المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعمال الفنان محمد محسن


رائد حيدر
29/10/2009, 20h53
محمد محسن 1922 – 2007 *

ولد محمد محسن في حي قصر حجاج بدمشق واسمه الحقيقي محمد الناشف. درس في مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية وفي التجهيز الثانية (أسعد عبدالله) التي نال منها شهادة الاعدادية. تعلم الموسيقا والعزف على العود على يد الموسيقي صبحي سعيد وبدأ مسيرته الفنية مطرباً. لحن له أستاذه صبحي سعيد أولى أغنياته (أحلى يوم عندي قربك). وعند افتتاح اذاعة دمشق الأولى في مطلع الأربعينيات انضم اليها مطرباً بمساعدة صبحي سعيد الذي كان عازفاً على العود في فرقتها الموسيقية. ثم عمل في كورس الاذاعة مقدماً غناءه الافرادي في حفلات اذاعية على الهواء مباشرة. لحن له في تلك الفترة مصطفى هلال عدة أغنيات منها (لقاء) , (أين كأسي). ثم بدأ التلحين لنفسه مثل: (يم العيون الكحيلة), (الليلة سهرتنا حلوة الليلة).

عندما توقفت اذاعة دمشق عن البث عام 1945 سافر الى القدس وتقدم الى اذاعتها, وتم قبوله مطرباً وملحناً, وخصص له في الاذاعة أربع حفلات شهرياً. وخلال عمله في الاذاعة, تعرف على الموسيقي الفلسطيني حنا الخل الذي تلقى منه دروساً في العلوم الموسيقية والتدوين الموسيقي لتكتمل بذلك معارفه الموسيقية الضرورية للملحن, واستمرت اقامته في القدس ثلاث سنوات لحن خلالها لعدد من المطربين الفلسطينيين مثل محمد غازي وماري عكاوي وفهد نجار.

بعد توقف اذاعة القدس عام 1948, عاد محمد محسن الى دمشق ليبدأ مرحلة جديدة في اذاعتها. وبدأ يتجه للتلحين لغيره من المطربين والمطربات لأنه شعر أن صوته لا يخدمه على المدى الطويل. وكان أول ألحانه لغيره (أنا شمعة) غنتها المطربة ناديا. أما ثاني ألحانه فكان للمطربة الكبيرة ماري جبران وعنوانها (يا محيرني). وثالث ألحانه (دمعة على خد الومن) غنتها تغريد محمد ثم سعاد محمد التي نالت شهرة واسعة فتوالت مطربات دمشق على تقديمها ولم يتقاضى الملحن أي أجر.

خلال عقد الخمسينات من القرن الماضي, قدم محمد محسن للساحة الغنائية بألحانه مطربتين, أصبحتا فيما بعد من نجوم الغناء العربي, الأولى فايزة أحمد التي جاءت من حلب الى دمشق في مطلع الخمسينيات وكانت تؤدي أغنيات أم كلثوم وأسمهان وليلى مراد. وعندما استمع اليها محمد محسن أدهشه صوتها فلحن لها عدداً من الاغنيات مثلت جواز سفرها الى القاهرة. من هذه الأغنيات (درب الهوى), (ليش دخلك), (مافي حدا ياليل), والابتهال الديني (يارب صل على النبي). ثم لحن لها في القاهرة أغنية (شفتك جيتك ياسمارة). وبلغت ألحانه لفايزة أحمد عشر أغنيات وحواريتين مع عزيز شيحا.
أما المطربة الثانية التي اكتشفها فهي وردة الجزائرية التي جاءت الى بيروت عام 1957 والتي كانت تؤدي أغنيات أم كلثوم في ملاهي باريس واشتهرت بأداء أغنية يا ظالمني. وفي بيروت استمع اليها محمد محسن فأعجب بصوتها وكان أول من لحن لها. أول ألحانه لها (دق الحبيب دقة), ثم أتبعها باثنتي عشر أغنية أخرى منها (على باب حارتنا يما), (يا أغلى الحبايب) وآخرها في مصر (روح ياهوى).
منذ أواخر الخمسينات, أصبحت اقامة محمد محسن في بيروت دائمة لحن خلالها لمعظم المطربين اللبنانيين. وفي أواخر الستينات لحن أغنية (أبحث عن سمراء) التي كان من المفروض أن يغنيها فهد بلان وكانت من نصيب محرم فؤاد الذي غناها في فيلم عتاب. وفي العام 1970 لحن لفيروز (سيد الهوى قمري) , ولوديع الصافي (النجمات صاروا يسألوا), ولنصري شمس الدين ثماني أغنيات ولنجاح سلام ست أغنيات ولسميرة توفيق ثماني عشرة أغنية.

في العام 1976 انتقل محمد محسن الى القاهرة ليبدأ فيها مرحلة جديدة من مسيرته وبدأ التلحين للمطربين المصريين منهم محمد رشدي (ياوابور الساعة 12), ومحمد قنديل وعبد الغني السيد وعادل مأمون وسعد عبد الوهاب وشريفة فاضل. كذلك في القاهرة لحن للمطربة صباح تسع أغنيات. ثم عاد الى بيروت فلحن لسميرة توفيق أغنيات مسلسل (فارس ونجود), ولصباح فخري أغنيات مسلسل (الوادي الكبير), ولايلي شويري وطروب أغنيات مسلسل (الحلاق والكنز).

في مطلع التسعينات عاد محمد محسن الى دمشق وفي هذه الفترة قدم عدة ألحان منها: جاءت معذبتي, لو تعلمين, أحب من الأسماء, ولي فؤاد للمطربة الكبيرة فيروز. بعد ذلك توقف عن التلحين.
رحل محمد محسن بتاريخ 13/2/2007.


*عن المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس