المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملاعب أطفال البحر


إيمانيات
06/03/2012, 19h50
تمشي الطفلة بقدميّها الصغيرتين تتقدم ببطء نحو مياه
البحر الفيروزي في حركات راقصة لتداعب الموجة القادمة
بشقاوة خطواتها في لطف.
تـُرسل ضحكة مـُدوّية و هي تجري هنا و هناك بين الأمواج المتلاحقة فتأتي إليها واحدة تلو الأخرى لتـُزغزغ أطرافها الدقيقة و قدميها المـُبللتين.
تتقهقر الفتاة عند انحصار موجة، ثم تجري لتستقبل أختها اللاهثة خلفها في مرح و سرور ، فتقفز بساقيها لكي تصدمهما الوافدة المهرولة بقوة.

تستمر الفتاة في جـَلـّجلة ضحكاتها تتردد أصداؤها في الأجواء لِتـُسمع لوحة الأرض و السماء، و البحر اليافع رابض بينهما في نشاط و حيوية.
ينتشي البحر بضحكات الطفلة الصغيرة التي تلعب مع صبايا الموجات النابضات بالحياة و حب المرح ، الساعيات للحرية و الانطلاق بلا حواجز أو حدود، المليئات بأسرار البحر الراكد بحثا عن الشط الممدود.
تجلس الفتاة على الرمال الناعمة الساخنة فتـسحبها ببطء فتشُدّ الصغيرة إلى أعتاب البحر لتلهو مع صديقاتها داخلات بيت المياه المخملي.
تترك الفتاة جسدها النحيل لهوى اللعب، فتـُرخي أطرافها على سطح الرمال المــُتحركة بكثبانها الثقيلة ناحية الأمواج الفتية التي تسكن عرض البحر.
صغيرتي كم تبدين رائعة في جنونك و طفولتك البريئة،
تمردك و بساطتك في ضحكك و لعبك ، مرحك و صفوك ،
في نضارة عمرك الغضّ الأخضر.
ها أنت تملئي ملعب البحر الرحب الشاسع ،
بالصخب و المشاكسة.
توحدي مع موجاته التي جاءت من أعماقه الغامضة
تحت مدى السماء.
الطائفات فوق نسائم الرياح ،السابحات بين الأفق اللانهائي ليصعدوا بكِ إلى عالم السِحر و الخيال، امتداد الكون
الكامن عند سلالم الأفق البعيد.
تأسِرك صغيرتي جبال الأمواج الشّابية لطبقات الجو الصاعد في ارتفاع مستمر، لقد سجنك الهوى و العشق لملاعب البحر المـُبهرة التي تـَشّع بالخيال الأسطوري.
تصغين لذكرياته عن أبطال الأساطير، جاءوا على ضفافه ليقهروه فـَقـُهروا بسحر جماله و قوته الفائقة، بكيانه الذي يـُهيمن على أرواح الآخرين فيملكهم هو تحت سطوته فلا يعرفوا طريق للخلاص من تعويذاته المـُنوّمة لكل الكائنات.
لقد سيطر عليك بحبه للأبد فلن تستطيعي الفكاك من شباكه المغزول بسلاسل المياه و خيوط الهواء ،ذات الغـُرز المـُلتـَحمة من ألوان قوس قزح.
سأذوب فيه و أرتمي عليه بكل وجودي ،
سأسبح بين طيات أمواجه، سأصبح
ذرة من جزئيات مدّه و جزره
سأفترش شُطئانه ، سأغنى وقت الغسق
مع هدير أمواجه المهرولة لتفنى بين
أحضان خـُلوده في عناق دائم أبدي .

