المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصوص من البكائيات الصعيدية


علاء طه ياسين
26/09/2011, 14h00
بعد الانتهاء من الجنازة ودفنها والرجوع من المقابر (يطلق علي المقابر الفساقي .. جمع فسقية .. أو الجبابين أو الجبانات جمع جبانة) .. يجتمع النساء وتبدأ مرحلة العديد واللي حرارته بتزيد لو كان اللي مات شخص عزيز أو شاب صغير أو له شأن ..
ولما ييجي وفد من المعزيات لابسات السواد يبدأن الصراخ قبل دخول بيت الميت ويستمر حتي يدخلن .. فتعرف النسوة الموجودات في البيت إن فيه وفد قادم للعزا .. فيصرخن هن أيضا للترحيب بالوفد القادم .. ثم يجلسن ويندمجن في العديد ..
وفي المناسبات الاليمة كالقتل أو موت شاب أو عروسة صغيرة السن .. لايكفي العديد للتعبير عن الحزن فيأخذن في الندب مع لطم الخدود وبعدين يعدن للعديد ...
والعديد علي الشخص يبدأ من مرحلة مرض موته .. هذا المرض الذي يصل بالمريض الي مرحلة لا يستطيع فيها حتي النوم أو الراحة علي أي جنب فيعدد علي نفسه ..
عيان قوي ووجيعتي مرة
ما نمتش علي جنبي ولا مرة
والكل يشفق عليه ..
اسم الله عليك ياللي الوجع كادك
حرَّمكْ نومك علي جْنابك
ولما الوجع يزيد يعاتبوا الوجع انه كان قاسي علي المريضة وسقاها مرار الحنظل (نبات مر الطعم)
وليش يا وجيعة وجعتيها
من الحنضل القاسي زقيتيها (سقيتيها)
الوجيعة دي اللي بتشل حركة الشاب القوي .. والبنت الحرة ..
والله الوجيعة حنضلة مرة
واتْخبل الشملول مع الحرة
والوجيعة دي بقا تتمادي ..
قالت الوجيعة انا المخبية
مسكين حاله اللي ابتلا بيا
والمريض اللي الوجع غلبه يروح يبكي والدموع نازلة أكوام .. وتتمني أخته تكون طبيبة تداويه
مالك تشيل عينك تكب دموع
ياريتني حكيم ومعايا دوا الموجوع
وأخته اللي مش مالكة حاجة له .. يزيدها ألم ووجع انه مستسلم ويائس من الشفا ..
كادني العيان وهو عيان
ويقول قليل ان قمت يا جدعان
وياسلام لما يقولوا فيه طبيب تنسي العادات والتقاليد وتطلع كاشفه راسها ملهوفة تسأل عن دوا
قالو حكيم طلعت له براسي
مامعاكشي دوا لابو وجع قاسي
ولو هي المريضة .. تلاقيها تقول لأخوها ..
ماعايزاش الحرير يا خوي تكسيني
بيت الحكيم يا خوي وديني
ويااااااااااااااه لما يستعطف المريض أمه ..
عيان يا امه تعالي حداي (جنبي)
حلي طروف الشال وهوِّي معاي (طروف الشال اطرافه وتهوي له بيه علشان حران وعرقان وحالته كرب)
ولما يدخل الطبيب يشوف المريض علشان يعالجه ويلاقي خلاص الأمور منتهية .. تقول
دخل الحكيم قعدت قدامه
قال يا شقية خلصت ايامه
ويستعد المريض لمغادرة الدنيا والرحيل .. فتقول أخته أو أمه أو زوجته أو بنته .. أيا كانت .. تصف حاله وهو يترنح ..
ساعة يكلمني وساعة يميل
وساعة يقول قلبي عليا تقيل
ساعة يكلمني وساعة يقع
وساعة يقول انا اتمليت وجع
خلاص عيون المريض متعلقة بعيونها .. مش لاقيه غير انها تبعد عنه بعيونها وتقوله غصب عني مش بخاطري ولا بايدي ..
ما تبصش بعينيك لعينيا
هو الحياة والموت بايديا
وهنا يلقي المريض رأسه علي المخدة أو الوسادة ليسلم الروح لخالقه ..
ياسيدي لما مال وراني
حدف العميمة مالفها تاني (العميمة هي العمامة)
يا سيدي لما مال ما اتكلم
حدف العميمة ماعاد يتعمم
انتهت الحياة .. وطلعت الروح للي خالقها .. والاخ يعز عليه انه يشوف اخوه مات ومضطر يغطيه وهو مش قادر ..
سبلوا الشقيق وضربوا عليه الكف (سبلوا يعني اغمضوا عيونه .. ضربوا عليه الكف يعني لطموا)
اخويا شقيقي ما ارميش عليه الطرف (الطرف هو الشال أو أي غطاء آخر)
-----------------------------------------------------------------------
( كتبت هذا الجزء وهو الجزء الأول من الموضوع علي عجالة .. ولي عودة مرة أخري لفنون البكائيات الصعيدية من العديد علي الشاب وعلي الطفل وعلي العريس والعروس وعلي القتيل وعلي الغريق وعلي .. وعلي .. وعلي .. إلخ .. وحكايات أتمني أن تحوز الاعجاب ... وفي نهاية الموضوع سأكتب المراجع التي استعنت بها ورواة وراويات العدودات )

