المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى حفيدى الحبيب/ نور الدين محمود ..أ/د عبد الحميد سليمان


عبد الحميد سليمان
22/07/2011, 17h26
بسم الله الرحمن الرحيم



اللواذ إلى الذاكرة


هل يفعل الزمن كل تلك الأفاعيل في الوجوه والقسمات التي كانت ندية منبسطة الأسارير ,أتراها وقد وخطها الثقل والكبر وتناوشتها الأمراض والعلل فاستحالت من وجوه نضرة مشرقة تنضح قسماتها بالتفاؤل والبهجة والرضي ولا يزعجها حالها ولا مآلها فهي راضية قانعة مطمئنة, إلى وجوه قاتمة كئيبة تضج بالهموم وتصطرع على ملامحها وقسماتها الأخاديد والثنيات وتتساند الوهاد فيها إلى النجاد وتضل البسمات طريقها إليها وتقفر ساحات الأمل وتجدب الحياة وتضيق الأرض على أصاحبها بما رحبت فلا ُيرى منهم أحدٌ إلا عبوسا قمطريرا مثقلا قانطا دنياه سواد ملتحف بسواد.

.... جالت تلك الخواطر بنفسي وأنى أتفحص وجها عرفته منذ نيف وأربعين عاما كان أيامها وضيئا بهى الطلعة ناصع الابتسام مفعما بالآمال والتفاؤل ,حين جمعني إليه والى غيره محفل لجب عاصف دعاني إليه داع مستصرخا إياي إلى حضوره لحل معضلة اجتماعية من تلك المعضلات اللواتي بدت كثيفات متواترات وضجت بهن مجتمعاتنا ولم تستثن قرى ريفية ونجوعا كان الطلاق فيها نادرة من النوادر التي ُتستدعى إلى الذاكرة حين تلوح بوادره التى قد تلج بزوجين إلى الافتراق, ترويعا وردعا لهما ولأمثالهما وتذكيرا بسود المصائر ,وتنبيها إلى أنهما سيكونان عبرة وأمثولة تتقاذفها الذاكرة الجمعية وتلوكها الألسنة ,فيرتدعان ويئوبان إلى حكمة الكبار ونصح الناصحين , هكذا استشرت ظاهرة الطلاق والانفصال وما يردفها من افتراق وتباغض ومعضلات اجتماعية متراكبة متراكمة استعرت واستشرت وخطت خطوطها السود على مجتمعاتنا تكلؤها أفكار جديدة ومتغيرات ومنطلقات لعلائق غريبة على من كانوا أقرب إلى الجسد الواحد في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم وتجانسهم ووسيع صدورهم وتسامحهم ووافر هممهم وعاجل نجداتهم واضطلاعهم وتصديهم و حملهم ورأبهم لثقيل أحمال البيوت الموشكة على التصدع والانهيار إلى أن تستفيق وتنفض عنها ما ران على قلوب أهلها واسودت به النوايا وغردت له الغربان والبوم اللواتي تعالى نعيقها ونعيبها بهجة وسرورا لرؤيتها وسريع إيقاعاتها وصخب مواجهاتها وحواراتها وجليل نذرها وخطوبها وداهم روعها ومدلهم معقباتها.

.... ولم يدر أولئك الذين استصرخوننى وقع استغاثتهم واستعجالهم وتلهفهم وما يسوقونه من أسباب لذلك وما ينذرون به من نذر بشرور وانتقام لا يحد مداه,إن لم يُنتصف لأعزائهم وأحبائهم ويُوعى ويُتفهم ويُستجاب وُيمتثل لصاعق أوامرهم وخطير قراراتهم. ودائما ما كانت قلوبنا تئن لذلك وما تظنه وتتحسب لنتائجه ومغباته ,فيفعل ذلك فيها الأفاعيل فتقصى الاعتذارات وتحجب الاحتجاجات والذرائع ,فمثل تلك الخطوب تتهدد أسمى العلائق وتشي بأوخم العواقب وتحض علي درئها وتلزم المرء لزاما ببذل أقصى الجهد المحموم تضرعات الأطفال الصامتة المثخنة واستصراخهم المكتوم وآيات الروع التي توغل في طفولتهم وتغتال براءتهم وتتربص بهم وتلوٍح بأيامهم السود ولياليهم القادمات .

