولى من السيمفونية الثانية لماهلر والقائد هو أحد أعظم مايستروات العصر ليونارد بيرنشتاين يقود أوركسترا لندن السيمفونية، لنلاحظ على سبيل المثال بعد دخول الكمانات يأتي دول الشيللو الهام جدا، لنتخيل لولا وجود المايسترو الذي يعطيهم إشارة البدء ماذا سيحصل؟ طبعا سوف تحصل مصيبة "موسيقية"، نلاحظ أيضا في مؤشر الوقت 2:04 يوجد دخول لآلات الباسسون وكونترباسسون أو الفاجوت وكونترفاجوت ليصاحب الشيللو بثلاث نوتات ويسكت، لاحظ كم أن دخول الباسسون كان واضحا، هذه هي إحدى واجبات المايسترو أن يظهر الآلات الهامة وإلا لماذا كتب ماهلر هذه النوتات الثلاثة؟

Mahler: Symphony No. 2: Mov. 1 - Part 1 of 3 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=k9_ONIz8XKA)

من واجبات المايسترو الأخرى هي، ليس كل عازفي الأوركسترا يعزفون باستمرار من الأول للأخير بدون أي سكوت حيث يتخلل العزف لكل الآلات تقريبا سكتة أو سكتات موسيقية، فمثلا لو كان لآلة الفلوت سكتة طولها 30 أو 50 بار، ربما أخطأ العازف في حساب هذه البارات وهنا يأتي دور المايسترو أيضا في أن يعطي إشارة الدخول للآلة التي كانت ساكتة لفترة طويلة "وإن كان معظم الناشرين يكتبون عدة بارات لآلة تعزف وبخط صغير قبل دخول الآلة التي لها سكتة طويلة ليقلل من حدوث أخطاء". وأرجو أيضا ملاحظة المايسترو في الفيديو أعلاه حينما يدخل الباسسون لأن لديهم سكتة طويلة في الدقيقة 2:04 علما أن هذه الآلات الثلاثة كانت قد دخلت في 1:46 لكن السكتة كانت طويلة نسبيا

هناك شيء آخر، أغلب المؤلفين الموسيقيين يرتكبون خطأ حينما يكتبون كريشيندو يليه ديمنيويندو (إرتفاع وانخفاض في شدة الصوت) وهو أنهم غالبا ما لا يكتبون إلى أي مدى تصل شدة الصوت، لأن هناك الكثير من مستويات قوة الصوت وهي الضعيف جدا pp ثم ضعيف p متوسط الضعف mp ومتوسط القوة mf وقوي f وقوي جدا ff و fff و ffff فغالبا ما لا يكتب المؤلف الموسيقي إلى أي مستوى يجب أن يصل هذا الكريشيندو! هنا أيضا يأتي دور المايسترو لكي يقرر ذلك.

في صالات العرض نحن نسمع النتيجة النهائية حيث انهم في البروفات قد أتقنوا كل شيء.

هنا تحظرني طرفة على أن المايسترو يتكلم بيديه:
ذات مرة وحينما كنت عازفا في الفرقة السيمفوينة الوطنية (الأوركسترا السيمفوني العراقي) وكان الكلام في نهايات السبعينات أي بعد تخرجي من كونسيرفتوات القاهرة، كنت أجلس في المقعد الثاني في مجموعة الكمان الأول، كان يجلس في المقعد الأول على اليمين الكونسيرتماستر وهو روسي وإلى خلفه نجلس أنا وعازف آخر وهو روسي أيضا وهو أكثر تمكنا من الكونسيرتماستر، ذات مرة غاب المايسترو عن إحدى البروفات بسبب مرضه، فكان على الكونسيرتماستر أن يقود الأوركسترا بدلا من المايسترو، كان الكونسيرتماستر عازفا متمكنا جدا لكنه ليس مايسترو، في أثناء البروفة كان يوقفنا بين الحين والآخر ويبدأ في كلام وشرح طويل جدا، استاء زميلي الروسي الذي يجلس إلى جانبي وقال لي ساخراً:
المايسترو لا يتكلم كثيرا بلسانه فهو يتكلم بيديه. كلام زميلي أثار ضحكي حينها وهو كلام حقيقي فالمايسترو لا يحتاج لأن يوقف الأوركسترا لكي يقول لهم هنا العزف قوي أو ضعيف أو هنا تسريع أو تبطيء أو افعلوا كذا وكذا، لأن يديه من تقول ذلك فالمايسترو المحترف لا يقول هنا يجب أن نسرع قليلا وهنا العرف قوي أو غير ذلك، المايسترو يفعل ذلك بيديه ويشد الأوركسترا بدييه مثلما يفعل روبنشتاين في الفيديو أعلاه.

إلى اللقاء في الحلقة الثالثة والأخيرة.
بعد الحلقة الثالثة سأتكلم عن عازف السولو بإذن الله.

خالص تحياتي

أحمد الجوادي

armendo
20/10/2012, 07h55
استاذى الجليل والفنان الجميل احمد الجوادى
اشكرك جزيل الشكر على هذه السلسله الرائعه من الحلقات التى تبين لنا بأسلوب راق دور واهميه وواجبات المايسترو فى قيادة الأوركسترا كما اشكرك على هذا الكم من الفيديوهات التى هى بمثابة تطبيق عملى لما تفضلت به من شرح.

اخى العزيز عندما اكون بصدد التعليق على موضوع ما فأننى عادة ما اكتب النقط التى يدور حولها التعليق فى ورقه وأيضا كتابة الأسئله ,وقد كان لى ثلاثة اسئله سجات منهم اثنان فى مشاركتى ونسيت الثالث وقد كان السؤال هو:هل يجب غلى المايسترو اجادة العزف على آله واحده او اكثر من آله؟
وكم كانت دهشتى عندما وجدت اجابه مباشره على السؤال فى افتتاحية الحلقه الثانيه ,وهذا ان دل على شئ فإنه يدل على انك تغطى الموضوع من جميع جوانبه وهذا خليق بأستاذ مثلك.

ومن المعلومات المهمه التى اسعدتنى هى كيفية قياس سرعة العمل الموسيقى واعتقد انك اشرت اليه بإستفاضه فى سؤال للأخ مبتدئ فى موضوع السلم الموسيقى..كل الشكر لك على هذا الكم من المعلومات القيمه والتى هى من المؤكد ستزيد كثيرا وتضيف الى محصلتى الموسيقيه الفقيره اضافه حقيقه.

ولك منى كل التقدير والأحترام :emrose:

احمد"ارمندو"

أحمد الجوادي
21/10/2012, 17h13
استاذى الجليل والفنان الجميل احمد الجوادى
اشكرك جزيل الشكر على هذه السلسله الرائعه من الحلقات التى تبين لنا بأسلوب راق دور واهميه وواجبات المايسترو فى قيادة الأوركسترا كما اشكرك على هذا الكم من الفيديوهات التى هى بمثابة تطبيق عملى لما تفضلت به من شرح.

