المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عزيز علي


وسام الشالجي
13/05/2011, 01h23
على مدى التاريخ الفني العراقي ظهر الكثير من الفنانين الثائرين على الاوضاع السائدة سواء ان كانت سياسية او اجتماعية . وبمناسبة افتتاح هذا القسم يسرني بصفتي احد مشرفي قسم العراق بان ندلو بدلونا فيه من خلال تقديم بعض الفعاليات الفنية التي عبر من خلالها عد من فنانينا في التمرد على اوضاع سائدة وجدوها لا تخدم المجتمع ولا تحقق امنياته بالتحرر والتقدم . ومن بين هؤلاء فناننا الكبير (عزيز علي) الذي احتفلنا قبل مدة قصيرة على صفحات منتدانا بذكرى ميلاده المئوية . يسعدني اليوم ان ارفع اغنية

كل حال يزول
للفنان عزيز علي

والتي هي بحق ثورة بحد ذاتها . لقد بين الفنان بوضوح من خلال كلمات هذه الاغنية التي ألفها بنفسه بانه ليس هناك من حال يمكن ان يستمر مهما امتدت جذوره في الارض وتعمقت , وان ليس هناك من ظلم وقهر يمكن ان يدوم في مجتمع مهما تكبر وتجبر من يقوم به . كما ان لحن الاغنية , والذي هو الاخر من تأليف ذات الفنان , يعبر ايضا وبموسيقية رائعة عن هذه الحقيقة حتى لا يكاد المرء حين يسمعه يتصور بان الدنيا كلها ستتغير مباشرة بعد سماعه لهذه الاغنية .
سماعا طيبا , والى مشاركات اخرى ان شاء الله .

د.نعمان
14/05/2011, 20h37
كان الفنان عزيز علي متمرداً على التوجهات السياسية للحكم الملكي في العراق وكان يقدم منولوجات تسخر من الاستعمار وأذنابه بطريقة لبقة ولكنها موجعة لأركان الحكم في ذلك الوقت ، اذ أن تلك المونولوجات كانت تذاع من دار الإذاعة العراقية وعلى البث المباشر . وقد عانى واعتقل بسبب ذلك عدة مرات .



في عام 1943 أطلق سراحه وفرضت عليه الإقامة الجبرية في مدينة كربلاء والامتناع عن تقديم منظوماته الشعرية ، وفي عام 1947 زاره مدير الدعاية العام يعرض عليه العودة الى بغداد ومواصلة إذاعة مونولوجاته على ان لا توحي بما لا يرضاه المسؤولون.




عاد عزيز علي الى بغداد ، وفي بداية عام 1948 وقف امام ميكروفون إذاعة بغداد بعد غياب طويل ليصرخ و تصرخ معه الجماهير العربية (الممثلة بجوقة الإذاعة) بوجه المستعمر وأذنابه مونولوج "حبسونا". تطرق في ذلك المونولوج الى الأوضاع العربية وهاجم الاستعمار الذي خلق إسرائيل في قلب الامة العربية وكشف ألاعيب المستعمر واسلوب عملائه في اتهام كل من يقف ضده بشتى الاتهامات ومنها الانتماء الى النازية او الشيوعية.



اليكم كلمات مونولوج حبسونا:




حِبْسُونَه عَذْبونَه....والله لولَهْ تْقُتْلونَه

وتحركَونه وتْذَرّونَه....لْهذا الوطنْ حْنا نْصُونَه

ما نْخونَه لا تْظنُّونَه

****

ما بَعْد تْغرْنا وْعُودْ....ولا نِتْقَيَّدْ بِقْيُودْ

عْرَفْناكُم وعْرَفْتُونا....بْهذِي اللعبة الملْعونهْ

يا ناس حْنا الأحرارْ....ما نِرضَهْ الاستعمارْ

النار ولا هذا العارْ

جوَّعْتُونا وعَرَّيْتُونَا....ولعَنتوأ اُمْنَا واْبُونَا

فُكّونَا....مَرْمَرْتُونا

****

ييزي نِتحَمَّل عادْ.... الظلمْ والاستبدادْ

يا ما تْجرَّعْنَا العَلْكَمْ....وشْبَعْنَا مِن الهم والغَمْ

يا ما وْعَدْتُونا وعُودْ....وعاهَدْتونا بِعْهُودْ

توْفُوهَا مْن يْخَضْر العُودْ

وَهدنْتُونا وغَشَّيتُونا....خوْ مُو بَلْوَهْ بْلَيْتُونا

بكَتونا ....ونهَبْتُونا

****

مَنهابْ حْنا التَهديدْ....ولا الضَغْط وْلا التَشْديدْ

مَجلِسْكُمْ مِنكُمْ بيكُمْ.... يا مِنْ غَضَب الله عَليكُمْ

تِردُوها كْبارْ كْبارْ....تِردوُها زْغار زغَارْ

مَجلسكُمْ مَجْلِسْ أشْرارْ

دتْراوونا الموْت شْلونَه....حَتّى نِرْضَه بِلِصْخُونَه

الظَاهِرْ ما عْرَفْتوُنا

****

صارِلْنا حَفْنهْ سْنِينْ....دنْشُوفْ حْنا فَلَسْطِنْ

هذي الأرضِ العربيهْ....تِنهَبْنَا الصهيونيهْ

بَسْ صِحْنا يَمْعَودينْ....تْهَمـتُونَا نازِيّينْ

وتِتّهْمُونَا شيوعيّينْ

سَكَّتُونه ولهّيْتُونَه....وسَوّيْتُو اللّي تْريدُونَهْ

بِعتوُنَه....وخْسَرْتُونَه

****

ما كنّا نَازيينْ....ولا إحْنا شْيوعيينْ

إحنا نريدْ الحُريهْ....وحْكومهْ دستوريهْ

ليريدْ الاستقلالْ....ما يْهِمَّهْ الدَّمْ والمَالْ

الأيمانْ يهِد جْبالْ

مْنِ تْحبسُونا وتِعتَقْلونَا....لا تْظنّونْ تْخِذْلُونَا

شِفْتُونا وعرفْتُونا

****




تفسيري المتواضع للمنظومة الشعرية لمن لا يعرف اللهجة العراقية العامية :




احبسونا وعذبونا ،وحتى ان قمتم بقتلنا وحرقنا فاننا نصون الوطن و لا تظنون اننا سنخونه.



لم تعد تغرينا الوعود ولا نتقيد بقيود ، لقد عرفناكم وعرفتونا بهذه اللعبة الملعونة ( اي خلق إسرائيل ) . نحن أحرار ولا نرضى بالاستعمار ، نقبل بالنار ولا بهذا العار. لقد استخدمتم معنا أساليب التجويع والقمع ونحن نريد الفكاك منكم.



لم نعد نتحمل الظلم والاستبداد فقد تجرعنا العلقم وشبعنا من الهم والغم وأعطيتونا وعوداً وعهوداً لم توفوا بها. لقد اوقعتونا بورطة وتعرضنا منكم الى الغش والسرقة والنهب .



نحن لن نهاب التهديد ولا الضغوط ولا استخدام الشدة.ان مجلسكم (المقصود مجلس الامن) هو منكم ويعود اليكم. لتحل عليكم اللعنة ، فعندما تريدوها كبار تصبح كبار وعندما تريدوها صغار تصبح صغار (اي ان المجلس هو لعبة بأياديكم ) ، مجلسكم هو مجلس أشرار. لقد اريتونا الموت حتى نقبل بتقديم التنازلات ، ولكن يبدو انكم لم تعرفونا بعد.



منذ سنوات ونحن نرى الارض العربية فلسطين تنهبها الصهيونية وعندما صرخنا واستنجدنا بالخّيرين اتهمتمونا باننا نازيين وشيوعيين ( اتهم عزيز علي تارة بالنازية وتارة بالشيوعية علماً انه لم ينتمي الى اي حزب او منظمة سياسية ). و بهذه التهم اردتم اسكاتنا واشغالنا لتمرير ما تريدون ، لقد بعتونا وخَسَرْتُونا.



لم نكن نازيين ولم نكن شيوعيين ، وانما نريد الحرية وحكومة دستورية. ومن يريد الاستقلال لا يهمه ان يبذل دمه وماله في سبيل ذلك والايمان يهد الجبال. ولا تحسبون انكم عندما تحبسونا وتعتقلونا نصاب بالخذلان فانكم قد جربتمونا وعرفتمونا.

حبسونا
عزيز علي

abo hamza
15/05/2011, 15h35
كان الفنان عزيز علي متمرداً على التوجهات السياسية للحكم الملكي في العراق وكان يقدم منولوجات تسخر من الاستعمار وأذنابه بطريقة لبقة ولكنها موجعة لأركان الحكم في ذلك الوقت ، اذ أن تلك المونولوجات كانت تذاع من دار الإذاعة العراقية وعلى البث المباشر . وقد عانى واعتقل بسبب ذلك عدة مرات .


في عام 1943 أطلق سراحه وفرضت عليه الإقامة الجبرية في مدينة كربلاء والامتناع عن تقديم منظوماته الشعرية ، وفي عام 1947 زاره مدير الدعاية العام يعرض عليه العودة الى بغداد ومواصلة إذاعة مونولوجاته على ان لا توحي بما لا يرضاه المسؤولون.


عاد عزيز علي الى بغداد ، وفي بداية عام 1948 وقف امام ميكروفون إذاعة بغداد بعد غياب طويل ليصرخ و تصرخ معه الجماهير العربية (الممثلة بجوقة الإذاعة) بوجه المستعمر وأذنابه مونولوج "حبسونا". تطرق في ذلك المونولوج الى الأوضاع العربية وهاجم الاستعمار الذي خلق إسرائيل في قلب الامة العربية وكشف ألاعيب المستعمر واسلوب عملائه في اتهام كل من يقف ضده بشتى الاتهامات ومنها الانتماء الى النازية او الشيوعية.

