المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم كلثوم فنانة الشعب والظاهرة التي لن تتكرر


نهاد عسكر
16/02/2012, 22h23
في الذكرى 37 لرحيل أم كلثوم

الفنان كالبذرة الطيبة حينما تغرس في أرض خصبة تبقى خضراء ندية مورقة .. وأم كلثوم بقت في الذاكرة من خلال اعمالها التي لم تدفن معها ولا ماتت بموتها ولا انتهت بنهايتها وظلت خالدة على مّر العصور لانها تركت لنا أجمل قصائد الحب الجميلة والرائعة بصوتها الساحر . والفن الذي قدمته أم كلثوم يعد بحق ظاهرة لا تتكرر بندرتها وتفردها وجدارة صوتها وكفائته .
تصمت أقلامنا خجلى ونحن نروم الكتابة عنها , فما قيل وكتب عنها الكثير والكثير من نقاد الغناء والباحثين والدارسين لصوتها . وما اكتبه عنها الآن قد لا يعدو ان يكون نقطة في بحر , لكننا لا يمكننا ان نترك الحديث عنها في ميلادها وموتها..لانها دخلت شغاف القلب وشغلت الدنيا بصوتها الصداح والذي يتردد صداه كلما سمعناه وسيبقى خالدا مع اهرامات مصر.
كيف لنا ان ننسى الساعة العاشرة مساءا من ليلة كل خميس أول يوم في الشهر ؟ كنا جميعا في خارطة الوطن العربي ننتظر البرنامج الذي يذاع من راديو القاهرة ومدته 5 ساعات ويذاع 8 مرات في السنة ونجمته الست أم كلثوم , التي كانت ولا تزال نغمة أمل في بحار اليأس وصوت يجلب السرور لسامعيه .
مقتطفات من سيرتها الذاتية وأعمالها الفنية الخالدة .
- ولدت ام كلثوم في 8/4/1904 وتوفيت في 3/2/1975 , وعاشت في غيبوبة لمدة 100 ساعة تقريبا في المستشفى قبل رحيلها , لم تترك ذرية رغم زواجها عدة مرات آخرها كان طبيب العيون حسن الحفناوي عام 1953 .
- أم كلثوم بدأت مسيرتها الغنائية كمطربة وهي طفلة صغيرة تغني القصائد والتواشيح الدينية في منطقة السنبلاوين ومناطق أخرى مع والدها وأخاها . أول حفل لها وهي لم تزل بعد طفلة صغيرة عندما غنت مع والدها وفرقتها في قصر (عزالدين بك يكن) أحد الاثرياء وأطربت الحاضرين بعذوبة صوتها ومن ضمنهم المطرب (أسماعيل سكر) الذي كان مدعوا للغناء , وهذه هي رحلتها الأولى للقاهرة حيث استطاعت ان تثبت وجودها بقوة أداءها وصلت أسماع الباشوات والقصر الملكي .
- الملك فاروق كان من سميعتها وأطلق عليها اسم(صاحبة العصمة) , وحين تردد خبر خطوبتها إلى الملحن محمود الشريف تدخل القصر لفسخ الخطوبة لان اوامر القصر تقضي ان تتزوج من أحد الباشوات لمكانتها العالية عندهم .
- في عام 1924 غنت ام كلثوم من ألحان الموسيقار محمد القصبجي أغنية( آل إيه حلف مايكلمنيش) ثم توالت ألحان القصبجي لها(إن حالي في هواها عجب) و (كنت أسامح) وغيرها والقصبجي هو أول من ألفّ لها فرقة موسيقية (تخت شرقي) يصاحبها أثناء الغناء بدلا من المنشدين وضمت الفرقة الموسيقية عددا من العازفين المبدعين الذي يشار إليهم بالبنان في عصرها : محمد العقاد على(القانون)
سامي الشوّا على(الكمان) و محمد رحمي على(الإيقاع) .
كما أختار لها القصبجي أيضا مسرح دار التمثيل للغناء بدلا من الصالات العادية . وظل ملازما لها كملحن وعازف للفترة من 1924- 1946 , حيث أبتعدت ام كلثوم عنه من دون أسباب معلنه .
عادت إليه بعد عشر سنوات كيما يلحن لها اغنية وطنية مطلعها( يا دعاة الحق هذا يومنا) , وبدأ التلحين وكانت تستمع لكل مقطع يلحنه ترضى عن مقطع وآخر لا تبدي الرضا عليه وتطالبه بإعادة تلحينه ... لكنه كان يرفض لذا تركت أم كلثوم الأغنية ولم تقدمها . وحسبما يرى البعض : كبر سن القصبجي وتعبه صحيا ,كما أنه في الآونة الأخيرة كان كثير الشكوى أمام الأصدقاء كون ام كلثوم تعامله معاملة سيئة , هذا عدا انه كان يطالبها باجوره للاغاني التي يلحنها لها حتى لو كانت حفلات خيرية تقدمها الست
وتتبرع بريعها للاعمال الانسانية والخيرية .
- الشاعر المبدع أحمد رامي بدأت رحلة التعاون الفني بينهما منذ عام 1924 , وغنت له عشرات الأغاني الجميلة من أشعاره والتي لازالت راسخة في عقولنا تتجدد معنا في كل مرة سماع لها وكأننا نسمعها للمرة الأولى منها : (رق الحبيب,حيرانه ليه يا دموعي,ليه يا زمان,إن كنت أسامح,رباعيات الخيام,عودت عيني,يلي كان يشجيك أنيني,يا ظالمني,أنت الحب,يا مسهرني , والتي كانت آخر أغنية له كتبها لم كلثوم .