اخى العزيز عندما اكون بصدد التعليق على موضوع ما فأننى عادة ما اكتب النقط التى يدور حولها التعليق فى ورقه وأيضا كتابة الأسئله ,وقد كان لى ثلاثة اسئله سجات منهم اثنان فى مشاركتى ونسيت الثالث وقد كان السؤال هو:هل يجب غلى المايسترو اجادة العزف على آله واحده او اكثر من آله؟
وكم كانت دهشتى عندما وجدت اجابه مباشره على السؤال فى افتتاحية الحلقه الثانيه ,وهذا ان دل على شئ فإنه يدل على انك تغطى الموضوع من جميع جوانبه وهذا خليق بأستاذ مثلك.

ومن المعلومات المهمه التى اسعدتنى هى كيفية قياس سرعة العمل الموسيقى واعتقد انك اشرت اليه بإستفاضه فى سؤال للأخ مبتدئ فى موضوع السلم الموسيقى..كل الشكر لك على هذا الكم من المعلومات القيمه والتى هى من المؤكد ستزيد كثيرا وتضيف الى محصلتى الموسيقيه الفقيره اضافه حقيقه.

ولك منى كل التقدير والأحترام :emrose:

احمد"ارمندو"

صديقي الحبيب أستاذ احمد "ارمندو" المحترم

شكرا جزيلا لك على مشاركاتك الجميلة وعلى متابعتك لكل ما أكتب.

ما حصل يا صديقي العزيز هو نوع من توارد الخواطر، أنت نسيت أن تضع سؤالك، لأنه موجود في الحلقة الثانية، وقد أحسست بأنني يجب أن أضع الحلقة الثانية بعد كتابة ردي لك، لأنني أحسست بأن لديك الكثير من الأسئلة الأخرى، منها على سبيل المثال السؤال الذي طرحته أنت والذي هو موجود أصلا في الحلقة الثالثة والتي سوف أنشرها في غضون اسبوع بإذن الله.

أنا أيضا يا صديقي العزيز أكتب ما الردود أو حتى الرسائل على وثيقة ومن ثم أقوم بالرد، ولا أكتب مباشرة على الإنترنيت لأن الصفحة ممكن أن تذهب وتختفي كتابتي "إلا لو كان تعليقا صغيرا جدا.

على العموم والكلام ليس موجها لك يا صديقي العزيز بل لجميع الأصدقاء الأحبة، وقد هذا الكلام من قبل:
أحيانا لا أنتبه لمشاركة أو سؤال صديق، في مثل هذه الحالة، أرجو إعادة طرح السؤال أو تنبيهي عليه أو على المشاركة (جل من لا يسهو).

ربما اليوم إنشاء الله سوف أنشر موضوعا غاية في الأهمية وهو موضوع المجامع الموسيقية، وسوف يكون في موضوعي للنظريات بإذن الله. وسوف أعلن ذلك في موضوعي عن النوتات.

لك مني خالص المحبة

أخوكم/ أحمد الجوادي

أحمد الجوادي
01/11/2012, 21h18
المايسترو – الحلقة الثالثة والأخيرة

الأعمال التي ممكن عزفها بدون وجود مايسترو!

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=302587&d=1350261359

نلاحظ أحيانا أن هناك أركسترات تعزف بدون وجود مايسترو، ذلك يكون في حالة لو أن الأوركسترا كان صغيراً كأن يكون أوركسترا وتري أو أوركسترا وتري مضافا له بعض آلات النفخ (مثل أوركسترا موتسارت)، في هذه الحالة ينوب عن المايسترو عازف الكمان الأول في الأوركسترا والذي يسمى كونسيرتماستر concertmaster or Leader أو كما يحلو للبضع تسميته بالعربية (رائد الأوركسترا)، هذا العازف هو من يعطي الإيعاز بالبدء والنهاية ولو حصل تغيير في السرع وشدة الصوت وخفوته فهو من يكون مسؤولا عن ذلك في حركات منه بواسطة كمانه وذلك أثناء العزف (ولو كان عازف البيانو أو الهاربسيكورد هو من ينوب عن المايسترو فهو يقود الأوركسترا بيديه حينما تكون لديه سكتة أو برأسه حينما يكون منهمكا في العزف).
أحيانا يتولى عازف السولو القيادة لو كان العمل كونشيرتو كأن يكون كونشيرتو الكمان والأوركسترا (على سبيل المثال)، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث في أعمال موسيقية كبيرة ومعقدة، فلا يمكن أن يحل عازف السولو بديلا عن المايسترو في كونشيرتو مثل كونشيرتو سيبيليوس أو تشايكوفسكي للكمان والأوركسترا بسبب أن النوتة المكتوبة للكمان هي صعبة جدا ولا تسمح لعازف السولو بالانشغال بالقيادة، لكن في أعمال أقل تعقيدا مثل بعض كونشيرتات موتسارت فذلك ممكن وهذا هو السبب أننا نجد في بعض كونشيرتات موتسارت للكمان والأوركسترا (على سبيل المثال) يتولى عازف السولو القيادة، سبب ذلك هو أن في بعض أعمال موتسارت أو هايدن لا توجد تعقيدات كثيرة.

هذه هي موسيقى مسائية صغيرة تعزف بدون مايسترو.

Mozart " Eine kleine Nachtmusik" Allegro - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=Qb_jQBgzU-I)

وهذا كونشيرت موتسارت للكمان والأوركسترا يقود العمل عازفة السولو الشهيرة آننا صوفي موتتر بدون وجود أي مايسترو.

Violon - Anne Sophie Mutter -Violin Concerto Nآ° 5 -In A Major,K.219 - Allegro Aperto - Mozart -.avi - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=kY2f3PhiQGQ&feature=relmfu)

نلاحظ في الفيديو أعلاه وفي بدء الموضوع الثاني في الدقيقة 0:33 حصل تبطيء بسيط في السرعة بين الموضوعين، هذا أيضا من مهام المايسترو (أو من ينوب عنه) فموتسارت لم يكتب أي تبطيء هنا، والتبطيء البسيط هنا ضروري لتوضيح الفارق بين اللحنين الأول والثاني (المضاد له).

هل أن واجب المايسترو في الحفلات يكون تمثيلا مسرحيا؟

يستحسن إعادة السؤال ليكون:

هل أن واجب المايسترو هو فقط في البروفات ولا تكون له أي أهمية أثناء العزف في الحفلة أو الكونسيرت ووجوده استعراضيا فقط؟

تكون مهمة المايسترو في الكونسيرت أو الحفلة أكثر صعوبة من البروفات، حيث أنه سيحتاج لتركيزه بالكامل وسوف يحتاج لمجهود أكبر، وربما أعلى مما كان يبذله في البروفات. السبب هو أنه لو حصلت هفوة أو خطأ أو خلل أو مشكلة موسيقية في البروفات فإن المايسترو يتمكن من أيقاف العزف ويقوم بحل المشكلة أو الخلل، لكن لو حصلت مثل هذه المشكلة في الكونسيرت فلا يمكن بتاتاً للمايسترو أن يوقف العزف أمام الجمهور بل يجب أن يتجاهلها وأن لا يظهر ذلك على وجهه لكي لا يلاحظ الجمهور الخطأ، لنتذكر بأن الجمهور يأتي للكونسيرت لكي يستمتع بسماع الموسيقى ولم يأتي لكي يشاهد تصحيح أخطاء الأوركسترا.