شريف اشرف محمد
26/09/2011, 21h46
ارجو الاطلاع على كتاب العديد للدكتور عبد الحليمحفنى

د أنس البن
28/09/2011, 11h03
الصديق علاء طه يس
بحث قيم وممتاز وإن كان مثيرا للمواجع
إلا أنه جزء من تراثنا الخالد
والذى لا تزال بقاياه موجودة فى بعض القرى والنجوع النائيه والبوادى
وقد أثبت صاحب كتاب وصف مصر شيئا طريفا
وهو اختلاف النوته الموسيقيه لما يقال للميت عند الدفن واختلافها بحسب الإنتماء الطبقى للمتوفى إن كان من أهل اليسار المرموقين أو من الطبقة المتوسطه
أو من طبقة الفقراء أو الفلاحين آنذاك
ومع أن اللحن واحد الا أن النوته الموسيقيه غير واحده
وفى هذه الموسوعه بحوثا قيمه حول هذه العادات وغيرها
:emrose::emrose:

عفاف سليمان
02/10/2011, 05h29
صباح الخير على اسرتى
السماعيه
صباح الخير عليك
اخى الكريم
:emrose:(((((أ. علاء))))):emrose:
الحمد لله ع السلامه
نورت المنتدى من جديد
احب احييك على هذا الموضوع
الجميل
ولو انه محزن او فيه من الحزن
والشجن
الا انه يعد من
تراث حياتنا
وبعض العادات والتقاليد
البعض منها ربما لا يزال
يعمل به
فى صعيد مصر الجوانى
((((للعلم انى من اصل صعيدى)))):o
نرجع لموضوعنا
اذكر عن هذه العادات:rolleyes:
وبما انى عشت فى بيت جدى لامى فى
الحى الشبراوى القديم
ذكرت لى امى رحمة الله عليها
انه عندم كان يموت شخص ما
كانوا بيدوبوا الزهره
(والزهره دى اللى بيزهروا بيها الغسيل بعد شطفه المره الاخيره الغسيل الابيض علشان يبقى شكله جميل)
كانوا يذيبوا هذه الزهره
فى صفيحه وبها ماء
ويكبونهاعلى رؤوسهم
و على ملابسهم ووجوههم
واذا كان الميت شاب كما قلت
او عزيز وغالى
كانوا يضعوا الطين او التراب
على رؤوسهم
وطبعا الاسود لحد الاربعين
او ربما يظل لمدة عام كامل
ومفيش بيت من بيوت الجيران
يفتح فيه الراديوا
او التليفزيون
طبعا زمان مكنش لسه
التليفزيون منتشر
فكان الراديوا
لا يفتح وعيب ان
واحده تخرج بلبس ملون
وجارتها لابسه اسود وحزينه
دا غير بعض عادات اخرى
فى بعض البلدان التى شاهدتها
بأم عينى
سوف اكتبها لاحقا
تحياتى
وربنا يارب ما يجيب
اى حزن ولا شر
لاى منا
اللهم آمين
اختك عفاف