..... فعل ذلك فعله في نفسي واستنهض همتي وشحذ الصبر واستنفر الحكمة والإخلاص وقضت بذلك حتمية المسئولية ومستوجبات الدور والاضطلاع ومخلصات النوايا, ولا ريب أن مثل تلك الخلافات الزوجية في المجتمعات البسيطة أو شبيهة البسيطة تمثل خطورة قد تصل بأهلها إلى أن يبيت انفصام عراها حلا واجبا درأً لغائلة الاشتعال العائلي والاصطفاف المرزول الذي تعرف بداياته ولا تعرف توابعه ومعقباته.

.... هكذا دار الأمر وضجت به قاعة بيتي في صخب وتشاحن واصطفاف وصراخ واضطرام في الوجوه, حين انبرى زوج يسوق آيات ألمه ووقائع روعه وسليط مآخذه ونذيره,وبلا وعى أو فهم لخطير الأمر وآداب المجالس والمخاطبة انبرى أشقاؤه وأصهاره وأقرباؤه إلى دعمه والاصطفاف وراء رايته,في مواجهته لزوجة مكلومة باكية حسيرة الوجه مضطرمة القسمات اصطف خلفها ومعها من بادل الزوج وأهله دحضا بدحض ونذيرا بنذير وصراخا بصراخ وتهديدا بتهديد, وبدا الجميع وكأنهم لا يكترثون بمن نفروا إلى حل النزاع وطرحوا متاعبهم ومشاغلهم وهمومهم وراء ظهورهم وهرعوا إلى تلك القاعة القفراء الكئيبة ,

.... صخب وضجيج آيس معه المصلحون من الإصلاح وباتت السبل موصدة والخطوب جاثمة باشقة متأهبة صرخ جراءها أحد علماء الدين النافرين لوئد تلك المصائب قائلا ( طالما أن الحال قد وصل إلى ما وصل إليه فلنعد إلى ما أمرنا به الله (" الطلاق مرتان إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" اسمعوني يا قوم... أقول إما الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان ..... إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ).

.... كالبرق استرجعتنى ذاكرة الأيام الآفلة إلى ذلك الزوج المكلوم منذ نيف وأربعين عاما كان حينها يقود فرقة من فرق المقاومة اليدوية لدودة ورق القطن التي كانت معتادة ولازمة وواجبة في ستينيات القرن المنصرم حماية لحقول القطن الذي مثل ناصع محصوله آنذاك ثروة مصر الأولى ومصدر دخلها والذي كان يستنفر الريف وأهله والدولة ورجالها لحمايته , صافحت عيناي لأول مرة آنذاك ذلك الزوج الكليم الكظيم المدلهم القسمات وكان شابا نضرا وضيئا حالما لا يعبأ بقيظ أغسطس ولا بشمسه المضطرمة ويترأف بالصغار الذين تنحني ظهورهم ولا تكاد تستقيم وتجحظ عيونهم ومآقيهم وتجف حلوقهم تقصيا وبحثا عن الدود وبيضه ويرقاته ويجتمع على طفولتهم المنتهكة المنهكة إلى ذلك الاصطلاء قيظ لا يكل ولا يمل ولا يرحم.