هدى دولت
06/03/2012, 20h58
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=284948&stc=1&d=1331081468



صورة جمالية
فاتنة ..للبراءة وسحرها
أختى ايمانيات
وما أحلاه من اسم
تتحدثي عن الصغيرة البريئة
وألمحك تقفزين بحروفك
للأنثى الكامنة داخل
صغيرتك يا حبيبة
نطل بحذر شديد
على جانب يظل عالق بالذاكرة
صورة تلتقطها خلايا عقلنا القرموزية
تتوهج فيضاء الجانب الخفى
يكشف حقيقة لاصقة بتكوين الأنثى
وخصالها
أنها لا تقدر عواقب الأمور
عندما يتعلق الأمر
بإنطلاقها في الفضاء اللانهائي
في لحظة تحررها من أى رقيب
ومن هنا تكمن أهمية أن تحاط
بمشاعر دافئة
بحب يحتويها وبقوة
لأن القلب النابض بالحب
لا يعرف الخوف طريقا له
ولكن في نفس اللحظة
يولد بداخلها حرص
على هذا الحب
فيدخلها هذا الإحساس بمرحلة كمون
يحد من هذا الإنطلاق
ويقلل من تعرضها بقدر الإمكان
لأن تظهر هذه الخصية الفريدة
المتفردة بها ..
وهى عدم القدرة على تقدير
عواقب الأمور

حبيبتى ...
يا ..يا ...
يا لروعة حروفك الصادقة

بعبقرية أنثوية شديدة الذكاء
بسطورك الرهيبة
لقد سيطر عليك بحبه للأبد
فلن تستطيعي الفكاك من شباكه
المغزول بسلاسل المياه
و خيوط الهواء ،
ذات الغـُرز المـُلتـَحمة من ألوان قوس قزح.
سأذوب فيه و أرتمي عليه بكل وجودي ،
سأسبح بين طيات أمواجه، سأصبح
ذرة من جزئيات مدّه و جزره
سأفترش شُطئانه ، سأغنى وقت الغسق
مع هدير أمواجه المهرولة لتفنى بين
أحضان خـُلوده في عناق دائم أبدي .

أنحنى للأنثى التواقة
لتحرر والإنطلاق
.والمجازفة في بحور العشق والهوى

رمز الحب في كل زمان ومكان

فالحب طائر يغنى

في منابع فكرك الحالم البديع
تغلفيه بنقاء قلبك
وصفاء سريرتك ...

يا رقيقة ..
ما أروعك ...


دولت

إيمانيات
06/03/2012, 23h35
الغالية دولت و كما احب ان اناديك دولت الهدى

أستطيع ان أجزم انك درست النقد الأدبي في وقت ما ، أو انك كاتبة متمرسة لا

محالة فأنا أستمتع بغوصك النافذ لأعماق سطوري ، بل و أتشوق لأقرأ ما سطرته

بيمينك تحليلا و تفنيدا لما اكتب :emrose:

كل ما اقوله أن المرأة بداخلي تحمل تلك الطفلة البريئة في حنايا روحها ، مثلما كانت

تلك الطفلة تحتوي بذور تلك المرأة في ركن ٍ ما ينتظر ان ينبت على بد من سيحمله


لها قدرها لكي يغرس تلك النبتة بمنتهى العناية و الإهتمام على أرضه الخصبة.


عبقرية تحليلك أذهلتني و بحثت معك بين تلك السطور عن اللاوعي الذي وعيته

أنت بفراستك الأنثوية و بعين الكاتب المتميز!

اشكرك على هضمك المبهر لمعاني كلماتي و أصداء حروفي

إيمان

هدى دولت
07/03/2012, 14h34
الغالية دولت و كما احب ان اناديك دولت الهدى

أستطيع ان أجزم انك درست النقد الأدبي في وقت ما ،
أو انك كاتبة متمرسة لامحالة فأنا أستمتع بغوصك النافذ لأعماق
سطوري ، بل و أتشوق لأقرأ ما سطرته

بيمينك تحليلا و تفنيدا لما اكتب :emrose:

كل ما اقوله أن المرأة بداخلي تحمل تلك الطفلة البريئة
في حنايا روحها ، مثلما كانت

تلك الطفلة تحتوي بذور تلك المرأة في ركن ٍ
ما ينتظر ان ينبت على بد من سيحمله


لها قدرها لكي يغرس تلك النبتة بمنتهى
العناية و الإهتمام على أرضه الخصبة.


عبقرية تحليلك أذهلتني و بحثت معك
بين تلك السطور عن اللاوعي الذي وعيته

أنت بفراستك الأنثوية و بعين الكاتب المتميز!

