تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فوق جناح الحب


إيمانيات
24/02/2012, 02h20
كانت سلمى شابة في ربيعها التاسع عشر ، مرحة ، متفوّقة ، تحب الحياة و الناس ، مـُتفائلة و إيجابية ، تحاول تجربة كل الأشياء الجديدة التي تمرّ على حياتها ، لتملأ شخصيتها نضجا عن طريق اكتساب خبرات و تجارب تـُعلّمها المزيد من مدرسة الحياة ،فصل الشباب الغـَض ، مشهد العمر البـِكر .
كانت لها صديقة منذ براءة الطفولة، موضع ثقتها و كاتمة أسرارها، تبـُثـّها كل همومها و مشاكلها التي تضعها الظروف أمامها في طرقها المـُتشعبة و دروبها المختلفة.
كانت آية مثلها فتاة وحيدة، الأب مسافر للعمل، و الأم هي التي تقوم بالرعاية و تقديم المشورة، الدعم النفسي أو المعنوي أثناء غياب الأب السلطة القضائية، مرساة السلامة و صمام الأمان.
كانت الفتاتان تذهبان كثيرا للمبيت كلا منهما عند الأخرى،نظرا لثقة أمهاتهما في البيت الأخر و معرفتهما لبعضهما على مدار سنين مضت منذ أن كانت ابنتاهما طفلتان في مدرسة واحدة معا. ترقد سلمى على فراش آية في غرفتها تنظر إلى قطتيّها ، السيامي ذكر و أنثى ، كانا يرقدان على السجادة بجانب فراش الفتاتان ، يلعبان سويا ، يقوما بالقفز و المناوشة .
سلمى: حتى القطط تحتاج للعلاقات الثنائية ، الجري و اللعب معا ، نحن لا نستطيع الإجهار مع وليفنا إذا اخترناه ، فنفعل مثل ما تفعل القطط نعيش بحرية ، نحب بحرية ، نختار بعضنا بحرية.
تضحك آية في سلاسة من كلام صديقتها
آية: هل تريدين أن تقارني بين العلاقة الثنائية للشاب مع الفتاة بعلاقات الحيوانات الثنائية ؟ هم يستطيعون فعل ما يشتهون، وقتما يشاءون تحت سمع و بصر الكائنات كلها، بدون استئذان، في مكان مفتوح، يلـّتحفوا السماء، يفترشوا الأرض، يلّفحهم الهواء الطلّق من كل جانب، أتحسدينهم لأنهم دواب و نحن بشر!! كل مملكة و لها قواعدها لا نستطيع
تقليدهم عزيزتي.
تبتسم سلمى و هي تفكر في كلام آية !
سلمى: لم أقصد أن نـُطبّق قواعدهم بحذافيرها، تفهمين قصدي،نعدو بشبابنا و حيويتنا لأغتراف الحياة، تعرفين القيود و الأغلال تخنقني لا أريد عندما أجد توأمي الذكر أن تسجنني قائمة بالممنوعات.
تفتح آية شباك الغرفة المـُغلق ليدخل هواء الليل !
آية: أعتقد أن الليل و القطط لعبوا بأفكارك فحرّكوا اشتياقك لشريك الحياة، و فتحوا شهيتك على وجود النصف الأخر منك
مع أننا لسنا في موسم التزاوج عند القطط !!
تندهش سلمى لفتح صديقتها الشباك
بينما تستعدان للنوم!
سلمى: لماذا فتحت الشباك ؟ لقد بدّلنا ملابسنا و سنأوى للفراش ، سنصبح فريسة لهواء الليل البارد و أنظار الآخرين!
ترد آية في سخرية: أليست القيود تزعجك و الأغلال تخنقك؟أم أدركت أننا بشر و لنا فطرتنا المختلفة ، سبحانه له في خلقه شئون ، يعرف طبيعتنا و ما يتناسب معنا ، فعندما ننفذ أوامره و نمتثل لطاعته بما فرضه علينا ، نكون وصلنا بأنفسنا لأفضل حال!
ليست طاعتنا لفطرتنا السليمة أغلالا و لا قيودا، معرفة الخالق بطبيعة مخلوقاته و تركيبة كل ممالك خلقه على حدا مـُسبقا،
ليس بالضرورة قيد لنا و قهر لحرياتنا !
تظلّ سلمى طوال الليل تفكر في كلام صديقتها!
تتقلـّب سلمى على فراشها في حيرة من أمورها و أحوالها!
تهذي سلمى مع نفسها: أنا لا أريد أن أخرق الأوامر أو أقذفها عرض الحائط، فقط لا تخنـُقني هي بقيود سميكة تـُعيق حركتي و تحرمني الاستمتاع بالحياة مع من يختاره قلبي !
فلست مـُتمردة كـُلـّيا على القواعد و المنهج الذي وضعه ربي و يتّبعه مجتمعي، لكن بعض البشر يفرضون أسوارا ًعالية و سياجاً مرتفعة تـُعيق أبسط حقوق الحريات، لا تخرجي قبل الزواج أبدا،يجب أن يعلم الأهل بهذا الارتباط و يوافقون عليه كـُلياً،لا تجعلي المجتمع يراك مع شخص وحدكما في مكان عام،لا يجمعكما سويا ارتباط رسمي، سلسلة مـُتصلة من قيود و أغلال مكوّنة من حرفين لآم و ألف !هذان الحرفان يمكنهما إغلاق كل منافذ الحرية يشدّاني إلى الأرض، لا يرفعاني لأرفرف في السماء بين السحاب، مثل الطيور ! آه مالي و الحيوانات و الطيور الليلة !أأحسدهم فعلا على ما متّــعهم به الله سبحانه و تعالى !
عندما ألتقي بنصفي الأخر، سأطير مثلهم في عنان السماء فوق جناحيّ الحب سأطفو على رياح الشوق لأحلّق عاليا،لكن ماذا سيحدث إذا لفظّت عني كافة الأوامر و التكليفات،إذا تمردت على فطرتي و تكويني البشري و ضعفي الإنساني ماذا سيكون مصيري؟ لا يهم سأنمو مثل النباتات و الأزهار من التربة، سأركض مثل الحيوانات فوق الأرض، سأسبح في مياه البحار و المحيطات مثل الكائنات المائية، أو سأعود كالفراشة في دورة حياة أخرى! لكن سيظلّ الإنسان سيد الكون بلا استثناء، أفـّضلهم ، أرّقاهم ،أميـّزهم! لقد خصّه الله عن كافة المخلوقات فأعطاه الأمانة، فلماذا أريد أن أصبح كائنا أخر في مملكة أخرى تخدم نسل آدم خلفاء الأرض و وارثي جنة الرحمن !

