تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تـَغـَفـَّـلـْتُ الدُّجَى ـ معارضة لقصيدة أنادي أسمري للشاعرة بلقيس الجنابي


حماد مزيد
30/07/2011, 15h36
تـَغـَفـَّـلـْتُ الدُّجَى


معارضة لقصيدة أنادي أسمري
للشاعرة بلقيس الجنابي



تـَغـَفـَّـلـْتُ الدُّجَى غـَبـِشا ً دَجيّا
وشـَوْقيْ للفـِـــــرارِ ِمَعيْ تـَهَيَّا




فقد نـَسَجَ الحنينُ لــه ُجـَنـاحا ً
وزَقـْزقَ فــي فــــؤادي عَنـْدَليَّا



فـَمَا للبُعْـد ِ عِنـْدي من خيـــال ٍ
أصُدُّ به خيــــــــالي المُخـْمَليَّا




رَمَيْتُ الذكريـات ِ على زمـاني
وألـْقـَيْتُ التـَّصَبُّــــــرَ من يَدَيَّا




وعَلـَّقـْتُ التـَّمَنـِّيَ خـَلـْف َ بابيْ
على حُلـُــم ٍ تَعَلـَّـــــقَ مُقـْلـَتـَيَّا




فما ليْ غيــرُ راحِلـَتـــيْ سَبوحٌ
تـُبَلـِّغـُني المَـــرامَ بـــهِ رَضـِيَّا




أليسَتْ ناقتــي البَكْـــــرُ تَرَبَّتْ
على الأشواق فامْتشقـَتْ مَر ِيَّا




تـُراهينيْ ومـــا خَـلأتْ بيــوم ٍ
ولمْ يَكُن ِ الحِـــرانُ لديها غـَيّا




لـِناقة ِ صالــــــح ٍ أثـرٌ عليها
وقد عَقـَروها طـُغيـــانا ً وغِيّا




جميـــلُ الصَّبـر زيّنَها خـَلاقا ً
ومنها الصبرُ أخـــــلاقا ً تزيَّا




سليلة ُ بيــدِ قيسِ ٍ حِبِّ لـَيْلى
وقد نبـَتَ العـَفـــــافُ بها فـَتِيّا




على أرض الحِجاز سَرَى أبوها
بليلى العامِـريَّـــــــــة ِ أريحيّا




يُبَجِّلـُها الهــوى العُذريَُ طـُهْـرا ً
ويحتشمُ الغـــــــرامُ لها وَفـِيَّا




لأجْـــل ِ رفـاةِ جَدَّتـِــها سَراب ٍ
ومن وَجْد البسوس ِلها حَمِيَّا




أطـاحَ برأس ِ مُبْغِضِها كـُلـَيْب ٍ
أميـــرُ القـــوم ِ جساسٌ رَمـِيَّا




فنالـَتْ من بَنيْ بَكْـــر ٍ وَغاها
ولم تسْتـَقـْص ِ فيــــها تـَغـْلبيَّا




أنَخْتُ مَطيَّتــيْ وحَـزمْتُ رَحْليْ
على أعْطـــــافهـا لـَفــا ًوطـَيَّا




وما فـَقِهَ الوداعَ شــرودُ حاليْ
فما ودَّعْتُ أهـــــــلا ً أو صفيّا




وما حِمْليْ سوى التـَّحْنانُ ذخـْرا ً
عليها أخَـــفُّ من زَغَبـيْ حَبـِيّا




وباســم الله ِعَلــَّام ِ النـَّـــوايا
عَلـَوْتُ سنامَهـــا وهـَتـَفـْتُ هَيّا




إلى مَن قد تـَحَرَّى الوَصْل َمثلي
تـَحَرَّّيْنـــــاهُ مِنْ لـَهَف ٍ سَــويَّا




بَكـَرْتُ بها قـُبَيْل الفـَجْر كَيْ لا
وداعُ الليـــــــل ِ يَحْسَبَنيْ عَديّا




بناجـِيـَتيْ سَلـَكْتُ الدَّرْبَ حَدْوا ً
أ ُناجيْهـــا على هَـدْي الثـُّــرَيّا




إذا مـــا الدَّرْبُ دارتْ نـَلـْتويها
لـِنَعْجلَ في المَسيـــر فـَتـُهْنا ليَّا




وقد لـَعِبَ الدُّوارُ بنـــا جَهـــارا ً
ولـَــفَّ رؤوسَنـــا دَنـَفا ً وعَيّا




شمالَ الأرض ِ نـَحْسَبُهُ جَنـوبا ً
ومَشـْرقـُهـــــا تـَبَـــدَّلَ مَغـْربيَّا




وفي بيـــداءَ قد ثـَكِلـَتْ مَهــاها
سَعَيْنا بها ذَهابـــــــا ً ثـُمَّ جَيَّا




فـــلا إنسٌ بساحتهـــا تـَراءى
ولا جـِـنٌ تـَبَـــــــــــدَّى آدَمـِيَّا




بها شجرٌ تعَــرَّى العُـــودُ فيه ِ
إذا الحَــــــرَّانُ عَرَّجَ ما تـَفـَيـّا




فلا أطيــــارَ تـَصْدَحُ في فـَلاها
ولا شـَحْــــرورَ آسانــا شجيـّا




عدا طيرَالقطا في الرَّمْل حَطـَّتْ
على بيضاتهــــا رَقـَدَتْ ضَحـِيَّا