اشكرك على هضمك المبهر لمعاني
كلماتي و أصداء حروفي

إيمان







أيتها الحالمة
والحريصة على بقاء حروفك
السابحة في بحور البراءة والنقاء
تعبر عن نفسك الطاهرة
إليك باقة ورود
وأشكرك على عذب كلمات الرقيقة

دولت


http://www.ecarteweb.com/cartes2006b/fleurs/bouquetderoseange.gif5884943 (http://vb.sukrbnat.com/b11111/)

د أنس البن
08/03/2012, 08h37
ينتشي البحر بضحكات الطفلة الصغيرة التي تلعب مع صبايا الموجات النابضات بالحياة و حب المرح ، الساعيات للحرية و الانطلاق بلا حواجز أو حدود، المليئات بأسرار البحر الراكد بحثا عن الشط الممدود

الأخت العزيزه إيمان عبد العظيم محمد ....

لا عجب أن تأتى تلك القطرات العذبه وهذه التجليات الروحيه من نفس كريمة صافيه نشأت وترعرعت فى بيت فن عريق لا تزال أصداء نغمات وألحان وروائع الراحل الكبير تتردد فى كل ركن فيه .

وما أجمل أن يسترجع الواحد منا طفولته وذكريات طفولته وأن يستدعى الطفل الكامن بداخله لا يفارقه حتى آخر أيامه , وأنا عن نفسى أجد متعة كبيرة فى استدعاء هذا الطفل الكامن بداخلى بين الحين والآخر , ولا أبالغ إذا قلت أنها أكثر اللحظات سعادة لى , والطفل مأخوذ مسماه من الطفل وهو ما ينزل من السماء من الندى غدوة وعشية وهو أضعف ما ينزل من السماء من الماء , وهو مع ضعفه فإنه متحرك جدا واختلف فى حركته هل هى من الطبيعة أو من الروح أو منهما معا , وأنا أميل الى أنه منهما معا وهذا يفسر ولعه بالطبيعة المطلقه مثل البحر والفضاء والهواء والرمال والسماء , حيث تنطلق ملكاته وقدراته الروحية انطلاقا مطلقا ضحكا أو بكاء أو صمتا , إما محاورا أو ملاعبا أو مصارعا وأحيانا متأملا.
وفى سطورك قرأت كل ذلك , رأيت طفلة روحا تلاعب أمواج البحر وتتوحد معها ومع رمال الشاطئ والرياح والسماء والأفق اللانهائى , تلهو تضحك تتأمل وتحاور وتصغى لذكريات البحر وأساطيره .
" ولو أن ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " ، إنها موارد الحق تعالى تتوالى على القلوب ، وأرواحه البرره تنزل عليها من عالم غيبه برحمته التى من عنده وعلمه الذى من لدنه ، والحق تعالى وهاب على الدوام فياض على الاستمرار والمحل قابل على الدوام ، فإما يقبل الجهل وإما يقبل العلم ، فإن استعد وتهيأ وصفى مرآة قلبه وجلاها حصل له الوهب على الدوام ، ويحصل له فى اللحظة ما لا يقدر على تقييده فى أزمنة لاتساع ذلك الفلك المعقول وضيق هذا الفلك المحسوس ، فكيف ينقضى ما لا يتصور له نهاية ولا غاية يقف عندها.
تحياتى أيتها الفاضله ......

إيمانيات
08/03/2012, 12h17
د\أنس
تحليلك سيدي الكريم أشعرني بالضآلة لأن كلماتك حقا ترفرف بأجنحة
شفافة تحتمي بفيض من عطاء الله ، ما شاء الله تحليلك أيضا جعلني
افكر فيما كتبت و اتأمله

ففي معظم حالات وحي الكتابة تتجلى زخات المولى بدون توقف للتفكير

و احيانا كثيرة لا أستوضح معنى ما كتبت فقط اعدل بعض الألفاظ او

تركيبات الجُمل لأني عندما ابحث عن المعنى تضيع مني ملكة التخيل،
لا اعرف لماذا!

