تيمورالجزائري
05/06/2011, 20h15
النوبات المتممة :
يقصد بالمتممات، السلاسل والمجموعـات الملحقـة بالنوبـات الأندلسية، وتلعب هذه الضمائم والملحقات مكانة هامة ضمن موروث مدرسة الملــوف،فهي قطع شعرية متتالية طبوعها،تؤدي في حركة خفيفة محكمة التنظيم وفـق إيقاع معين: كالعايب ، أو الدرج الثقيل خاصة،أو الانقلاب، البطايحــي، البشرف، صفيان... وكثيرا ما تنتهي السلسلة بمخلص أو قادرية قصد بعـــث الحيوية عند المستمعين.
وعادة ما تسمى السلسلة أوالمجموعة باسم أحد أجزائها،أوطبعــا مـــن طبوعها وخير مثال على ذلك : مجموعة « يا باهي الجمال»، مجموعة «غرناطة » مجموعة « العربي »، مجموعة « الصباحجـية »،مجموعـة « الديل»، مجموعـة « الحسين»، و« الماية المغربية».
وكان المشائخ يستعيرون عنوان مقطوعة ما قصد تسمية السلسلة نفسها به وهذا للتمييز بينها وبين سلاسل أخـرى من نفس النمط،فكل سلسلة تتشابه مع أخرى من حيث الطبوع والموازين وتختلف عنها من حيث طبيعة النصوص .و لهذا يمكن أن يعوض هذا النص بذاك، وذاك بآخر...،وهكذا ذواليك:ثروة لغوية،وثروة شعرية ضخمة تطرد الملل وتلبي أذواق المستمعين وتبعت روح البحث وتنميهاعند الشيوخ.وعلى سبيل المثال أن « يا أسفي على » في سلسلة غرناطة يقابلها نص آخر هو:«يا عشاق ضاع الصبر» في سلسلة أخرى،وهما
سيان. وقد ورد في هذا زجل
يا عشاق ضاع مني الصبر
والمنام عن جفوني قد نفر
لما أتانا شبيه القمر صحت يا أهل ودي
سحرتني بخرص من الذ هب من تحت الخد الوردي
لقد عرفت الموسيقى الأندلسية عبر مختلف الحقب التي مرت بها ضياع الكثير من قطعها بسبب الظروف الإجتماعية والثقافية والسياسية مـما دفــع بالمشائخ على جمعها ضمن سلاسل ومجموعات وإدماج الطبوع المتشابهة فيما بينها من خلالها كالحسين والعراق، والعراق مع الغريب،ورمل الماية مع الحسين والموال مع المزموم. وهكدا حفظ الجزء خير من ضياع الكل.
وأشهر هذه المجموعات والسلاسل المغناة في ظل مدرسة الملوف:
- مجموعة الديل « زارني محبوب قلبي في الغلس » .
- مجموعة الحسين« هل ستقتني الراح عيناك » .
- مجموعة غرناطة « يا حبيبي علاش جفيت » .
- مجموعة الماية المغربية « فاح الزهر فاح » .
- مجموعة الزيدان « آلا يا مدير الراح » .
- مجموعة الزيدان « يا باهي الجمال » .
- مجموعة الأصبعين « ما الغرام إلا بلية » .
- سلسلة الحسين « لي خل مليح »
وأقدم وثيقة وصلتنا بعدد هذه الطبوع وأسمائها،ترجع إلى العهد الحفصي، وهي قصيدة « من سفك دمعي ومن تحبير أجفاني » لأبي عبد الله محمد بن الظريف التونسي وهي« في مدح الجناب النبوي الرفيع ضمنها ألقاب الطبوع الموسيقية ويسميها بعض الأدباء بناعورة الطبوع»وهي تتألف من 58 بيتا،على إيقاع الدرج والبطايحي وفي طبع الحسين والزيدان والديل والمزموم مقتبسة بعض صنائعها من الصيغ الأندلسية،خاصة الأبيات الأخيرة محور الطبوع المتداولة في تلك الفترة. جاء في هذه النونية:[من البسيط]
من سفك دمعي ومن تحبير أجفاني صغت الهوى حلية من حر نيراني
ومن نحولي ومن سقمي وشدة ما ألقاه من فرط أشواقي وأشجاني
رثى العذول لحالي حين أبصرني من بعد ما كان بالتعنيف ينهاني
وصل الحبيب فلا أبغي به بدلا ليس التبدل والسلوان من شاني
من لامني في الهوى والحب قلت له إليك عني فإن الحسن أدماني
فرب روضة أنس قد مررت بها مخضرة ذات أفنان وأغصان
قطوفها تنعش الأرواح دانية كجنة ذات روح ذات ريحان
تخلل الماء في أنهارها فغدت تزهو بورد ونسرين ونعمان
في روضة قد شدت من كل ناحية بلابل لم تدع صبرا لإنسان
فقام فيها خطيب فوق منبره يشكو الغرام بتغريد وألحان
مزوق الصدر مخضوب البنان له من الزبرجد والياقوت لونان
سود مناكبه بيض جوانحه له منم المسك والكافور ثوبان
مطوق الجيد في أطراف مقلته أشعة من بهاء خده القاني
فاطرب الطير في أوكارها فغدت شوقا تجاوبه من كل بستان
عليك مني صلاة الله ما طلعت شمس وما حل مشتاق بأوطان
سود مناكبه بيض جوانحه له منم المسك والكافور ثوبان
مطوق الجيد في أطراف مقلته أشعة من بهاء خده القاني
فاطرب الطير في أوكارها فغدت شوقا تجاوبه من كل بستان
جس الرهاوي وجر الذيل من طرب وتاه في الؤرمل أحيانا فأحياني
وأصبهان غدا يحكي بصيكته محير الحاتل مزموما بهجران
فهاجني ما بكى أهل العراق على فقد الحسين ففاضت منه أجفاني
يشكو النوى ودموع العين تسبقه حتى رثيت له شوقا فأبكاني
والرصد أشعل في قلب العليل جوى وماية أحرقت قلبي وأكناني
والأصبعين غدا يحكي بصولته حتى أذاب فؤاد المدنف العاني
فقلت ما بك صف لي ما ابتليت به ما بال جسمك مكلوم الحشا فان
هيجت لي لوعة في القلب ساكنة خفض قليلا فقد هيجت أحزاني
فقال أبكي لإلف كان يألفني وكنت أهواه في الدنيا ويهواني
قضى الزمان بضعفي حين فارقني كما تراني فريدا فوق أغصاني
فلا تلمني على طول البكاء فقد يحق لي النوح في سري وإعلاني
وهكذا لم أزل أبكي الدموع دما حتى ألاقي الثرى في طي أكفاني
فقلت أحسنت لاخانتك أجنحة ولا مررت ببازي وعقبان
ولا نعاك غراب يا حمام ولا حصلت في غخ صياد وسجان
كن واثقا بجميل الصبر وارض بما يقضي الإله فحال الدهر ضدان
لا الحزن يبقى ولا الأفراح دائمة فمشرب الدهر لايصفو لإنسان
ناشدتك الله يا طير الآراك إذا جاد الزمان بوصل بعد هجران
ونامتاك نسيمات الرياض ضحى ورنحتك غصون الأثل والبان
ورش ريشك ماء الورد وانبعث روائح الند من نجد لنعمان
وساعدتك الليالي في تصرفها وبات شملك مجموعا بخلان
وجئت طيبة والوادي وجزت على وادي العقيق فبلغ حاجة العاني
سلم على المصطفى المختار من مضر خير النبيين من سادات عدنان
الهاشمي الذي فاضت فضائله خير البرية من قاض ومن دان
وقل له يا رسول الله يا أملي يا عمدتي يا رجائي عند ميزان
متى أمرغ خدي عند تربتكم متى يساعدني دهري وأزماني
جسمي بتونس موثوق بزلته والقلب في الشرق بين الرند والبان
وكل عام أرجي أن أزوركم والذنب عن قرب تلك الدار أقصاني
والوقت ضاع وعمري ما شعرت به حتى مضى بين تفريط ونسيان
وليس لي قوة أرجو الوصال بها والكف صفر وحال الدهر أعياني
ولا معي عمل ارجو النجاة به إلا غرامي وأشواقي وأشجاني
يا أشرف الخلق يا كهفي ومعتمدي يا أنس قلبي ويا روحي وريحاني
مضى الزمان ولا قدمت صالحة وقد تماديت في غي وطغيان
إن زرت قبرك هذا العام يصلح أن أدعى اديبا ظريفا بين إخوان
وإن طردت بذنب عن زيارتكم وصدني عنه إجرامي وعصياني
أموت والقلب مشتاق لزورتكم مالي شفيع سوى حبي وإيماني
وكن شفيعي في يوم الجزاء إذا عز الصديق وقلت حيلة الجاني
يا رب بالمصطفى المختار من مضر أقل عثاري وعاملني بغفران
واغفر لوالدتي وارحم مقام أبي من حيث أحسن آدابي ورباني
واغفر لمشيختي ما اسلفوه كما بثوا علوما بتحقيق وتبيان
بجاه أحمد خير خلق كلهم محمد المصطفى من آل عدنان
عليه أزكى سلام الله ما طلعت شمس وما حن مشتاق لوطان
كذالك الآل والأصحاب كلهم والتابعون لهم يوما بإحسان
[ التخريج: « عنوان الأريب » (1/103-105)]
الصور تعود للعصورالوسطى ونى فيها عربا وأوربيون على العود والرباب و القانون
يقصد بالمتممات، السلاسل والمجموعـات الملحقـة بالنوبـات الأندلسية، وتلعب هذه الضمائم والملحقات مكانة هامة ضمن موروث مدرسة الملــوف،فهي قطع شعرية متتالية طبوعها،تؤدي في حركة خفيفة محكمة التنظيم وفـق إيقاع معين: كالعايب ، أو الدرج الثقيل خاصة،أو الانقلاب، البطايحــي، البشرف، صفيان... وكثيرا ما تنتهي السلسلة بمخلص أو قادرية قصد بعـــث الحيوية عند المستمعين.