اليكم كلمات مونولوج حبسونا:

حِبْسُونَه عَذْبونَه....والله لولَهْ تْقُتْلونَه
وتحركَونه وتْذَرّونَه....لْهذا الوطنْ حْنا نْصُونَه
ما نْخونَه لا تْظنُّونَه
****
ما بَعْد تْغرْنا وْعُودْ....ولا نِتْقَيَّدْ بِقْيُودْ
عْرَفْناكُم وعْرَفْتُونا....بْهذِي اللعبة الملْعونهْ
يا ناس حْنا الأحرارْ....ما نِرضَهْ الاستعمارْ
النار ولا هذا العارْ
جوَّعْتُونا وعَرَّيْتُونَا....ولعَنتوأ اُمْنَا واْبُونَا
فُكّونَا....مَرْمَرْتُونا
****
ييزي نِتحَمَّل عادْ.... الظلمْ والاستبدادْ
يا ما تْجرَّعْنَا العَلْكَمْ....وشْبَعْنَا مِن الهم والغَم
يا ما وْعَدْتُونا وعُودْ....وعاهَدْتونا بِعْهُودْ
توْفُوهَا مْن يْخَضْر العُودْ
وَهدنْتُونا وغَشَّيتُونا....خوْ مُو بَلْوَهْ بْلَيْتُونا
بكَتونا ....ونهَبْتُونا
****
مَنهابْ حْنا التَهديدْ....ولا الضَغْط وْلا التَشْديدْ
مَجلِسْكُمْ مِنكُمْ بيكُمْ.... يا مِنْ غَضَب الله عَليكُمْ
تِردُوها كْبارْ كْبارْ....تِردوُها زْغار زغَارْ
مَجلسكُمْ مَجْلِسْ أشْرارْ
دتْراوونا الموْت شْلونَه....حَتّى نِرْضَه بِلِصْخُونَه
الظَاهِرْ ما عْرَفْتوُنا

****
صارِلْنا حَفْنهْ سْنِينْ....دنْشُوفْ حْنا فَلَسْطِنْ
هذي الأرضِ العربيهْ....تِنهَبْنَا الصهيونيهْ
بَسْ صِحْنا يَمْعَودينْ....تْهَمـتُونَا نازِيّينْ
وتِتّهْمُونَا شيوعيّينْ
سَكَّتُونه ولهّيْتُونَه....وسَوّيْتُو اللّي تْريدُونَهْ
بِعتوُنَه....وخْسَرْتُونَه

****
ما كنّا نَازيينْ....ولا إحْنا شْيوعيينْ
إحنا نريدْ الحُريهْ....وحْكومهْ دستوريهْ
ليريدْ الاستقلالْ....ما يْهِمَّهْ الدَّمْ والمَالْ
الأيمانْ يهِد جْبالْ
مْنِ تْحبسُونا وتِعتَقْلونَا....لا تْظنّونْ تْخِذْلُونَا
شِفْتُونا وعرفْتُونا
****
تفسيري المتواضع للمنظومة الشعرية لمن لا يعرف اللهجة العراقية العامية :

احبسونا وعذبونا ،وحتى ان قمتم بقتلنا وحرقنا فاننا نصون الوطن و لا تظنون اننا سنخونه.


لم تعد تغرينا الوعود ولا نتقيد بقيود ، لقد عرفناكم وعرفتونا بهذه اللعبة الملعونة ( اي خلق إسرائيل ) . نحن أحرار ولا نرضى بالاستعمار ، نقبل بالنار ولا بهذا العار. لقد استخدمتم معنا أساليب التجويع والقمع ونحن نريد الفكاك منكم.

لم نعد نتحمل الظلم والاستبداد فقد تجرعنا العلقم وشبعنا من الهم والغم وأعطيتونا وعوداً وعهوداً لم توفوا بها. لقد اوقعتونا بورطة وتعرضنا منكم الى الغش والسرقة والنهب .

نحن لن نهاب التهديد ولا الضغوط ولا استخدام الشدة.ان مجلسكم (المقصود مجلس الامن) هو منكم ويعود اليكم. لتحل عليكم اللعنة ، فعندما تريدوها كبار تصبح كبار وعندما تريدوها صغار تصبح صغار (اي ان المجلس هو لعبة بأياديكم ) ، مجلسكم هو مجلس أشرار. لقد اريتونا الموت حتى نقبل بتقديم التنازلات ، ولكن يبدو انكم لم تعرفونا بعد.

منذ سنوات ونحن نرى الارض العربية فلسطين تنهبها الصهيونية وعندما صرخنا واستنجدنا بالخّيرين اتهمتمونا باننا نازيين وشيوعيين ( اتهم عزيز علي تارة بالنازية وتارة بالشيوعية علماً انه لم ينتمي الى اي حزب او منظمة سياسية ). و بهذه التهم اردتم اسكاتنا واشغالنا لتمرير ما تريدون ، لقد بعتونا وخَسَرْتُونا.

لم نكن نازيين ولم نكن شيوعيين ، وانما نريد الحرية وحكومة دستورية. ومن يريد الاستقلال لا يهمه ان يبذل دمه وماله في سبيل ذلك والايمان يهد الجبال. ولا تحسبون انكم عندما تحبسونا وتعتقلونا نصاب بالخذلان فانكم قد جربتمونا وعرفتمونا.

حبسونا
عزيز علي


شكرا جزيلا لك أخي الكريم د . نعـمان على هذه المساهمة الأكثر من رائعـة ومفصّلة , ودوما سبّاق ومعـطاء ومحلل رائع للأحداث , ناهيك عن الملف الأكثر من رائع الذي أتحفتنا به للمنولوجست الكبير , عـزيز علي , ولا ننسى بالطبع الدور الكبير والمميز للأخ العزيز وسام الشالجي مدير القسم العراقي الذي افتتح بأنجازاته المميزة باكورة هذه الصفحات المميزة .

:emrose:

تقبل خالص تحياتي القلبية , أبوحمزه

د.نعمان
15/05/2011, 20h40
اشكرك أخي الفاضل أبو حمزة على مداخلتك اللطيفة, لقد عودتنا على مساهماتك القيمة ورفع النوادر من التراث الفني الاصيل.

والشكر الجزيل لأستاذنا الفاضل الريحاني الذي فتح لنا هذه النافذه الكبيرة والجديده التي تمر من خلالها رياح النقد والتمرد

وكذلك الاستاذ العزيز وسام الشالجي الذي بادر في فتح
موضوع العراق


كان الفنان الكبير عزيز قد نظم منولوجين عن الكونت برنادوت الوسيط الدولي الذي اغتيل في فلسطين عام 1948 من قبل عصابات صهيونية. المونولوج الاول كان اثناء حياته وبعد قدومه الى فلسطين وكان مشحوناً بالانتقاد والهجاء. يقول عزيز علي عن هذا المونولوج الذي انشده في اواخر حزيران من عام 1948 "بالغت فيه بمدحه مدحاً يصرخ بالذم والاتهام مستهجناً إنحداره الى درك خدمة مصالح الاستعمار والصهيونية في سعيهم لتركيز اقدام عصابات الصهاينة في قلب البلاد العربية فلسطين وخلق دولتهم فيها..." هذا المونولوج الاول وكذلك مونولوج آخر اسمه "يا عرب" عن فلسطين يعتبران من المفقودات.



المونولوج الثاني عن برنادوت انشده الفنان عزيز علي بعد اغتيال الوسيط الدولي ، حيث انشد رثاءً مقروناً باللوم والعتاب او بالاحرى مشبعاً بالنقد اللاذع. واليكم هذا المونولوج.



برنادوت

(ميتاً)



الكلمات كما وردت في كتاب عزيز علي النسخة التي رفعها الاستاذ قصي الفرضي :



بَرْنَادوتْ....وْداعَة الله

برنادوت....يِرْحَمك الله

يا كونتْ كَلنا لكْ يابَهْ....يا كونت موْشي وأذنابهْ

يا كونت تَرَهْ ذَوْلَه عِصَابهْ....لكن جان براسك صوتْ

****



إنتَه يا إبن المُلوكْ....شجابَكْ لْموشي جَوْرتَوْكْ

وشجابك لبن غَوريونْ....(هَالأبيل بْنِ الأثون)

إحنا رِدناكْ لْنا عونْ....شُو طِلَعْتِنَا فرعونْ

تالي شِفتَه لْموشي الغادِرْ ....عَضِّ الْمْعَزِبْ والخَاطِرْ

هاليوم انته ويمكنْ باجِرْ....يِغدُرْغيرك برنادوت

****



ذوْله هَالصهيونيين....إنته تِعرُف مُجرِمِينْ

وموشي جَورتوْك بْن البومَهْ....يْمَثِل حْكومه موهُومَهْ

وْتدري بِالخِطَّهْ المرْسومَهْ....شجابكْ وْكَعْت بهالجُومَه

مُوجِنتْ مِرتاحْ وْباشَهْ....شْوَرَّطَك صِرْتِلْهم ماشَهْ

لكنْ تْحُوم الفرّاشَهْ....عَالسراج وتالي تمُوتْ

****



كَبْلَكْ عْصابة شْتِيرنْ....يابهْ غِدرتْ لورد موْيّنْ

ذوله قَط مُو أهَل حَشيمهْ....ولا أوادمْ عِدْهم شيمَهْ

جيت وخلّيْتلْهُمْ قيمَهْ....وظْلَمِتنه هيجي ظِليمَةْ

إنته هَمْ ذنبك عَلَه جنْبَكْ....روح تنجاز اْنته وْرربَّكْ

لا نِحْمِد بيك ولا نْسِبَّكْ....إنته وْرَبَّك برنادوتْ

****



ليه صِرِت يَبْنِ الأخيارْ....آلَهْ بيد الأستعمارْ

ووْكَفِتْ مَوقِفْ ويّانَهْ....خالي مِن كُل ذَرَّهْ أَمانهْ

وْطَلَّعِتْ هالْهُدْنَه قَوانَهْ ....وخْدَمِت بيها ( الهَاغَانَه )

لكنْ الله ورَبَّكْ عادلْ....بْلا شِماتهْ وْما تِسْتاهِلْ

(نه ئيسه) شَعْلَينَه والحاصِل....الله يرحمك بَرْنادوتْ



الجومه : الحفرة

ماشه : ملقط

قوانه : أسطوانة حاكي- وهنا تعني بدعة

نه ئيسه : كلمة تركية تعني الحاصل

برنادوت
(ميتاً)

للفنان عزيز علي

د.نعمان
16/05/2011, 23h17
هذا مونولوج آخر للفنان الراحل عزيز علي إسمه " منه منه" ألقاه عام 1948 ينتقد فيه الاستعمار وخاصة الاستعمار الانكَليزي الذي جزء الدول العربية واوقد نار الخلافات بينها كي تبقى متفرقة. وينتقد ايضاً الجامعة العربية التي لم تفعل شيئاً حيال الاحداث الهامة في تاريخ الامة العربية وأصبت مجرد منبراً للخطب والمهاترات .



اليكم كلمات المونولوج :