قبل فترة كنت جالسا في عرض موسيقي لأوركسترا محترف معروف، كانوا يعزفون سيمفونية دفورجاك الثامنة، حينما بدأوا العزف كانت هناك مصاحبة هارمونية من قبل بعض آلات النفخ (الترومبون الأول والثاني والفاجوت)، صدرت بعض الأصوات التي لم تكن متناسقة هارمونيا تناسقا تاماً، ربما لم يحس أحدا من الجمهور بذلك لكن وقعها كان سيئا علي لأنني كنت أستمع للموسقى بتركيز عالي، أنا أو أي موسيقي له خبرة طويلة في الأوركسترا أو يعرف عن علم الآلات أو Orchestration سوف يعرف السبب! السبب كان يكمن في أن آلات النفخ لم تكن جاهزة للعزف حيث أن الأوركسترا بقيت جالسة فترة طويلة في انتظار أن يبدأوا العزف ما سبب أن تكون آلات النفخ باردة وليست جاهزة، لكن بعد ثواني قلائل انتظم العزف ولم أعد أسمع أيا من تلك النوتات غير المتناسقة.
في الحركة الثالثة من نفس السيمفونية حصل خللا إيقاعيا بسيطا في مكان ما بين الكمان الأول والفيولا، وفي الإعادة حصل نفس الخلل لكن بصورة أخف، كان الخلل في الصفوف الخلفية من آلات الفيولا. لم يكن باستطاعة المايسترو إيقاف العمل ليصحح المشكلة لأنهم يعزفون في كونسيرت وأمام جمهور، لكن لو حصل ذلك في البروفة فلابد وبالتأكيد سوف يوقفهم المايسترو ليصحح الخطأ ويعالج المشكلة، ربما تكمن وراء تغيير حتمي في القوس. بالمناسبة فأكثر الأوركسترات شهرة في العالم معرضة لحدوث خطأ أو خلل صغير على المسرح لأن العازفين هم من البشر، حتى أعظم السوليستات ممكن أن يخطأ، لكن يجب أن لا يتوقف أبدا مهما حصل.

نلاحظ في هذا الفيديو حصل نفس الخلل الإيقاعي في نفس المكان، هذا هو أوركسترا شباب، ممكن ملاحظة الخلل الذي قصدته في مؤشر الوقت 0:38 أرجو ملاحظة الكمان الثاني والفيولا حينما يدخلون بعد الكمان الأول (الفيولا والكمان الثاني يجلسون إلى يمين المايستر أو على يمين المسرح). نلاحظ في الإعادة كان الخلل أقل بكثير جدا وهو في مؤشر الوقت 4:07، نلاحظ كيف أن المايسترو يحاول معالجة المشكلة في أن يغير إشارة يده في القيادة من إعطاء إشارة ضربة لكل بار وقبل ذلك المكان يغير الإشارة لتصبح ثلاث ضربات لكل بار لكي يؤكد الإيقاع.

Dvorak Symphony No. 8 - 3rd movement - Huron Symphony Orchestra - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=zfu14Au1EPA)

نلاحظ أن عزف الأوركسترا في الفيديوا أعلاه ليس مرضيا ومشبعا وذلك سببه أنه أوركسترا شباب وليس محترفين.

لنأخذ مثالا آخر ومع أوركسترا شبابي آخر تعزف الحركة الأولى من نفس السيمفونية

Dvorak Symphony No. 8 Mvt.1, Floyd Central High Orchestra - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=fyYUK2FH22o)

ولنقارن مع أوركسترا فيينا فيلهارمونيك ومع المايسترر العظيم كارايان

ANTONIN DVORأپK - SINFONIE NO. 8 IN G DUR OP. 88 - WIENER PHILHARMONIKER - HERBERT VON KARAJAN - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=8J6rxuqStQA&feature=related)

نلاحظ في التسجيل الأول أن المايسترو يبدأ بقيادة الحركة بإعطاء أربع إشارة من أربع ضربات للبار الواحد بينما كاريان يعطي إشارة ضربتين للبار الواحد، السبب في أن المايسترو الأول يعطي أربع ضربات للبار هو لكي يشد إيقاع الأوركسترا، لكن كارايان لا يحتاج لأن يفعل ذلك، ولا ننسى الفارق الكبير بين مستوى كلا الأوركستريين، ناهيك عن الفارق الهائل بين مستوى كاريان والمايسترو الآخر.
ملاحظة مهمة، وجه المايسترو غالبا ما يجب أن يعبر عن حالات الموسيقى ويعطي الإيحاء للعازفين أن يكون العزف في هذا المكان بحزن أو بفرح أو بحب وإلى غيره.

ماذا لو أن المايسترو تحول إلى مترونوم بشري؟

علينا أن نعرف أولا ما هو المترونوم:
المترونوم هو جهاز يعطي ضربات إيقاعية منتظمة. يقترن عمل المترونوم بعمل الساعة، أي لو اخترنا للمترونوم أن يعطينا ضربات بسرعة 80 هذا يعني أن المترونوم سوف يعطينا 80 ضربة في الدقيقة الواحدة، كل الضربات متساوية تماما مثل الساعة.
في الجزء الثاني تطرقت في الجزء الثاني كيف تطورت أهمية المايسترو، وذكرت أنه في العصور القديمة كان المايسترو شبيها بعمل المترونوم، حيث أنه كان يعطي الضربات إما بقدمه أو بعصاه على الأرض أو أن يضرب بعصا على طرف الأورجن أو غير ذلك، لكن بعد ذلك أصبح دور المايسترو أكثر أهمية من إعطاء الزمن فقط، وفي العصور اللاحقة للعصر الكلاسيكي أصبح دور المايسترو مهما للغاية وتعدى مرحلة أنه مترونوم بشري.

لو افترضنا أن مايسترو قاد عملا ما بنفس السرعة تماما ولم يجري أي تغيير في السرعة، بالتأكيد لأصبح العمل مملا جدا وجافا للغاية، أي أقرب لعزف الكومبيوتر، أغلب الأعمال لا يكتب المؤلف تغييرات كثيرة في السرعة وهنا يأتي دور المايسترو، عليه أن يعطي الروح للعمل لكي لا تكون مثل عزف الكومبيوتر، أي مستمع يفضل سماع العزف الحي على سماع العزف من الكومبيوتر لأنه يكون رتيبا جدا ولا يحس بالآدمية وهي عنصر هام جدا.