...على أن ما شدني إلى ذلك الشاب إنما كان غناؤه الذي صدح به غٍرّيِدا عذبا حنونا مشعا رائعا ذات يوم كان شديد الغلظة مستعرا تقذف شمسه بحممه ولظاه على أولئك البؤساء وغيرهم من الفلاحين والدواب المتناثرين في الحقول المترامية الأطراف في قريتي كفر سليمان البحري المستلقية على ضفة نهر النيل إلى الجنوب الغربي من دمياط, ولم تسلم الطيور من غائلة ذلك القيظ ولهيبه ولا الأجساد المنهكة المفترشة للتراب من أولئك المستظلين اللائذين بغصون الأشجار وظلالها بعد أن أرهقهم كدهم ودأبهم السرمدي في الحقول منذ بزوغ الفجر إلى رابعة النهار, لكن ما جذبني إلي غناء ذلك الشاب ثم أسرني كان تدفقه الشعوري واختلاجاته غير المفتعلة , وتهدج في صوته يشي بأن ذلك الغناء ليس أداة لتبديد الوقت ومقاومة لبطئه واصطبارا على وقع الأيام وقسوتها وإنما تكمن وراءه تجاريب وذكريات مترعة وأشواق مضطرمة وحرقة ولوعة لا تخفى على فطين نظير شريك,لفحه لظى ذلك الشجن واصطلى ببحر من المشاعر المتقدة والحنين المستكن إلى حبيب مجهول لما يجيء بعد, لكنه ما انفك يترسم صورته وملامحه ويلتمس مقدمه ويستفيء بواحته حسبما تتخيلها وتنسجها ذاكرته وخيالاته المترعة بالأحلام والأماني العِذاب,


القريب منك بعيد والبعيد عنك قريب


كل ده وقلبي اللي حبك لسه بيسميك حبيب


...ما هذه الروعة وما هذا الشوق والوجد الذي تعتلج به نبرات صوت ذلك الشاب وتتسمعه الطيور وتتحسسه الآذان وتعتذر له قلوب وعقول بعض من الفلاحين الذين استقر لديهم أن بوح رجل على هذه الشاكلة يشين برجولته ويزرى بشخصيته ومكانته,ويتواتر الغناء عصر كل يوم بلا ملل من مغنيه ولا من سامعيه الذين باتوا يتحسسون نحيب ذلك الشاب متقد العاطفة , صادحا بروائع نجاة الصغيرة دون غيرها , والذي يختلج اختلاجا ويضطرم اضطراما عندما يغنى أغنيات (القريب منك بعيد, وساكن قصادى وبحبه وأنا بستناك ,وشكل تانى حبك انته شكل تانى), وبات قلبي يختلج ويخفق بعنف حينما يتسرب شجوه إلى أذنيً اللتين تتحفزان وتستحضران أعلى قدراتهما في استدراج الأصوات واحتضانها حينما تدلف إليها بشجوها وشجنها ولهيبها أغنية تضج بعتاب مكلوم لم ييأس من أوبة الحبيب (أول حاجة قابلتني في حياتي ,حبك الجبار,آخر حاجة دلوقتى في حياتي قلبك الغدار ,صورة حلوة وصورة مرة..مرسومين لي في كل حتة)

..... بت متيقنا أن رديف ذلك الحنين والشوق الدفين المتدفق من شجِيْ الغناء وعذوبته ورجعه وتوقد مشاعر صاحبه التي لا تخفى على قلب ولا يخطؤها عقل , حبيب معلوم متسمع متواعد متعطش مشوق,لكنه ليس كحبيبي المجهول الذي رسمت ومابرحت أرسم صورة خيالية له دون أن تراه عيناي,وحثني فضولي أن أتحرى أمر تلك الغادة التي أحبها ذلك الشاب وأسعى لاستكناه أمرهما بعدما أخذ حبها عليه كل مأخذ وبات أسيرا مستسلما له,وتحسست الأمر ولم ألبث إلا يوما أو بعض يوم حتى صح عندي الخبر, لقد كان ذلك المحبوب المُلهِم طالبة تدرج في سنوات درسها الأولى في المرحلة الثانوية وكان صاحبنا يتحسس خطاها في ذهابها إلى مدرستها بفارسكور وعند إيابها عصر كل يوم ,وكان منزلها غير بعيد من ساحات عمل فرقة المقاومة اليدوية تلك في حقول القطن, واليه يتناهى رجع ضئيل من ذلك الشجو الذي يشفى ولا يكفى ويلهب ولا يطفئ.