منه منه



مِنَّهْ مِنَّهْ مِنًّهْ مِنَّهْ....كُلْهَا مَنَّهْ

مُصايبْنا وطَلايبْنا...كُلْها مِنَّهْ

يَعَرَب كُلْمَنْ هَبْ ودَبْ....مَلْجوع اْفّادَه مْعَذَّب

ديْصبّ دْمُع وْيِنْحَبْ

ومْصيبَتْنا نِدري كُلْنا....أساس الفِتْنَه

مِنْ { صَاحِبْنه }

****



عِراقي وسُوري ولُبْناني....وْمَصْري وأُرْدُني ويَماني

والسّعُودي يَأخْواني....واحِد ناصُبْ للثّاني

سِكْتُوا لا أحَّد يِسْمَعْنَه....{ الرَّجُل } فَرَّق جِلْمَتْنَه

وحْنا فَرَّطْنا بْسمْعَتْنَه

إحْنَا يا عَالَمْ سَبْعَتْنَه....أخْوَه ما خْتِلْفَتْ غَايَتْنَه

شْجَانَه فَدْ نْوبه تْشَتّتْنَه....شْجَانَه دبَّتْ بِيْنا الفِتْنهْ

والْعَتَبْ على جامِعَتْنه

جامِعَتْنا الماجِمْعَتْنَه

****



هْنا يا عُمَر بْن الخَطّابْ.... ويَا حَيْدَر يا داحي البَابْ

الْعَرَبْ تْصَوبَوْا بِصْوابْ....مَا ينْبِتْ بِيْه شَعَر وعَابْ

صْفَيْنَه لادينْ ولا دِنْيَهْ

ولاحَميَّه وْلا وَطَنيَّهْ

وْلا بَعدْ ظَلَّت قَوْميَّهْ

والطُمَع عَامي بَصيرتْنا....والزَّعَامَه كَاتْلَتْنا

وْلَجْنَبِي قَالِقْ راحَتْنا....تْفَرَّجُوا شُوفُوا حَالَتْنا

والعَتَب على جَامِعَتْنا

جَامِعَتْنا الْمَا لمَّتْنا

****



مِنَّانَه لْفَاس وْ مُكْنَاسْ.... ناسْ صْفَيْنا تْناحِرْ نَاسْ

كَام الدَّاسْ ياعبَّاسْ....جَافتْ سِمجَتْنا مْنِ الرّاسْ

وحْنَا هَا لَدتْشُوفُونْ حْنا

مِلْتِهينْ بْقالْ وقِلْنَا

{ والرّجُل } كُلْسَا دَيْوِزنا

يَاعَرَبْ والله حَالَتْنا....حَالَه ومْصِيبَه مْصِيبَتْنا

نِحْجِي تِفْضَحْنَه قَضِيّتْنَا....نْسكُتْ تُكْتِلْنَا عِلَّتْنَا

والعَتَبْ على جَامِعَتْنَا

جَامِعَتْنا الْلي تَيهَتْنا


****



بْحيلَه ودَسّ وسبْق اْصْرارْ....فَرْقَوْا جِلْمَتْنَا الأشْرارْ

الثّارْ الثّارْ أهْلِ الثّارْ....يَا عَرَبْ النّارْ وْلا العَارْ

صِرْنه لِلعالم سُخْرِيَّه

ولا بَعَدْ نِسوَه شاهِيَّه

صُمْنَا وفْطَرْنا بْجِرِيَّه

يَا عَرَبْ مَاهي غَلْطَتْنا....جِنّا مَاشين بْنِيَّتْنَا

لكن {انكَلتره } خانَتْنا.... هِيَّه شَلَّتْ كُل حَرَكتنا

وهَمْ أمَلْنا بْجامِعَتْنَا

جَامِعَتْنَا هي قِبْلَتْنَا

{ انكَلتره } : لم يذكرها بالأسم عندما انشد المونولوج

جامعتنا اللي تيهتنا (الوارد في نهاية المقطع الرابع ) هو المنشود في الملف المرفوع حالياً ،اما في النص المدون في كتاب عزيز علي فهو كالاتي :جامعتنا الما نفعتنا





معاني بعض الكلمات كما فسرها الأستاذ عزيز علي في كتابه ( عزيز علي ):



مِنّه : المقصود المستعمر الأنكَليزي

ملجوع : محترق

صَاحِبْنه : كان الجنرال "مود" قائد الحملة البريطانية قد صرح في بيانه بعد إحتلال مدينة بغداد، أن جيشه قد دخل بغداد محرراً لا فاتحاً ولا محتلاً وان الفرد البريطاني هو لكل فرد في العراق على حد قوله "صاحب" وصديق. فانخدع رجل الشارع بذلك التصريح وصار يطلق على كل انكَليزي ، سنين طوال إسم "صاحب".

ناصُب : ناصبٌ شركاً

شْجَانَه : ماذا جرى لنا

داحي الباب : كاسر- دافع باب خيبر

لَجْنَبِي : الأجنبي

جِرِيَّه : نوع من السمك رخيص لا يأكله البعض





تفسيري المتواضع والموجز للمونولوج لمن لا يعرف اللغة العامية في العراق :




ان كل مصائبنا ومشاكلنا هي منه (المقصود المستعمر الانكليزي) .وكلنا يدري بأن أساس الفتنه من "صاحبنا" الانكليزي.



ان كل الخلافات والمشاكل بين الدول السبعة الأعضاء في جامعة الدول العربية سببها المستعمر ( الدول الأعضاء في ذلك الوقت هي : العراق ، سوريا ، مصر ، الأردن ‘ اليمن والسعودية ). ويتسائل عزيز علي : ما الذي جرى لنا لتدب الفتنة بيننا في حين اننا إخوة غايتنا واحدة ، ولكن العتب على جامعتنا التي لم تجمعنا.



ويخاطب الفنان الامام عمر بن الخطاب والامام علي بن أبي طالب (حيدر داحي الباب) ويشكو لهما ما حل بنا وبالدول العربية من طمع اعمى البصيرة و التهافت على الزعامات ، والأجنبي الذي يقلق راحتنا هو المستفيد.



ويتحدث الفنان عزيز علي عن التناحر بين "الناس" .ويهاجم المسئول الاول في الدولة (على الاكثر فان المقصود هو رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد) عندما يقول "جافت سمجتنا من الراس" وهو مثل شعبي يقصد منه ان رأس السمكة تالف ولا مجال لعلاجه او علاج السمكة. ثم يعرج على الجامعة العربية معاتباً ويصفها بالغير نافعة.



ويهاجم المستعمر الذي فرق كلمتنا بكل الحيل والدس وسبق الاصرار ويطالب بالثأر من هذا الاستعمار الذي جوعنا ( جعلنا نفطر على سمك الجري الرخيص ) وجعلنا سخرية للعالم. ولكن لم تكن غلطتنا فقد كنا نسير بنية صافية ولكن انكلترا قد خانتنا وشلت حركتنا .



منه منه

للفنان عزيز علي

خليـل زيـدان
16/05/2011, 23h55
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=251770&d=1301419096

د.نعمان
19/05/2011, 22h30
مونولوج أسكت



في هذا المونولوج الذي أُذيع عام 1950 ينتقد الفنان عزيز علي الاوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في ذلك الوقت وفي مقدمتها الفساد والرشاوى والعلاوات والوساطات. ويتحدث الأستاذ عزيز علي عن تلك الفترة فيقول ان الأوضاع كانت من السوء ، بحيث ان مسئولا كبيراً هو مدير الشرطة العام قام وهو بحالة سكر بإعلان التمرد والعصيان على حكومته ، فظن بعض البسطاء إنها الثورة ، في حين ان العارفين ببواطن الامور سرعان ما اكتشفوا ان حركة هذا الرجل ما هي الا عربدة مخمور ، اذ انه من اشد رجال ذلك العهد غلظة وفضاضة على احرار البلاد. فما كان من فنانا الكبيرالا ان أعلن تذمره وتمرده على ذلك النظام من خلال إنشاده مقالاً ملحناً بعنوان " أسكت" يفضح فيه تلك الاوضاع البائسة ، وتوقع في نهاية ذلك المونولوج قرب يوم الخلاص.



يقول عزيز علي : كانت الجماهير المتمثلة في جوقة الإذاعة (الكورس ) تنصحني أن أسكت ، خشية ان ينالني من جلاوزة ذلك العهد مكروه فتردد بعد كل مقطع من مقاطع المونولوج قائلة :



إسْكُتْ لَتِحجِي تِبْتِلي....خَلْ يِلْعَبون الشوْمه لي

إن شِرِكَت وِنْ غَرِّبَت....خوجْه علي مُلا علي

كَولْ الدنيا ربيع وكَمْرَه



والابيات عبارة عن امثال في اللغة العراقية الدارجة تعني : اسكت من اجل تجنب المشاكل ودعهم يعملون ما يريدون ، ولا يضرك ان كانوا مع الشرق او مع الغرب فهم سواسية ، كما عليك ايضاً ان تقول ان الامور جيدة وتسير على ما يرام (الدنيا ربيع ومقمرة ). وتبدو السخرية والنقد اللاذع بارزين في هذه الابيات.



لقد نظم عزيز علي معظم مونولوجاته في اللغة العراقية الدارجة اي العامية والسبب كما يذكره الفنان نفسه هو ان نسبة الامية بين الفلاحين وسكان الارياف في العراق حتى عام 1952 تتجاوز ال90 بالمئة ، علماً أن هذه الفئات تمثل وقتئذ الشطر الاعظم من مجموع سكان العراق. كما ان الفلاح في ذلك الوقت لا يدرك ابعاد معنى الوطنية او القومية التي يتكرر ذكرها في الصحف فما بالك بالمصطلحات الاخرى مثل الامبريالية والرأسمالية والبيروقراطية والرجعية والديكتاتورية.



وكان الفنان عزيز علي يستخدم الامثلة العربية العامية القديمة في مونولوجاته. ولكنه في منظومته "أسكت" أكثر من تلك الأمثلة ، ولا يكاد يخلو اي مقطع من مثلين او ثلاثة على الاقل وبصياغة رائعة جداً ، فهو متمكن من اللغة العربية الفصحى والعامية الى حد انه يطوع الكلمة والمثل لإيصال الرسالة التي يريد ابلاغها لنا بطريقة سلسة ومفهومة تخلو من الحشو وتسمح بمرور القصيدة المتمردة امام عين الرقيب.



كلمات القصيدة :



أسكت



الرُكَعَه زْغيْره....والشَكَ جْبِيرْ

يَا نَاسْ الِأبْرَه....مَا تِحْفُر بِيْر

واليحجي يِبتَلي عَلى عُمْرَه....والساكِتْ خَانِكَتَه العَبْرَه

والطايحْ رايِحْ حَشَه كَدْرَه....والعَايشْ عَايِشْ بِالقُدْرَه

مِنْ زاخو لِحْدُود البَصْرَه....وْمِنْ (نُكَرَة سَلْمانْ) لْبَدْرَه

والله واحِدنا خِلَصْ صَبْرَه....شيسَوّي وشيدَبِّرْ أَمْرَه

وإلمَنْ يِحجي ويِفْضَحْ سِرَّه....ومِنْهو اليِسْمَع ومِنهو اليِقْرَه

شِنْها لْعِيشَه الكَدْرَه المُرَّه

****

الواحِد صَبْرَّه....موصَبْر أيّوبْ

اْليِصْبُر جَم مَرَّه....اْليِصْبُر جَم دُوبْ

كل يوم مْغَيْمَه وْمْغَبرَّه.... وِمِحْمَرَّه الدنيا وْمِصْفَرَّه

دَتْعَجِج وتْزُخْها بْمَطْره....وتْخَلّي الوادِمْ مِتْحَيْره

وْكُل واحِد غَركَان بْبَحْرَه....ويِضرُبْلَكْ جَف يِمنَه ويِسرَه

وْكُل واحِد سَكْرانْ بْخَمْرَه....يْعَربِد ويْهَدِّد بِالثوْرَه

ذَاكْ مِنْ ذَاك اللّي نْقَدْرَه....لِمْضحِّي بْمَصْلَحتَه لْقُطرَه

وْصَاحِبْ مَبْدَأ ويِحْمِل فِكْرَه

****

مِنْ زَاخو لعَقْرَه....لِحْدُود الفَاوْ

كُلمَنْ مِنْ كُتْره....ضَارُبْلَه كلاوْ

وْيَاهُو تْلِزمَهْ مْطَلِع صَدْرَه....وْشايِفْ نَفْسَه الحَاكِم بَمْرَه

كُلْها تْدَوِّر سُلْطَه وإمْرَه....بْرَاسِي ورَاسَكْ إحْنَا الفُقْرَه

حَتّى موظَّفْنا الهَلْ كُبْرَه....نَافُخْ نَفْسَه ويِحْجِي بْنَتْرَه

لَوْ راجَعْتَه يْكَلَّك بُكْرَه....جِلْمَه وْلُخْرَه إطْلَع بَرَّه

الله يْعِينَه وللّه دَرَّه....لِلحَافي وبْطَركَ الْوزرَه

وللّي مَحَّدْ لازِمْ ظَهْره

****

مِنْ بَعْدِ العُسْرَه....لابُد تيْسير

يِرْدِلْهَا القُدْرَه....وكُلْ شيْ بْتَدْبِير

ناكَوط الحِبْ كَطْرَه وكَطْرَه....والأِصْلاحْ يْتِم فَدْ مَرَّه

الشَجَر اليَابِس لاتْزَبْرَه....إشلَعَه مِنْ عِرْكِه وْمِنْ جَذْرَه

عُضْوِ الفَاسِدْ لوْ مانْبِتْرَه....نْظَلْ نِتأَلَّمْ وِنْجُر حَسْرَه

ولوْ ظَلَّت على هذا المَجْرَه....نِتْواجَه بالدّار الأُخْرَه

لكن بَلْجَنْ نِطْفُرْ طَفْرَه....نْصَبُّح لَنْها رِبيعْ وْكَمْرَه

لابُد بَعْدِ العُسْرِ اليُسْرَه




معاني الكلمات كما فسرها الاستاذ عزيز علي :



نكَرة سلمان : نقطة حدودية في الصحراء غرب مدينة السماوة

كتره : جهته

كلاو : آخذ حصته

الهَل كبره : هذا الصغير

بنتره : يصرخ غاضباً

بْطَركَ : واحد لا غير

الوزره : مئزر

لازم ظهره : مُسند- له ظهير

ناكَوط : نقط

الحِب : كوز من الفخار كبير يخزن فيه الماء

لا تْزَبْرَه : لا تشذّبه

نظل : نبقى

ظَلَّت : بقيت

بَلْجَنْ : آملين

لنها : وإذا به



واليكم تفسيري المتواضع لأبيات المونولوج :



ان الجزء المتمزق كبير وان القطعة او الرقعة المتوفرة لتغطية واحتواء التمزق صغيرة ولا تفي بالغرض (مثل شعبي).. يراد منه ان الفساد استشرى وان الحلول الجزئية لا تكفي لإصلاح الخلل. ولا يمكن للإبرة ان تحفر بئر (مثل ). ومن يتكلم ويحتج فان البلاء سيلاحقه (مثل) ، اما من يسكت فستخنقه العبرات من الهم والغم (مثل). وفي وسط هذه الأجواء فالشخص الغير متمكن لا يصمد ويسقط اما من يصمد ويعيش فانه يعيش بالقدرة. ان المواطن في كل مكان ومن كل المدن والمناطق العراقية ( زاخو ،البصرة ، نكرة سلمان ‘ بدرة ..) قد نفذ صبره .ولكن ما العمل وكيف يدبر امره ومع من يتكلم ويصرح ويفضح سره ...ثم من يسمع ؟ ومن يقرأ ؟ (مثل). وفي نهاية هذا المقطع يعلن عزيز علي عن استياءه من هذا النمط من الحياة المرة .



في مطلع المقطع الثاني من المونولوج يبين الفنان ان المواطن قد نفذ صبره من هذه الاوضاع، فهو لا يملك صبر أيوب (مثل) ، ومن يصبر قد يصبر عدة مرات ولكن لا يمكنه تحمل ذلك الى الأبد ( مثل ). ففي كل يوم الأجواء ملبدة بالغيوم ومصحوبة بالعواصف الترابية لدرجة تحْمَرْ السماء منها وتصفر ، وتشتد الرياح العاصفة مصحوبة بزخات من المطر..تترك الناس حيارى. وهناك من يسكر بالخمر وينتهي به الأمر بالعربدة والتهديد "بالثورة "ّ !! (اشارة الى حادثة مدير الشرطة العام) . ومن جهة اخرى فهناك قلة طيبة من الناس تضحي بمصالحها من اجل البلد وهؤلاء اصحاب مبادئ وحملة افكار.



ويستمر عزيز علي في انتقاد رجال السلطة ويقول انهم واينما كانوا في الشمال او الجنوب (من زاخو الى الفاو) لا يهتمون بغير الحصول على حصصهم من العمولات والرشاوي والسرقات. وكل فرد من هؤلاء يبرز نفسه على انه الحاكم بأمره والقادر على فعل كل شيء، وكل فرد من هؤلاء يبحث عن السلطة والتسلط وإصدار الأوامر...ولكن على من ؟ علينا نحن الفقراء (مثل). ووصل الامر الى حد ان الموظف البسيط ينفخ نفسه ويتصور انه كبيراً ويسيء معاملة المواطنين ويماطل في انجاز معاملاتهم الرسمية واذا اعترض المواطن فمصيره الطرد. ويختتم عزيز علي هذا المقطع بالقول : الله يعين المواطن البسيط...الفقير الذي لا يملك في هذه الدنيا سوى ملابسه ( مثل ) والذي هو بلا وساطة وسند.



في المقطع الأخير يتفاءل عزيز علي فيقول بعد العسرة يأتي التيسير وتتدبر وتتحسن الامور (مثل) ، وسيكون ذلك بالتدريج ..يتجمع قطرة بعد قطرة (مثل) وبالتالي سيتم الاصلاح دفعة واحدة. الشجر اليابس يجب قلعه من جذره (مثل) ، وان لم يتم بتر العضو الفاسد فسنبقى نتألم ونجر الحسرات (مثل). وهناك الأمل في ان نحقق طفرة الى الامام لنجد انفسنا "في فصل الربيع والسماء مقمرة" (مثل) وبهذا تتحقق امانينا. اي بمعنى آخر تتحقق الثورة.



مونولوج أسكت
للفنان عزيز علي

انور الحارث
24/05/2011, 17h15
:emrose:الاخ وسام الف شكر اننى احفظ واعرف هذه الاغنية
اغنية جميلة وانا مؤمن بكلماتها فكل حاال سيزول ماتظل الدنيااا بفد حااال :emrose:
تحيااتى وتقديرى:emrose: وبانتظااار الجديد المميز
الحاارث:emrose:

د.نعمان
24/05/2011, 22h28
مونولوج السفينة


في " ملحمة السفينة " التي أنشدها الاستاذ عزيز علي عام 1949 يصور الفنان شعوب الدول العربية ( التي كانت في يوم من الايام امة واحدة ودولة واحدة ) على متن سفينة يقودها اكثر من ربان واكثر من ملاح. ويصف عزيز علي السفينه بانها :



" عائمة في بحر خضم هائج ، شراعها ممزّق وصاريتها مائلة للسقوط ، تتلاعب بها العواصف الهوجاء ، فتدفعها ذات اليمين تارة، وذات الشمال تارة أخرى، وملاحوها منقسمون على أنفسهم، يتطاحنون ويتشامتون، وهم في غفلةٍ مما تبيته لنا ولهم خلافاتهم من نتائج سيئة وما تخبئه لنا ولهم تيارات المحيط ، الشرقية منها والغربية ، من مصير" .




عزيز علي يدعو العرب ( ركاب السفينة ) الى التمرد والقيام بالإصلاحات ومحاسبة الحكام واللجوء في النهاية الى العلاج الجذري (الكي ) وهو آخر الحلول.



السفينة

عزيز علي



يَعَرَبْ كَثْرَوْا لِمْلاليحْ....وسْفينَتْنا غُرْفَتْ مَيْ

وفَوْكَاها مْعَاكِسْنَا الرّيحْ....وهذا الرّوْجْ الْيِطْوي طَيْ

يَا أهْلِ الأفْكَارْ....حَالتْنا عَدَمْ في عَدَمْ

ناحِرنَا تَيَّارْ....سَايِكَنا وْلاسْوكَ الْغَنَمْ

مِنْ هذِي لَخْطَارْ....لوْ نِسْلَمْ يا أهْلِ الرَّحَمْ

ذَولَهْ الْمَلالِيحْ....لَابُدْ مَا نِحَاسبْهُمْ

سَلْموهَا لِلرِيحْ....جَنْهَا مُو سِفينتْهُمْ

بَسْ بِالتَّصَارِحْ.... إقْبَضْ مِنْ (دَبَشْ) عَنْهُمْ

وْمنْ صَارْ مَا صَارْ

مَا حَرْكوْا قَدَمْ عَنْ قَدَمْ

****

يا نَاس وْكَعْنَا بْسُوَّيْرَهْ....وْدِخْنَا وْضِعْنَا يَهْلِ الغِيرَهْ

الغَرْبِي مْوكَّعْنا بْحِيرَهْ....والشَّرْجِي ثَابُرْنا ثِبيرَهْ

وهَا لرّوْج الماخِذْنَهْ كَسِيرَه....مِنْ كُل صَفْحهْ وْمِنْ كُلْ دِيرَه

كُل هذي الأحْوالْ بْجِفَّه....ومَوقِفْ لِمْلاليحْ بْجِفَّه

جَازَوْا كُلْهُمْ مِنّ الدَّفَّه....وكُلْ وَاحِدْ صَارْ بْفَدْ رَاي

خَايفْ توْكَفْ عِدْنَا الزَّفَّه....ويِمْشِي مِنْ جَوَّانَا الْماي

حِرْنا وضَيَّعْنا التَدْبِيرْ....ومِنْ يِدْري بَاجِرْ شِيصِيرْ

الله الْعَالِمْ هُوَ الْحَيْ

****

لِسْفِينَه مُوُ رَاحْ....تِغْرَكَ يا رَبعْ وحْنا هَمْ

سَامَتنا لِرْيَاحْ....ضَيْم وذِلْ، عَذَابْ وألَمْ

شِفيدِ الصْيَاحْ....شِيفيدِ الألَمْ والنِّدَمْ

يَاعَالَمْ الدَّادْ....طَرْشَة مِلِحْ طَرْشَتْنا

مِنِّ العِنَبْ عَادْ....جِزْنَا نْرِيدْ سَلَّتْنَا

وحَكَ رَبِّ الْعْبَادْ....بَسْ تخْلَصْ سَفينَتْنَا

لنْصَلِّحْ اصْلاحْ

ونْسَيْسِ الرَّبُعْ بِالبَلَمْ

****

يا نَاسْ بلِيَّتْنَهْ بْليَّه....سَوْدَه مْصخْمَهْ صْخَام ولِّيَّه

لِسْفينَهْ بْليَّهْ صَارِيَّه....وْلِشْراعْ الْبِيهَه عَارِيَّه

وْوَزنَة لِمْلالِيحْ وْكيَّه....كُلمَنْ دَ يْكَلَّكْ شَعْلَيَّه

كُل واحِدْ مَشْغُولْ بْشُغْلَه....وْخُبْزَه مْأمَّنْ جَوَّه السَّلَّه

هوَّ لازِم بيديْه حِلَّه....وكَاعِدْ لكْ مِرْتاحْ الْبالْ

شِيهِمَّهْ مْن الْعالَمْ كُلَّه....وحَمِّلْ مِنْ هَا لْمالْ جْمالْ

شِرْكَتْ لوْ غَرْبَتْ بِالقِيرْ....مَا عِنْدَهْ بْعير بْهَا لْعِيرْ

خَلْ يَا خُذْها الدنيا الْمَيْ

****

مِمْتَحْنِينْ بْهذي الْمِحْنَهْ....لا لِلنَّارْ وْلا لِلْجَنَّه

مِنّانَهْ الشّرْجِي مْهَدِّدْنهْ....ومِنَّانَهْ الغَرْبي معَاكِسْنَا

وْلا عدْنا جْنَاحْ نْطِيرْ احْنا....وَيْن نْوَلّي وْنِنْطِي وَجهْنَا

هوَّ الخَابِرْها يْدَبِرّها....يْشَرِكَهْا يْرِيدْ يْغَرِبهْا

وِصْلَتْ حدْها وْمِنْ شِدَّتْها....خْتِنْكَتْ ونْحِبْسَتْ لَنْفَاسْ

ضاكَتْ كُودْ الله يِفْرِجْها....ويْجِيبْ الرّاسْ عْلى الرَّاسْ

يَا عَالَمْ كُل حَالْ يْزُولْ....ما تْظَلْ هِيجي مُو مَعْقُولْ

وآخِرْ كُلْ عْلاجْ الجَيْ

يعَرَبْ كِثروأ لِمْلاليحْ....وسْفِينَتْنا غُرفَتْ مَيْ



معاني بعض كلمات المونولوج كما ذكرها المؤلف الاستاذ عزيز علي :