لنشاهد هذا العمل لبنيامين بريتين ومع المايسترو العظيم سايمون ريتل، نلاحظ كيف أن المايسترو أبطأ قليلا في نهاية الجملة في الوقت 0:17، بريتين لم يكتب أي تغيير في الزمن هنا لكن ريتل ارتآى أن يبطئ السرعة قليلا ليوضح انتهاء الجملة الموسيقية وبداية جملة جديدة.

The Young Persons Guide to the Orchestra - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=Ku3TRcjLpyY)

لنشاهد افتتاحية إجمونت لبيتهوفن، كيف أن المايسترو لا يبقي السرعة مثل المترونوم لا في المقدمة البطيئة ولا في الجزء السريع، بيتهوفن لم يكتب أي تغيير في السرعة في المقدمة البطيئة فقط كتبت فوق النوتة الأولى علامة فيرماتا أي أن النوتة طويلة بدون زمن معين وبحسب ذوق المايسترو، كتب بيتهوفن تغييرا واحدا مباشرا في الجزء السريع، نلاحظ أن المايسترو يقود بحرية أماكن كثير من المقدمة أي غير مترونومي أبدا، نلاحظ كيف أن المايسترو يؤخر عزف النوتة الأخيرة في 0:35، بيتهوفن لم يكتب أي تبطيء في هذا المكان. في 2:33 كتب بيتهوفن تغييرا مفاجئا في السرعة لكن المايسترو في هذا التسجيل ارتآى أن يغير السرعة بشكل تدرجي وليس كما كتب بيتهوفن.

Beethoven - Egmont overture (Berliner Philharmoniker, Sergiu Celibidache) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=G3346Dq9fXM&feature=related)

نلاحظ في هذا الأوركسترا وهذا المكان بالتحديد أي في 2:17 كيف أن المايسترو هنا يغير السرعة مباشرة وبالضبط كما كتب بيتهوفن حيث كتب "سريع" أو Allegro



الكلام يطول ويطول لكنني ارتأيت أن أتوقف عن الكتابة.

لدي سؤال بعد أن كتبت هذا الكلام عن المايسترو في الموسيقى الكلاسيك، من يتصور بأن هناك جدوى من وجود مايسترو لدى الفرق التي تعزف الموسيقى العربية التقليدية، (لا أقصد الأركسترات التي تعزف مؤلفات لمؤلفين عرب)؟
قبل قليل كنت أشاهد قناة عربية وفيها ما يسمونه مايسترو يقف أمام فرقة موسيقية كبيرة ومحترمة جدا، هذا المايسترو لا يعرف كيف تكون إشارة 2/4، أليس هذا مخجلا أن تأتي إشارته مقلوبة؟ لماذا يقف إذاً وما هو واجبه الموسيقي؟ واجبه فقط إداري لا أكثر!
لدي أمل وهو أن يصبح لدينا في كل مدينة عربية أوركسترا احترافي وعدد من أوركسترات الهواة، لكن متى يحصل ذلك؟ لن يحصل إلا بعد أن ينتهي شيء اسمه فقر وجهل في بلاد تعوم على النفط وتنعم بالشمس طوال العام وينتهي الفساد والطغيان عن شعوبنا المسكينة المستضعفة، وحينما يبجلوا الفنان ويعرفون بأنه إنسان أكثر من العادي مثلما يفعلون في الغرب، فقد منحوا لقب سير للمايسترو سايمون رتل، متى يحصل ذلك في بلادنا العربية؟؟!!

ملخص ما سبق:

المايسترو هو من يدير دفة الأوركسترا، وممكن تشبيه المايسترو بمخرج مسرحية عظيمة أو مخرج فيلم عظيم من أفلام هوليود، الكل لا يرى المخرج والذي هو أهم شيء في الفيلم، نفس الشيء فأغلب المتفرجين لا يعرفون مدى أهمية المايسترو ولا يعرفون بأن على كل عازف في الأوركسترا أن لا يغيب المايسترو عن نظره حتى ولو لثانية ولو حصل وأن لم ينتبه أحد في جزء من الثانية للمايسترو وحركاته (خصوصا في أماكن معينة) فممكن أن يرتكب خطأ ويسمعه كل من في الصالة.
لو حصل وأن أخرج مخرجا ما قصة لتصبح فيلما وبعد ذلك أخرج مخرجاً آخراً نفس القصة واستخدم نفس السيناريو المستخدم سابقا سوف نلاحظ بأن هناك فارقا كبيرا بين الفيلمين.
نفس الشيء لو حصل موسيقيا فلو عزفت أوركسترا من الدرجة الأولى عملا معينا وقاد العمل قائد كبير، ثم عزفت نفس الأوركسترا نفس العمل مستخدمة نفس النوتات وقادها أيضا مايسترو آخر بنفس مستوى المايسترو السابق للاحظنا فروقات كبيرة في طريقتي العزف علما بأنها نفس الأوركسترا ونفس العمل ونفس النوتات، هذا يعني أن السبب هو أن لكل مايسترو له رؤية خاصة به (والكلام عن المايسترو من الدرجة فوق العادية).
باختصار شديد لولا وجود المايسترو لأصبح العزف مثل الماكنة السيئة فالمايسترو هو من يضع الروح للعمل.

ترقبوا موضوع عازف السولو، سوف أضعه في نفس هذا المكان.

خالص تحياتي

أحمد الجوادي

إيمان.
05/11/2012, 17h09
المايسترو والأستاذ الرائع أحمد الجوادي:
اولا أشكرك شكر كبير وعظيم على هذه المعلومات المفيدة التي تعلمنا من خلالها ماهو المايسترو وماهي وظائفه وماهو دوره في الاوكسترا ..
عندي بعض الاستفسارات أو التوضيحات ولو انك يااستاذي أعطيت الموضوع كامل حقه ..
1) هل يجوز للمايسترو ان يلعب بالنوتة ويغير فيها ام فقط مسموح له بالتحكم بالايقاع وبالتعبير الموسيقي ؟؟؟
2) واذا ممكن ان تذكر لنا مثالا عن الاشياء الغير مكتوبة في النوته ويود المايسترو ان يضيفها أو يحذفها ..؟؟
ولك تحياتي وشكري الكبير.

أحمد الجوادي
06/11/2012, 17h59
المايسترو والأستاذ الرائع أحمد الجوادي:
اولا أشكرك شكر كبير وعظيم على هذه المعلومات المفيدة التي تعلمنا من خلالها ماهو المايسترو وماهي وظائفه وماهو دوره في الاوكسترا ..
عندي بعض الاستفسارات أو التوضيحات ولو انك يااستاذي أعطيت الموضوع كامل حقه ..
1) هل يجوز للمايسترو ان يلعب بالنوتة ويغير فيها ام فقط مسموح له بالتحكم بالايقاع وبالتعبير الموسيقي ؟؟؟
2) واذا ممكن ان تذكر لنا مثالا عن الاشياء الغير مكتوبة في النوته ويود المايسترو ان يضيفها أو يحذفها ..؟؟
ولك تحياتي وشكري الكبير.

