المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشالية في موسيقي الآلة الاندلسية


starziko
04/09/2011, 16h35
المشالية


المشالية: هي نوع من الافتتاح الذي يتم خلاله تحقيق الانسجام بالآلات المشاركة في عزف النوبة. ويقول عنها شوتان: »إنها تحتوي على كل عناصر النوبات «. وقد ذكر البحاثة الكبير الاستاذ محمد الفاسي أن المشالية »كانت في الماضي تصطبغ بصبغة ارتجال يقوم به رئيس الجوق . فينتقل من نغمة إلى نغمة , غير متقيد بقاعدة ولا ميزان خاص. ولكن ذلك مع انخفاض المواهب آل إلى نحو فوضى لا تليق بما يجب أن تتصف به الموسيقا من انتظام وتناسق , ففكر أحد كبار ا الموسيقين وهو سيدي عمر الجعيدي رحمه الله -في إدخال إصلاح على المشالية , وذلك بأن يرتب
العزف الصامت على بعض القطع تنتخب من عدة نغمات

ويبدو من هذا الوصف أن المشالية في أصلها شبيهة بما كان يجري في المعزوفات الغربية خلال القرن الثامن عشر بما عرف باسم »الكادانسا .« فقد كان المؤلفون أمثال هايدن وموتسارت لا يكتبون هذا الجزء ذا الطابع الارتجالي الحر , والذي تتوقف فيه الاركسترا وتتركز الآذان والعيون على العازف ا المنفرد وآلته العجيبة وهو يؤدي الكادانسا.

ومن عجيب المفارقات أن يكون انخفاض المستوى في مجال الارتجال الحر , وجنوح العازفين المنفردين إلى الاطالة المملة سببين مشتركين بين الموسيقا الأندلسية والموسيقا الغربية الكلاسيكية يؤديان إلى إلغاء هذه العادة , فتعوض المشالية باستعراض منتخبات تعزف بالتتالي في المقدمة تمهيدا للدخول في عزف الميزان الأول , بينما يعمد المؤلفون الغربيون إلى كتابة كاملة للكادانسا ابتداء من القرن التاسع عشر.

وقد جعل الاستاذ محمد الفاسي المشالية نوعين: كبرى وصغيرة

1- المشالية الكبرى

فأما المشالية الكبرى فهي التي تستعرض فواصل منتقاة من ستة طبوع هي بالتتالي: عراق العجم , ورمل الماية , وعراق العجم مرة ثانية , فالحجاز الكبير, والحجاز المشرقي , فالعشاق , ثم الحجاز المشرقي مرة ثانية , فرصد الذيل , فالحجاز المشرقي للمرة الثالثة

2- المشالية الصغيرة
. وأما المشالية الصغيرة فيقتصر فيها على منتخبات من طبع الحجاز المشرقي.

ويقابل المشالية من مالوف تونس ما يعرف بالاستخبار وهو معزوفة آلية يبرز فيها العازف مقدرته الفنية وإلمامه با لمقامات والطبوع التي ينتقل عبرها كما يشاء. واذا كانت المشالية في الموسيقا الأندلسية المغربية تشكل اليوم جملا لحنية منتخبة من عدة نغمات
فإن الاستخبار في المالوف يؤكد استمرار طبيعة الارتجال في التراث الأندلسي القائم بتونس , وبذلك يحق اعتباره نوعا من التقاسيم الآلية المرتجلة.