الروج : الموج

الملاليح : الملاحون

دَبَشْ : دبش كان رجلاً كذاباً أفاقاً ، محتالاً

سُوَّيْرَه : فتّالة مياه

حِلَّه : حصّته

تفسيري العام للمونولوج :



الفنان عزيز علي يخاطب العرب قائلاً : يا عرب ، لقد كثر الملاحون وسفينتنا قد غرفت الماء ، و الرياح تعاكسنا وكذلك الأمواج العالية. يا أصحاب المعرفة لقد أصبحت حالتنا في خطر وقريبة إلى العدم ، ويناحرنا تيار يجرفنا الى مصير مجهول لا تحمد عقباه ( نساق فيه كما تساق الأغنام ). و اقول لكم يا اهل الرحمة باننا لو سلمنا من هذه الأخطار فسنحاسب هؤلاء الملاحون الذين أسلموا السفينة الى الرياح وكأنها ليست سفينتهم ولم يقدموا شيئاً اكثر من التصريحات الجوفاء الكاذبة ، ولم يحركوا ساكناً (ساقاً واحداً ) عندما داهمتنا الأخطار.



ايها الناس لقد وقعنا في مطبه مائية دوختنا فبقينا تائهين : فالغربي ( المعسكر الغربي ) أوقعنا في حيرة والشرقي ( المعسكر الشرقي ) مصر على ملاحقتنا ، والأمواج العاتية تدفع سفينتنا الى مختلف الاتجاهات. ولكن كل هذه الأوضاع الصعبة بكفة وموقف الملاحون ( القادة ) المشين بكفة اخرى فهم قد تخلوا عن دفة السفينة ، وأصبح لكل ملاح رأي خاص به ، والخوف هو من حصول عطل في آلات السفينة يؤدي الى غرقها . ووسط هذه الأحوال المخيفة لا ندري ماذا سيحدث لنا غداً ، والله الحي هو العالم بما تخبئه لنا الأقدار.



ان السفينة توشك على الغرق ... فهذه الرياح العاصفة والتيارات الجارفة تسومنا الضيم والذل والعذاب والألم. ولا فائدة من الصياح والنواح ولا فائدة من التألم والندم ، لقد وصلنا الى حد نريد فيه سلامة السفينة لاغير وانقاذ ما يمكن انقاذه والخروج بأقل الخسائر ( لقد تخلينا عن العنب ونريد فقط استرجاع السلة - مثل شعبي ). ونحن نقسم برب العباد بالقيام بالاصلاح ومحاسبة الحكام حال إنقاذ سفينتنا .



ان البلاء الذي ابتلينا به ، ايها الناس ، هو بلاء كبير : السفينة قد غدت بدون صارية وشراعها على وشك الوقوع...والملاحون يتنصلون من مهامهم وواجباتهم حيث ان كل واحد منهم مشغول بنفسه وينال حصته وما يريده بالخفية ( خبزه مضمون تحت السلة - مثل) وهو بذلك مرتاح البال ولا يهمه ما يحدث لركاب السفينة او ما يحدث في العالم.



لقد امتحنا بهذه المحنة فلا نحن للنار ولا نحن للجنة ( مثل)...فمن جهة "الشرقي" يهددنا ومن جهة أخرى "الغربي" يعاكسنا ، ولا ندري ماذا نفعل والى اين نذهب ونتوجه فليست لدينا أجنحة كي نطير. لقد ضاقت الأمور ووصلت شدتها الى حد الاختناق و انحباس الأنفاس ونأمل الفرج من الله..وكل حال يزول ولا يمكن ان ان تبقى الأمور هكذا...وان آخر الحلول هو العلاج بالكي ( اي الثورة ).

السفينة
للفنان عزيز علي

د.نعمان
29/05/2011, 22h51
مونولوج بستان



سبق وان ذكرت السبب الذي من أجله كان الفنان عزيز علي يكتب معظم منظوماته في اللغة العراقية الدارجة و كما جاء على لسانه في كتاب "عزيز علي تاريخ وتراث" ومن مقابلات أُجريت له. والسبب هو ان نسبة الأُمية بين الغالبية الساحقة من الناس (الفلّاحين وسكان الأرياف ) التي تمثل الشطر الأعظم من مجموع سكان العراق وحتى عام 1952 كانت تتجاوز التسعين بالمائة. ويقول عزيز علي "فمن أجل شرح أبعاد الوطنية وما تفرضه عليه المواطنة (المقصود هو الفلاح) من حقوق ، كان عليَّ أن أحدثه بلغته الدارجة وبتعابيره ، في ضوء تعلّقه بأرضه وزرعه وثمار بستانه. وهكذا فعلت في مقالي الملّحن الذي اطلقت عليه إسم { بستان } وأذعته سنة 1952".



الا ان الفنان عزيز علي في مونولوج { بستان } اراد ان يوجه رسالة الى الجماهير العربية فنظم ترديدة بالعربية الفصحى تُرَدَّدْ بعد كل مقطع من المونولوج بلسان جوقة الإذاعة ولكنها تمثل في الواقع الجمهور العراقي الذي " يدعو الأمة العربية جمعاء الى الجهاد في سبيل حماية خيرات بلادنا وثروات أراضينا من طمع الطامعين " . تقول الترديدة :



يا بلاد العربِ....جددي عهد النبي

جاهدي لا تتعبي....أقدمي لا تَرهَبيمَهدُنا يا قوم أمسى موطئناً للأجنبي




وهذه الأبيات ومنظوماته الأخرى في اللغة العربية الفصحى تدل على قابلية الفنان عزيز علي وتمكنه من التأليف في اللغة العربية الفصحى وكذلك المحلية الدارجة.

والواقع هو ان عزيز علي الذي صور العراق ببستان يشبه الجنه اراد في الحقيقة قول نفس الشيء عن باقي الدول العربية التي هي بستان واحد ( وطن واحد ) غني بالخيرات التي تثير اطماع الأجنبي مما جعلها "موطئاً للأجنبي".



كلمات المونولوج


يَا جَمَاعَهْ والْنَبِي

إحْنا عِدْنَا بِسْتَانْ....جَنَّهْ مِنْ هَالجْنَانْ

بِيهَا مَا تِشتَهِي الأنْفُسْ....والفَواكِهْ أَلْوانْ

والأَرِضْ مَفروشَه سُنْدسْ....كُلْهَا وَرْد ورَيْحانْ

وبِيهَا الأَنْهارْ تِجْرِي....مِثِلْ دِجْلَه والْفُرَاتْ

لوْنْ مَيْهِنْ لْونْ خَمْرِي....مُو خمُرْ مَاء الحَياة

لكِنْ اللّي يدْرِي يدْرِي....وأكْثَر الْعَالَمْ مَتِدرِي

سِرْنَا مَحَّدْ يِدرِي بيه

وَقُفْ هَالبِستان ذُرِّي....صَايرَهْ لِلأجْنَبي

****

ترديدة المجموعة الغنائية :

يا بِلادَ الْعَرَبِ....جَدِّدِي عَهْد النَّبِي

جَاهِدي لَا تتعَبي....أقْدِمي لَا تَرْهَبِي

مَهدُنَا يَاقوْم أمْسى مَوْطِئاً لِلأجْنَبِي

مِنْ أقَاصِيْ حَضْرَمَوْتٍ لِأقَاصِي المَغْرِبِ

****

يا جَماعَهْ والنَبِي

هذِي والله بِسْتَانْ....ما مِلَكْهَا إِنسَانْ

وِحْنَا يَا وَسْفَهْ أَهَلْهَا....تَارْكيهَا مْنِ زْمَانْ

دِشَرْ كُلمَنْ جَا دِخَلْها....صَايْرَهْ {خَان جْغَانْ }

بَابَهَا مْفَلَّشْ مْهَدَّمْ....والحَراميَّهْ تْحُوفْ

وطَوْفْهَا مْعَرْعَرْ مْثَلَّمْ....واكَعِيلَكْ بِيهَا حَوْفْ

والْنَوَاطِيرْ النَّشَامَهْ....ذوْلَهْ حِلْوِينْ الْجَهَامَهْ

صَلَوات عْلى النَّبِي

نايْمِينْ شْلوْنْ نوْمَهْ.... مِسْترِيحَه بْمَذْهَبِي

****

يا جَمَاعَهْ والنَّبِي

هذِي والله بِسْتَانْ....تِمَنَّاهَا رَضْوَانْ

كُلْنا مَوْلُدين بِيهَا....مِنْ نَزَارْ وقَحْطَانْ

دَارْ سُكْنى وسَاكْنِيهَا....وِلِدْ عَمّ وأخْوانْ

جَنَّا عُصْبَهْ شْكَدْ قَوِيَّه....جِنّا نِرْعِدْ لِلرعُودْ

وْمِنْ لِفَوْا هَالْحَرامِيَّه....وفرِّقوْنَا بْهَا لْحُدوُدْ

أصْبَحْ الرّاعي رَعيَّه....وصِرْنَا كلْنَا نْأَدِّي جِزيَهْ

يَا عَرَبْ لِلأَجْنَبِي

وانْطُفَتْ ذِيجْ الْحَمِيَّه....وِالْزِلِمْ لِبْسَوْا عِبِي

****

يا جمَاعَهْ والنَّبِي

هذِي والله بِسْتَانْ....هْوايَهْ إلهَا عدْوَانْ

طَامْعِينْ النّاسْ بِيَها.... مِنْ زَمَانِ الرُّومَانْ

غِدَتْ يَا وَسْفَهْ عَليهَا....الْيَوْم وَكْرِ الْغِرْبَانْ

وحْنَا إسْم الله عَلَيْنَا....كَاتْلَتْنَا الزّعَامَاتْ

مِلْتِهِينْ بْقَالْ وقِلْنَا....وبْجَدَلْ ومْهَاتَراتْ

يا عَرَبْ مِحْنَتْنَا مِحْنَهْ....بَعَضْنَا يْضَادِدْ بَعَضْنَا

والثَّمَرْ لِلأجْنَبِي

ييْزي مْو والله انْظِلَمْنَا....و الظُلُمْ مِنْ يِرضَهْ بِيه

****

يَا جَمَاعَهْ والنَّبِي

مِنْ حُقُوقْ الإنْسانْ....بِالْعُرُف والأدْيَانْ

يْعِيشْ حُرِّ الْفِكِرْ حُرْ الْرّاي حُرْ اللِّسَانْ

يْعِيشْ آمِنْ مطمئنِّ الْبَالْ كائِنْ مَنْ كانْ

لكِنْ الظّالِمْ تِجَبَّرْ....سِلَبْ حْقُوقِ الْعِبَادْ

وانْطِوَهْ كَلْبَهْ على الشَّر....عَاث بِالدّنْيَا فَسَادْ

والظُلُمْ لوْ دَامْ دَمَّرْ....يِحْرِكَ اليَابِسْ والْأخْضَرْ

واللّي مَا يْصَدِكَ غَبِي

يَا عَرَبْ الله أكْبَرْ....أمَّة الْعُرْبِ ثِبِي !