زميلتنا العزيزة أستاذة إيمان المحترمة

ألف شكر لك على الكلمات الجميلة.

بالنسبة للمايسترو وهل يجوز أن يغير أو يتلاعب بالنوتة؟
هذا لا يجوز بتاتا، على المايسترو أن ينفذ ما في النوتة حرفيا، وأي إضافة أو نقصان على ما كتبته المؤلف غير جائز بتاتا.
أما في حالة أن المؤلف لا زال على قيد الحياة والمايسترو يعرف المؤلف فممكن أن يستشاره في أن يغير مكان معين.
ذات مرة وقبل عدة سنوات عُزفت إحدى أعمالي في الولايات المتحدة، في الحركة الثانية كتبت أنا للمصاحبة التي كانت للوتريات العزف بالقوس وكانت نوتات قصيرة، ويتغير ليصبح عند الشيللو والكونتراباص إلى نقر بالإصبع "بزيكاتو، Pizzicato" بينما بقيت الكمنجات والفيولا تعزف بالقوس "arco". أرسل لي المايسترو وقال لي أنه يفضل أن يبقى العزف بالقوس عند الشيللو والكونتراباص. قلت له أنا أريدها هكذا وأنا قصدت ما كتبت. لكن ما دمت تحب أن تغير فلك ما تشاء، فقط أرجو منك أن تجرب الطريقتين، وتختار أنت الأنسب.
بعد أن وصلني التسجيل، سمعتهم ورأيتهم يعزفون مثلما كتبت أنا.
توجد أماكن معينة في النوتة ممكن أن تقبل أكثر من تأويل، أي ممكن أن تفسر بأكثر من طريقة، وعلى الأخص أقصد بعض الحليات. في هذه الحالة ممكن أن تعزف بعض الحليات أو تترجم بأكثر من طريقة. هنا المايسترو إما أن يطلب من عازف الكمان الأول "الكونسيرتماستر" أن يختار الطريقة الأنسب، هذا إذا كانت الحلية مكتوبة للكمنجات، أو هو من يقرر كيف تعزف. وإن كانت مكتوبة لآلة أخرى كأن تكون الفلوت أو غيرها، فالعازف ممكن أن يسأل المايسترو، أي من الطرق يريدها أن تعزف!
مثال على ذلك الحركة الثانية من "معزفة مسائية صغيرة" لموتسارت.

بالنسبة للسؤال الثاني.
توجد الكثير من الأمور التي لا تكتب لكن الموسيقي يفهمها هو.
مثلا في نهايات الجمل أو العبارات عادة تعزف بنوع من الدمنيويندو أي بتخفيض قوة الصوت عندها. في هذه الحالة إن لم تعزف الأوركسترا مثل هذه الأمور فعلى المايسترو أن يتدخل. والمايسترو المحنك يعطي كل ذلك بيديه، ويقولون بأن أيدي المايسترو هي التي تتكلم.
نحن العرب في عزف لموسيقانا العربية نفعل الشيء العكسي، أي غالبا ما في نهايات الجمل يؤدي العازفين بحيث يعزفون كريشيندو "رفع قوة الصوت تدريجيا" عند نهايات الجمل.
لنسمع الحفناوي، والذي هو ليست لديه خلفية موسيقية كلاسيكية، نجده يعزف بإحساسه الرائع حينما يعطى له سولو، دمنيويندو جميل جدا في نهايات الجمل. علما أن غيره يعزفها بالعكس. الكثير من العرب من تروق لهم هذه الطريقة، أنا لست من هؤلاء ولا أحب هذه الطريقة من العزف.

على المايسترو أن ينفذ كل التعليمات المكتوبة في النوتة، حيث تكتب ما عدا النوتة المصطلحات الإيطالية "أو الألمانية أو الإنجليزية" أحيانا، يجب أن ينفذها كما يرتأي.
ذات مرة كتبت أنا في أحد أعمالي مصطلحا وكنت أقصد مصطلحا ثانيا حيث كتبت molto rit وكنت أقصد Poco rit. (الأولى تعني تبطيء كثير، والثانية تعني تبطيء قليل). كنت جالسا في الأوركسترا، وحينما نفذ المايسترو ما كتبته وكان العزف لقسم آلات الفيولا، استغربت، ونظرت إلى بارت المايسترو (الذي وضعته بجانبي لكي أراقب ما يفعله المايسترو) فهمت على الفور بأنه كان علي أن أكتب المصطلح الثاني. لكن ما عمله المايسترو أو الهفوة الذي ارتكبتها أنا في كتابة المصطلح راقت لي ولم أطلب من المايسترو أن يغير ما كتبت.
تنفيذ هذه المصطلحات يختلف من مايسترو لآخر. مثلا حينما يكتب المؤلف دمنيويندو أو تخفيف في شدة الصوت من القوة للين، يختلف ذلك من مايسترو لآخر، لأنه "وبحسب ما قرأت ذات مرة" أن أغلب المؤلفين يقعون في خطأ وهو: إلى أي شيء يؤدي هذا الإنخفاض؟ أغلب المؤلفين لا يكتبون هذا! أي إذا كان المكان فورتي "عزف قوي" تلاه دمنيويندو "أي تدرج في خفوت الصوت" فإلى أين يؤدي هذا التدرج، هل يؤدي إلى الميتزو فورتي "متوسط القوة" أم يؤدي إلى ميتزو بيانو "متوسط اللين" أو إلى بيانو "صوت لين" أو بيانو سيمو "شديد اللين"؟ هذا ما لا يكتبه المؤلف عادة. والمايسترو من يقرر هذا!

خالص تحياتي

أحمد الجوادي

إيمان.
08/11/2012, 20h41
شكرا لك استاذ احمد والله كفيت ووفيت الموضوع حقه وصار عندي وعند كل شخص مهتم بالموضوع رؤيا واضحة عن المايستو ودوره في ادارة الفرقه الموسيقية ..
لك تحياتي.

أحمد الجوادي
09/11/2012, 12h33
شكرا لك استاذ احمد والله كفيت ووفيت الموضوع حقه وصار عندي وعند كل شخص مهتم بالموضوع رؤيا واضحة عن المايستو ودوره في ادارة الفرقه الموسيقية ..
لك تحياتي.

زميلتنا العزيزة الأستاذة إيمان المحترمة

شكرا جزيلا لك على تعليقك الجميل، وتعبقي بإذن الله موضوع عازف السولو، سيكون في نفس هذا المكان بإذن الله.

خالص احتراماتي

أحمد الجوادي

أحمد الجوادي
05/12/2012, 00h47
عازف السولو المميز

http://userserve-ak.last.fm/serve/_/38483181/David+OistrakhVladimir+Yampolsky+DavidOistrakh.jpg

تخرج المعاهد الموسيقية في العالم سنويا أعدادا هائلة من العازفين الممتازين، لديهم إمكانيات ممتازة ويعزفون ببراعة متناهية. لكن معظم هؤلاء العازفين سوف يجدون أماكنهم كعازفين في الأوركسترات وقسم كبير يتجه للتدريس. أزيد علما بأن المعاهد الموسيقية العالية في الغرب فيها قسم لتخريج العازفين المحترفين وقسم لتخريج مدرسي الموسيقى. (هذا الحال يشبه إلى حد بعيد المقارنة بين معهد كونسيرفتوار القاهرة وكلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان، حيث الأول يخرج عازفين محترفين والثاني يخرج أساتذة موسيقى، علما بأن كلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان قد خرجت الكثير جدا من كبار العازفين المحترفين)، ليس هذا هو صلب موضوعي، لكنني أحببت أن أضيف معلومة.

حتى العازفين الجيدين فكثيرين منهم من لا يتمكنون من الانخراط في إحدى الأوركسترات الكبيرة لذا تجده يعزف في فرق أخرى أو يمتهن التدريس.
ندرة جداً هم العازفين الذين يتخرجون بمستوى عالي جدا ويصبحوا مشهورين.

للشهرة أسباب كثيرة أولها:
أن يكون العازف لامعا جدا ومتميزا في عزفه وله بصمة خاصة فيه تميزه عن غيره (نفس الكلام الذي كتبته عن المايسترو) فتجد عازفين كثيرين يمتلكون إمكانيات تكنيكية هائلة تقارب كثيرا تلك التي يمتلكها العازف الشهير لكن هؤلاء العازفين ذوي الإمكانيات الهائلة كثيرين منهم لا يمتلكون الحس العالي وطريقة التوصيل للمستمع لكي يشد المستمع من الأول للأخير.

لو راقبنا هذا الفيديو للرائع بيرلمان، هل نتصور بأن بيرلمان هو الوحيد الذي يتمكن من عزف هذا العمل؟ بالطبع لا فيوجد الملايين ممن يتمكنون من عزف نفس العمل وربما ببراعة تقترب من براعة بيرلمان، لكن كل هؤلاء لا يمتلكون الحس العالي المرهف الذي يمتلكه بيرلمان. يوجد حتى أطفال صغار يتمكنون من عزف هذا العمل لكن أين هو الإبداع؟

Itzhak Perlman - Tchaikovsky Valse Scherzo op 23 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=8La4ix318GE)

لنسمع نفس العمل من عازف شهير آخر وهو ليونارد كوجان، نلاحظ أنه متمكن نفس تمكن بيرلمان لكن سنسمع أن الإحساس يختلف:

Leonid Kogan - Tchaikovsky Valse Scherzo op. 23 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=5zH0O9rnySM)

لنسمع لهذا العمل الصعب جدا من أشهر عازف في عصرنا، إيزاك بيرلمان أيضا:

Perlman in Russia- Bazzini - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=pR8ABKpwm7w)

ولنسمع نفس العمل يعزف من طفل صغير:

Violin Bazzini - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=_ik3fxLcLHk)


لو راقبنا أحد أكبر الأوركسترات في العالم للاحظنا أن العازفين هم من خيرة العازفين كلهم يمتلكون قدرات عالية جدا، لكن ليس كل العازفين هم مبدعين، يوجد فارق كبير بين الإبداع والإتقان، الإتقان هو جزء من الإبداع لكن ليس كل شخص متقن ممكن أن يكون مبدعا، هذا هو كل الموضوع.


عودة للموسيقى الكلاسيك، فلكل عازف له نكهته الخاصة (أقصد العازفين الكبار جدا) فهناك مثلا من يفضل سماع الشاكون لباخ من يهودي مينوهين ومنهم من يفضل غيره.

مثلا لو عزف هايفتز كونشيرتو تشايكوفسكي وبعدها عزف نفس العمل ديفيد أويستراخ للاحظت فارقا كبيرا ولا يمكن أن تقول بأن هايفتز هو أفضل من أويستراخ أو العكس فلكل له بصمته الخاصة، أنا شخصيا أفضل هايفتز حينما يعزف كونشيرتو تشايكوفسكي وأفضله حينما يعزف ماكس بروخ، لكنني أفضل أويستراخ في كونشيرتات موتسارت وبيتهوفن. وربما يشاطرني الرأي الكثيرين وربما يخالفني الكثيرين أيضا فلكل ذوقه. لكن على العموم فإن الكثير من العازفين الروس (أيام الاتحاد السوفيتي) لا يفضلون هايفتز ويفضلون عليه ديفيد أويستراخ، وذلك لأسباب سياسية كما كانت تبدو في وقتها، علما أن كلاهما روسي، لكن أويستراخ بقي في الاتحاد السوفيتي بينما هايفتز هاجر للولايات المتحدة.

هناك بعض العازفين الذين يصلون لمراحل عالية جدا في الشهرة لكنهم لسبب أو لآخر يضطر أن يترك العزف (كأن يكون مرض أو حادث)، مثل العازفة جاكلين دي بري التي كانت أشهر عازفة شيللو في العالم في وقتها والتي بسبب مرض اصابها توقفت عن العزف وهي في عمر 28 وتوفيت في عمر 42، إسمع ماذا يقول زوكرمان عنها

ELGAR CELLO CONCERTO, JACQUELINE DU PRE - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=UUgdbqt2ON0)

عادة مثل هؤلاء العازفين إما أن يتجهوا لقيادة الأوركسترا أو للتأليف.

أخيرا هناك أسبابا أخرى تتسبب في شهرة الكثير من العازفين لكني أفضل أن لا أدخل في هذا الموضوع لأنني لست متأكدا منه.

أحب أن أعرج قليلا على عازف السولو الشرقي:
في الموسيقى الشرقية تستخدم الحليات بكثرة، لكن الحليات تختلف من عازف لعازف، وتختلف من زمن لآخر، وتختلف من منطقة جغرافية لأخرى. التسمية العامية للحليات هي "العُرَبْ".
فمثلا حين عزف أغنية قديمة للشيخ زكريا أحمد، يختار العازف حليات تختلف فيما لو عزف أغنية من أغاني الخمسينات لموسيقار الأجيال. والحليات تختلف من مصر إلى سوريا، وتختلف من العراق إلى لبنان، وتختلف كليا في بلاد المغرب العربي.

العازف الذي يعرف كيف يأسر السامع هو الذي يعرف كيف يختار الحليات الصحيحة ويضعها في أماكنها الصحيحة، وبعكسه فالعازف الذي لا يعرف كيف ومتى يختار الحليات يجعل السامع ينسى بعد ما عزفه بعد ثوان قلائل. ولو أن العازف أساء استخدام الحليات، كأن يكون قد استخدم حليات ليست في محلها وحليات أكثر من اللزوم، هذا العازف ممكن أن ينفر السامع، ويتمنى السامع أنه لم يسمع هذا العازف.
هناك بعض العازفين ممن هم أسماء لامعة لا يعرفوا كيف يختاروا الحليات، طبعا الحال ينطبق على المغنين أيضا.