- في عام 1950 أقام معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية حفلة شاي على شرف وداع الموسيقار التركي منير نور الدين , والذي كان ضيفا على المعهد ... حضر الحفل نخبة من رجال السياسة والعلم والثقافة والأدب والفن , منهم
وزير الخارجية آنذاك (صلاح الدين بك) .. في البداية أعتذرت أم كلثوم عن الغناء لعدم وجود فرقتها معها لكنها وافقت بعد إلحاح وزير الخارجية عليها و وعدها بأنه سيكون من ضمن مرددي الكورس ! ثم اخذ الموسيقار التركي منير نور الدين ليعزف على عوده بحرفية وجمالية مصاحبا لصوتها الآخاذ وهي تغني (غنيلي شوي شوي) وهاجت القاعة طربا بصوتها وحينما وصلت الى مقطع (لأسحركم إذا غنيّت) صرخ وزير الخارجية صلاح الدين بك وهو في ذروة نشوته وإندماجه مع صوتها (حصل ... حصل ... والله العظيم حصل) !!! .
- بعد قيام ثورة 23 تموز 1952 نادى البعض بمنعها من الغناء باعتبارها محسوبة على القصر الملكي,لكن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تصدى للفكرة ومنحها الدعم والتشجيع كي تواصل مشوارها و عدّها هرما من الاهرامات.
- عام 1964 وفي أول لقاء تأريخي لها مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي لحن لها اغنية ( أنت عمري ) عارضت إدخال آلة الغيتار واقحامها في لحنية الاغنية كونها آلة غربية ولاتنسجم مع التخت الشرقي . استطاع عبد الوهاب اقناعها بالموافقة حين اصطحب معه إلى بيتها(عبده صالح) عازف القانون و (عمر خورشيد) عازف الغيتار , وعزف كل واحد منهما الجزء الموسيقي من مقدمة الأغنية وبعد سماعها استحسنت أم كلثوم عزف الغيتار بعد أن رأته منسجم مع المقام الموسيقي والتركيب النغمي ولا يؤثر على جمالية اللحنية الموسيقية .
- عام 1970 تلقت دعوة لاقامة حفل في الاتحاد السوفيتي وبعد وصولها موسكو تلقت نبأ رحيل الرئيس عبد الناصر في 28/9 فما كان منها إلا أن تقطع رحلتها وتعود للقاهرة وفكرت في اعتزال الغناء تعبيرا عن حزنها,لكنها استجابت للنداءات الكثيرة من معجبي فنها بمواصلة الغناء فهي تمثل ثروة قومية وملك للشعوب العربية كلها,وعادت وغنت تغني(أصبح عندي الآن بندقية) من شعر نزار القباني .
من خلال رحلتها الفنية الطويلة حصدت عشرات الأوسمة والقلادات والألقاب والتي أكدت جدارتها في حمل لقب ( سيدة الغناء العربي ) .
- عام 1946 منحها الملك فاروق قلادة النيل وهو أول وسام في حياتها .
- عام 1955 حصلت على وسام النهضة الأردني .
- 1959 وسام الأرز اللبناني .
- عام 1960 منحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى .
- عام 1965 حصلت على قلادة الجمهورية .
- زارت بغداد مرتين عامي 1932 و 1949 واحيت عدة حفلات غنائية ناجحة في ملهى الهلال وفي قصور العائلة المالكة العراقية,وكان يحضر حفلاتها كبار شعراء العراق (الرصافي,الزهاوي,الشبيبي) وغيرهم .وحصلت على وسام الرافدين في العراق عام 1946 .
- عام 1967 منحت جائزة الدولة التقديرية .
كما منحت وسامي الكمال المصري والنيل .
منحت وسام الاستحقاق السوري و وسام الجمهورية التونسية .
- 1968 منحت وسام الاستحقاق اللبناني و وسام الكفاءة المصري ولقب ( فنانة الشعب ) .
قالو عنها
الكاتب العقاد :
أم كلثوم يا بشيرا من الله بالرجاء
أنت من وحيه ولله في الفن أنبياء
ذلك الصوت صوتك العذب من عرشه نداء
الكاتب والقاص توفيق الحكيم :
كانت هي الاتقان وتؤدي كل قصيدة وكل أغنية وكل لحن الاداء الكامل المجيد وما شعر سامع قط الا ان اداءها في حاجة إلى مزيد – انها صنعة الفنان الأصيل .
الموسيقار محمد عبد الوهاب :
ام كلثوم انسانة خارقة كونت مجتمعا خاصا بها وهو المجتمع المتذوق الذي دربته على طريقتها الخاصة وعلمت الجميع انها مدرسة في الفن .
الشاعر أحمد رامي :
لقد صنعت لنفسها تاريخا مجيدا – صنعته بذكاء وعبقرية وتفان في الفن الذي أخلصت له فانصاع لها .
الكاتب والمربي سلامة موسى :
انها ليست في حاجة إلى شاعر وموسيقى لأن صوتها يكفي لخلق الفن النبيل والناجح .
الملحن محمد الموجي :
ان صوتها يكفل الحياة لأي لحن .. انها معجزة لن تتكرر .