معاني بعض الكلمات كما وردت في كتاب "عزيز علي" :



عِدْنا : عندنا - لدينا

دِشَرْ : منفتحة – مفتوحة

خَانْ جْغَانْ : خان قديم كان في بغداد ، مشهوراَ ، خاص بصاغة الذهب

تْحُوفْ : تسرق

مْعَرْعَرْ : مفتّق

يْيزِي : يكفي



ربما هذا المونولوج الذي يعد أحد أهم وأشهر ما أنتجه الفنان عزيز علي هو من أسهل منظومات الفنان علي عزيز فهماً على القارئ والمستمع العربي ، ومع هذا سأقدم تفسيري العام المتواضع له :



لقد أعتاد الفنان ان يبدأ مونولوجاته بمخاطبة الجمهور بعبارة شعبية محببة يتداولوها الناس في حياتهم اليومية مثل ياعرب او يا ناس . في منظومة بستان يبدأ بعبارة يا جماعة والنبي.



ان لدينا بستاناً ( العراق ... الوطن العربي) يعد جنة من الجنان وفيه كل ما تشتهي النفس من مختلف انواع الفواكه وغني بالخيرات وفيه الزهور والأنهار مثل دجلة والفرات . وهناك قلة تدري وأكثرية لا تعلم ان خيرات هذا البستان أصبحت ملكاً للأجنبي ( وَقُف ذُرِّي للأجنبي).




ان هذا البستان يحلم الانسان امتلاكه ، وللأسف فاننا أصحاب وأهل هذا البستان قد تركناه واهملناه منذ زمان الى حد ان بابه أصبح مهدم والدخول اليه صار سهلاً وكأنه "خان جغان" { مثل يضرب عن حالة الميوعة في السيطرة على دخول مكان ما } ، مما افسح المجال لدخول اللصوص ( المقصود بالطبع هوالمستعمر الأجنبي ) وسرقة ما فيه ، اما حراس البستان ( المقصود هو الحكام والمسئولين ) فهم في غفوة ونوم مستديمين.



ان هذا البستان الجميل ( الوطن العربي ) الذي هو محط أنظار الجميع قد ولدنا فيه ( من نزار وقحطان ) ونسكن ونعيش فيه بطمأنينة و سلام وكلنا فيه أخوان و أولاد أعمام ، وقد كنا عصبة قوية وكنا أقوياء (نرعد للرعود). ولكن منذ مجيء هؤلاء اللصوص اللذين بثوا الفرقة بيننا واصطنعوا تلك " الحدود " تحول الراعي الى رعية وأصبحنا جميعاً نؤدي الجزية الى الأجنبي ، وجَرَّنا الى مساوئ اجتماعية مثل انطفاء الحمية والخوف ( الزلم لبسوا عبي : اي ان الرجال لبسوا العباءات وهذا مثل يضرب في الرجال اللذين بسبب الخوف يسكتون عن الظلم الذي يلحق بهم ولا يدافعون عن انفسهم ولا عن أهلهم وممتلكاتهم).



ومنذ زمان الرومان ..لهذا البستان أعداء وطماع كثيرون وللأسف اصبح وكراً "للغربان" ( وكراً لمن هب ودب ) ، اما نحن فنتقاتل فيما بيننا على الزعامات ومشغولين بالقال والقيل والجدل والمهاترات. ان محنتنا يا عرب محنة كبيرة فكل واحد منا ضد الآخر...اما الثمر فيجنيه الأجنبي. كفاية ما لحق بنا من ظلم ...وهل هناك من يقبل بالظلم ؟ .



المقطع الأخير لا يحتاج الى شرح فهو يتكلم عن ابسط حقوق الإنسان المتعارف عليها مثل حرية الفكر والرأي واللسان والعيش الآمن ، وكيف ان الظالم قد تجبر وبنوايا شريرة مسبقة سلب تلك الحقوق وعاث بالدنيا فساداً. الا ان الظلم ان دام دَمَّرْ وسيحرق الأخضر واليابس ومن لا يصدق ذلك فهو "غبي". ويطالب العرب أخيراً بالوثبة والنهضة.

بستان

كلمات وألحان وإنشاد

عزيز علي

د.نعمان
18/06/2011, 21h30
من الملاحظ ان عام النكبة 1948 ترك في نفس الفنان الراحل عزيز علي أثراً بليغاً، وكان حصيلة ذلك إنتاج خصب من المنظومات الشعرية المغناة التي تطلق حمماً بركانية من النقد اللاذع والساخر والعنيف حيال الأنظمة العربية القائمة آنذاك ، ومن تلك المنظومات مونولوج {تهنا}.



يقول الأستاذ الراحل عزيز علي انه سبق وان نظم مقالين شعريين ملحنين ( اي مونولوجين) تحدث فيهما "عن ضياع الإنسان العربي ، في متاهات حكامه وقادته ، وتذبذب سياساتهم ، واستمرار خلافاتهم مع بعضهم ، في أمور تافهة ، في وقت كان الواجب القومي يحتم عليهم ، ونحن نجتاز ظروفاً صعبة ، قد تقرر مستقبل الأمة العربية ، ان يتكاتفوا ويلتحموا في وحدة متراصة لمجابهة دسائس المستعمرين ، وأخطار ربيبتهم إسرائيل ، التي باتت تهدد كيان الأمة العربية بصورة عامة" .




ووسط أجواء مأساوية يسودها على حد قول عزيز علي "المهاترات بين بعض الحكام العرب وتبادل الشتائم ونشر الدعايات الفارغة التي تضر بمصلحة الأمة ، وهذا ما يريده المستعمر وترقص له طرباً إسرائيل " ، أذاع الفنان مونولوجه { تهنا } عام 1948 ليعلن فيه مشاعره وأحاسيسه التي هي في الحقيقة "مشاعر السواد الأعظم من أمة العرب".



يقول الأستاذ عزيز علي : "بهذا المقال تصورت أننا تائهون في صحراء كبرى ، الدروب فيها مطموسة بالرمال لا أثر لها ، بفعل الرياح العاصفة التي أخذت تتقاذفنا ، ذات اليمين ، تارة ، وذات الشمال ، تارة أخرى.

ولكننا رغم كل هذا كنا مصممين على الخلاص من تلك المحنة ومن ذلك التيه ، وكنا على يقين تام من أن أحداً سيقودنا إلى درب الأمان ويوصلنا إلى مسلك السلامة ".



تِهنَا



تِهْنَا بْهَا لبَيْدَهْ وضَيَّعْنَه....ويْتِيهْ اللّي مَالَهْ دِلِيلْ

بَسْ نِتْلافَتْ يِسرَهْ ويِمنَهْ....وْلانِدْرِي لْيَا درْبْ نْمِيلْ

وَيْن الْحَيْد اللّي يِرْشدْنَه

****

دَرْبْ يْصِدْنَا ودَرْبْ يْرِدْنا....سَاعَهْ نْحطْ وسَاعَهْ نْشِيلْ

يَعَرَبْ مَا وَجَدْنَا دَرُبْنَا....وضَيَّعْنَا الأُثَر الله وَكِيلْ

غَرَّبْنَا وْمَا وْصَلْنَا لَهَلْناَ....تْعَبْنَا وغِدَهْ واحِدْنَا نِحيلْ

ولْو شَرَّكَنَا يَا وَيْل إلنا....مَوْتْ أحْمَرْ وعْلاجْ طْويلْ

وفَوكَ الضَّيْمْ تْلاجِ زِلِمْنَا....لوْ أَطْرَشْ لوْ سَادِدْ إِذْنَهْ

وحْنَا نْعِّيِطْ يَعَرَبْ ضِعْنَا....وَيْن اللّي يْدَلِينَا سَبِيلْ

مَا تَاهَوْا بِا لْبَيْدَهْ مِثِلْنَا....لَا وَالله شَعْب اسْرائيلْ

وَيْن جِنَّا وْوَيْن صرْنَا

****

خْبَرْنَا الزِّلِمْ بْيوْم المِحْنَهْ....عْرَفْنَاهُمْ مِنْ ذَاك الْحِينْ

جَرَّبْنَاهُمْ وتْعَلَّمْنَهْ....وخْتمْنَا وصِحْنَا آمِينْ

كلْمَنْ طَبَّلْ إحْنَا رْكَضْنَه....ومْشَيْنَا ورَاه فَرْحَانِينْ

تَالي بْنِصِّ الدَرُبْ تْركْنَه....لا طَيْبِينْ ولا مَيْتِينْ

كَالَوْا لَكْ هَوْسُوا هَوَّسْنَه....طَبْلُوا طَبَّلْنَا وَزَمَّرْنَه

طْحِينجْ نَاعِمْ عَاهَالرَّنَّهْ....كُلْ سَاعَهْ ولَنَّا مْهَوٍسِينْ

وبَيْن الضِّحْكَهْ وبَيْن الوَنَّهْ....يَعَرَبْ ضَيَّعْنَا فَلَسْطِينْ

وْبِا الأمْرِ الْوَاقِعْ سَلَّمْنَا

****

ظَلّيْنا نْكَولْ إحْنَا وإحْنَه....وْننْظُم شِعِرْ وكَوْلْ وكَصِيدْ

وْلَمَّا الخَطَرْ دْهَمْنه بِهَتْنَه....واسْتَسْلَمْنَا بْلا تَقْيِيدْ

يَعَرَبْ لا بْهَوشَهْ ولا بْطَعْنَهْ....ذْهَبْنَه وهذا مْنَ الله وعِيدْ

وفَوْكَاهَا خْتِلفَتْ جِلْمَتْنَه....وتْشَرَّدْنَا شَر تَشْرِيدْ

يِبْلاهْ الله اللّي تَيَّهْنَه....واللّي بِذَرْ بْذُورِ الْفِتْنَه

خَلينَا العِدْنَه وْما عِدْنَه....وهَسّا نِصْفِجْ إيدْ بْإيدْ

عَذْبوْنَا يْعَذِبْهُمْ رَبْنَه....(إنَّ عَذَابَ الله شَدِيدْ)

وْوَيّاهُمْ هَمْ حْسَابْ الْنَا

****

يَا عَالَمْ اللهْ يْسَاعِدْنَا....تِهْنَا وْمَا وَيَّانَا دِليلْ

وهذا يْجِرْنَا وذَاكْ يْعُرْنَا....وَيَّا الهَوا كُلْسَا دَنْمِيلْ

شْكَدْ رِدْنَا وعَيَّطْنَا وصِحْنَا....وْلَكْ يَمْعَوْدِينْ انْطُوا كَفِيْلْ

وخَلُّنَا نْشُوفْ حْنا دَرُبْنَا...وفُكونَا مْن الْقَالْ وقِيلْ

يَا نَاسْ مْصِيْبَهْ مْصِيبتْنَا....حِرْنَا وتْحَيَّرْنَا بَاْمُرْنَا

كُلْنَا بْهَلْ حَالْ الله يْعِزْنَا ....مِنْ لِعْراكَ لْوَادِي النِّيلْ

لَا ألله يِرْضَهْ بْهَاي الْنَا....ولَا القُرْآن ولَا الإنْجِيلْ

سْبَكَنا الكَفُل واحْنَا عِكَبْنا



معاني بعض الكلمات كما فسرها الأستاذ عزيز علي :



الْحَيْد : البطل

نْحطْ : نرتاح

نْشِيلْ : نستأنف السير

وَجَدْنَا : نهتدي ، نتأكد

غِدَهْ : بات

لوْ : إمّا

الْرَّنَّهْ : النغمة

انْطُوا : تمهّلوا

بْهَاي : بهذه



تفسيري الموجز للمونولوج للأخوة الذين لا يعرفون اللهجة العراقية الدارجة :



لقد أصبحنا تائهين في هذه الصحراء التي أضعنا فيها الطريق ، وهذا يحدث لمن ليس لديه دليل ( المقصود هنا قائد او حاكم محنك). أخذنا نلتفت الى اليسار والى اليمين ، ولا ندري الى اي درب نميل. أين البطل الذي ينقذنا (يرشدنا).