..... حين صدمت عيناي بذلك الزوج المضطرم الذي باتت حياته الزوجية التي ناهزت الثلاثين عاما قاب قوسين أو أدنى من نهايتها وحين راعتني قسمات وجهه, وحين صافحت عيناي تلك الزوجة المكلومة المستأسدة المتوثبة وتلك الجموع الصاخبة المتأهبة لم يكن أحد أفجع منى قلبا وأفدح ألما في مآلات الحب العميق وكيف تصل دورة الأيام بالمتحابين الذائبين حبا وشوقا وحنينا إلى أن يصيرا متناطحين ,متنابزين, متبارزين, متباغضين , مزرين بماضيهما ورائع أيامهما التي باتت هباءً منثورا كأنها لم تَغْن بالأمس, وحين وصل الأمر إلى منتهاه وأزفت بهما الآزفة التي ليس لها من دون الله كاشفة خطرت في قلبي خاطرة استحثتني وألهبتني وألهمتني إلى أن أخرج بها من قيود عقلي وسابق خبرتي وغرابة فعلى وثقيل همي إلى واقع هذه المصيبة وساحة هذا الجحيم المتلظية مزريا بما قد تثيره من دهشة الحاضرين, فاستأذنت الزوجين في كلمة أقولها لهما على انفراد فاستغربا واستغرب معهم الجميع لكنهم صمتوا ولم يبدوا اعتراضا ولا ترحيبا, فدلفت بهذين المتباغضين المفعمين بظنون السوء, المتأهبين المتوقعين المتربصين لأسوأ المفاجآت إلى الغرفة ,ودوني ودون القوم باب موصد وقلبان وعقلان نافران ساخطان, وحين وقفت بينهما شرعت النافذة المطلة على الحقول والزراعات المنسدحة فتدفقت نسمات العصارى الرائعة وكأنها قد آلت على نفسها أن تسهم في حل تلك المعضلة برقتها وطراوتها وبطيبها وعبيرها المضمخة به من زهرات الياسمين والورد البلدي وشجيرات تمر الحنة التي تزدان بها حديقة منزلي غير بعيد من لوحة بديعة رسمتها زهرات شجيرات القطن البيضاء والصفراء التي كست تلك الحقول بروعتها الخلابة.

... لفت ذلك انتباه الزوجين إلى تلك المناظر الرائعة والنسائم الثرية وكأنه استعادهما إلى أيامهما الخالية وذكرياتهما المترعة, فشرعت أتكلم عن الأساليب المستحدثة في محاربة الآفات التي كانت تهاجم شجيرات القطن والتي استُغنى بها عن أساليب المقاومة اليدوية القديمة المهلكة التي كنا نؤديها في أيام شبابنا الغض الجميل الآفل , وصح ظني في أن ذلك النهج قد يحرك المستكنات ويستثير الذكريات ويحيى الأفئدة المثقلة بالسواد,المستغرقة في رحلة الضياع ,المتأهبة لسواد الافتراق وبحور الحداد, وقوى عزمي حين تحسست نظرات الزوجين المتبادلة المتألمة المتعاتبة التي استغرقها الصمت والتأمل وبدا لي أن ذلك قد أعادهما إلى ذكريات أيامهما الآفلة وحرك مستكناتهما المفعمة, فاستحلفت الزوج أن يغنى أغنية القريب منك بعيد مثلما كان يغنٍيها إبان عمله في تلك الحقول المفجوعة المشفقة المتألمة, ولم يجد الزوج بدا من الاستجابة لي فنأى إلى النافذة وشدهت عيناه إلى الحقول وجاء صوته واهنا كليما باردا لكنه لم يلبث إلا قليلا حتى أنعشته اهتزازات شجيرات القطن في الحقول وتمايلها وكأنها ترقص على وقع غنائه الرخيم , ولم تتأخر النسائم الطيبة فشرعت تلطف ثم تبدد وقع ذلك القيظ الغليظ ,