كذلك وَحْشـَة ُ البيـــد ِ التـَّأسِّي
تـَضِنُّ به ِ غرائِــــــــزُها عَزيَّا



ذرَتـْنا في حِمَى الودْيان ِ رَغـْما ً
نـَمــورُ بــها بــلا أمَــــل ٍ عَمِيَّا




عِظامُ الرّيْم ِ تـُنـْبىءُ عن زئير ٍ
وجُـــــرْفُ الـــوادي ردَّدَهُ دَويَّا




وما أمِنَ الأفـــــــاعِيَ ذو نِعال ٍ
إذا بالخـَطـْـــو ِ زاحَمَها سَهـِيَّا




وذكـَّرَنيْ هُـلـولُ الرَّوْع ِ سَيـْفيْ
ورُمْحيْ ذا السِّنــان ِ السَّمَْهََريّا




وقـَوْسيْ والجـِرابَ به ِ سـِهاميْ
ودرْعيْ بـِتُّ في جـِلـْــديْ عَريَّا




فهيهاتَ التـَّذكـُّرُ يَجْلــــو خـَوْفا ً
مِنَ الهـَلـَـع ِ المُـؤكـَّـــد مَنـْطقيّا




وما في حـِيْلـَتي دفـــع الأعادي
سِوَى الأشــــعار ِ أنـْظِمُها رَويَّا




جريــــــرٌ جَدِّي ورَّثـَنيْ ضُروْبا ً
وأمْلـَى أنْ أذودَ بهــــــــا وَصِيّا




وهل يُجْدي الهجاءُ مع الضـَّواري
إذا ما الوحشُ جَلـْجَــلَ زمَجَريَّا




وأجْدَرُ بي رثــــاءُ الحــال حُزنا ً
أبَكـِّيهـــا علـى نفســــي رَثيـَّا



فأيقنتُ بأنـِّـي علـى حَصـــــاها
قتيلُ الشــــوق ِ لن أجتازَ حَيَّا



وكيف أموتُ في وادي المنايا
بـــــلا قـَبـْــــر ٍ يُظلـِّلـُنيْ وَرِيَّا




وقد نـَهَشَتْ سباعُ الأرض لحْمي
بفـَكـَّيْهــــــــا ولاكـَتـْــهُ طـَــريَّا




وكيـفَ ولا ولحْمــي مُشتهاهـا
خـَــــلا مِنْ شَحْمِه ِ هَبْرا شَهـِيّا




ففارقني هــوى الدنيــــــا إليها
أليس بنا الفـــــــراقُ غدا حَريَّا




تأرْجَحْنـــــا بأرض الله تيها ً
بنا الأيـَّـــــامُ قد طـَمِعَتْ لهيَّا




ثلاث ٌ مـن لياليهـــــا كدهــــر ٍ
ألا هُنَّ وليس الدَّهــــــــرُ شـَيَّا




فما أنْجَبْنَ غيـــرَ الشـَّيْبَ نورا ً
وهُنَّ السُّـــودُ في رأسي رَعـِيَّا



هَرَبْن عندمـــا سَمِعَتْ شـُحوبيْ
نـِبـــاح َكِلاب ِ قـَــــوْم ٍ لا عَويِّا



تـُبَشـِّرُ بالسَّـــلامة ِ كالتـَّحــايا
على قلبــيْ وكيـــفَ وقد تـَحَيَّا




حَمَدْتُ اللهَ ملءَ رضــا عيوني
وقد أنِسَتْ بنــــار ِ القوم ِ رِيَّا




لـَنيرانُ الأحِبَّـــة ُ في فـــؤادي
أحَن ّعَلـَيْـهِ من أشـــواقي كـَيّا




فعانقَ شوقَ أحْبــــابيْ حَنيني
وحيَّا حَنينـُهمْ شـَـــوقيْ و بَيَّا


*****
حماد مزيد
28 تموز 2011

صالح المزيون
04/08/2011, 21h54
أستاذنا وشاعرنا المبدع حماد
أوهنت من اقتفاك من الشعراء ....
سلمت أناملك الرقراقة .. أقول : أجدت ..أجدت .. أجدت
جاءت قصيدتك هذه فياضة المعاني عذبة الصور متقدة الأحاسيس وكأنها السيل المندفع في الوهاد !
أما وجه إبداعها فيظهر لنا في تميزها وتفردها بعدم التأثر بما سبقها من المعاني والصور في القصائد المتقدمة عنها ... وهنا يكمن سر إبداعك الحذر
دمت للشعر والشعراء
لايفضض الله فاك
:emrose::emrose::emrose:

بلقيس الجنابي
07/08/2011, 02h07
يابن مزيد شاعرنا الغزيِّ
الأستاذ حماد
عطر اسطرك يسكن حديقة مزهرة .
كزخات الأمطار تتساقط على أرض العذوبة
تروي الوجدان بشذى معانيك العاطرة
ألياذة الشجن الغزلي والتأريخ والحضارة وفخر العروبة ..

تُراك يابن مزيد ، جمعت الشمس والقمر والانجم والكواكب السيارة في قصيدتك المُخلدة !
رائع بوحك ... رائع
لله درك لله درك لله درك