ووصلنا أما الى درب مسدود يصدنا أو الى درب يردنا على أعقابنا ، فتارة نتوقف للراحة وتارة نتابع المسير. ولم نهتدي ، يا عرب ، الى الطريق الصحيح الذي فقدنا أثره. فعندما اتجهنا نحو الغرب لم نصل الى أهلنا (هدفنا ) وأتعبنا وأنهكنا هذا الدرب. و لو اتجهنا صوب الشرق فالويل لنا لأن الموت الأحمر ينتظرنا وسيكون العلاج طويل. و فوق كل هذا الحيف والهم ، فأن قادتنا هم أما مصابين بالصمم او لا يريدون ان يسمعوا...ومن جانبنا فنحن نصرخ ونصيح : يا عرب لقد ضِعْنا وفقدنا الطريق الصحيح ، فأين الذي يرشدنا ويدلنا إليه ؟. لم يتيه في الصحراء احد مثلنا ولا حتى بني إسرائيل. أين كنا ...وأين أصبحنا.



لقد جربنا قادتنا الحكام (الزلم) في يوم المحنة (المقصود حرب فلسطين) وتعرفنا عليهم منذ ذلك الحين ، وتعلمنا الدرس. كلما طَبَّلَ أحد (أي حاكم عربي) ركضنا وسرنا خلفه فرحين، ثم يتركنا وسط الطريق ، فلا نحن أحياء ولا نحن أموات. قالوا لنا أهتفوا..هتفنا ، أقرعوا الطبول..قرعنا الطبول وزمرنا (طحينج ناعم عاهالرنه ، مثل شعبي). ولكن بين الضحكة والأنين ضيعنا يا عرب فلسطين وسلمنا بالأمر الواقع.



وبقينا نتباهى ونقول نحن ُ ونحنُ ، وننظم الشعر ونقرأ القصائد ونلقي الكلمات...وعندما داهمنا الخطر بهتنا وتفاجئنا به ثم استسلمنا بلا قيود. وذهبنا هكذا وكأن هذا هو الموعود (لا بهوشه ولا بطعنه ، مثل شعبي). وإضافة الى ذلك فان كلمتنا نحن العرب قد اختلفت ، وتشردنا شر تشريد. لتحل اللعنة على من جعلنا نتيه ونفقد الطريق (المقصود الحكام ) وعلى من زرع بذور الفتنة بيننا (المقصود الاستعمار والأجنبي). اننا وَضَّبنا كل ما لدينا من إمكانيات والآن أصبحنا صفر اليدين ( نصفق ايد بأيد ، مثل شعبي). لقد عذبونا ، فليعذبهم الله (ان عذاب الله شديد) ، وسيكون لنا معهم حساباً (الوعيد بالثورة).



نطلب من الله المساعدة فقد تهنا ونحن بدون دليل (بدون قادة مخلصين) : فهذا يجرنا الى هنا وذاك الى هناك ، وأخذنا نميل حسب اتجاه الريح. وفي نبرة من الألم والندم يقول الفنان الذي كانت قضية فلسطين شغله الشاغل وهمه الأول : كم من المرات رددنا وصرخنا قائلين : ترووا يا حكام وأعطونا الفرصة لنرى بأنفسنا الدرب المستقيم ودعونا من القال والقيل. ولكن مصيبتنا كبيرة ونحن حائرون ، وكلنا في هذه الحالة : من العراق والى وادي النيل ، ولا يرضى لنا بهذه الحالة المزرية لا الله ولا القرآن ولا الأِنجيل.

عزيز علي

في مونولوج

تهنا

د.نعمان
18/06/2011, 23h00
عزيز علي

مونولوج صَل عَا لنَّبِي


لهذا المونولوج قصة طريفة تستحق الذكر يرويها الفنان بنفسه ، أليكم خلاصتها . اعتاد رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد ان يتفاخر بإنجازاته في كل مناسبة ، ويجري مقارنة بين عراق اليوم (آنذاك) المتقدم وبين وضعه المتخلف في العهد العثماني قبل 30 – 40 سنة...حيث لا جسور حديدية ولا سدود ولا طرق مبلطة ولا محطات إذاعة ولا كهرباء...أما ألان فكل المستلزمات الحضارية متوفرة، على حد قول نوري السعيد ويعد بقرب إنشاء فندق فخم هو فندق هلتون. كان الجمهور العراقي يتناول تلك المقارنات بالتهكم والسخرية.

وقرر فنانا الكبير عزيز علي تناول هذا الموضوع فألف ولحن مونولوجاً بعنوان صل عا لنبي أداه من إذاعة بغداد عام 1954 وردد فيه أقوال رئيس الوزراء ومقارناته بأسلوب خاص ، وجعل الجمهور(الممثل بجوقة الإذاعة) يسخر من تلك الأقوال ، فكانوا يرددون بعد كل مقطع من مقاطع المونولوج ترديدة ساخرة يتهمون فيها صاحب تلك الأقوال (اي الفنان ) بالخيانة وقبض الثمن. وهذا لعمري اسلوب نقدي تهكمي ذكي. الترديدة تقول :



صَل عَا لنَّبِي صَل عَا لنَّبِي...واصِل أياغَه هَا لصِبِي

مالِح وطَيِّب لَبْلَبِي...خوْش زْلِمَه هَا لجَلَبِي

( مُختار ذاك الصوْب ) هَمْ...ممنون مِنَّه والنَّبِي

الّلهُمَّ صَلّي عَا لنَّبِي



و{ مختار ذاك الصوب } كنية يطلقها ابناء بغداد على المندوب السامي البريطاني ، اي السفير البريطاني. واضطر الفنان فيما بعد وبسبب الضغوط التي تعرض لها الى تغير هذه العبارة الى
عبارة { إحنا أهل بغداد } وحتى غياب تلك الترديدة من بعض التسجيلات. وعبارة "صل عا لنبي" تستخدم في العراق للتعبير عن الإعجاب بنجاحات و انجازات معينة ويمكن ايضاً ان تستخدم للتعبير عن عكس ذلك أي للتهكم ويفهم المعنى المراد في هذه الحالة من طريقة اللفظ وصياغة الجملة. و "واصل أياغه ها لصبي" هو مثل يراد منه ان هذا الذي يتكلم قد استلم مبلغاً او مكافئة لقاء كلامه. اما "مالح وطيب لبلبي" فهو ايضاً مثل ساخر يراد منه هنا : أن طعم الحمص المسلوق طيب ، اي ان المبلغ المقبوض له أثره وثمنه.و "خوش زلمه هالجلبي" ايضاً مثل تعبيري يقصد منه ان هذا الشخص الذي يردد تلك الأقوال عن تلك الإنجازات هو رجل جيد وحسن النية. وان" مختار الصوب" او المندوب السامي ممتن له.



المفارقة الطريفة هي ان رئيس الوزراء الباشا نوري السعيد قد استمع الى هذا المونولوج وكذلك مونولوج "السفينة" بالصدفة عندما زار دار الإذاعة العراقية سنة 1954 وكان عزيز علي ينشد مونولوج السفينة مباشرة على الهواء . كان الباشا واقفاً وراء زجاج غرفة المراقبة يرى ويسمع باستياء الى تلك الكلمات المتمردة ، وتصور للوهلة الأولى بأن عزيز علي يرتجل الكلمات ولم يلتزم بالنص الأصلي الذي حصل على موافقة مدير الإذاعة. وحال انتهاء الفنان من الوصلة الأولى ، دخل الأستوديو مهندس الإذاعة طالباً من عزيز علي دفتر الجيب الذي هو بخط الفنان ويضم مجموعة المنظومات ليطلع عليها الباشا. أخذ الباشا يتابع الوصلة الثانية ويطابق أقوال عزيز علي مع ما هو مدون في الدفتر كلمة كلمة. وبعد الانتهاء من الإلقاء استدعاه الباشا في الأستوديو وأعلن عن استياءه من كلمات المونولوجين ( السفينة وصل عا لنبي ) وغادر الإذاعة بعد ان دس في جيبة دفتر المجموعة. وانتهت الحادثة باستدعاء عزيز علي ومدير الإذاعة الأستاذ حسن الدجيلي الى ديوان رئيس الوزراء ، حيث طلب الباشا من الفنان الكف عن هذا الاسلوب في النظم وتكريس موهبته الى إبراز "مكتسبات وإيجابيات " الحكومة القائمة آنذاك . كما انتهت الحادثة بإعفاء مدير الإذاعة من منصبه. الجدير بالذكر ان عزيز علي لم يكف عن اسلوبه الساخر والناقد للحكومة والمستعمر بل ازداد حدة وان كان اكثر حذراً.



صَل عَا لنَّبِي



يَا سَامْعِينْ الصَّوْتْ صَلُّوا عَا لنّبِي....سِمْعُوا حَجي مَضْبوطْ مِنْ خوْش صِبيْ



يَا نَاسْ إحْنا بْسَنْةِ الألف وتِسِعْمِيَّه

جِنَّا وْيَا الأتْرَاكْ وحْكُومَتْنَا تُرْكيَّه

حَالَتْنَا جَانَتْ فَايْنَهْ (صْخامْ ودِهِن لِيَّه)

واليوْم يَا أسْلَام....صَلُّوا عَا لنَّبِي

تْحَقِّقَتْ الأحْلَامْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

حَصَّلْنَا إسْتِقْلالْ وحْكُومتْنَا شَعْبِيَّه

الحَمْدُ لِلّهْ والشُّكُرْ ديموُقْراطَّيَّة

****

يَا نَاسْ يَا مَخْلُوكَ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

لا تْطلِّعُولي فْتوُكَ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

هَا ليَوْم إحْنَا بْصَايَة الله مِيَّه بِا لمِيَّه

دَنْعيش مِتْرَفْهِينْ وبْنِعْمَهْ إلهيَّه

شنْرِيدْ مِنْ الله بَعَدْ هَمْ دِينْ هَمْ دِنيَه

والْخَيرْ لِيجِدَّامْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

مِتْحَسّنَه الأيَّامْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

لِعْراكَ كُلَّه الْيَوْم يِرْفِلْ بِا لرَّفَاهِيَّه

لَا جُوعْ عِدْنَا وْلَا فَقِرْ والعِيشَه مَرْضِيَّه

****

يَا نَاسْ مِتْوهْمِينْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

هَا ليَوْم مِتْقَدمِينْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

صَدْكَوا بْزَمَانْ الْفَاتْ جَانَوْا الأفَنْدِيَّه

لْيِقْرُونْ ويْكِتْبُونْ عِدْنَا ثْنَينْ بِالمِيه

وثْمَانيَهْ وتِسْعِينْ أُمِيّينْ ( ألايْلِيَّه )

