المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية وقفت اودع جبيبي مع فريد عصن


samirazek
09/05/2012, 13h54
"وقفت أودّع حبيبي"


كان فريد غصن ميالاً إلى تلحين المونولوغات المسرحية والإسكتشات وأغنيات الروايات والأفلام، أكثر من ميله إلى تلحين القوالب الفنية المتداولة من قصيدة ودور وموشح، ومن الذين لحّن لهم: فرقة بديعة مصابني، فرقة نجيب الريحاني، فرقة جورج أبيض، فرقة بيا عز الدين. كما لحّن لمحمد عبد المطلب، محمد قنديل، نادرة، محمد فوزي، إبراهيم حمودة، صفية حلمي، شادية، هدى سلطان، محمد مرعي، محمد عرفة، نجاة الصغيرة، صباح، لور دكاش (اللحن المشهور: آمنت بالله)، فريد الأطرش، أسمهان، نور الهدى، نازك، أم كلثوم (لحناً واحداً: وقفت أودع حبيبي).
وقفت أودع حبيبي والدمع حاير في عيني
أكتم أساي ونحيبي خايف تبان له شجوني
أصعب عليه واشوف عينيه
فيها الأسى والحنين يخونني صوت الانين
أقول له ع اللي ضنى حالي
لما خطر بعده ف بالي
بدي أملي العين منه من قبل ما أبعد عنه
حرمت روحي في عز نوحي
يشوف دموعي بتشكي له نار الأشواق
يسمع لساني بيحكي له وجد المشتاق
ودعته من غير ما اتكلم وفته الروح بتسلم
لما بعدت عنه قليل حبيت أشوفه قبل الرحيل
بصيت وراي أبكي هواي
لقيت خياله من بين دموعي عمال يغيب
والكون مرايه فيها أساي
والشمس رايحة تبكي معاي وقت الغروب
صعبان عليها فراق الكون ساعة ما ودعت حبيبي
هي حزينه وقلبي حزين فايت من الدنيا نصيبي
يا طير يا ساري ساعة المغيب
راح تلاقي أنس وحبيب
تقابله بين الغصون والليل نسيمه عليل
وتزيد عليك الشجون تنعم بنجوي الخليل
تناغيه، تداويه وانت مهني
وانا روحي فيه ويبعد عني


هذا المونولوغ، "وقفت أودّع حبيبي"، الذي نظمه احمد رامي، افتتحت به أم كلثوم موسمها الغنائي عام 1941 في صالة الليسيه الفرنسية بالقاهرة.

ويتحدث فريد في أوراقه عن الشعور الذي خالجه وهو يستمع إلى سيدة الغناء العربي تشدو بلحنه: "كنت واقفاً بين الجماهير انتظر سماع لحني الأول لأكبر مطربة في الشرق، وكان قلبي يدق مع دقات التخت (الفرقة الموسيقية)، ولم أجد طريقة توقف دقات هذا القلب المضطرب إلا أن ارفع رأسي إلى السماء تاركاً أمري لله، ولم تلبث جوانحي أن انتعشت حين بدأ الجمهور يصفق بعد سماعه اللحن. وعندما انتهت أم كلثوم من غنائها توجهت إليها مهنئاً، فما كادت تراني حتى قالت لي: مبروك يا فريد، إنت نجحت...".


لكن هذا اللحن لم يسجل، ولم يسمعه الناس بعد تلك الحفلة، ومسألة عدم تسجيله، وعدم استمرار فريد غصن في التلحين لأم كلثوم، متعددة الجوانب، رافقها العديد من التفسيرات.
فهناك من يعيد الموضوع إلى خلاف نشأ بين أم كلثوم والسنباطي الذي كان كُلّف في البداية تلحين الأغنية، لكن أم كلثوم طلبت إعادة التلحين (دليل عدم انسجامها مع المحاولة الأولى). غضب السنباطي، وراح يطلق ما ينمّ عن غضبه بين الأصحاب والزملاء، وهنا كان رد الفعل القاسية لدى "الست"، حيث وجهّت النص إلى ملحن طارئ كي يلحنه. ومسألة أن يكون الخلاف المذكور هو السبب مرجّحة كثيراً، خصوصاً ان ذلك حصل في مطلع الأربعينات لا في أوائل الستينات حين راحت أم كلثوم تخرج تدريجياً من عباءة الثلاثي: القصبجي، زكريا أحمد، السنباطي.

وورد في مجلة "الصباح" في 4 نيسان 1941 (؟) تحت عنوان "صحيح خصامك ولا هزار" الحوار الآتي بين أم كلثوم والسنباطي:

- إسمع يا رياض... إنت لحنت مونولوغ وقفت "اودع حبيبي مرة" ثانية؟
- لأ ، لسه، عشان فكري مأكسد اليومين دول.
- طب، إذا سمحت ما تلحنوش بأه.