.... شيئا فشيئا بدت سخونة الطقس تشق طريقها إلى عباب القلوب فإذا بالعيون تدمع وإذا بالدموع تهمى والآهات تتصاعد والذكريات تتسلل ثم تفيض وإذا بالنحيب المكتوم يطفو فيفصح,وإذا بهذه الأبدان المنهكة المتداعية المتدابرة تستدير فتتصافح باستدارتها الوجوه المتنافرة بعد ثقيل إدبار وإعراض, وحين تعاتبت العيون تسامحت بعتابها القلوب,هنالك انفجر نهران من الدموع فيضا وحرارة ودفقا,ترفدهما نظرات العتاب الحانية المترعة,ولم يلبث الزوجان إلا قليلا حتى تلاحما في عناق مذهل وأنين ونحيب لا يكاد يعي أو يأبه إلى أن غريبا يقف إلى جانب المتعانقين الذين غابا في الاحتضان والذوبان والانصهار فبدا وكأنه لن يريم, آنئذ لم يعد مقبولا ولا معقولا بقائي في تلك الغرفة مع هذا الاضطرام والُعتْب الصامت الموله فخرجت إلى الجمع المتلمظ المتحفز المتأهب المتوثب المتنمر, قائلا لهم قولا حاسما جازما فاصلا (شرفتم يا رجاله كل واحد منكم يتفضل يِروًح لبيته ولأولاده , ويشوف شغله ويركز على مصالحه.... المشكلة انتهت, شكر الله سعيكم نراكم بخير وفى خير) هنالك انتكست رؤوسهم و تدافعت خطواتهم وخرجوا لا يلوون على شيء.


الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان


دمياط الجديدة 20 من يوليو2011

د أنس البن
27/07/2011, 10h43
إيهٍ يا دكتور عبد الحميد ..... ما هذا الذى فعلته بى بعد أن قرأت هذه الأعجوبه الفنيه والتى بلغت بها الذرى سردا ولغة وفنا وحبكة ووصفا وفهما وغوصا الى أعماق النفس البشرية ـ أقول لكم بكل أمانة أننى طربت وطربت ولا أنكر أنى تمايلت طربا وأنا أعيد قراءتها مرة بعد أخرى
والله يا سيدى لا أجد من الكلمات التى تعكس حالة الانتشاء التى أشعر بها وفيض المشاعر التى تجيش فى صدرى وأنت تصور أبطال قصتك . ربما أتمكن فى وقت لاحق من عرض تحليلى لبعض جوانب الابداع والروعه فى هذه الأعجوبه واعذرنى لأنى لا أجد الآن ما أكتبه
وأخيرا أعترف أنى لم أتحسر على انقطاع الأحباب سيد ابو زهده وكمال عبد الرحمن عن منتداهم كما تحسرت الأن
ويا ليت المعجزة تحدث فأراهم هنا فى هذا المكان ..
هل تحدث حقا ؟؟.. يا رب

عادل محمد
28/07/2011, 18h25
الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
بعد أن استقبلت واستمتعت وانتشيت وبكيت مع هذه اللوحة الفنية الرائعة ، أجبرتنى أن ألوذ بذاكرتى إلى منتصف القرن الماضى - أيام الصبا الأول - حين كان والدى (يشحننى) من الأسكندرية ، حيث نقيم ، إلى قريتنا - بطرة مركز طلخا - لأظل فيها طوال العطلة الدراسية لأعيش وسط الغيطان وأحضر تنقية الدودة ونأكل الذرة ، وأقيم علاقات صداقة مع أهلى وأصدقائى الفلاحين، وأسمع ما يحلو لى ملصقا الترانزستور على أذنى وبصحبة جميلة ، نتمشى ع الزراعية ووسط الحقول وأشم نسيما عليلا.
دارت الأيام وتحولت القرية إلى مسخ من الكتل الخراصانية القبيحة، واختفى القطن والنسيم العليل والفلاحين!!!!!
شكرا لك ياأخى الكريم على هذه التحفة.

