نهاد عسكر
18/03/2012, 10h34
محمد عبد الوهاب ... النغم الخالد
الكتابة عن هذا العملاق الكبير بعالم الموسيقى والغناء في الوطن العربي , رحلة ممتعة للاغتراف من فنه الاصيل الراقي , والمرور على بعض المواقف والاحداث والمحطات في حياته .
عام 1932 زار العراق مرة واحدة وغنى على المسرح الذي أقيم على أرض المعرض الصناعي الزراعي في بغداد – الاعظمية . وتعد أسعار البطاقات لحفلته باهظة الثمن حينها وبلغت(5 روبيات), ثم أنتقل إلى تقديم حفلاته على مسرح (سنترال سينما) وتم عرض أول أفلامه (الوردة البيضاء) والذي حقق نجاحا هائلا ثم تلاه بفليم(دموع الحب), والذي عرض لفترة ثلاثة أسابيع .
في بغداد غنى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي ( يا شراعا وراء دجلة يجري) أداها بحضرة الملك فيصل الأول والذي تأثر بها وأثنى عليه وكرمه...
أثناء سفره إلى الشام تعطلت سيارته في الصحراء , وأعترض سبيله اعرابيان وتوجس عبد الوهاب منهم خيفة لانه كان يحمل معه ثروة كبيرة لذلك عمد الى اخفاء اسمه بيد أن صاحبه الموسيقى قال لهما الحقيقة وكشف عن شخصيته , وهنا رحّب الاعرابيان بهم وقالا أنهما يحبان أغنيته عن ليلى وقدما لهم الطعام وأسهما في تصليح سيارته ...
من أولويات وريادة الفنان في نواحي الفن وهي كثيرة منها :
* أنه أدخل الكثير من الألآت الغربية في موسيقاه , مثلا أدخل آلتي الفيونسيل والكونترباس في أغنية(الليل لما خلي) , وأدخل آلة الأورغ في أغنية(لامش أنا اللي أبكي), وأدخل الاكورديون في أغنية(مريت على بيت الحبايب), وأستطاع أن يحبب الموسيقى الغربية لعامة الناس .
وهو يعد أول من غنى على ( البلاي باك ) في أغنية (جفنه علم الغزل) من فلم الوردة البيضاء . كما لحن التلاوة المغناة أي الأبيات تقرأ منغمه كما في أغنية ( الجندول ) . وأول من وضع الكلام في وسط الأغاني كحواريات مشتركة .
*بعد فليم (لست ملاكا) توقف عن التمثيل في السينما والغناء ولم يفكر بالتلحين لغيره إلا ان أقنعه الممثل الراحل أنور وجدي بأن يلحن اغنيات الافلام بدلا من غناءها ولحن أغنيات فليم عنبر لعزيز عثمان وشكوكو واسماعيل ياسين و وضع ألحان فليم غزل البنات وظهر في الفلم وهو يغني اغنية(عاشق الروح) دون أن يمثل .
*في عام 1925 قدّم لام كلثوم أغنية( عايز من اللي هواكي قبلي ولو كنت جاهله) وحينها لم يكن مشهورا بعد , فرفضت أم كلثوم الاغنية لضعف اللحن وأضطر عبد الوهاب لاداء لحنه بنفسه ... الا ان اللقاء تجدد بينهما مرة ثانية بعد 39 عاما في عام 1964 في أغنية ( أنت عمري ) والتي أسست تحولا كبيرا في أغاني أم كلثوم وألحان عبد الوهاب.
*من الالحان الوطنية الرائعة له أغنية كتبها الشاعر علي محمود طه ( أخي جاوز الظالمون المدى ) وهي عن فلسطين ولم يدم بثها طويلا حيث منعت بامر من حكومة الملك فاروق .