حاول السنباطي أن يعرف السبب، فقالت إنها اتصلت بالأستاذ رامي، الذي اتصل بدوره بالملحن الشاب الأستاذ فريد غصن، وأعطاه المونولوغ لكي يلحنه. وجاء في مجلة "الصباح" في 13 تشرين الأول 1941: "لقد رأت الآنسة أم كلثوم في موسمها الغنائي الجديد أن يقف الملحن فريد غصن إلى جانب صفوف ملحنيها لما لمسته فيه من روح فنية طيبة، واستعداد كبير للعطاء، فعهدت إليه تلحين أغنية "وقفت أودع حبيبي" من تأليف شاعر الشباب أحمد رامي. وقد قابل الجمهور الأغنية بما هي جديرة به من النجاح، واستعاد مقطوعاتها مراراً وتكراراً".

نقلت الإذاعة المصرية الخلاف إلى الجمهور، وكانت لذلك ضجة بين الناس، أدت إلى تدخل فوري من الأصدقاء لإصلاح الأمور بين الشريكين أم كلثوم والسنباطي، يقول فريد غصن إن المصالحة جرت على حساب لحنه الذي تم غناؤه مرة واحدة، وقيل آنذاك إن أم كلثوم لم تستمر في رضاها عن اللحن، ووجهت اللوم إلى القصبجي الذي شجعها على غنائه. ولا يوجد تسجيل لهذا المونولوغ بصوت أم كلثوم، إنما هناك تسجيل لجزء منه بصوت ملحنه في جلسة خاصة على العود.

وقال فريد غصن لاحقاً في مقابلة نشرتها مجلة "الشبكة" اللبنانية في 18 أيار 1959: "أغنية وقفت أودع حبيبي، لحنها السنباطي في البداية، لكن أم كلثوم طلبت إعادة التلحين. حنق السنباطي معتبراً ذلك طعناً بكرامته، وراح يقول في مجالسه: من تكون ام كلثوم حتى ترفض لحني، هل نسيت أنني أنا الذي خلقتها؟ لم تسكت أم كلثوم على هذا الغرور، وطلبت مني أن ألحن لها الأغنية". نتذكّر هنا مشكلة مماثلة مع أغنية "القلب يعشق كل جميل" التي انتقلت من زكريا أحمد إلى السنباطي هذه المرة، لكن رد الفعل لم يكن فوريا هنا، بل استغرق سنوات.

فريد غصن هو الآخر كان له رد فعله، إذ انتظر ست سنوات اكتشف خلالها طفلة صغيرة تردد أغاني أم كلثوم بإحساس وإتقان، آملاً أن يكون لها شأن كبير في عالم الغناء. إنها نجاة حسني التي اصطحبها معه من مصر إلى لبنان في عام 1947، حيث غنت في أحد فنادق بحمدون، فسحرت الأسماع والقلوب. وقد أوردت مجلة "الدبّور" اللبنانية آنذاك: "يصل إلى لبنان بعد أيام الموسيقار الكبير الأستاذ فريد غصن مصطحباً مطربة ناشئة تدعى نجاة الصغيرة".

في بحمدون استمع عبد الوهاب للطفلة الموهوبة، وكان سمع عنها في مصر، وأعجب بها وشجعها، ولحن لها لاحقاً قصيدة نزار قباني "أيظن"، التي فازت بجائزة الأنوار كأفضل أغنية عربية آنذاك. وأنشأ فريد غصن فرقة موسيقية محترفة للعمل مع المطربة الصغيرة، بين أعضائها: اميل غصن (كمان)، توفيق الباشا (فيولونسيل)، جميل العاص (رق) وسعيد سلام (عود). لكن غضب فريد غصن من الظلم الذي لحق بلحنه، لم يحد به عن إعطاء كوكب الشرق حقها من التقدير، وحينما كان يسأل عنها كان يجيب بالقول: "أم كلثوم مطربة تُشهر الملحنين".