هدى دولت
24/02/2012, 09h51
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=283949&stc=1&d=1330087574





الحب طائر يغنى
إرتبطت الحرية بالتحليق
ونسينا أن هذا الطائر المبهر

قادر على التحليق بشروط
يتطلب التحليق هيكلية
تتميز بالخفة والقوة معا.
عظام الطيور مجوفة،
مما يجعل أوزانها خفيفة جدا.
جهاز التنفس لديه بالغ الكفاءة،
يتطلب التحليق رؤية حادة،
والرؤية لدى الطيور الجارحة
أقوى من بني البشر بثمانية أضعاف
طيور سريعة ومنها طيور أقل سرعة
وكذلك توجد طيور لا يمكنها الطيران
ولها حد أقسى للتحليق
إن جاوزته توقف قلبها !!!

عالم يخضع لضوابط وقانون
ليس حر كما نتصور !!!

حقيقة ثابتة لا تتغير
أن كل العوالم تحكمها ناموس خاص بها
فأين تذهبون !!!

أيتها الرقيقة الحالمة
أمتعتى العقل وجعلته يتفكر
ويرى بعيونك الساحرة
بهمسك الرقيق
وننحنى للمعاني الرائعة
التى تتوارى خلف حروفك البديعة
ولا يبقى لنا أن نبوح
أن لحظة واحدة نعيشها
بقرب ... من نحب ونهوى
تكفى بأن نحلق بها بأجواء تفوق كل واقع
ونسبح بعيوننا دون أن نغادر المكان
لأبعد مما يتصوره خيال
بلحظة صدق واحدة
نحيا بها وتحيا معنا مشاعرنا
يذوب إحساسنا بالوجود
فنتأكد أن الكون بإتساعه مسخر لنا
ومن عاش هذه اللحظة
يدرك تماما ..
أن الإنسان الكائن الوحيد الذي يملك
حرية ...
حرية ...الإختيار

أختى ايمانيات

وما أحلاه من إسم ...

أشكرك ....



دولت

إيمانيات
25/02/2012, 03h42
الأخت الكريمة صاحبة الكلمات العميقة

لم استمتع برد على ما كتبت مثلما استمعت بكلماتك عزيزتي

فقد زدتي بروعة تفهّمك للقصة رونقا خلابا و ذوقا رفيعا لا محالة

تفاعلك الرقيق أشرق يومي و زال همي أشكرك من كل قلبي:emrose:

و اتمنى ان نصبح صديقات فأنا أحب شعب قطر لأني عشت هناك

أجمل 3 سنوات في بداية صبايّ :)

هدى دولت
25/02/2012, 08h39
أختى ايمانيات
وما أحلاه من اسم ...
الجنس على الجنس رحمه
والشعوب العربية تتميز بدفء المشاعر
يسطع ضياء سحر الشرق
فيلف المكان والزمان بأطياف الجمال الفتان

حبيبتى تربطنا روابط عميقة
فكلانا إرتوى من مياه النيل الخالد

أنحنى لإحساسك الصادق
أشكر لك عذب كلماتك ورقة همسك الحالم

أختك دولت
بنت وادي النيل

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=284046&stc=1&d=1330169839

إيمانيات
28/02/2012, 05h26
أشكرك اختي دولت الهدى على شعورك الصادق الرقيق

لقد اعجبتني كثيرا الصورة المرفقة فأنا اغشق الصور القديمة

الأبيض و الأسود بشكل كبير

لا دماءنا تحن و العرق العربي دساس

لا يحرمنا امولى من التراحم و الترابط إلى يوم البعث

اللهم آمين