*خلال مسيرته الفنية أنجز 1800 أغنية ولحن, وتم أختيار موسيقى فليمه الاول الوردة البيضاء كرائعة من روائع الموسيقى العربية ... ترأس جمعية المؤلفين والملحنين من 1946-1974 , وأصبح رئيسا للنقابات الفنية عام 1956 وفي نفس السنة صار نقيبا للموسيقيين وقلده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الجمهورية للفنون .. وقال عنه الرئيس عبد الناصر "لقد أعدتنا عشر سنوات إلى الوراء .. فتحية لك يا عبد الوهاب" وظلّت عبارة الرئيس تبث مع التسجيل الخاص للحفلة .
*الموسيقار عبد الوهاب كان حريصا جدا على صحته ويهتم كثيرا بنوعية غذائه وهو لايسهر ولايدخن ولايشرب الخمر ولايركب الطائرة ولايصافح احدا .
*تألق الكثير من المطربين والمطربات بفضل ألحانه منهم: نجاة علي,ليلى مراد,رجاء عبدو,عبد الغني السيد,محمد عبد المطلب,فائزة احمد,نجاة الصغيرة,وردة الجزائرية,عبد الحليم حافظ,محمد ثروت,ياسمين الخيام,ايمان الطوخي وغيرهم الكثير .
يبقى محمد عبد الوهاب كالنيل خالدا في جريانه وتدفقه وكالاهرامات شامخا في عطاء حضارته وتاريخه الحافل بالامجاد.. والذي لا يمحى ولا ينسى ..تمر به العصور وتتبدل الوجوه والمفاهيم وتزول الانظمة ويبقى نظامه ثابتا وشاهدا للحقيقة .. لانه بحر من العطاء لاينضب .
حكاية الصورة المرفقة : عن زيارة المخرج العراقي كمال عاكف
الذي يظهر في يمين الصورة اواخر 1966 في القاهرة حيث التقى الموسيقار محمد عبد الوهاب والكاتب المعروف د.مصطفى محمود والموضوع نشر في مجلة ( ألف باء ) العراقية العدد 1462 في 2/10/1996.
العراق/نهاد عسكر
الكتابة عن هذا العملاق الكبير بعالم الموسيقى والغناء في الوطن العربي , رحلة ممتعة للاغتراف من فنه الاصيل الراقي , والمرور على بعض المواقف والاحداث والمحطات في حياته .
عام 1932 زار العراق مرة واحدة وغنى على المسرح الذي أقيم على أرض المعرض الصناعي الزراعي في بغداد – الاعظمية . وتعد أسعار البطاقات لحفلته باهظة الثمن حينها وبلغت(5 روبيات), ثم أنتقل إلى تقديم حفلاته على مسرح (سنترال سينما) وتم عرض أول أفلامه (الوردة البيضاء) والذي حقق نجاحا هائلا ثم تلاه بفليم(دموع الحب), والذي عرض لفترة ثلاثة أسابيع .
في بغداد غنى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي ( يا شراعا وراء دجلة يجري) أداها بحضرة الملك فيصل الأول والذي تأثر بها وأثنى عليه وكرمه...
أثناء سفره إلى الشام تعطلت سيارته في الصحراء , وأعترض سبيله اعرابيان وتوجس عبد الوهاب منهم خيفة لانه كان يحمل معه ثروة كبيرة لذلك عمد الى اخفاء اسمه بيد أن صاحبه الموسيقى قال لهما الحقيقة وكشف عن شخصيته , وهنا رحّب الاعرابيان بهم وقالا أنهما يحبان أغنيته عن ليلى وقدما لهم الطعام وأسهما في تصليح سيارته ...
من أولويات وريادة الفنان في نواحي الفن وهي كثيرة منها :
* أنه أدخل الكثير من الألآت الغربية في موسيقاه , مثلا أدخل آلتي الفيونسيل والكونترباس في أغنية(الليل لما خلي) , وأدخل آلة الأورغ في أغنية(لامش أنا اللي أبكي), وأدخل الاكورديون في أغنية(مريت على بيت الحبايب), وأستطاع أن يحبب الموسيقى الغربية لعامة الناس .