العراق / نهاد عسكر

نور عسكر
17/02/2012, 01h42
وهي تغني (غنيلي شوي شوي) وهاجت القاعة طربا بصوتها وحينما وصلت الى مقطع (لأسحركم إذا غنيّت) صرخ وزير الخارجية صلاح الدين بك وهو في ذروة نشوته وإندماجه مع صوتها (حصل ... حصل ... والله العظيم حصل) !!! .

:emrose:
أخي الحبيب نهاد أبوياسر

تحية طيبة
هو إيه اللي حصل ؟ ...والله فعلاً كان صوتها وغنائها هو السحر بعينه، صوت قلما يجود الزمن بمثله ، ولذلك بقى صوتها ورحلت هي ، تركت القمة في الغناء العربي ..ولم يتجرأ أحد لحد الان للوصول الى قمة أم كلثوم ..لأن صعودها كان بتأني وصبر وجهود كبيرة منها ،ومثابرتها لصقل هذه الموهبة الربانية وغادرت القمة وهي هناك
،في حنجرة أسعدت الملايين من الناس .
أين كنت من الاحتفالية ؟ وأعاتبك بمقطع كلثومي
صبرت سنين ..سنين ..سنين على صدك
ودعوة الاستماع الى ..ياظالمني ...

تحياتي للمقالة الجميلة