نلاحظ أن الحليات المستخدمة في تركيا تختلف اختلافا كاملا عن تلك المستخدمة في وطننا العربي " بالرغم من تفاوت اختلافها من بلد لآخر".

هناك عدد معين من الحليات في الموسيقى الكلاسيك. في الموسيقى الكلاسيك تعزف الحليات بنفس الكيفية ونفس الطريقة، وكأن عازفا واحدا هو من يعزف الحليات. وعادة ما يتم توحيدها في الأوركسترا، إما بواسطة المايسترو أو بواسطة عازف الكمان الأول (الكونسيرتماستر). لكن في الموسيقى الشرقية وبما أن الحليات لا تكتب للعازف معنى ذلك أن العازف يترك على هواه وعلى ذوقه في اختيار الحليات الصحيحة والملائمة، مما يجعل هناك تباينا بين الحليات المستخدمة بين العازفين، هذا التباين هو الذي يعطي جمالا وسحرا خاصا لموسيقانا الشرقية، ولو أن العازفين توحدوا في عزف الحليات لما أصبحت موسيقى عربية أو شرقية، لأصبحت "موتسارت".
في الموسيقى الشرقية لا يتم عزف حلية واحدة، ففي الكثير من الأحيان تستخدم أكثر من نوع واحد في عزف مقطع صغير، كأن يتم خلط تريل مع موريندو.

هناك سر آخر، وقد تطرقت لهذا في موضوع مختلف، وإنشاء الله أنقله إلى هنا، وهو:
هناك تكنيك خاص للقوس الشرقي، والمقصود هنا الكمان أو الشيللو أو الفيولا، ولو أن عازف كلاسيك لا يتحسس الموسيقى الشرقية حاول أن يعزف كمان شرقي، لأحسست أن هناك شيئا ناقصا في عزفه.
حينما كنت طالبا قال لي صديقي العزيز الدكتور محمود عثمان (عازف الكمان المصري الشهير) جملة لا يمكن أن أنساها، حيث قال لي:
(عازفي الكمان الشرقي دول فيه عندهم تكنيك خاص في إيدهم اليمين). ويقصد القوس.
وقتها لم أفهم كلامه بشكل واضح، لسبب أنني أعزف شرقي قبل أن أتخصص بالكمان الغربي والكمان الشرقي يجري في عروقي. لكن بعد أن تقدمت بالعمر وبدأت أسمع وأفكر بطريقة مغايرة اكتشفت أن ما قاله لي زميلي وصديقي الدكتور محمود عثمان هو صحيح 100%.
فهناك إحساس خاص جدا في عزف اليد اليمنى "القوس"، لا يملكه عازف الكمان الغربي الذي لا يعزف الكمان الشرقي، حتى لو كان شرقيا، كأن يكون عربيا أو تركيا.
لنسمع هذا العازف التركي الشهير والبارع في الكمان واسمه جهاد عاشقن، ونسمع كيف يعزف الموسيقى التركية، نلاحظ أنه يعزفها مثل أي موسيقى غربية، أو كلاسيكية.
لنحاول أن نفرق بين عزفه مع عازف الكلارينيت، واسمه سيركان تشاغري

Cihat Aإںkؤ±n - Serkan أ‡aؤںrؤ± - Nihavend Longa - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=xJr73h8Ges8&feature=relmfu)

وهذا فيديو آخر

Kأ¼rdili Hicazkar Longa - Cihat Aإںkؤ±n - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=h5s-4yCnl-8&feature=related)

ولنقارنه بهذا العازف الشهير واسمه مراد ساكاريالي، نلاحظ أن مسكته للكمان كلا اليدين (القوس واليد الشمال) غير صحيحة بتاتا، لكن حينما نلاحظ كيف أنه يحتضن الكمان بعشق غريب وكأنها جزء من جسمه، وكيف تخرج منه الألحان والحليات نلاحظ الفارق الكبير.

murat sakaryali Kaybolan yillar - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=pX9hsyPc0HM)

لنبقى مع العزف الشرقي، نجد أن هناك عازفين كثيرين محترفين. ففي بعض الفرق يوجد عازفين كمان ربما يصل عددهم إلى 40 عازف أو أكثر، جلهم متمكنين من آلاتهم. لو عزف كل واحد من هؤلاء العازفين الممتازين سولو للكمان للاحظت أن واحدا أو إثنين فقط منهم من يشدك في عزفه أو كما نقول (يطربك)، لكن الباقين يعزفون ربما بأسلوب ليس طريا (أو كما نسميه بالعامية ليست لديهم روحية جميلة أو إحساس جميل في العزف)، وقسم منهم حينما تسمعهم تتمنى لو أنك لم تسمعهم، في حين أن البعض منهم لا تمل من سماعهم.

أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة

خالص تحياتي

أحمد الجوادي

إيمان.
09/12/2012, 08h45
كلمات الشكر لاتفيك حقك
لقد استفدت كثيرا من هذه المعلومات
بارك الله بك استاذي الفاضل
استاذ احمد لدي سؤال خطر على بالي :أخبرتنا ان العازف الكمان الشرقي له تكنيك معين في يده اليمنى, هل هذا يميزه لما بينتقل للعزف في الفرق ااوكسترا الغربية (متل حضرتك مثلا )..لك تحياتي

أحمد الجوادي
11/12/2012, 21h46
كلمات الشكر لاتفيك حقك
لقد استفدت كثيرا من هذه المعلومات
بارك الله بك استاذي الفاضل
استاذ احمد لدي سؤال خطر على بالي :أخبرتنا ان العازف الكمان الشرقي له تكنيك معين في يده اليمنى, هل هذا يميزه لما بينتقل للعزف في الفرق ااوكسترا الغربية (متل حضرتك مثلا )..لك تحياتي

غاليتنا الأستاذة إيمان المحترمة

شكرا جزيلا لك على مشاركتك الجميلة

سؤالك هام للغاية، فإن لم يكن عازف الكمان الذي سيعزف الموسيقى الكلاسيكية محترفا في الإثنين فمن الصعب عليه أن يتأقلم حين العزف الكلاسيكي، لذا عليه أن يكون "بوجهين"، وجه يعزف الموسيقى الشرقية والوجه الآخر يعزف الموسيقى الكلاسيك. إذ على عازف الكمان الشرقي أن يتخلى تماما عن هذا النوع من التكنيك في اليد اليمنى وأي تكنيك شرقي آخر، وإلا لأصبح مفضوحا في عزفه، ولو لم يتمكن من أن يتخلى عن ذلك لنظر جميع من حوله إليه، ولو انتبه المايسترو له فممكن أن يطلب منه أن يعزف لوحده، ولو لم يتمكن من العزف بالشكل الصحيح لطلب المايسترو منه مغادرة الأوركسترا، لئلا يخرب التناسق الذي في الأوركسترا.

خالص احتراماتي

أحمد الجوادي

إيمان.
13/12/2012, 18h19
أجدد شكري وعرفاني لك استاذ الفاضل
بارك الله بك.