وهو يعد أول من غنى على ( البلاي باك ) في أغنية (جفنه علم الغزل) من فلم الوردة البيضاء . كما لحن التلاوة المغناة أي الأبيات تقرأ منغمه كما في أغنية ( الجندول ) . وأول من وضع الكلام في وسط الأغاني كحواريات مشتركة .
*بعد فليم (لست ملاكا) توقف عن التمثيل في السينما والغناء ولم يفكر بالتلحين لغيره إلا ان أقنعه الممثل الراحل أنور وجدي بأن يلحن اغنيات الافلام بدلا من غناءها ولحن أغنيات فليم عنبر لعزيز عثمان وشكوكو واسماعيل ياسين و وضع ألحان فليم غزل البنات وظهر في الفلم وهو يغني اغنية(عاشق الروح) دون أن يمثل .
*في عام 1925 قدّم لام كلثوم أغنية( عايز من اللي هواكي قبلي ولو كنت جاهله) وحينها لم يكن مشهورا بعد , فرفضت أم كلثوم الاغنية لضعف اللحن وأضطر عبد الوهاب لاداء لحنه بنفسه ... الا ان اللقاء تجدد بينهما مرة ثانية بعد 39 عاما في عام 1964 في أغنية ( أنت عمري ) والتي أسست تحولا كبيرا في أغاني أم كلثوم وألحان عبد الوهاب.
*من الالحان الوطنية الرائعة له أغنية كتبها الشاعر علي محمود طه ( أخي جاوز الظالمون المدى ) وهي عن فلسطين ولم يدم بثها طويلا حيث منعت بامر من حكومة الملك فاروق .
*خلال مسيرته الفنية أنجز 1800 أغنية ولحن, وتم أختيار موسيقى فليمه الاول الوردة البيضاء كرائعة من روائع الموسيقى العربية ... ترأس جمعية المؤلفين والملحنين من 1946-1974 , وأصبح رئيسا للنقابات الفنية عام 1956 وفي نفس السنة صار نقيبا للموسيقيين وقلده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الجمهورية للفنون .. وقال عنه الرئيس عبد الناصر "لقد أعدتنا عشر سنوات إلى الوراء .. فتحية لك يا عبد الوهاب" وظلّت عبارة الرئيس تبث مع التسجيل الخاص للحفلة .
*الموسيقار عبد الوهاب كان حريصا جدا على صحته ويهتم كثيرا بنوعية غذائه وهو لايسهر ولايدخن ولايشرب الخمر ولايركب الطائرة ولايصافح احدا .
*تألق الكثير من المطربين والمطربات بفضل ألحانه منهم: نجاة علي,ليلى مراد,رجاء عبدو,عبد الغني السيد,محمد عبد المطلب,فائزة احمد,نجاة الصغيرة,وردة الجزائرية,عبد الحليم حافظ,محمد ثروت,ياسمين الخيام,ايمان الطوخي وغيرهم الكثير .
يبقى محمد عبد الوهاب كالنيل خالدا في جريانه وتدفقه وكالاهرامات شامخا في عطاء حضارته وتاريخه الحافل بالامجاد.. والذي لا يمحى ولا ينسى ..تمر به العصور وتتبدل الوجوه والمفاهيم وتزول الانظمة ويبقى نظامه ثابتا وشاهدا للحقيقة .. لانه بحر من العطاء لاينضب .
حكاية الصورة المرفقة : عن زيارة المخرج العراقي كمال عاكف
الذي يظهر في يمين الصورة اواخر 1966 في القاهرة حيث التقى الموسيقار محمد عبد الوهاب والكاتب المعروف د.مصطفى محمود والموضوع نشر في مجلة ( ألف باء ) العراقية العدد 1462 في 2/10/1996.
العراق/نهاد عسكر