المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واصف جوهريه


د أنس البن
12/07/2008, 16h35
واصف جوهريه
مؤرخ وملحن وفنان

1897 ـ 1973

مواطن فلسطيني من الطائفة الأرثوذكسية المقدسية ، بالإضافة إلى كونه موسيقيا فانه ارتبط بعلاقات واسعة ومتشعبة مع كافة فئات المواطنين من رجال دين وسياسيين وصعاليك وباعة متجولين وتجار ومسلمين ومسيحيين ويهود ، واقترب من كل هؤلاء بحب يستوي في ذلك الشخصيات المقدسية البارزة في أواخر العهد العثماني أو رجالات العصر الجديد عصر الاحتلال البريطاني حتى وقوع النكبة عام 1948 أو المرحلة الأكثر جدة بعد وحدة الضفتين .
وواصف شخص عادي منتم لمدينته وأهلها على تنوعهم دون أن يحمل أي أيديولوجية ، بدأ حياته العملية كموظف عادي في حكومة الانتداب البريطاني وأصبح من موظفا كبيرا لديها، ومن خلال عمله الوظيفي تعرف عن قرب على رجالات تلك المرحلة الحاسمة من البريطانيين ودخل بيوتهم
وفي المذكرات الشخصية لواصف جوهرية حياة نابضة على كثير من الحوادث الهامة في الفترة التي تتحدث عنها المذكرات ، مثل التفاصيل التي تتعلق بالتفجيرات التي نفذتها العصابات الصهيونية كتفجير فندق الملك داود الذي أحيا حزب الليكود الإسرائيلي قبل أشهر ذكراه الستين . ومن الجوانب المهمة في المذكرات تلك التي ترتبط بالحياة البوهيمية لجوهرية كفنان ، وليس من المبالغة القول في انه يمكن اعتبار قسم كبير من المذكرات تاريخا لجوانب من حياة شخصيات فنية شهيرة وأخرى مهمة وان لم تنل نفس الشهرة عرفهم واصف معرفة حميمة وكثير منهم نزلوا في بيته بالقدس مثل نجيب الريحاني وبديعة مصابني وتحية كاريوكا وأمير الكمان سامي الشوا ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ويحيى اللبابيدي وعشرات من الفنانين المصرين والفلسطينيين والشوام ، يقدم واصف صورة شخصية حميمة لهم لا يمكن أن توجد لدى أي مؤرخ آخر للفنون ، لأنه ببساطة يذكر يومياته معهم بدون أي حرج أو تصفية حسابات من أي نوع كانت ، بالإضافة إلى إيراده ملاحظاته النقدية عن تطورهم الفني وردود الفعل على ذلك التطور. وضمن واصف الذي يظهر معرفة فنية واسعة، مذكراته كثيرا من النصوص المغناة بعضها يمكن أن يعتبر الان نادرا ومنها بعض الموشحات الأندلسية والطقاطيق والقصائد. ويطلع القاري على التطورات التي شهدها الفن الموسيقي العربي بدون أن يقصد ذلك ولكن من خلال شرحه ودهشته وملاحظاته وإعجابه بما ادخله هذا الفنان أو ذاك مما اعتبر تطورا في حينه بينما الآن يعتبر أمرا عاديا . وتعيد المذكرات رسم جغرافية مدينة القدس قبل تقسيمها عام 1948 إلى شرقية وغربية ، والى العلاقات بين مسلمي ومسيحي ويهود المدينة الذين يصفهم واصف باليهود الأصليين . ولا يلاحظ أي تصنع من قبل جوهرية وهو يتحدث عن دفء العلاقات بين المسلمين والمسيحيين مثلا ، وكذلك فيما يلاحظ من الثقافة الإسلامية الشائعة في ثنايا مذكراته ويتضح ذلك من استرشاده بكثير من الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية بشكل عفوي. وتقدم المذكرات وصفا للحياة اليومية ليس فقط في مدينة القدس ولكن في ريفها ، وتمتد إلى مناطق أخرى مثل مدينتي أريحا وبيت لحم وما يحيط بهما والى مدن خارج فلسطين خصوصا القاهرة وبيروت. وضمن واصف مذكراته كثيرا من الملاحق مثل رسالة من الأديب خليل السكاكيني وأخرى ذات أهمية بالغة يورد فيها أسماء الشوارع والأسواق والحارات والقناطر في القدس ومواقعها. والمذكرات بالغة الجرأة وفيها يتعرف القارئ على جوانب لم يتطرق إليها أحد فيما يتعلق بمدينة القدس ، وعن طريق واصف جوهرية يتعرف القارئ على العالم السفلي والقبضايات والخليلات والقضاة والأدباء والسياسيين والفنانين وغيرهم وحكاياتهم التي لا تنتهي . إنها القدس التي لم يعرفها أحد والتي تجعل صاحب المذكرات الذي فقد كل شيء عام 1948، وتوفي في بيروت عام 1973 كثيرا ما يردد في كتابه عبارته الأثيرة "سقيا لتلك الأيام ما أحلاها".
بتصرف من شبكة ابن الخليج

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=98291&stc=1&d=12158483 83

أعمال واصف جوهريه
هنــــــــــاااااا (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=47889)