وعادة ما تسمى السلسلة أوالمجموعة باسم أحد أجزائها،أوطبعــا مـــن طبوعها وخير مثال على ذلك : مجموعة « يا باهي الجمال»، مجموعة «غرناطة » مجموعة « العربي »، مجموعة « الصباحجـية »،مجموعـة « الديل»، مجموعـة « الحسين»، و« الماية المغربية».
وكان المشائخ يستعيرون عنوان مقطوعة ما قصد تسمية السلسلة نفسها به وهذا للتمييز بينها وبين سلاسل أخـرى من نفس النمط،فكل سلسلة تتشابه مع أخرى من حيث الطبوع والموازين وتختلف عنها من حيث طبيعة النصوص .و لهذا يمكن أن يعوض هذا النص بذاك، وذاك بآخر...،وهكذا ذواليك:ثروة لغوية،وثروة شعرية ضخمة تطرد الملل وتلبي أذواق المستمعين وتبعت روح البحث وتنميهاعند الشيوخ.وعلى سبيل المثال أن « يا أسفي على » في سلسلة غرناطة يقابلها نص آخر هو:«يا عشاق ضاع الصبر» في سلسلة أخرى،وهما
سيان. وقد ورد في هذا زجل
يا عشاق ضاع مني الصبر
والمنام عن جفوني قد نفر
لما أتانا شبيه القمر صحت يا أهل ودي
سحرتني بخرص من الذ هب من تحت الخد الوردي
لقد عرفت الموسيقى الأندلسية عبر مختلف الحقب التي مرت بها ضياع الكثير من قطعها بسبب الظروف الإجتماعية والثقافية والسياسية مـما دفــع بالمشائخ على جمعها ضمن سلاسل ومجموعات وإدماج الطبوع المتشابهة فيما بينها من خلالها كالحسين والعراق، والعراق مع الغريب،ورمل الماية مع الحسين والموال مع المزموم. وهكدا حفظ الجزء خير من ضياع الكل.
وأشهر هذه المجموعات والسلاسل المغناة في ظل مدرسة الملوف:
- مجموعة الديل « زارني محبوب قلبي في الغلس » .
- مجموعة الحسين« هل ستقتني الراح عيناك » .
- مجموعة غرناطة « يا حبيبي علاش جفيت » .
- مجموعة الماية المغربية « فاح الزهر فاح » .
- مجموعة الزيدان « آلا يا مدير الراح » .
- مجموعة الزيدان « يا باهي الجمال » .
- مجموعة الأصبعين « ما الغرام إلا بلية » .
- سلسلة الحسين « لي خل مليح »
وأقدم وثيقة وصلتنا بعدد هذه الطبوع وأسمائها،ترجع إلى العهد الحفصي، وهي قصيدة « من سفك دمعي ومن تحبير أجفاني » لأبي عبد الله محمد بن الظريف التونسي وهي« في مدح الجناب النبوي الرفيع ضمنها ألقاب الطبوع الموسيقية ويسميها بعض الأدباء بناعورة الطبوع»وهي تتألف من 58 بيتا،على إيقاع الدرج والبطايحي وفي طبع الحسين والزيدان والديل والمزموم مقتبسة بعض صنائعها من الصيغ الأندلسية،خاصة الأبيات الأخيرة محور الطبوع المتداولة في تلك الفترة. جاء في هذه النونية:[من البسيط]
من سفك دمعي ومن تحبير أجفاني صغت الهوى حلية من حر نيراني
ومن نحولي ومن سقمي وشدة ما ألقاه من فرط أشواقي وأشجاني
رثى العذول لحالي حين أبصرني من بعد ما كان بالتعنيف ينهاني
وصل الحبيب فلا أبغي به بدلا ليس التبدل والسلوان من شاني
من لامني في الهوى والحب قلت له إليك عني فإن الحسن أدماني
فرب روضة أنس قد مررت بها مخضرة ذات أفنان وأغصان
قطوفها تنعش الأرواح دانية كجنة ذات روح ذات ريحان
تخلل الماء في أنهارها فغدت تزهو بورد ونسرين ونعمان
في روضة قد شدت من كل ناحية بلابل لم تدع صبرا لإنسان
فقام فيها خطيب فوق منبره يشكو الغرام بتغريد وألحان
مزوق الصدر مخضوب البنان له من الزبرجد والياقوت لونان
سود مناكبه بيض جوانحه له منم المسك والكافور ثوبان