لذلك سعيدة بتحليلاتكم الفياضة و المستفيضة لأنها توضح اشياء كثيرة
يستوعبها المتلقي افضل من الكاتب نفسه:crazy:

بالنسبة للطفولة التي ذكرت انك متمسك بها والدي كان مثلك تماما
اعطاكم الله العافية ، لم أر طفلا او شابا اختزل الكهولة في جسده
فقط مثل أبي رحمه الله

أشكرك سيدي الكريم كثيرا:emrose:

ليلى ابو مدين
08/03/2012, 17h27
[QUOTE=إيمانيات;577500]تمشي الطفلة بقدميّها الصغيرتين تتقدم ببطء نحو مياه
البحر الفيروزي في حركات راقصة لتداعب الموجة القادمة
بشقاوة خطواتها في لطف.
تـُرسل ضحكة مـُدوّية و هي تجري هنا و هناك بين الأمواج المتلاحقة فتأتي إليها واحدة تلو الأخرى لتـُزغزغ أطرافها الدقيقة و قدميها المـُبللتين.
تتقهقر الفتاة عند انحصار موجة، ثم تجري لتستقبل أختها اللاهثة خلفها في مرح و سرور ، فتقفز بساقيها لكي تصدمهما الوافدة المهرولة بقوة.


أختي العزيزة إيمان
بنت الأصول
ما أروع الطفولة .......وما أروع البحر
وحديثهما العذب
فالطفل هو البراءة والنقاء
والبحر العمق وهو الذي تسكن اليه النفوس وترمي
بأسرارها إلى أعماقه
فاللبحر حكاياته الكثيرة وقصصه التي يرويها كل يوم
يتناقلها الموج والرمل والحصى والفضاء والنجوم والليل
والنهار،،
وللبحر أسرار....لا يعرفها غير كل نفس شفافة وكل روح هائمة نقية
أيها البحر الزاخر بالأسرار
ذو القلب الكبير
أنا أهواك ...وأهوى موجك
الشادي الغزير
فليس هناك ما هو أجمل من البحر في غموضه وعمقه
وصفاء مياهه، فهو عظيم بعظمة ما يخفي بداخله.
وللطفولة أيضاً براءتها ونقاءها وصفاءها
إذاً فهما متشابهان في البراءة والنقاء والصفاء.
عزيزتي إيمان
أرى أنكِ قد عبرتِ عن كل تلك المعاني ....عن الطفولة
ببراءتها ونقاءهاوالتشابه بينها وبين نقاء البحر وعمقه
وصفاءه في إسلوب مميز راقِ متمكن يعبر عن الأنثى داخل هذه الطفلة البريئه
إسلوب نابع من فكركِ العميق ،
وروحك الطيبة، وقلبك الصافي
وسريرتك النقية...........
عزيزتي إيمان
لكِ مني كل التحية والأمنيات الطيبة
ليلى ابو مدين

إيمانيات
08/03/2012, 19h36
الأخت الكريمة ليلى

أسكر لك تفاعلك الصادق و رؤيتك الصافية لما طرحت من أحاسيس

اصدقكم القول طالما كان البحر الصديق و الأنيس لوحدتي أيام الطفولة

فالبرغم من أني كنت طفلة مرحة محبة للإنطلاق ، كان هناك جانب مني

متأملا بعمق لما حوله بشكل فطري ، لم يكن يظهر هذا الجانب سوى بجانب البحر

فكنت أجلس بالساعات أنظر لأمتداده الشاسع فأسمع أصوات تأتي من اعماقه

تسامرني و هدير أمواجه كان بالنسبة ليّ ألحان شجية تغمرني بالود و العطف

حتى أنني أتممت رواية منذ بضع سنوات أعتقد ان البحر كان هو البطل الحقيقي:mdr:
لقد أغمرتموني جميعا بسيل من المشاعر الصادقة و هذا التفاعل له مفعول السحر
و أثر عظيم على نفسي ،فقد كان اليأس يدب بداخلي لأنني لا أستطيع تقديم

أعمالي على نطاق واسع و ربما كلامكم أراحني و أعطاني دفعة للأمام و الشجاعة

المطلوبة لموجهة كل ما هو غث لكي استمر !