بلقيس الجنابي
07/08/2011, 02h10
أولاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور عبدالحميد سليمان
ورمضان كريم سيدي
قرأت القصة وعدت لاقرأها مرة أُخرى والحق يقال سيدي، جعلتني أنا .. في قلب الحدث معكم حتى نسمات الهواء العليل صدقا استنشقتها معك الله ما أروعك
وكأني عشت الدهر في تلك البقعة من الكون الرحيب
تصوير إبداعي حقيقة
أقل ما يقال في حاضرتك الادبية سيدي
أبدعت أبدعت أبدعت
كل سنة وأنت طيب يا طيب

تلميذتك " بلقيس الجنابي

عبد الحميد سليمان
10/08/2011, 11h09
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب رفيع الشأن نبيل القلب عفيف القول فصيح اللسان...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...وبعد
أعاد الله عليكم وعلينا وعلى الأمة الإسلامية وعلى البشرية جمعاء رمضان الكريم بالخير واليمن
أخي الأعز...أشكر لكم كريم اهتمامكم ورائع تفاعلكم وطيب تقريظكم لجهد المقل الضعيف وما الأمر أخي الكريم إلا خطرات يفيء الله بها علينا ونتقدم بها إليكم على استحياء فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم يحدونا رجاء في القبول والاستحسان لا يحد ....نسأل الله لنا ولكم وللجميع عافية الأبدان والقلوب ولكم منا دائم تقديرنا وعميق حبنا واحترامنا ودعني أصدقكم القول أنكم مابرحتم تدعموننا منذ سطورنا الأولى التي خططتها أقلامنا وتحثوننا على الكتابة وتبشروننا بأن ما نكتبه يسير في مسارات القبول والاستحباب ومثل ذلك يجعلنا مدينين دوما بدين لا يسد ولا يقضى إليكم بما نكتب وما نقدم ..شكر الله لكم وحفظ عليكم ولكم دينكم وأعزاءكم وعافيتكم وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

عبد الحميد سليمان
10/08/2011, 11h11
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الغالية والشاعرة المبدعة والانسانة الطيبة النبيلة الرائعة....بلقيس الجنابى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا عهدنا بكم وأملنا فيكم ...أدباء موهوبين مفعمين بالمشاعر والأفكار الصاعدة الى أعلى بالمستويات للجميع بدءا من البشر وصولا الى الجمادات والحجر وحقا وصدقا أن الفضل يعرفه ذووه ...أشكر لكم طيب تعليقكم وكريم تقريظكم وأستمحيكم عذرا لتأخرى فى الرد عليكم مثلما اهرع الى قلب واخوة أخى الحبيب الفذ الفريد الدكتور أنس البن فألوذ بهما من تقصيرى غير المقصود فى التأخير عن الرد ولشدما كانت تؤلمني قراءة تلك الأريحيات وأنا عاجز عن الرد لظروف طارئة سوف تزول بعون الله وتوفيقه قريبا
أختي الغالية الأبية الكريمة أشكر دوما لك دافق كرمك وعطائك وأدعو الله لكم ولنا وللجميع أن يتقبل صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وأن يختم بالصالحات أعمالنا غنه ولى ذلك والقادر عليه وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الحميد سليمان
20/08/2011, 08h43
الأخ الكريم الأستاذ / عادل محمد...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وكل عام وأنتم بخير وبعد
أشكر لكم طيب تعليقكم وأدعو لكم بالسعادة والتوفيق والعافية...وحقيقة أعلمها بالمعاينة وليس بالقياس أو محض الخيال أن بطرة قريتكم الكريمة ولى فيها أصدقاء أعزاء قرية طيبة على شاطئ النيل الغربى الى الشمال قليلا من المنصورة ولا تكاد تختلف عن قريتى كفر سليمان البحرى فى شيئ فالزراعة والمحاصيل والموقع واحد والعادات والتقاليد والأعراف واحدة والوجوه والقلوب متشابهة متقاربة وهما لا تكادن تختلفان عن غيرهما فى ريف مصر والقضية التى أثرناها من خلال هذا العمل الأدبى هى محاولة رأب الخلل ونزع الشرور من خلال استدعاء الذكريات الطيبة واعتبار ذلك اسلوب علاج ناجع إن صح أساس تلك العلاقات وأن على الناس ألا تلد فى خصامها وتتشاحن وتتباغض وتنكر أيامها الطيبة ومنافعها ومواقفها وعلائقها السابقة وأن لا تقطع الخيوط وينسف التاريخ,,, أخى الكريم شكرا جزيلا وعذرا لتأخر الرد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