والْيَومْ (بالمِشْخَابْ)....صَلُّوا عَا لنَّبِي

الْفَلّاح بِيدَهْ كْتابْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

مَاشَا الله تْعَلَّمْنَا حَتّى الأنْكَليزيَّه

يَا نَاسْ بَسْ وَيْنِ الْجَهَلْ ؟ ويْن الأُمِّيَّه

****

جِنّا بْزَمَان الفَاتْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

لْيِتْوَجَّعْ إحْسِبْ مَاتْ...صَلُّوا عَا لنَّبِي

لْمْرَاضْ جَانَتْ تِفْتِكْ بْهَا لنَّاسْ يَوْمِيَّه

لاكُو طَبيبْ الْيِفْتِهِمْ لا كُو مَجِيدِيَّه

الطَّاحْ راحْ بْسَاعْتَهْ بْصُورَه طَبِيعيَّه

بْزَائِدَه دُودِيَّهْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

لَوْ حِمَّهْ مَلْطِيَّهْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

والْيَوْم لوْ تِقْرُونْ نَشْرَتْنَا الطِبّيَّه

الْوَفيَّاتْ ثْنَيْن هَمْ بْسَكْتَهْ قَلْبِيَّه

****

يَا نَاس مَتْنِصفُونْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

تْعرْفُونْ وتْحِرْفُونْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

رْجَالْ ذَاك الْيوْم جَانَوا (حَنْقَبَازِيَّه)

نِمْشِي بْيَادَهْ وْيَاهُمْ وهُمَّهْ (سْوَارِيَّه)

والحُكُمْ جَانْ يْسَايِرْ (الصَّف أَرْقَداشِيَّه)

هذَا ابْن عَمّ فْلانْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

وْذَاكْ اخُو شيخ فْلانْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

واليوْم نِحْمِد الله لا كُو مَحْسُوبِيَّه

ولَا مَنْسُوبِيَّهْ تَرَه وْلَا لِحْيَّهْ وِلْحِيَّه

****

يَا نَاسْ سكْتُوا عَادْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

لا تْعَانْدُونْ عْنَادْ....صَلُوا عَا لنَّبِي

بِزْمَانْ (حَاجْ احْمَدْ أغَا) جَانوْا حَرَامِيَّه

شُرْكَانْ وَيَّا الْحَجِّي وْوَيَّا (الدَزْدَبَانِيَّه)

أَمَّا الْيوْم الْحَمدُ لله عِدْنَا دَوْرِيَّه

مْسَاهِرَهْ و مَا تْنَام....صَلُّوا عَا لنَّبِي

بَغْدَاد صَارَتْ شَامْ....صَلَّوا عَا لنَّبِي

لوْلايَه مَامُونَه ومَا بِيهَا حَرَامِيَّه

لِيبُوكَ هَمْ لوْ بَاكَ يْبُوكَ بْحسنْ نِيَّه

****

يَا نَاسْ لَا تِنْسون....صَلَّوا عَا لنَّبِي

يِمْكِنْ مَتِتْذَكْرُونْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

لِعْراكَ مُوجَانَتْ أَرَاضيَّه الزِراعِيَّه

مِتْقاسْمِيها خَمسه ستّه مَرْدَه شوريَّه

وفَلّاحْنَا المَكَرُود يِرسِفْ بِالْعُبُودِيَّه

هَا ليوْم مَا كُو قْياسْ....صَلَّوا عَا لنَّبِي

يَا نَاس والعَبّاسْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

المَلّاك مِتْجَاسِمْ ويا الفَلّاحْ أَراضِيَّه

وْليجِيبْ إسم (أقطاع) هذا سّيء النِيَّه

****

يَا نَاسْ إِحْنَا بْخَيرْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

هَمْ أحْسَنْ مْن الْغيرْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

جَانَتْ لُغَتْنَا بْزَمَنِ الْعُصْمَانْلي تُرْكِيَّه

والْوَيْل لِلْمَا يِفْتِهمْ هَاللُّغَهْ الرَّسْمِيَّه

وْلِيجِيبْ طَارِي الْوَطَنِيَّه أو الْقوْميَّه

خَاينْ وحُكْمَهْ عْدَامْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

ويْصَخّمُوا بِصْخَامْ....صَلُّوا عَا لنَّبِي

واليوْم نِحْجِيْ ونِكْتِبْ ونِدَّعِي الحُرِيَّه

بْكامِلْ الحُرِيَّهْ تَحْيَا الديمُوقْراطِيَّه



معاني بعض الكلمات كما دونها الفنان الراحل عزيز علي :



أياغَه : كلمة تركية تعني الفلوس- الأجور

لَبلَبِي : الحمّص المسلوق بماء الملح

مُختار ذاك الصوْب : يقصد به البغداديون المندوب السامي البريطاني – هو السفير البريطاني بعد ذلك

لِيجِدَّامْ : أمام – آتي

ألايْلِيَّه : غير مسلّح

المِشْخَابْ : مدينة صغيرة قرب النجف

مَجِيدِيَّه : أسم مستشفى قديم في بغداد

الطَّاحْ : الذي يقع – مريضاً

حَنْقَبَازِيَّه : كلمة فارسية تركية كانت الى وقت قريب متداولة بين الناس تعني مُشَعْوِذ – دجّال

بْيَادَهْ : مشاة

سْوَارِيَّه : خيّالة

حَاجْ أحْمَدْ أغَا : رئيس الحراس الليلين

الدَزْدَبَانِيَّه : كلمة فارسية تعني حراس الليل

شَامْ : كان بعضهم يصف مدينة الشام انها بلد آمن

شوريَّه : كلمة فارسية معناها مغسّلو الأموات

المَكَرُود : الفقير – المسكين – وأصل كلمة المكَرود منسوبة الى المخلوق المبتلى بحشرة القراد

مِتْجَاسِمْ : متقاسم



تفسيري المتواضع للمونولوج للأخوة الذين لا يفهمون اللهجة العراقية الدارجة :



المقطع الأول ينتقد سياسة الحكومة :

في عام 1900 كنا تحت الحماية العثمانية و حكومتنا تركية ، وكانت أحوالنا سيئة للغاية (صخام ودهن ليه ، مثل شعبي). أما اليوم فقد تحققت الأحلام وحصلنا على الاستقلال ، والحمد لله فان حكومتنا شعبية وديمقراطية. التهكم والسخرية واضحتين من خلال كلمات المقطع والطريقة في الإلقاء.



المقطع الثاني ينتقد الحالة المعيشية والاجتماعية :

أيها الناس لا تبحثوا لي عن عيوب. فاليوم وبفضل الله نعيش مرفهين وبنعمة إلاهية . وماذا نريد اكثر من ذلك ؟ (هم دين وهم دنيا ) ، الخير آتي والأمور تتحسن يوماً بعد يوم .العراق كله ينعم بالرفاهية... فلا عندنا جوع ولا فقر والعيش مرضي ومقبول.



المقطع الثالث ينتقد سياسة التعليم :

أقول لمن يتوهم ويخطأ الحساب اننا اليوم متقدمين. صَدِقُّوا ان الأفندية (اي المتعلمين) في الزمان الفائت الذين يعرفون القراءة والكتابة لم يكن يتجاوز عددهم ال2 % اما البقية (98%) فهم أُميّينْ. اما الان فحتى الفلاح في " المشخاب " القرية النائية بيده كتاب يقرأه { الفنان يتهكم ويسخر من أقوال نوري السعيد لأن نسبة الأميين في الأرياف عند إذاعة المونولوج كانت لا تقل عن 98 بالمائة}. ويستمر في السخرية فيقول : لقد وصلت حالة التقدم عندنا الى الحد الذي فيه تعلمنا حتى الإنكليزية { يغمز من ناحية المستعمر الإنكليزي } ، اذاً أين الجهل ؟ وأين الأمية ؟.



المقطع الرابع يتناول الوضع الصحي :

كنا في الزمان الفائت في وضع صحي مأساوي..فمن يتوجع (يمرض) فهو في عداد الأموات وكانت الأمراض تفتك بالمواطن يومياً. فلا يوجد آنذاك طبيب متمرس ولا توجد مستشفى كبيرة مثل مستشفى "المجيدية ". ومن يقع مريضاً فيموت بصورة طبيعية ...اما بزائدة دودية او بحمى مالطية ( مرض تسببه بكتريا تصيب الماشية وينتقل الى الإنسان ).

اما اليوم فان قرأتم نشرتنا الطبية فستجدون أن عدد الوفيات هو (2) فقط وسببها السكتة القلبية.



المقطع الخامس يتناول حالات الفساد :

يا ناس : كونوا منصفين ، ولا تحرفوا الحقائق التي تعرفونها. كان رجال ايام زمان دجالين و مشعوذين ، وكنا نسير معهم مشاة وهم يركبون الخيول. والحكم كان يرتكز على الفساد...فهذا ابن عم فلان..وذاك شقيق الشيخ الفلاني.

أما اليوم فالحمد لله لا توجد محسوبية ولا منسوبية ( ولا لحية والحية ، مثل شعبي).



المقطع السادس يتناول الوضع الأمني والسرقات :

اسكتوا يا ناس ، ولا تعاندوا وتصروا على انتقاد الحكم. ففي الزمان الفائت (زمان حاج أحمد أغا ) كان رؤساء الحراس الليلين سراق وكان الحراس أنفسهم شركاء ومتواطئين معهم.

اما اليوم فلدينا دوريات تسهر على أمن المواطنين ولا تنام ، وبغداد غدت كالشام ( كان يضرب المثل بالشام كبلد آمن ). المدينة (بغداد) آمنة وخالية من اللصوص..وحتى لو حدثت سرقة فان السارق يقدم على ذلك بحسن نية .



المقطع السابع يتناول أوضاع الفلاح ( المقطع مفقود من التسجيل ):

اُذَكُركم يا ناس ان كنتم قد نسيتم : في الزمان الفائت ، كان يتقاسم أراضي العراق الزراعية خمسة او ستة أشخاص ، وكان فلاحنا المسكين يعاني من العبودية.

أما اليوم فلا مجال للمقارنة ، فالملاك يتقاسم أراضيه مع الفلاح ولا يوجد اقطاع ومن يذكر اسم الاقطاع فهذا دليل على سوء النية ( المعلوم ان الفلاح في عهد الباشا نوري السعيد كان يرزح تحت ثقل الإقطاع) .




المقطع الثامن يتناول وضع اللغة والثقافة :

ان وضعنا بخير وأحسن من الغير..كانت لغتنا في العهد العثماني تركية والويل لمن لا يفهم تلك اللغة الرسمية أو من يذكر اسم الوطنية او القومية. اذ سيعتبر خائن وحكمه الإعدام .

أما اليوم فإننا نتكلم ونكتب بكل حرية ولتحيى الديمقراطية.

المونولوج يبدأ وينتهي بالحديث عن الديمقراطية والمقارنة مع الحكم العثماني.

- اليكم المونولوج من مكتبتي الخاصة (بدون الترديدة ) والمصدر الاصلي إسطوانة

- المونولوج ( مع الترديدة ) من مكتبة الأستاذ المرحوم السبتي وهي نسخة فريدة ، على هذا الرابط




http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=522088&postcount=237