مطوق الجيد في أطراف مقلته أشعة من بهاء خده القاني
فاطرب الطير في أوكارها فغدت شوقا تجاوبه من كل بستان
عليك مني صلاة الله ما طلعت شمس وما حل مشتاق بأوطان
سود مناكبه بيض جوانحه له منم المسك والكافور ثوبان
مطوق الجيد في أطراف مقلته أشعة من بهاء خده القاني
فاطرب الطير في أوكارها فغدت شوقا تجاوبه من كل بستان
جس الرهاوي وجر الذيل من طرب وتاه في الؤرمل أحيانا فأحياني
وأصبهان غدا يحكي بصيكته محير الحاتل مزموما بهجران
فهاجني ما بكى أهل العراق على فقد الحسين ففاضت منه أجفاني
يشكو النوى ودموع العين تسبقه حتى رثيت له شوقا فأبكاني
والرصد أشعل في قلب العليل جوى وماية أحرقت قلبي وأكناني
والأصبعين غدا يحكي بصولته حتى أذاب فؤاد المدنف العاني
فقلت ما بك صف لي ما ابتليت به ما بال جسمك مكلوم الحشا فان
هيجت لي لوعة في القلب ساكنة خفض قليلا فقد هيجت أحزاني
فقال أبكي لإلف كان يألفني وكنت أهواه في الدنيا ويهواني
قضى الزمان بضعفي حين فارقني كما تراني فريدا فوق أغصاني
فلا تلمني على طول البكاء فقد يحق لي النوح في سري وإعلاني
وهكذا لم أزل أبكي الدموع دما حتى ألاقي الثرى في طي أكفاني
فقلت أحسنت لاخانتك أجنحة ولا مررت ببازي وعقبان
ولا نعاك غراب يا حمام ولا حصلت في غخ صياد وسجان
كن واثقا بجميل الصبر وارض بما يقضي الإله فحال الدهر ضدان
لا الحزن يبقى ولا الأفراح دائمة فمشرب الدهر لايصفو لإنسان
ناشدتك الله يا طير الآراك إذا جاد الزمان بوصل بعد هجران
ونامتاك نسيمات الرياض ضحى ورنحتك غصون الأثل والبان
ورش ريشك ماء الورد وانبعث روائح الند من نجد لنعمان
وساعدتك الليالي في تصرفها وبات شملك مجموعا بخلان
وجئت طيبة والوادي وجزت على وادي العقيق فبلغ حاجة العاني
سلم على المصطفى المختار من مضر خير النبيين من سادات عدنان
الهاشمي الذي فاضت فضائله خير البرية من قاض ومن دان
وقل له يا رسول الله يا أملي يا عمدتي يا رجائي عند ميزان
متى أمرغ خدي عند تربتكم متى يساعدني دهري وأزماني
جسمي بتونس موثوق بزلته والقلب في الشرق بين الرند والبان
وكل عام أرجي أن أزوركم والذنب عن قرب تلك الدار أقصاني
والوقت ضاع وعمري ما شعرت به حتى مضى بين تفريط ونسيان
وليس لي قوة أرجو الوصال بها والكف صفر وحال الدهر أعياني
ولا معي عمل ارجو النجاة به إلا غرامي وأشواقي وأشجاني
يا أشرف الخلق يا كهفي ومعتمدي يا أنس قلبي ويا روحي وريحاني
مضى الزمان ولا قدمت صالحة وقد تماديت في غي وطغيان
إن زرت قبرك هذا العام يصلح أن أدعى اديبا ظريفا بين إخوان
وإن طردت بذنب عن زيارتكم وصدني عنه إجرامي وعصياني
أموت والقلب مشتاق لزورتكم مالي شفيع سوى حبي وإيماني
وكن شفيعي في يوم الجزاء إذا عز الصديق وقلت حيلة الجاني
يا رب بالمصطفى المختار من مضر أقل عثاري وعاملني بغفران
واغفر لوالدتي وارحم مقام أبي من حيث أحسن آدابي ورباني
واغفر لمشيختي ما اسلفوه كما بثوا علوما بتحقيق وتبيان
بجاه أحمد خير خلق كلهم محمد المصطفى من آل عدنان
عليه أزكى سلام الله ما طلعت شمس وما حن مشتاق لوطان
كذالك الآل والأصحاب كلهم والتابعون لهم يوما بإحسان
[ التخريج: « عنوان الأريب » (1/103-105)]
الصور تعود للعصورالوسطى ونى فيها عربا وأوربيون على العود والرباب و القانون