NAHID 76
30/08/2011, 12h12
بسم الله الرحمن الرحيم
الأديب الدكتور عبد الحميد سليمان
أتذكر فى أول تعليقاتى على أول قصص حضرتك أنى كتبت وبالحرف الواحد هذه القصص يجب أن يصنع لها برواز وتصنع منها تابلوهات نزين بها منازلنا ومتاحفنا
هذا الوصف الممعن فى الدقه والتفصيليه وكأنك عشته بنفسك ومارسته لهو شيئ رائع مشحذ للفكر مبهر للعقل
سيدى ليس أمامى سوى الدعاء لحضرتك بالصحه والعافيه وطول العمر لنظل نحن والاجيال القادمه ننهل ونغترف من هذا النهر الذى لا ينضب

تحياتى

عبد الحميد سليمان
01/09/2011, 14h36
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة الغالية مدام ناهد البن...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وكل عام وأنتم بخير لمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم وعلينا وعلى الأمة العربية والإسلامية وعلى البشرية جمعاء باليمن والخير والهداية والسلام ...وبعد
أختي الكريمة المفضالة ..أشكر لك طيب تعليقك ودائم اهتمامك وذلك ما اعتاده أدباء هذا المنتدى الرائع الفريد منكم و أصدقكم القول أن الصدق الذي أشرتى إليه في هذا النص وليد واقع وواقعة صيغت بحرفية الأدب ومنهجه ليضيء ذلك لنا شيئا من ظلام طرقنا الوعرة المتقلبة الملتاثة حيث بات التناكر والتجاحد شبحا جاثما غليظا وبات روعه مؤلما صارعا للعلائق الطيبة وتلك من المصائب الكبرى التي أثقلت مجتمعاتنا وناءت بها أيامنا وأحوالنا ,...أختي الكريمة ماذا يبقى من الإنسان إن أعرض ونأى بجانبه ولم يلتمس لأخيه عذرا ولم يستدع تاريخا له من الوفاء والعطاء ,هل تغمض العيون والقلوب حال العافية والصحة ولا تحيد عن استمرار الحال وتدفق العطاء ولا تقيل له عثرة ولا تعبأ بسابق مودته وقديم عطائه ووفائه ..نسال الله لنا ولكم وللجميع العافية من هذا البلاء وسلامة النفوس من دنايا الخسة والجحود النكر ولست مبالغا إن تصرفت في قول الشاعر
إن الحبيب الحق من كان معك...ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك...شتت فيك شمله ليجمعك
أشكر لكى أختي الكريمة مرة ومرات وأستمطرك الدعاء وسلامي إلى أخي الحبيب النابه الإنسان الدكتور أنس والى الجميع وكل عام وأنتم بخير وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته