المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البنية اللحنية للصنعة في موسيقي الآلة الاندلسية


starziko
04/09/2011, 16h48
البنية اللحنية للصنعة
:

من خلال تقصي الصنعات الموسيقية التي تحتضنها ميازين النوبات نستطيع الوقوف على طبيعة تركيبها اللحني والايقاعي.ونريد هنا أن نلقي نظرة كاشفة على أنماط المصنعات المغناة قصد التعرف على هيكلها اللحني مرجئين الكلام في بنيتها الايقاعية إلى الفصل الخاص .بموازين الصنعات:


تعتبر الصنعة بمثابة الوحدة الأساسية للميزان , وهي تتكون من بيتين على الأقل وسبعة أبيات على الأكثر.
وتعرف بعدد أبياتها , فيقال للصنعة ذات البيتين صنعة ثنائية , ولذات الأبيات الثلاثة صنعة ثلاثية , وهكذا.
على أن الصنعة مهما يكن عدد أبياتها لا تتجاوز لحنين موسيقيين يخضعان لطبع النوبة أو لطبع الصنعة الملحقة بها ويختلف وضع هذين اللحنين باختلاف الصنعات وعدد أبياتها

starziko
04/09/2011, 16h49
الصنعة الثنائية
يعتبر الحاج ادريس بن جلون الصنعة الثنائية رباعية انطلاقا من عدد أشطرها وهو يرى أن لحنها الأول يحتل شطريها الأولبن وشطرها الرابع , بينما يشغل لحنها الثاني كرسيها أي شطرها الثالث , وينطبق هذا الوضع نفسه على الإنشاد.

starziko
04/09/2011, 16h49
الصنعة الثلاثية


تغنى الأبيات على لحن واحد. وقد يقتصر على انشاد بيتين فقط دفعا للتكرار

. ومثالها:
1- صنعة »إن أحسنوا لأنفسهم من بسيط رصد الذيل
2- صنعة لا يا عشية من بسيط رصد الذيل
3- صنعة قم وانظر من قدام غريبة الحسين.

starziko
04/09/2011, 16h50
الصنعة الرباعية :



يلحقها الحاج ادريس بن جلون بالصنعة الثنائية ذات الأشطار الأربعة. وقد سجل وجود صنعات رباعية الأشطار تنشد على لحن واحد لا يتغير , فذكر أن المنشدين أضاعوا كرسيها .

وهناك صنعات رباعية يشغل كرسيها البيت الثالث , وهي بذلك أشبه بالصنعة الخماسية التي أجتزىء بيت من مطلعها , ومثالها صنعة »يا ليل طل أولا تطل « من درج رصد الذيل.


كما أن هناك صنعات أخرى رباعية يشغل كرسيها بيتها الرابع , فتأتي أشبه بالصنعة الخماسية التي ينقصها خروجها , ومثالها صنعة »لا يا عشية « من قدام رصد الذيل.

starziko
04/09/2011, 16h51
الصنعة الخماسية :


يشغل لحنها الأول دخولها أي أبياتها الثلاثة الأولى , وخروجها أي بيتها الخامس. ويشغل لحنها الثاني تغطيتها , أي بيتها الرابع , ومثالها صنعة عروس يوم القيامة من بسيط رمل الماية. وهناك صنعات نادرة يتوزع لحناها صدور وأعجاز أبياتها الخمسة.


الصنعة الخماسية

البيت الأول: يغنى ثم يعاد لحنه عزفا
البيت الثاني: يغنى ثم يعاد لحنه عزفا.
البيت الثالث: يغنى لا غير.
البيت الرابع: يغنى صدره ثم يعاد لحنه عزفا , ثم يغنى عجزه.
البيت الخامس: يغنى كاملا لا غير

starziko
04/09/2011, 16h51
الصنعة السداسية:


يشغل لحنها الأول أبياتها الثلاثة الأولى بالإضافة إلى بيتها السادس , ويشغل لحنها الثاني بيتيها الرابع والخامس.
وهناك صنعات نادرة يشغل لحنها الأول أبياتها الثلاثة الأولى ويشغل لحنها الثاني أبياتها الثلاثة الأخيرة. ومثالها:

1- برولة »يا لعاكفا فاسماوى « من درج رصد الذيل ,

2- وصنعة »أن قيل زرتم «. من قائم ونصف رمل الماية , وهي في

نظام تسلسل لحنها شبيهة بالصنعات الخماسية التي ينقصها خروجها.

starziko
04/09/2011, 16h52
الصنعة السباعية :

يركب لحنها الأول بيتيها الأول والسادس , ويركب لحنها الثاني كرشها أي أبياتها الوسطى (5,4,3,2 وخروجها أي بيتها الأخير. وهناك صنعات نادرة يردد لحنها الأول مع بيتيها الأولين وبيتيها الأخيرين , بينما يغطي لحنها الثاني أبياتها الوسطى الباقية. ومثالها صنعة بمهجتي تياه « من انصراف ابطايحي رصد الذيل. وبجرى أداء الصنعة على النحو التالي:


الصنعة السباعية


البيت الأول: يغنى صدره , ثم يعاد لحنه عزفا , ثم يغنى عجزه.
البيت الثاني: يغنى كاملا لا غير.
البيت الثالث: يغنى كاملا , ثم يعاد لحنه عزفا.
البيت الرابع: يغنى كاملا , ثم يعاد لحنه عزفا.
البيت الخامس: يغنى كاملا لا غير.
البيت السادس: يؤدى على نحو البيت الأول.
البيت السابع: يؤدى على نحو البيت الثاني

starziko
04/09/2011, 16h53
خلاصة:



ملاحظة إبن جلون التويمي


وقد سجل الحاج ادريس بن جلون ملاحظة دقيقة لدى تحقيقه لكناش الحايك , هي أن المنشدين ضيعوا مطالع بعض الصنعات السباعية , وصيروها بذلك خماسية. ونتيجة هذا فهم يبدأون بإنشاد اللحن الثاني الذي هو كرش الصنعة , ثم ينتقلون إلى الكرسي الثاني , ويختمون الصنعة بالعودةإلى اللحن الثاني , ومثال هذه الصنعات:

1- (أحمد الهادي الرسول ) وهي تصدرة قدام رمل الماية

2- (الليل ليل عجيب) وهي تصدرة قدام الرصد

3- (فق يانديم ) وهي تصدرة قدام رصد الذيل.


وقد ذكر ابن جلون أنه عمل باتفاق مع أساتذة الفن على إرجاع بعض تلك الصنعات إلى أصلها.

ومن الملاحظ أن الصنعات التي تعرضت مطالعها للضياع تشكل في مجملها التصدرات الموسعة للميازين. وهو أمر يحمل على الاعتقاد بأن القوم ربما أرادوا اختصار تلك الصنعات لطولها فاستغنواعن كرسيها الأول , ثم أصبح ذلك تقليدا متبعا انتهى بهم إلى نسيان مطالعها وبالتالي اضاعتها.

وما دمنا نتحدث عن الهيكل اللحني للصنعات الأندلسية , فإن في وسع المستمع الواعي أن يلاحظ من خلال صنعة ما وجود تغيرات تعتري البنية اللحنية لجملتها الموسيقية الرئيسة أثناء أدائها عزفا وإنشادا: فبينما تتسم الصيغة المغناةة لهذه الجملة بالبساطة والسهولة يلاحظ تطور واضح في تركيب نغماتها خلال الجواب الآلي الذي يتخذ صورة أكثر تعقيدا. وهكذا فبالرغم من التوارد المستمر للجملة اللحنية في الصنعة في عوداتها لصنوف من التغيير .س أسلوب نبرها وطرائق أدائها وبذلك تصبح للجملة الواحدة صيغ متعددة تبعد عن المستمع كل شعور بالرتابة من جهة وتبدو-من جهة أخرى-كأنها تشكل كيانات مستقلة وان تكن في مجملها خاضعة لمبزات مشتركة.