المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الالهام الموسيقي .. هل هو ابداع ام مخزون موسيقي سابق ؟!


متذوق فني
17/06/2011, 20h29
السلام عليكم
كثيرا ما نسمع بعض المبدعين، حين يُسأل عن اللحظات التي مرت ليخرج لوحته المبدعة سواء كانت كلمة او لوحة او جملة موسيقية .. نجد ان اقرب كلمة له يستخدمها جوابا لهذا السؤال المتكرر : انه الالهام
.

ارى من وجهة نظري الشخصية، انها لحظات تأمل ثم احاسيس مختزنة ثم ابداع .. واعتقد ان التراكمات في العقل الباطن او الخبرات المكتسبة السابقة، هيا سبب رئيسي للابداع، بمعنى ان الفنان اذا تأمل من قبل بستان مليء بالزهور، فان عقله الباطن بختزن هذه الصورة الجمالية نظرا لارتياحه النفسي لها، والبعض من الناس وهم قلة .. يخرج هذه الصور الجمالية مرة اخرى اما بقصيدة او لوحة رسم او موسيقى او صورة فوتغرافية تلتقط على الفور.

الموسيقي كذلك، يريد ان يشاركه الناس ما يختلج في فؤاده لانه يحب كل الناس وهذا دلالة على كرم نفسه، ولذا نجد الفنان الحقيقي ذو مشاعر حساسة وراقية ومع الاسف الكثير من الناس لا يفهمونه.. وينزلونه ادنى الدرجات الاجتماعية .. رغم ان الموسيقى تعتبر في سلم الحضارة من الدرجة السابعة .
علم الاجتماع قسم المجتمعات الانسانية إلى طبقات مختلفة .. تنتهي بمرحلة من الرقي والتطور يخرج فيها الكائن الاجتماعي بكم هائل من الصور الابداعية التي رسمها اسلافه من قبل على ارض الواقع ..

نجد الموسيقى ولو كانت جمل بسيطة يتغنى بها المزارع بعد الحصاد
ويتغنى بها الصياد بعد عودته غانما سالما
ويتغنى بها البنائون عند انتهاء المراحل الاخيرة من البناء
ويتغنى بها الناس في الليالي الملاح

انها في النهاية لحظات فرح .. تتوج مجهود بذل .. وعلى قدر المدخلات تكون المخرجات .. فقد يخرج الفنان بجمل موسيقية تعبر حقا عن مكنون نفسه وبالتالي عما يكنه من حوله ولا يستطيعون التعبير عنه او ليس لديهم القدرة لاخراجه بمعنى آخر الفنان تميز عن غيره بقدرته على الاخراج .. وبالنسبة للابداع ارى انها مسألة نسبية تتفاون بين فنان وآخر.

وفي المقابل .. قد تكون لحظات الم وحزن .. تختلج في النفس الانسانيه بعضهم يخرجها آهات تسمعها وتتعاطف معها بشكل شخصي،
وقلة منهم يخرجونها عبر اللحن والكلمة الحزينة .. يريدون ان يشاركهم الناس همومهم والامهم .. ومن حيث لا يعلمون يضعون هولاء الفنانين ومن خلال الحزن بصمة فنية معبرة
شكرا لكم

متذوق فني
30/07/2011, 14h43
السلام عليكم

حتى الان 288 مشاهدة
ولا مداخلة واحدة
ع الاقل واحد يجامل

شكرا لكم ايها المشاهدون الكرام

الشاب أنس
30/07/2011, 14h58
الالهام الموسيقي .. هل هو ابداع ام مخزون موسيقي سابق ؟!
تساؤل فلسفي عميق يبحث في جدلية هل الإبداع يأتي من الداخل أم من الخارج
وهل هو اني أم تراكمي

أسجل اهتمامي الكبير بهذا المبحث


مع تحياتي وتقديري

مدن محسن
14/09/2013, 06h22
كم اعشق المباحث الفلسفية وخاصتا في الفن او ما يطلق عليه بخلق، تكوين ونشأت الفن.
بما انني متخصص في مجال فلسفة الفن والجمال فبإمكاني ان اجيب على بعض هذه التساؤلات ولو بشكل مختصر.
الموسيقى نوع من انواع الفنون مثلها مثل الرسم، النحت، التمثيل، الغناء...إلخ. كلها طرق تعبير لدى الانسان. فمن الناس من يتواصل مع الناس بشكل قوي عن طريق الكلام فتجده متحدث يخطف اذان الناس ومشاعرهم. و البعض بالكتابة يعبر عن ما يدور في داخله فتجده مفكرا وفيلسوفا. اما عن الموسيقي فهو يعبر عن نفسة بشكل واضح عن طريق النغمات. فيتواصل مع الناس ويوصل لهم مشاعره واحاسيسه اضافتا إلى الكلمات اذا كانت اغنية.

هنالك بإعتقادي نوعان من التعبير:
اولا: ان يعبر الفنان عن المحيط الذي حوله. كأن يرسم فنان تشكيلي لوحة عن منظر طبيعي امامه. او يعبر موسيقار بمعزوفة عن معركة او حادثة معينة فتكون الموسيقى والنغمات تصور وتجسد شيء خارجي. طبعا هذا النوع من التعبير نجده بكثرة في الاعمال الفنية ما قبل 1800 م.
ثانيا: ان يعبر الفنان عن ما بداخله من فرح، حزن، سؤال فلسفي عن الحياة، الموت، الحب...ألخ. وهذا في بداية القرن العشرين اتجه كثير من الفنانين إلى الغوص في اعماق انفسهم ليخرجوا لنا انغام و لوحات غاية في الجمال والعمق الفلسفي.

مانسمية اليوم بالجيل القديم اي الموسيقار السنباطي وعبد الوهاب وغيرهم تجد انهم كان لديهم مخزون ضخم جدا من التراث الفني واضاف كل منهم بصمته وفلسفته على هذا التراث. فبإختصار هو مخزون موسيقي سابق + ابداع(كما جاء في سؤالك). فتجد ان هذا الفن من الناس إلى الناس. أما اليوم فتجد نغمات موسيقية وألحان بلا هوية. اليوم للأسف العالم يفقد هويتة تحت شعار العولمة والحداثة والتطوير في الفن. فلو تسمع اغنية يابانية و امريكية و عربية كلهم يتشابهون بشكلٍ ما في اسلوب الالحان. ليست فقط في الموسيقى بل انظر إلى المعمار المبنى في مدينة دبي يشبة مباني كثيرة في آسيا و اوروبا!.

اليوم كلٌ يريد ان يصنع مدرسته الموسيقية الخاصة بدون دراسة التراث الفني. والبعض فقط يفكر في الماضي ويعيش 50 سنة ماضية ولا يقدم شيء يذكر. اتذكر مقولة لمفكر غربي يقول "ان الفن بدون تراث مثل الغنم بدون راعي. والفن بدون تطور هو مثل الجثة العفنة".
هذه المقولة تختصر الشيء الكثير عن كيفية عمل الفنان ومن اين يستسقي اساسات فنة وكيف علية ان يطورها. ولاكن بدون استخدام المورث الفني لا يوجد شيء لكي نطورة.

اخيرا مسألة الالهام. للأسف الكثير يستخدم هذه الكلمة التي تحتوي على غموض كثير. وكل شخص يفهمها بطريقة مختلفة. الالهام بإعتقادي هي عملية ولادة عمل فني جديد. تأتي خاطرة وتحاول ان تنقحها من الشوائب وتضيف إليها لكي يكتمل العمل الفني. وهذه الطريقة هي التي كان يعمل عليها الموسيقار موزارت. حيث يكون لديه خاطر او فكره فيعمل على تنقيح وتعديل هذه الفكرة إلى ان يكتمل العمل.
ولاكن هنالك نوع آخر من الموسيقيين حيث يتعاملون مع الخاطر كنقطة بداية فيعمل ويعدل على هذا الخاطر إلى ان ينهي العمل ولاكن بصورة مختلفة تماما من الخاطر الاساسي.

محبة

الملكى
17/01/2014, 14h24
كنت أكتب الشعر أيام صباى وشبابى, ولدىَّ يقين راسخ بأنه كان إلهاما ينقض على وجدان المرء بلا استئذان وبلا تخطيط وبلا توقع ,بل كان نفحة إلهامية ليس لدى أى فضل فى وجودها وأعتقد أن كل الفنون التى تعتمد على الخيال تخضع لهذا التصور.
الملكى