أسعد مخول

النهار
الثلاثاء 30 آب 2011

شريف-زغيب
09/05/2012, 15h41
"وقفت أودّع حبيبي"



كان فريد غصن ميالاً إلى تلحين المونولوغات المسرحية والإسكتشات وأغنيات الروايات والأفلام، أكثر من ميله إلى تلحين القوالب الفنية المتداولة من قصيدة ودور وموشح، ومن الذين لحّن لهم: فرقة بديعة مصابني، فرقة نجيب الريحاني، فرقة جورج أبيض، فرقة بيا عز الدين. كما لحّن لمحمد عبد المطلب، محمد قنديل، نادرة، محمد فوزي، إبراهيم حمودة، صفية حلمي، شادية، هدى سلطان، محمد مرعي، محمد عرفة، نجاة الصغيرة، صباح، لور دكاش (اللحن المشهور: آمنت بالله)، فريد الأطرش، أسمهان، نور الهدى، نازك، أم كلثوم (لحناً واحداً: وقفت أودع حبيبي).
وقفت أودع حبيبي والدمع حاير في عيني
أكتم أساي ونحيبي خايف تبان له شجوني
أصعب عليه واشوف عينيه
فيها الأسى والحنين يخونني صوت الانين
أقول له ع اللي ضنى حالي
لما خطر بعده ف بالي
بدي أملي العين منه من قبل ما أبعد عنه
حرمت روحي في عز نوحي
يشوف دموعي بتشكي له نار الأشواق
يسمع لساني بيحكي له وجد المشتاق
ودعته من غير ما اتكلم وفته الروح بتسلم
لما بعدت عنه قليل حبيت أشوفه قبل الرحيل
بصيت وراي أبكي هواي
لقيت خياله من بين دموعي عمال يغيب
والكون مرايه فيها أساي
والشمس رايحة تبكي معاي وقت الغروب
صعبان عليها فراق الكون ساعة ما ودعت حبيبي
هي حزينه وقلبي حزين فايت من الدنيا نصيبي
يا طير يا ساري ساعة المغيب
راح تلاقي أنس وحبيب
تقابله بين الغصون والليل نسيمه عليل
وتزيد عليك الشجون تنعم بنجوي الخليل
تناغيه، تداويه وانت مهني
وانا روحي فيه ويبعد عني


هذا المونولوغ، "وقفت أودّع حبيبي"، الذي نظمه احمد رامي، افتتحت به أم كلثوم موسمها الغنائي عام 1941 في صالة الليسيه الفرنسية بالقاهرة.

ويتحدث فريد في أوراقه عن الشعور الذي خالجه وهو يستمع إلى سيدة الغناء العربي تشدو بلحنه: "كنت واقفاً بين الجماهير انتظر سماع لحني الأول لأكبر مطربة في الشرق، وكان قلبي يدق مع دقات التخت (الفرقة الموسيقية)، ولم أجد طريقة توقف دقات هذا القلب المضطرب إلا أن ارفع رأسي إلى السماء تاركاً أمري لله، ولم تلبث جوانحي أن انتعشت حين بدأ الجمهور يصفق بعد سماعه اللحن. وعندما انتهت أم كلثوم من غنائها توجهت إليها مهنئاً، فما كادت تراني حتى قالت لي: مبروك يا فريد، إنت نجحت...".


لكن هذا اللحن لم يسجل، ولم يسمعه الناس بعد تلك الحفلة، ومسألة عدم تسجيله، وعدم استمرار فريد غصن في التلحين لأم كلثوم، متعددة الجوانب، رافقها العديد من التفسيرات.
فهناك من يعيد الموضوع إلى خلاف نشأ بين أم كلثوم والسنباطي الذي كان كُلّف في البداية تلحين الأغنية، لكن أم كلثوم طلبت إعادة التلحين (دليل عدم انسجامها مع المحاولة الأولى). غضب السنباطي، وراح يطلق ما ينمّ عن غضبه بين الأصحاب والزملاء، وهنا كان رد الفعل القاسية لدى "الست"، حيث وجهّت النص إلى ملحن طارئ كي يلحنه. ومسألة أن يكون الخلاف المذكور هو السبب مرجّحة كثيراً، خصوصاً ان ذلك حصل في مطلع الأربعينات لا في أوائل الستينات حين راحت أم كلثوم تخرج تدريجياً من عباءة الثلاثي: القصبجي، زكريا أحمد، السنباطي.

وورد في مجلة "الصباح" في 4 نيسان 1941 (؟) تحت عنوان "صحيح خصامك ولا هزار" الحوار الآتي بين أم كلثوم والسنباطي:

- إسمع يا رياض... إنت لحنت مونولوغ وقفت "اودع حبيبي مرة" ثانية؟
- لأ ، لسه، عشان فكري مأكسد اليومين دول.
- طب، إذا سمحت ما تلحنوش بأه.

حاول السنباطي أن يعرف السبب، فقالت إنها اتصلت بالأستاذ رامي، الذي اتصل بدوره بالملحن الشاب الأستاذ فريد غصن، وأعطاه المونولوغ لكي يلحنه. وجاء في مجلة "الصباح" في 13 تشرين الأول 1941: "لقد رأت الآنسة أم كلثوم في موسمها الغنائي الجديد أن يقف الملحن فريد غصن إلى جانب صفوف ملحنيها لما لمسته فيه من روح فنية طيبة، واستعداد كبير للعطاء، فعهدت إليه تلحين أغنية "وقفت أودع حبيبي" من تأليف شاعر الشباب أحمد رامي. وقد قابل الجمهور الأغنية بما هي جديرة به من النجاح، واستعاد مقطوعاتها مراراً وتكراراً".

نقلت الإذاعة المصرية الخلاف إلى الجمهور، وكانت لذلك ضجة بين الناس، أدت إلى تدخل فوري من الأصدقاء لإصلاح الأمور بين الشريكين أم كلثوم والسنباطي، يقول فريد غصن إن المصالحة جرت على حساب لحنه الذي تم غناؤه مرة واحدة، وقيل آنذاك إن أم كلثوم لم تستمر في رضاها عن اللحن، ووجهت اللوم إلى القصبجي الذي شجعها على غنائه. ولا يوجد تسجيل لهذا المونولوغ بصوت أم كلثوم، إنما هناك تسجيل لجزء منه بصوت ملحنه في جلسة خاصة على العود.

وقال فريد غصن لاحقاً في مقابلة نشرتها مجلة "الشبكة" اللبنانية في 18 أيار 1959: "أغنية وقفت أودع حبيبي، لحنها السنباطي في البداية، لكن أم كلثوم طلبت إعادة التلحين. حنق السنباطي معتبراً ذلك طعناً بكرامته، وراح يقول في مجالسه: من تكون ام كلثوم حتى ترفض لحني، هل نسيت أنني أنا الذي خلقتها؟ لم تسكت أم كلثوم على هذا الغرور، وطلبت مني أن ألحن لها الأغنية". نتذكّر هنا مشكلة مماثلة مع أغنية "القلب يعشق كل جميل" التي انتقلت من زكريا أحمد إلى السنباطي هذه المرة، لكن رد الفعل لم يكن فوريا هنا، بل استغرق سنوات.

فريد غصن هو الآخر كان له رد فعله، إذ انتظر ست سنوات اكتشف خلالها طفلة صغيرة تردد أغاني أم كلثوم بإحساس وإتقان، آملاً أن يكون لها شأن كبير في عالم الغناء. إنها نجاة حسني التي اصطحبها معه من مصر إلى لبنان في عام 1947، حيث غنت في أحد فنادق بحمدون، فسحرت الأسماع والقلوب. وقد أوردت مجلة "الدبّور" اللبنانية آنذاك: "يصل إلى لبنان بعد أيام الموسيقار الكبير الأستاذ فريد غصن مصطحباً مطربة ناشئة تدعى نجاة الصغيرة".

في بحمدون استمع عبد الوهاب للطفلة الموهوبة، وكان سمع عنها في مصر، وأعجب بها وشجعها، ولحن لها لاحقاً قصيدة نزار قباني "أيظن"، التي فازت بجائزة الأنوار كأفضل أغنية عربية آنذاك. وأنشأ فريد غصن فرقة موسيقية محترفة للعمل مع المطربة الصغيرة، بين أعضائها: اميل غصن (كمان)، توفيق الباشا (فيولونسيل)، جميل العاص (رق) وسعيد سلام (عود). لكن غضب فريد غصن من الظلم الذي لحق بلحنه، لم يحد به عن إعطاء كوكب الشرق حقها من التقدير، وحينما كان يسأل عنها كان يجيب بالقول: "أم كلثوم مطربة تُشهر الملحنين".

أسعد مخول

النهار
الثلاثاء 30 آب 2011
الخميس 9 أكتوبر 1941


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=291574&stc=1&d=1336578107

tarab
09/05/2012, 17h18
شكرآ للمقال والتوثيق
لدي هذه المعلومات
2 اكتوبر 1941 وقفت أودع حبيبي الليسيه فرانسيه
أنا وانت وانت وانا
ما دام تحب بتنكر لية

شريف-زغيب
10/05/2012, 07h54
شكرآ للمقال والتوثيق
لدي هذه المعلومات
2 اكتوبر 1941 وقفت أودع حبيبي الليسيه فرانسيه
أنا وانت وانت وانا
ما دام تحب بتنكر لية




الخميس 2 اكتوبر1941
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=291610&stc=1&d=1336636313
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=291611&stc=1&d=1336636401
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=291612&stc=1&d=1336636510

tarab
05/03/2014, 19h41
فريد غصن 1936
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=332861&stc=1&d=1394052073