عبد الهـادي
14/04/2013, 07h56
أهنئك أستادي على هدا الموضوع الرائع و بصراحة لقد وجدت سؤال حيرني
في التوزيع للأركسترا أنا تعلم أنه يجب نوضع لكل آلة صوت حسب مساحتها الصوتية
و لكن طبعا نحن لن ندخل بجميع الآلات نعزف جميعا و لكن متال سندخل البيانوا و بعده يأتي الكنترباص و بعدهما يأتي الكمان الى أخر فيا أستادي هل هناك قاعدة أو مكان ممكن ندخل فيه آلة جديدة أنا حسب معلومات بالنسبة للمرافقة لا زم يكون اما الائتلاف الأول أو الائتلاف الخامس لنبدأ بألة جديدة تعزف المرافقة
فأنا أنتظر جوابك يا أستادي
مع تحياتي

أحمد الجوادي
14/04/2013, 14h18
أهنئك أستادي على هدا الموضوع الرائع و بصراحة لقد وجدت سؤال حيرني
في التوزيع للأركسترا أنا تعلم أنه يجب نوضع لكل آلة صوت حسب مساحتها الصوتية
و لكن طبعا نحن لن ندخل بجميع الآلات نعزف جميعا و لكن متال سندخل البيانوا و بعده يأتي الكنترباص و بعدهما يأتي الكمان الى أخر فيا أستادي هل هناك قاعدة أو مكان ممكن ندخل فيه آلة جديدة أنا حسب معلومات بالنسبة للمرافقة لا زم يكون اما الائتلاف الأول أو الائتلاف الخامس لنبدأ بألة جديدة تعزف المرافقة
فأنا أنتظر جوابك يا أستادي
مع تحياتي

صديقي العزيز الأستاذ مراد المحترم

ألف شكر لك على متابعتك واهتمامك وكلماتك الجميلة.

بالنسبة لدخول آلة معينة وفي وقت معين، فليس هناك أي قاعدة لذلك، كأن يجب أن تدخل الآلة الفلانية بعد كورد الدومينانت أو كورد السب دومينانت أو التونيك. ذلك يكون لحاجة المؤلف الموسيقي.
طبعا توجد أعمال كثيرة تدخل فيها الأوركسترا كلها أو أن تعزف في مكان معين الأوركسترا بأكملها، مثال ذلك موسيقى مسائية صغيرة لموتسارت للأوركسترا الوتري، نلاحظ أن جميع الآلات دخلت في نفس الوقت وبدون تتابع، وتعزف نفس اللحن.
سوف أضع تحليل هذه الحركة لكن يجب أن أمهد لذلك بوضع شرح لقالب السوناتة ويسبقه القوالب الأصغر، إن شاء الله.

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=318613&stc=1&d=1365949056

كذلك السيمفونية رقم 41 لموتسارت تبدأ بأغلب الآلات، الآلات التي لا تعزف فقط هي الأوبوا الأول والباسسون الأول:

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=318614&stc=1&d=1365949419

خالص محبتي

أحمد الجوادي

عبد الهـادي
14/04/2013, 15h02
صديقي العزيز الأستاذ مراد المحترم

ألف شكر لك على متابعتك واهتمامك وكلماتك الجميلة.

بالنسبة لدخول آلة معينة وفي وقت معين، فليس هناك أي قاعدة لذلك، كأن يجب أن تدخل الآلة الفلانية بعد كورد الدومينانت أو كورد السب دومينانت أو التونيك. ذلك يكون لحاجة المؤلف الموسيقي.
طبعا توجد أعمال كثيرة تدخل فيها الأوركسترا كلها أو أن تعزف في مكان معين الأوركسترا بأكملها، مثال ذلك موسيقى مسائية صغيرة لموتسارت للأوركسترا الوتري، نلاحظ أن جميع الآلات دخلت في نفس الوقت وبدون تتابع، وتعزف نفس اللحن.
سوف أضع تحليل هذه الحركة لكن يجب أن أمهد لذلك بوضع شرح لقالب السوناتة ويسبقه القوالب الأصغر، إن شاء الله.

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=318613&stc=1&d=1365949056

كذلك السيمفونية رقم 41 لموتسارت تبدأ بأغلب الآلات، الآلات التي لا تعزف فقط هي الأوبوا الأول والباسسون الأول:

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=318614&stc=1&d=1365949419

خالص محبتي

أحمد الجوادي


شكرا على شرحك الرائع
و بالنسبة لخروج الآلة أو توقفها فهل هو أيضا يأتي حسب ما يحتاجه المؤلف أو يجب أن تقف الآلة العزف في القفلة
و يا أستادي ما يحيرني هده الأيام هو كيف يمكن أن نزيد طول مقطوعاتنا متلا أنا لحنت على ABA طبعا حسب القواعدة فان كل جملة بها 8 حقول فسنحصل على 24 حقل فقط فكيف نستطيع أن نكمل على هده الصيغة
مع تحياتي لك أستادي العزيز

أحمد الجوادي
14/04/2013, 16h39
شكرا على شرحك الرائع
و بالنسبة لخروج الآلة أو توقفها فهل هو أيضا يأتي حسب ما يحتاجه المؤلف أو يجب أن تقف الآلة العزف في القفلة
و يا أستادي ما يحيرني هده الأيام هو كيف يمكن أن نزيد طول مقطوعاتنا متلا أنا لحنت على ABA طبعا حسب القواعدة فان كل جملة بها 8 حقول فسنحصل على 24 حقل فقط فكيف نستطيع أن نكمل على هده الصيغة
مع تحياتي لك أستادي العزيز

عزيزي استاذ مراد المحترم

لقد وضعت ردي لسؤالك هذا في موضوع الجمل

خالص تحياتي

أحمد الجوادي

عبد الهـادي
14/04/2013, 18h06
شكرا لك أستادي على ردك
أستادي بالنسبة للعزف من دون توزيع كيف يكون و ما هي قواعده
لو سمحت

أحمد الجوادي
16/11/2013, 00h54
أرجو الإحاطة بالعلم بأنني أرفض رفضاً باتاً أن يقوم أحدا ما بجمع كل مواضيعي وجعلها في كتاب واحد على شكل PDF أو Word document ومن ثم نشرها.
وأحيط علما بأن كل ما أكتبه في المنتدى وفي أي مكان آخر تعود ملكيته لي أنا وليس للمكان الذي أنشر فيه، وهذه قاعدة معروفة ولدي كل الحقوق فيما نشرت وأنشر.

طبعا غير مقصود بذلك صديقنا العزيز الأستاذ محمد خليل حيث أنه قام بأرشفة جميع مواضيعي مشكورا.

لكن لو أحب شخصا ما أن ينشر شيئا من مواضيعي في موقع آخر فلا مانع عندي لكن بعد أخذ إذني.

أحمد الجوادي

haytamshami
28/04/2016, 21h44
:emrose:لك جزيل الشـكر