ام مدحت
02/10/2011, 13h47
شكرا لكم علىهذا الطرح الكريم
شاعرنا المحترم
الاستاذ/علاء طه
فقد القيتم بضوئكم
علىعادات وتقاليد
ماذال بعضها تساء به بعض ارياف الوجه البحرى
وايضا ارياف الصعيد
ندعواالله ان يبصرنا بديننا
ويقينا شر البدع
لكم تحياتى وتقديرى

ليلى ابو مدين
02/10/2011, 18h33
الشاعر الكبير الأستاذ / علاء طه ياسين
تحية تقدير واحترام لسيادتك على هذا الموضوع الهام والذي لا يخلو من الحزن
والشجن ,ولكنه يعبر عن عادات وتقاليد لطالما توارثناها جيل بعد جيل وخصوصاً
في صعيد مصر...والتي لازالت بعض هذه العادات والطقوس الجنائزيه متأثرة
بعادات وطقوس فرعونية بالرغم من مرور ألآف السنين ولكن هذا هو حال المصري
في كل زمان ومكان يعشق الحزن لما فيه من ثراء ولأنه يخرج مخزون الهم ويطهر
القلوب.
وهناك الكثير من المؤلفات والمراجع التي تتحدث عن تلك البكائيات والمراثي {العديد}
أذكر منها ....كتاب المراثي الشعبيه {العديد} للدكتور عبد الحليم حفني ,وكتاب {فن الحزن}
لكرم الأبنودي...الأدب الشعبي للدكتور أحمد رشدي , ومقدمة كتاب {فن الحزن} تقديم خيري شلبي
ومما لا شك فيه أن بحثك هذا بحث قيم ويلقي الضوء على العادات والتقاليد المتوارثه
عن العديد والجنائز عند المصريين { أهل الريف وصعيد مصر} لنتعرف عليها عن قرب
ولذلك فلك مني جزيل الشكر لأنك أتحت لنا الفرصة للإطلاع على فن وأقول فن لأن العديد
ما هو الإ عبارة عن غناء حزين أو إنشاد جنائزي مُتبع منذ عهد الفراعنه وحتى يومنا هذا
خالص تحياتي واحتراماتي
ليلى ابو مدين

سعدالشرقاوى
05/10/2011, 23h05
الشاعر الذى يعرف جيدا
دوره فى الحياةالثقافية
اخىالغالى
الاستاذ/علاء
رائع هذا الطرح
ورغم مرارته الا انه جزءا من تراث
شعبنا وربما بقى منه الى الآن
احييكم على هذه اللفتة الطيبة
لكم خالص تقديرى

هانى العدوى
11/11/2011, 18h48
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاز طه مشكور بجد على المجهود فى البحث لانو من تراث اجدادنا فى الصعيد والقرى (الفلاحين)وبما انى من اصل صعيدى وبحب جداا اعيش مع جدورى وليس مثل البعض نبات متسلق تارك اصواله
اسمح لى ان اشارك بعض من النصوص والبكائات الصعيديه
1-راح امشرج يا غفير هاتو راح مغرب يا غفير هاتو شالو لمزهر على المغسله فاتو
2-كبير السجاجوا ماشى على الترعه دالى الكرب خالى الحمير ترعاة
3-وميتا انا جيت وحديا دة الوعد والمكتوب راحو جابليا
4-يابو الجالبيه والخط جانب الخط خسصارة شبابك فى اتراب ينحط
5-يابو جالبيه والخط جار اخوة يا خسارة شبابك فى التراب حطو